عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 06-14-2016, 06:42 PM
 
Talking تكملة للقصة 4



انتصف الليل واقترب حلول الثلث الأخير وعمر لا يزال على حالته .. مستيقظ ومهموم ! تارة يفكر في نفسه وما سيفعله
وتاره يفكر بليليان وما خاضته من معاناة فاجعه وما تمتلكه من معلومات عن سعد لا يعرفها وتارة أخرى يفكر بأخته وعن أحوالها وما إن كانت بخير أم ..
تنهْد بعمق يقتطع حبل أفكاره و مُنزعِجاً من كثرة التساؤلات والقلق الزائد فقرر بأن يرغم
نفسه بأخذ غفْوة و يستريح قليلاً فاقترب من ليليان و مد يده نحوها ببطء محاولاً هز كتفها بلطف ليوقظها ، وما إن كاد يلمس كتفها حتى سحب يده للوراء وتراجع ..
أطلق شيمه لنفسه و لحساسيته المفرطة مع النساء إذ كل ما عليه فعله هو أن يجعلها تفيق لا أكثر فلما يزعجه الأمر كثيراً ويضايقه ؟! ..
ولدى محاولته الثانية فاجأه صوتٌ ساخر غير متوقع من مكان قريب منه " يكثر تحرك الذئاب عند هذه الساعة لأغراضٍ خفيه .. أتساءل ما هي؟ "
وبطبيعة الحال لم يكن من الصعب على عمر تخمين المتحدث ، فلا وجود لصوتٍ ذكوري غيره و شخصٌ آخر .. التفت ناحيته
وحدق بهويّته .. لملامح رجلٍ متعجرفٍ أنـانيٍ بارد ، متوسط القامة ، نحيف البنية ، بشرته تميل لاسمرارٍ جاذب ، وعينان
خضراوان كحيلتان تعكس عنادٍ شرس ، ثم شعره الأسود القصير الكثيف الناعم ..
و بملابسه السوداء مع ذلك الوشاح الذي كان مُثلم به عندما أُمسك به ، بدا كمرتزقٍ متمرّد ،
أطلق شتيمه أخرى من بين أسنانه يلعن حظه ..
التعامل مع نوعيته لن يجلب له سوى المتاعب فرد يجيبه ببرود :" أينبغي أن يكون قولك هذا تحذيراً أم فضولاً ؟"
رد بلا مبالاة : " اختر ما شئت منهما ثم أجبني "
" اللعنة ! .. ألا تحفل بحياتك يا رجل ! ، يمكنني قتلك والآن ولن يمنعني أحد هذه المرة !"
"
لو كنت بذلك الرجل الذي يخاف لما قبعت بجانب رجلٍ كسعد حتى الآن "
" أتحاول إخباري بأنني بحاجة لك .. أشكرك لهذا اللطف ولكني سأريحك
من هذه الحياة ! "
مضى نحوه بخطواتٍ سريعة ثم اخرج سيفه ذا المقبض العاجي بغية قتله
بضربة واحدة مُستهدفاً رقبته إلا أن صوتٍ آخر تدخل في اللحظه الحاسمة و أوقفه " لا تفعل ذلك أرجوك ! ..
ليس الآن على الأقل " ارجع عمر سيفه لمكانه وقال دون أن
يلتفت للخلف :" أنتِ حقاً تنقذينه في كل مرة "
" آسفه .. ليس وكأنني أحاول حمايته ولكن تحكم بأعصابك نحن بحاجة إليه
ليرشدنا لمكان سعد "
حدق عمر بها مدهوشاً وقال يردد عبارتها الأخيرة بغضب : " نحن بحاجة إليه ؟! "
ثم أردف " ألم تخبريني في أول لقاء بأنك تعرفين مكانه وما يحبه وحتى
أهدافه مٌسبقاً.. أكنت تكذبين عليّ حينها "
القت ليليان بنظرة سريعة عابرة لياسمين خوفاً من أن تستيقظ بسبب شجارهم
فاقتربت من عمر وخليل ووقفت تواجه عمر وتجيبه :" أعترف أنني كذبت حينها ..
و لكن قد شعرت بالخيبة والفشل وكنت بحاجة لمساندة شخصٍ آخر .. مساعدة
رجل لأن شخص كسعد ليس بالهين لي وحدي " سكتت تنظر لتعابيره التي لا تزال
غاضبه من فعلتها فواصلت حديثها تهدئه : " أنتِ لا تريدني أن اعترف بضعفي الجسدي
كامرأة لتصدقني ، إن تنازلت مع رجلٍ قوي مَهما بلغت مهاراتي فلا أمل لدي بهزمته "
رد خليل يقاطعهما ساخراً :" رائع ! .. إنكِ المرأة الأولى التي تعترف بضعفها غالبكن
يتجاهل وينفي هذه الناحية !" . صوبت ليليان نظرة حقد تجاهه تخبره بأن يغلق
فمه ثم أشارت لعمر بأن يبتعدان عنه قليلاً فابتعدا و كتف عمر ذراعيه
وقال يجيبها ": بعد التفكير استطيع التوصل لأمرٍ واحد فعلته "
" ما هو ذلك ؟"
" لقد قمتِ باستغلالي ! "
فتحت ليليان فمها لتعترض ثم غيرت رأيها .. إنه محق في قوله بغض النظر
عن مبرراتها واسبابها ، ناشدت عقلها بيأس ليُخرجها من ورطتها علّها تخبره
شيءٍ مفيد ، لمع في ذهنها أمر أخبرته بها ياسمين فرفعت ذقنها في ثقه
قائله :" حسنا لن أنفي لم ربما فعلت مع ذلك ياسمين أخبرتني بمعلومة
مفيدة قد تجعل جاسوسنا هذا يتعاون معنا "
تعجب من قولها فقال :" هاتي ما لديك .. ماهي هذه المعلومة ؟ .. أخبركِ أن جاسوسنا
من النوع المزعج دون قتله ! "
" اعلم لذلك ما سأقوله الآن سيفيد .. لديه صديقه مقربه اسمها حنان لدى سعد
و إنها الوحيدة التي يتهم لأمرها "
" إذن ؟ .. بماذا يمكن لهذه المعلومة أن تفيد ؟"
" يمكننا مساعدته في تحرير حنان وبالتالي يخبرنا بمكان سعد "
" أنت تمزحين ؟ .. أتعتقدين أنه من النوع الراضخ والمُساعد "
" لما لا نجرب ذلك وبعدها نحكم ! "
نظر كليهما ناحيته فوجداه يغط في النوم أو ربما ذلك ما يتصنّعه .. تحرك عمر ناحيته
فأوقفته ليليان قائلة :" اتركه ! غدا لدينا يومٍ طويل وسنتمكن من إقناعه بصورةٍ
أفضل ..كما أنك لم تنم حتى الآن أليس كذلك ؟ "
" أستطيع الحراسة "
" لا ، يجب أن تستريح فلا نعلم ما قد يواجهنا غداً "
" حسنا أنـا ذاهب .. إن شعرتي بالتعب ايقظيني ! "
ذهب عمر في طريقه وظلت ليليان في مكانها تفكر .. ماذا ستفعل غداً وكيف
ستقنع خليل ؟ .. وهل ستنجح في خطتها ؟