[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/11_04_16146039976309682.png');"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center] جلست على أريكتها و استندت رأسها بأحدى يديها , رفعت إحدى رجليها على رجلها الآخرى .
ثم قالت بانزعاج : ماذا الأن أمي ؟
قالت الأم بتردد :
أعلم اعلم جيدا ان لندن هي حياتك , و أعلم ان ما سأقوله سيزعجك إلى حد كبير .
أستفسرت أكثر: ماذا هناك أمي ؟ لا تقولي أن ..
قاطعتها والدتها بتلك الكلمة التي توقعتها : سننتقل !
اتسعت عيناها رغم هذا ما كان متوقعا و صمتت لثواني معدودة بعد ان اشاحت نظرها إلى الأرض .
تمتمت : بسبب عمل والدي مجددا ؟
أطرقت أمها برأسها : هذا صحيح .
عارضت بقوة :
ماذا لو فعلنا ما فعلناه سابقا ؟ أعني ان يلغي ابي الترقية مجددا .
جلست أمها بجوارها و وضعت يدها على ظهر كاسيدي لتقول :
حبيبتي تعلمين ان حالنا ليس جيدا جدا , و والدك يحتاج لزيادة مرتبه .
تنهدت بعمق ..و اتبعت ذلك :
لا أريد الانتقال .. حياتي كلها هنا .
حاولت والدتها جذب انتباهها بقول :
سنذهب لأمريكا .. بلد رائعة .
صرخت بأنكار :
أمريكـا !! لا حتى انها ليست في انجيلترا .. ولا حتى أوربا ..
ظهرت علامات الحيرة والقلق على وجهه والدتها لقول قرارها التي حسمته :
إذا سنذهب أنا و والدك فقط !
قالت بحماسة : أتعنين .. تعنين أني سأعيش وحدي ! فتاة في السابعة عشر تعيش وحدها في منزل كهذا .. واو هذا رائع ... قبلت الصفقة بلا شك .
أجابتها : حسنا .. ليس هذا المنزل تماما .. انما سنستأجر لك شقة ما .
اندفعت في قرارها : لا بأس قبلت ذلك ..
تسللت تلك الأحرف إلى مسامعها :
كاسيدي ! هل أنت على مايرام ؟
نظرت حولها لتستنتج أنها في تلك المنظمة و أن ذكرياتها تلك لم تكن إلا سرابا .
ابتسمت و أجابت :
أنا بخير آبي .. لقد ذهبت للبعيد البعيد .
سألتها : مالذي يشغلك لهذه الدرجة ؟
أجابت بوضوح : ليس أمر مهما . 12
انتفضت قليلا عندما سمعت صوت فتح الباب لكنها ارتاحت عندما وجدت ان ذلك الشخص لم يكن سوى لورا الهادئة .
رحبت بها بصوت خافت : لورا .. آهلا .
بادلتها لورا بابتسامة بدت غير حقيقة في ناحية من النواحي , ولكن لم يكن على كارولاين إلا الابتسامة لها .
سألتها بأدب : قلقت عليك .. هل لي ان اعرف اين كنت ؟
أجابتها لورا اجابة دبلوماسية :
لم أكن في المكتبة !
سكتت كارولاين و لم تدخل أكثر ..
و انهت حوراهما : سعيدة لأنك بخير.
همست لورا : أشكر لك اهتمامك .
جلس على كرسي أمام ذلك المكتب الخشبي الفاخر .
قال روبنسون بحسم :
ستُرسَل لك كل التقارير و المعلومات عن المتمردين .
صاحبت إإبتسامته عبارة :
أصبحت تثق بي الأن .
أطرق روبنسون : أمر الثقة قائم بيننا من اليوم الذي عينتك فيه رئيسا للمجموعة .
همهم قليلا بينما تاه روبنسون في فهم تلك الهمهمـات ..
وقف ليوناردو قائلا :
سأكون بأنتظار كل تلك التقارير .
أجاب روبنسون :
بالطبع .. آراك قريبا . عانقتها بحب وهي تودعها :
سنشتاق إليك يا صغيرتي الوحيدة .
ابتعد عنها لتقول : لست صغيرة أمي .
وضعت والدتها يديها على خدي كاسيدي وهي تقول معابتة :
ستكونين صغيرتي حتى بعد مئة عام .
تقدم و الدها وقام بمعانقتها أيضا ليهمس :
اهتم بنفسك جيدا .. نعلم انك قادرة على فعل ذلك ولا تنس انه قرارك في النهاية ..
ابتسمت وقالت بثقة : اعلم .
اصدمت به خطأ فسقطت , مد يده لها و هو يقول بنبل: هل أنت بخير ؟
رفعت رأسها تدريجيا لتنطق : ليو .. أقصد سيد ليوناردو .
أخبرها : لا داعي للرسميات .. فليكن ليوناردو .
أمسكت بيده فساعدها على النهوض , ثم اردفت مجاملة :
أظن ان سيد تناسبك أكثر .
أكملت : آعتذر لم انتبه لوجودك فهناك أمر يشغلني .. أكنت خارجا من مكتب السيد روبنسون؟
قال بهدوء :
نعم كاسيدي .. صحيح ؟
قالت بنبرة عادية :
صحيح .. أنا ذاهبة إليه الأن .
أختتم حديثهما :
ألقي التحية عليه ..
واختفى من امامها , اكملت طريقها لتطرق الباب فور وصولها ..
سمعت صوته الرجولي :أدخل !
فتحت الباب بابتسامة خفيفة صاحبها :
آهلا سيد روبنسون .. مساء الخير .
اجابها :
مساء الخير كاسيدي .
تقدمت بخطوات معدودة للجلوس في كرسي قريب من المكتب وهي تقول :
هاتفي لا يملك تغطية للدول الخارجية .. هل استطيع استعمال هاتف المكتب ..
سألها : أهو شخص مهم .
قالت بأستياء :
تذكرت .. أقصد لم اتحدث مع أمي منذ فترة طويلة .. واليوم عيد مولدها .. ولم ارسل لها بطاقة حتى .
أجابها روبنسون بلطافة :
لا عليك .. ستتفهمك , ثم قرب الهاتف إليها .
ابتسمت وادرفت :
شكرا سيد روبنسون .
مع شروق الشمس , صوت ضربات مزعج تعالى إلى أذن ريكاردو النائم , استيقظ منزعجاً و اتجه نحو النافذة ليشاهد كايرو أمام دمية خشبية يضربها مستخدماً عصاه بعنف خالعاً قميصه و قد امتلأت الأرض بعرقه المتطاير
ناداه ريكاردو :
ألم تجد مكاناً مناسباً غير هذا المكان ؟
توقف كايرو و قال :
من المفترض أن أتدرب في الغرفة لأنها مشتركة بيننا و لي حق بها
هنا فتحت لورا نافذة غرفتها و قالت لكايرو :
كايرو ! لا أستطيع القراءة , توقف عن التدريب
أشار بعصاه نحوها و رد بتبجح :
أيتها الحمقاء لا شأن لي بك , لن أتوقف
أكمل كايرو ضرب تلك الدمية متجاهلاً تذمرهم .
بعد نصف ساعة مر ليوناردو من عند كايرو الذي لا يزال يزيد من شدة ضربه لتلك الدمية التي تكسرت نوعا ما , توقف عنده و بادره : ألا تعتقد بأن تدريبك هنا يسبب الإزعاج للبعض ( كان ينظر لنافذة لورا التي كانت تحدق بكايرو منتظرة انتهائه من تمرينه )
زفر كايرو بانزعاج ثم وضع عصاه على الأرض و انتقل إلى تمرين الضغط ليعد بصوت مرتفع : واحد , اثنان , ثلاثة , أربعة , خمسة , ......
انزل ليوناردو رأسه يائساً و دخل إلى المركز
صرخ : دعني يا جون , سأتفاهم مع ذلك المزعج بنفسي
كان جونثان يمسك بيد ريكاردو يحاول تهدئته و يمنعه من الخروج :
ريكاردو !.. لا تزعج نفسك , سوف يتعب قريباً
سحب ريكاردو يده و رد متضايقاً ببعض الغضب : لم أهنأ بنومي و لا حتى بالإفطار على صوته العالي و أيضاً, توجه ريكاردو إلى النافذة و فتحها و قال له اسمع , اقترب جونثان من النافذة ليسمع : 1482 , 1483 , 1484 , .....
ثم قال غاضباً :
هل تعتقد أنه سينتهي , الشيء الوحيد الذي سينتهي هو هذا المبنى
شعر جونثان بما يشعر به ريكاردو فقال حازماً :
سأنزل له بنفسي , ابق هنا ولا تثر المشاكل
خرج من الغرفة و نزل إلى كايرو الذي كان الإرهاق بادياً عليه و هو يقول أخيراً : 1500 مرة
بأدب قال له جونثان : كاي! , هذا هو يومك التاسع من تدريبك , أرجوك اخفض صوتك , تعلم أن المنطقة هنا هادئة جداً و هناك من يعمل بداخل المبنى , إن كنت لا تهتم لنفسك اهتم بغيرك على الأقل
كان كايرو يستمع له و هو ملقاً على الأرض , بعد لحظة استلقى كايرو على ظهره و قام بتمرين شد البطن متجاهلاً جونثان الواقف و بدأ يعد بصوت عادي, تجهم وجه جونثان و قال بتذمر : يا لك من عنيد
خارج مكتب السيد روبنسون , طرق ليوناردو الباب بهدوء ثم دخل ليجد روبنسون يجلس في وضعية التفكير ينظر لليوناردو , قال له روبنسون : مرحباً بك , تفضل
جلس ليوناردو و لم يبدأ الحديث , سأله روبنسون : هل من جديد يا ليو ؟
ابتسم ليوناردو بلطف قائلاً : في الواقع جئت لأسألك هذا السؤال , الوضع ساكن منذ مدة و هذا يثير القلق , حضرت إليك متأملاً أن أسمع منك أي شيء , على الأقل الخطوة التي ستقوم بها
ابتسم السيد روبنسون ثم قال له : في الحقيقة أود أن أطلع الجميع على الأمر , سأجمعهم بعد الغداء , كن هناك
نهض ليوناردو من عنده بعد أن قال : سأكون هناك
الساعة الثالثة عصراً , كان الجميع في غرفهم بينما سمع الجميع صوت الجرس مع ظهور ألوان عديدة أثارت حيرتهم , تحرك الجميع إلى قاعة الاجتماع و جلسوا منتظرين السيد روبنسون إلى أن ظهر و وقف في مكانه المعتاد
سأله كايرو : هل ظهور جميع تلك الألوان يعني انتهاء المهمة قبل البدء بها ؟؟
قال معتذراً : آسف هناك خلل بسيط كنت أتأكد من أنه لن يتكرر
أردف : عموماً , هناك ما أود النقاش به معكم
انطفأ ضوء القاعة و اشتغل جهاز العرض المعلق في الأعلى عارضاً صورة لمصنع كبير , ثم بدأت الصور تتبدل مظهرة المصنع من عدة جهات و بعض الأماكن داخله , تحدث روبنسون : كان فريق الرصد و ترجمة المعلومات لدينا يتلقى إشارات متقطعة من ذلك المكان قبل مدة و بعد عمل لم ينقطع تمكن فريقنا من التسلل إلى قاعدة بيانات ذلك المصنع و اكتشفنا أن هناك معلومات تخص تلك المجموعة المتمردة تشير إلى أنه مركز لتطوير نشاط و إدراك الفضائيين في حين أن الرادار لم يلحظ أي نشاط فضائي واضح
أشارت آبيغال :
و كأنهم يخفون أمر تعاملهم مع المصنع
كاسيدي : هل تعنين أنهم يملكون قسماً لهم مخفياً هناك ؟
ردت : تقريباً
سألت لورا :
ما هي مهمتنا ؟
رد روبنسون :
أريد مناقشتكم في الأمر , ما رأيكم أنتم ؟
قاطعهم كايرو بثقة و ثبات :
فخ واضح !! هذا كل ما في الأمر
نظر له جونثان و سأله بحزم :
لما كل هذه الثقة ؟
رد عليه بتذمر : فكر بالأمر , كانوا يرسلون إشارات متقطعة و فجأة ظهرت تلك البيانات , لو كانت تلك البيانات موجودة مسبقاً لاكتشفها فريق مركزنا نظراً لمهارته لكن ظهورها بهذه الطريقة يؤكد كلامي
رفع جونثان يده :
أقنعتني , أنا مع كاي في الأمر
كانت كارولاين تجلس و تستمع إلى تعليقات الجميع بهدوء دون المشاركة معهم , كان السيد روبنسون يقف صامتاً منتظرة سماع آراء جديدة مع قرار ذهابهم أو لا , قالت لورا بعلانية : أرى أن نذهب و نستكشف الأمر هناك
صمت خيّم على المكان لثوان قليلة ليُسمع صوت ريكاردو :
أرى ذلك أيضاً , لو كان هناك فضائيين سنسحقهم و إذا لم نجد سنعود
نظر له السيد روبنسون نظرة ذكرته بأنه معاقب فارتسمت ملامح عدم الرضا عليه , أيّدت كاسيدي اقتراح ريكاردو لولا اعتراض كايرو بهدوء : أشعر بأن الأمر به مكيدة , تلك المنظمة لن تكون متهاونة في عدم تحفّظ معلومات كتلك
نظر جونثان لكايرو : ألاحظ أنك متخوف من الأمر , حتى لو كان فخاً سنتأكد من ذلك , تطوير ذكاء الفضائيين سيحدث ضرراً كبيراً
صمم كايرو على رأيه و وقف قائلاً :
اسمعوا إذا , سننتظر أكثر , إذا ظهرت تلك الإشارات سنذهب , ما رأيكم ؟
أنهى السيد روبنسون النقاش :
حسناً , سنتوقف هنا و سأعلمكم بقراري عما قريب , تفضلوا رجاءً
أضاءت الغرفة و خرج الجميع عدا ليوناردو الذي بقي جالساً على مقعده , نظر لأخيه مستغرباً :
ليس من عادتك أن تؤجل قراراتك روبنسون
جلس على كرسي قريب منه و قال مبرراً :
أردت فقط مناقشتهم في الأمر , تعلم بأنهم هم من يقوم بالمهمات و التقارير لا تكون بدقة ما شاهدوه
هز ليوناردو رأسه إيجابا و خرج بعد أن قال :
حسناً , لا بأس
عندما خرج قرر العودة إلى بيته و في نفس الممر شاهد كايرو ملصقاً ظهره لجدار الممر رافعاً إحدى قدميه , مر ليوناردو بصمت لكن سؤال كايرو استوقفه : لماذا كنت صامتاً طوال الوقت ؟ هل هناك ما تخفيه ؟
اتسعت عينا ليوناردو قليلاً , التفت إليه و سأله بتحري :
لماذا كنت تصر على عدم ذهاب المجموعة ؟
بدا التعكر على كايرو لرده السؤال بسؤال لكنه أجاب ببعض الكبرياء : أنت لست صغيراً كالبقية ليو , تلك المنظمة تتحرك في الخفاء بدهاء منذ مدة و كل مخططاتها العادية كانت في الظلام فما بالك بأمر كبير كهذا , أشعر بأنهم يستدرجوننا مع تأكدهم بأنهم سيتخلصون منا
شعر ليوناردو ببعض العجز في نفسه تجاه ما قاله كايرو للتو , سأله مرة أخرى : لماذا تخبرني بما تفكر فيه ؟
حك رأسه و أجاب بملل : لأنك الوحيد الذي لديه عقل هنا
أنزل كايرو قدمه و سار بطريقة معاكسة لليوناردو و قال خاتماً : أكمل طريقك
استغرب ليوناردو منه , طريقة تفكيره تثير شيء بداخله ( حقا غريب ) هذا ما قاله في نفسه و هو يسير خارجاً من المبنى
حل الليل و سكن الجو في الأرجاء , دخل كايرو الغرفة و المنشفة معلقة على كتفه عائداً بعد حمام مائي بارد , جلس على سريره و نظر إلى جونثان الذي ظهر عليه السرحان , قاطعه كايرو : إذا لم تكن تفكر في شيء مفيد توقف
نظر له ريكاردو معارضاً :
و ما شأنك بتفكيره يا صاحب العيون الأربع ؟
رد عليه بغرور :
عين واحدة أملكها ترى ما لا تستطيع أن تراه أربعين عيناً من عيونكم الواهنة
نطق جونثان :
كفاكم شجاراً , كايرو ! كنت فقط أفكر في طريقة السيد روبنسون في مناقشتنا اليوم , و كأنه كان يريد الاستماع لنا فقط
كايرو :
معك حق لكن استغرب من أن صاحب الفم الكبير لم يكثر الكلام
نظر إليه جونثان و علامات الاستفهام على رأسه ليصرخ عليه ريكاردو :
من تعني بصاحب الفم الكبير ؟
أردف كايرو :
و الصوت المزعج أيضاً
رفع ريكاردو صوته متململاً :
ااااه , تبدو هذه المهمة مثيرة لكن لن أشارك بها في الواقع لأني معاقب نتيجة هروبي
قال كايرو بتذكر :
إذا هربت جولي , في الواقع تستحق الشنق و ليس الحرمان من المهمات
سأله :
لماذا ؟!
استلقى و سحب غطاء سريره و صد عنه و أغمض عينه استعداد للنوم متجاهلاً ريكاردو
اليوم التالي الساعة 4:40 مساءً
استبدل كايرو تلك الدمية الخشبية بأخرى حديدية و أكمل تدريبه عليها , كانت لورا تشاهد الغروب في تأمل و هدوء , قطع ذلك التأمل صراخ كايرو : هيييييييه لورا , لقد تدربت كثيرا هذه الأيام , تعالي سأختبر نفسي
ردت ببرود :
و ما شأني بذلك
و أغلقت نافذة الغرفة , بدأ كايرو يضغط بيده على العصا و نار الغضب تشتعل بداخله , ترك الساحة و دخل إلى غرفته ليرى ريكاردو يهم بالخروج , ابتعد عنه و دخل ليأخذ حمام ما بعد التدريب
دقت ساعة الثانية عشر ليرن معها جرس المقر مضيءً باللون الأحمر , استيقظت كاسيدي منزعجة : مهمة في هذا الوقت ؟؟
ردت آبيغال بصوت ناعس و هي تحاول النهوض :
لا أعلم , لنرى الأمر
في غرفة أخرى نهض جونثان قلقاً من الأمر , هجوم ليلي من الفضائيين , هذا ما كان تفكيره منصب عليه , أيقظ ريكاردو و استيقظ بسرعة و عندما قرر الذهاب لإيقاظ كايرو وجده يحرك يده نحو المنضدة التي بجانب السرير و هو مغمض عينه إلى أن لمست يده ساعة موجودة هنا , دون تواني رمى بها نحو الجرس ليقول بصوته النائم : أكره الإزعاج ><
تحرك نحوه جونثان مسرعاً :
كايرو لقد تأخرنا بسرعة انهض !!
مد كايرو يده نحو المنضدة مرة أخرى ليجد دفتر ملاحظاته الذي رمى به بالقرب من وجه جونثان دون أن يصيبه , أمسكه ريكاردو و طلب منه أن يتركه و يسرع إلى الاجتماع , في القاعة وصل الجميع و الإعياء بادٍ على وجههم النائمة , لم تقاوم جولي رغبتها في النوم فوضعت رأسها على الطاولة , دقائق عدة حتى حضر كايرو صارخاً على الجميع : يا مجموعة الحمقى , إذا لم يكن هناك داعٍ لإيقاظي فسأقطع رؤوسكم دون رحمة
ثوان دخل السيد روبنسون قائلا باندهاش :
ما الخطب ؟!! ما الذي حدث ؟؟
التفت له كايرو قائلاً بانزعاج :
ينبغي أن يوجه هذا السؤال لك سيد روبنسون
حوّل روبنسون نظره إلى الضوء الأحمر ليجد ماري قادمة إلى القاعة , قال كايرو بملل :
هل هو عطل آخر ؟
قال ريكاردو ببؤس :
يبدو ذلك
صمت الجرس و انطفئ الضوء الأحمر و ضوء القاعة أيضاً , ظل يعمل و يطفئ من تلقاء نفسه حتى انطفئ أخيرا و عمل جهاز العرض على الجدار , ظهر رجل ليس بغريب على لورا التي قالت بدون شعور : كريس
ابتسم و بدأ بالحديث بطريقة جمهورية : أهلا جميعاً , تلاحظون أن الفوضى ألمت بالمركز و السبب مجهول , على كل حال هذا ليس موضوعي , أردت أن أقدم لكم هدية متواضعة بدون مناسبة أتمنى أن تقبلوها مني
ظهرت صورة المصنع من الخارج ثم عادت صورة كريس مرة أخرى ليكمل : هناك عدد من الفضائيين موجود في ذلك المصنع الذي كنتم تتجسسون عليه , في الحقيقة أشفق على حالكم و تقنياتكم أيها الـ a.k.u هل أنتم متأكدون من كونكم قادرين على تحمل مسؤولية حماية لندن ؟؟ كي لا يطول الكلام , أبواب المصنع مغلقة و لن تفتح إلا بعد ثلاث ساعات من الآن , كونوا على استعداد و أنصحكم بعدم التأخر , إلى اللقاء
انطفأ جهاز العرض و عاد الضوء لطبيعته , قال عندها ريكاردو بغضب طفيف :
ذلك الأحمق , أود تحطيم وجهه , هل يضننا مهرجين
ضحك كايرو بخفة و قال :
أنتم كذلك
دخل أحد رجال المركز مسرعاً و قدم ورقة إلى السيد روبنسون و قال بأسف :
معذرة سيدي عما حدث . و خرج من المكان
بدأ روبنسون يقرأ الورقة و يطلعهم : اسمعوا , يبدو أنهم اقتحموا نظام المركز الرئيسي تاركين لنا ذلك المقطع المسجل , تمكنا من إعادة الوضع لحاله لكن ...
اتسعت عينا روبنسون و بدأ التوتر واضحا عليه
سألته آبيغال : ما الأمر سيدي ؟!
قال بعد أن تماسك : تشير أجهزة الرصد إلى أن هناك 400 فضائي من المستوى الأول و 40 من الثاني بالإضافة إلى رجال مسلحين في ذلك المصنع
"حقاً " قالتها كاسيدي بذهول , في هذه اللحظة دخل ليوناردو القاعدة ناظراً للجميع , قال بابتسامة رضا : صحيح أن العدو يحشد قواته هناك لكن لا مفر من الذهاب , استعدوا هيا !
اعترضه روبنسون بنبرة حادة :
لكن ريكي و جولي محرومان من الذهاب إلى المهمات لفترة
نظر إليه كايرو و قال شارحاً :
سيد روبنسون , العدو كبير و نحتاجهم حتى لو كانا معاقبين
كان ليوناردو ينظر لكايرو و كأنه يكبت ما يود قوله , أغمض روبنسون عيناه و تنهد بقوله :
سأسامحكما نظراً للظروف الملمة بنا , انطلقوا !
وقف الجميع استعداداً للذهاب سوى كايرو الذي كان جالساً يقول بثبات :
في السابق كنت شاكاً في الأمر لكن الآن أنا متأكد , انه فخ و سيكون الخلاص منه صعباً
أمسك ليوناردو كتف كايرو و أدار به ذلك الكرسي و تكلم بجدية :
إلى متى و أنت تريدنا أن نبقى هنا نشاهد ؟ إذا كانت خائفاً ابق هنا ؟
لمعت نظرة الحقد المتقدة من عيني كايرو بشكل واضح حيث أن الجميع شعر بحقده يكاد يتجسّد في شكل نار اشتعلت حوله , وقف كايرو بدون كلام و خرج من القاعة سالكاً طريقاً غير طريق الخروج ثم عاد ليجد أن السيد روبنسون قد وزع مفاتيح السيارات , دخل كايرو و معه عصاه لكن بلون مختلف عن ذلك اللون الخشبي إلى الأسود الداكن , قال كايرو في نفسه : انها ثقيلة جداً لكنها أقوى
عندها خرج الجميع من القاعة إلى السيارات عدا ليوناردو الذي تأخر بعض الشيء , عندما لحق بالجميع قابل كايرو في أحد الممرات ينتظره بتلك النظرة الحادة , لم يكترث ليوناردو له بل انه كان سيسير من جانبه لولا أن كايرو وضع عصاه في طريقه و قال له بغيظ : إذا مات احدهم ستكون الثاني , أتفهم
و خرج كايرو من المبنى و تبعه ليوناردو دون اهتمام
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN] |