عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 07-18-2016, 11:55 PM
Sia
 
ضممت والدي بقوة اطمئن عليه أنه بخير .. مسح علي و قال بحنان : كل شيء بخير حبيبتي ما بك ؟! لقد انزلقت قليلا فقط لنصطدم بصخرة صغيرة , آآه كم أنا آسف .. أنا آسف وردتي لقد جعلت ذكرى التجربة تعود إليك... سامحيني !.
كدت أبكي لكني تماسكت بقوة و أنا أقول بارتجاف : بخير .. أنا بخير .. أبي...
استيقظت جيني فزعة و أخذت تبكي بصوت عالي , فلتفت والدي إليها... و رأيت من النافذة صاحب السيارة الغامقة يخرج و ظله الطويل يسرع نحونا ..
لم يصدم بالسيارة أنما افزع أبي الذي فقد السيطرة قليلا و أيضا كان هذا بسبب حديثي الأحمق إليه , يجب ألا أنطق بشيء أبداً في السيارة ...!
. اقترب الرجل من نافذة أبي و قال بأسـف : هل أنتم بخير ؟! , آسف للغاية لقد كنتُ مسرعاً .. هل أنت بخير سيدي ؟!.
قال والدي بضيق وهو يهدأ جيني التي تبكي بحجره : نحن بخير , ربما نحتاج لمد الساقين قليلا...
قلت بتوتر و قلبي لا يزال يضرب بقوة : أبي أيمكننا أن نكمل...؟!
نظر نحوي والدي بتعب و جيني تسبب الصداع له و لنا كلنا حتى الرجل بان عليه الضيق وهو يقول بلطف : يبدو بأنكم مسافرون , ربما لو جلستم قليلا ترتاحون ..
قال والدي ببرود وهو يتفحص الغريب : نعم مهما يكن , شكراً لك .
قال الرجل برفق وهو يخرج بطاقته : أنا أدعى فرانس , الدكتور لوك فـرانس.
حدق والدي بتركيز متعب في بطاقته بينما تأوهت بضيق شديد و اخفيت العكاز الذي بجانبي ليراودني فجأة شعور باختناق رهيب ..
تحدث والدي بصدمة فاجئني : فرانس ! , أنت ابن جورج فرانس صديق والدي براين موند ! .
حدق الرجل غير مصدق و مد يده ليصافح أبي بسعادة وهو يقول : أذكرك و أذكر السيد براين !! آآآه كم هذه مصادفة رائعة !!.
شعرت بأنه سيغشى علي حتماً , صديق والدي القديم ... طبيب !! ... بل هي مصادفة من الجحيم !!
هذا ما ينقصني بالضبط ! , راودني كره شديد تجاه الرجل الذي يضحك .
قال والدي متأسفاً : آه هذين ابنتايّ كلـارآ وصغيرتي جيني ..!
ضحك الرجل بسعادة وهو يقرب وجهه قليلا مبتسما كانت ملامحه جميلة و طيبة جداً وهو يمد يده ليصافحني...
مددت يدي بضيق و قال هو بمرح : اهلاً كلآرآ .. يالك من شابة جميلة !
همست بتوتر وعيناي متسمرتان عليه : شكراً .
_ آه ابنتك من النوع الخجول مثلك , ماذا عن جيني .. مرحباً يا ألطف كائن صغير !.
وضحكت جيني بسعادة وهي تلمس يديه , آه جيني أنها تسحر كل الشبان الوسيمين على عكسي !.
حسدتها لثانية ثم كتمت ضحكة ساخرة على نفسي !... قال والدي بمرح : إذن لنخرج قليلا كي نمشي .. ما رأيك كلآرا ؟.
حمداً لله أنه تذكرني فقد شعرت بالنبوذ فجأة ! , لكن قلت ببرود لم أقصده : لا أريد الخروج...!
حدقوا كلهم بي حتى جيني , همس والدي وعينيه تبحثان عن العكاز وكأنه فهم ما يحدث : آه ! سوف نتمشى أنا و لوك هنا و معي جيني اخرجي قليلا حبيبتي !.
قلت باقتضاب : طيب !." و أنا لا أنوي الخروج إلى الأبد !.
مشوا قليلا مبتعدين ولكن قبلها رمقني الرجل بفضول ممزوج بالعطف .
تنهدت و أنا أرهم يقفون قرب سيارة الرجل الطبيب و شعرت بأن كلا ساقي تؤلماني بشدة ففتحت الباب بصمت و وقفت
بلا عكاز مستندة بشدة على الباب ..ظللت بمكاني صامتة كالفجر الذي بدأ يتسلل .. بدأت أحرك ساقيّ ببطء و أنا بمكاني ثم الأخرى و دلكتها بيدي ..
فجأة اقتربت صوت خطوات , ثم صوت الرجل رقيق وهو ينطق : هاي كلآرا ! , أليس الفجر جميلا ؟!.
ظللت منكسه رأسي ..أدلك ساقي التي لا أمل بها و قد اختفت لفافاتها تحت بنطالي الأسود الواسع...
تابع بمرح خفيف وهو يتكأ بجانبي : الجو دوماً جميل متأكد بأنك ستحبين البلدة !.
قلت بخفوت : بالطبع سأفعل أن أحببها والدي .
و كنت أتساءل برعب أن كان أبي قد ألمح له شيئا ما...! , نظر نحوي بلطف وقال : منزل جدك بالقرب من منزل والديّ , بالطرف الآخر بينما منزلي أنا وزوجتي و ابني بالطرف الآخر للبلدة قرب المستشفى !.
توترت بشدة و غص حلقي لذكر كلمة مستشفى ! , قلت ببرود أغير الموضوع : ماذا عن المدرسة ؟!.
_ المدرسة في منتصف البلدة . هي تجمع الاعدادية و الثانوية بجانبها مدرسة المرحلة الابتدائية.
أومأت برأسي و نظرت نحو والدي وجيني التي وضعها على الأرض المعشوشبة لتمرح الصغيرة تحت الضوء الخافت .
نظرت للرجل جيداً , شعر بني داكن ملامح وسيمة عينان بنيتان فاتحتان يبدو أصغر من والدي بسنتين أو ثلاث ..
ابتسم لي بسحر و قال : لنتمشى قليلا ..
قلت باقتضاب : أبعد سيارتك عن الطريق !. " كنت أنوي قول ابتعد أنت عن طريقي !!.
_ لن يمر أحداً من هنا الآن ؟!, تبدين لي دفاعية جداً , هل كل شيء بخير عزيزتي ؟. أكان هذا بسبب الحادثة قبل قليل ؟!.
هززت رأسي نفياً و صوت طنين يزعج أذنيّ . آه كنت فضة و مريبة !.
ثم نطقت بهدوء وأنا اتمسك بالباب بقوة لفتت انتباهه : سأعود للجلوس !.
قال بسرعة وهو يتحرك بوقفته : لا من الجيد أن تمشي قليلا ! , والدك أ.. أخبرني !.
حدقت به بسرعة و ابعدت عيني , قلت بحده خافته : قلت لا أريد...
_ كلآرا .. أنا أعرف أنه هذا جيد لك .. أنني طبيب عظام وأربطه !.
زفرت بقوة واضحة أمامه أبين تعاسة حظي ! .. قلت و أنا أهز رأسي مما جعل شعري الداكن يتحرك : لا أريد فقط ..
_ أنتِ لم تحبي الأطباء صحيح ؟! , أنظري سأغادر و أنتِ أفعلي ما تودين فعله !.
قلت بضيق : هذا شأني !.
_ ربما سنتقابل كثيراً ..
_ لا أظنني أحب هذا >< "... شعرت برغبة عارمة بركل ساقه , يالا الأطباء الفضوليين يعشقون كل حالة مرضية !.
ضحك بلطف وهو يقول : لست أقصد المستشفى ! , في المنزل ربما...
قلت ببرود وعيناي تشتعلان شراً : أننا نحاول أن نبدأ من جديد !!.
قال برفق وحنان : وأنا أريد مساعدة... صديقي و عائلته .
_ لستَ تقوم بعمل جيد قبل قليل !.
قلت بوقاحة ولم أبالي بوجهه المندهش , لكنه بسرعة غير ملامحه للطف وهو يجيب بأسف : أنا آسف حقاً ! , لقد حذرني جاك قبل قليل من التحدث إليك وأنت بهذه الحالة !.
و اظهر ابتسامه كبيرة , شعرت بالحرج ! , أبي سأقتله >< لولا أني أحبـه !.
_ أجل و أنا آسفـة أيضاً , لكن هل ستحاول معالجتي في مواعيدي بالمستشفى لاحقاً ؟!.
رفع حاجبيه كلاهما و قال بفخر : بل لن أسمح بأي طبيب بأن يقترب من ابنة صديقي ! , أنا من سيعالجك بالطبع ^^.
ليست هذه الأجابة المريحة التي انتظرها , همست بضيق شديد : إذن تحمل نتائج ردود أفعالي !.
ضحك بمرح و قال وهو ينفش مقدمة شعري مداعباً : هيا عزيزتي , اجلبي هذه العكاز لتسيري قليلا...
حدقت به و قلت بعصبية : لن أفعل . سأنادي أبي الآن لنكمل السير...!!
قال بيأس خفيف : آه صحيح , حسنا كما تشائين , سأغادر أنا الآن أيضاً , إلى اللقاء.
ابتسم لي و بدوري حاولت ان ابتسم لكني لست واثقة هل خرجت مني ابتسامه و غادر الرجل إلى سيارته .. بينما والدي يقترب سلما على بعضيهما و كل ركب سيارته ,
قال أبي بتوتر مخفي وهو يضع جيني بالخلف ثم يعود ليفتح باب مقعده : آه كلآرا ! , هل كل شيء بخير حبيبتي ؟.
_ أجل أبي .
قلت كاذبة و أنا أشعر بالضيق من كل شيء... حتى منظر الفجر لم يرق لي بل داهمني النعاس بقية الرحلة .
.
--- بعد ساعتين .
_ صغيرتي !, لقد وصلنا .. كلآرا .. هيا افيقي !.
سمعتُ صوت والدي ففتحت عيناي بثقل و نظرت نحوه أولاً , كانت جيني بحجره وهو يقود بيد واحدة و قد أشرقت الشمس !
قلت بضيق : أبي كيف يمكنك القيادة و...
قاطعني بابتسامه : أنظري من النافذة لقد وصلنا !.
نظرت بتجهم و رأت منزل ريفي جميل كبير , أكبر من منزلنا بالمدينة ! , تحيطه اشجار السرو و الصنوبر الضخمة المعمرة ! و هناك ما بدا لي غابة ربما .. تضايقت بدل أن أفرح ولا أدري لمَ .. لكني تبسمت بصعوبة لأجل أبي الذي يراقبني !.
توقف قرب السياج الخشبي الجميل و المدخل الواسع , و قال مفكراً : استطيع الدخول بالسيارة !.
قلت محتجة : أبي ستقتل الحشائش !!.
_ هي ميتة أصلاً ..! " قال بلا مبالاة .
و دخل بسيارتنا الفورد الصغيرة حتى توقف بنعومة قرب المدخل , و نظر نحوي متحدياً مبتسما... فكشرت بوجهه !
قال بحماس وهو يفتح الباب : سيكون هذا رائعاً , تعالي يا جيني لنترك اختك العابسة خلفنا !.
فغرت فاهي بغضب ! مالذي تقوله ؟, صررت بعصبية و لملمت شعري المنفوش جراء النوم برباط اخذته من
حقيبتي الصغيرة و عندما رفعت رأسي لم أجدهما ؟!. كان هناك فقط اصوات العصافير و خشخشة الأشجار .. رأيت ساعة يدي تشير إلى السادسة صباحاً...!
خرجت بسرعة و أنا اتكأ على عكازي , قلت منادية : أبــي ؟!. جيـني أين ذهبتما...؟!.
مشيت قليلا قرب المدخل و أنا أحدق بالمكان حولي , أنه جميل لكن ..هناك أمر مفقود ؟! , و إحساسي بالضيق غريب...
استنشقت الهواء ثم سمعت أصوات ضحكات من الجهة خلفي .. التفت ومشيت إلى هناك و لحظتها سمعت والدي يناديني
_ كلآرا نحن هنا نلعب تعالي !.
فتقدمت من جانب المنزل و رأيتهما يلعبون بالأراجيح الخشبية القديمة المتدلية من غصن كبير لشجرة سرو ضخمة في منتصف الباحة !..
كانت جيني تضحك ملء شدقيها !.
قلت بتوتر : أحذرا .. ربما هذه الألواح الخشبية مهترئه !.
قال والدي ضاحكاً : هـراء ! , نحن نمرح تعالي إلى هنا !!.
و نزل ومعه جيني ليتقدم نحوي , وضع جيني على الأرض كي تعبث بالحشائش و قادني رغماً عني متجاهلاً احتجاجاتي...
أجلسني على الأرجوحة ثم التفت خلفي ,, كنت ارتجف بقوة ,
قلت بتوتر : أبـي... أبي أرجوك كن حذراَ . تعلم بأني اخشى الارتفاعات أبــــــ .. آآآه...!!
و دفعني بقوة عالياً , صرخت رعباً و أنا أضم الحبال و أغمض عيني بينما ضحكات جيني ترتفع ..
اوقفني بعد عدة ارجحات وهو يكاد يموت ضحكاً ... قلت بتعب : وتعلم بأني لا أحب الأراجيح والأشياء التي تدور !.
كان لا يزال خلفي داعب شعري وهو يقول : آه يالك من طفلة ! , جيني لم تصرخ مثلك !. هيا لنرى المنزل من الداخل...
ساعدني للعودة للعكاز الذي لا أقدر على الاستغناء عنه فأصبح كالسجن المتنقل ..
قال بمرح وهو يشير إلى باب زجاجي قريب : هذا باب المطبخ ! لندخل من هنا .
بالطبع رأيت النافذة الطويلة الزجاجية للمطبخ و كذلك بعض آنية الزهور على إطارها .. تنفست بعمق وحاولت أن استرخي أكثر ...
دخلنا من الباب و والدي يراقبني كيف اصعد العتبات فنظرت نحوه بحده لاحظني ليتصنع أنه كان يهتم بـ جيني ...!!
متى يمكنه الوثوق بي تماماً ؛ أنا لم أعد طفلة صغيرة بلهاء أني أريد أن أعتني بهم لا العكس !.
كان المطبخ جميلا عملياً , و واسع الأرضية من الخشب الداكن اللامع و الجدران بيضاء ,الأرفف والأدراج بنية فاتحة و الطاولة الكبيرة بالمنتصف كذلك حولها خمسة مقاعد خشبية أنيقة !.
قلت متسائلة بينما أبي ينظر حوله بسعادة : من كان يعتني بالمنزل ؟!.
_شركة التأمين عزيزتي , آووه جيني تريد النزول .
وضع جيني أرضا لتحبو حولها بسعادة وهي تتمتم بكلمات مرحة , مشيت خلف أبي لنقف عند الباب الداخلي للمطبخ المطل على ممر الردهة الذي رأيت مدخلها الجميل المقوس ..
وآآو لم أظن بأن منزل جدي بهذا الجمال !.
_ تعالي يا صغيرتي.
قال والدي وهو يحمل جيني مجدداً و يمشي داخلاً الردهة , قال لي :
_ هنا في الطابق الأرضي غرفة واحدة للضيوف لكني سأجهزها لأجلك عزيزتي هي هناك آخر الممر و حمام تابع لها بينما ننام أنا و جيني في غرفة في الأعلى ..
قلت بضيق طفيف : أنا أستطيع صعود الدرج جيداً جداً أبي , يمكنني تولي مثل هذا الأمر البسيط.
_ لكني لا أضمن الحوادث وأنا لا أريد رؤيتك تصابين بمكروه مجدداً , لا أنتِ و لا جين.
عبست من خلفه هذا هو أبي لا يثق بشيء... لكنه قال فجأة بمرح مقاطعاً أفكاري : أنها جميلة أنظروا ...
كان يقصد الردهة الواسعة ذات الأثاث الثقيل الثمين كما يبدو و التحف الخزفية الجميلة و المدفئة الحجرية الضخمة , نظرت حولي ,
النوافذ مقوسة كبيرة و رائعة تطل على منظر الغابة الجميل محاطة بستائر ثقيلة داكنة حمراء كلون الأثاث ... وكان هناك منضدة جميلة عليها بعض الصور الصغيرة....
وضع والدي جيني أرضاً لتستكشف بنفسها وهو يسير خلفها بمرح بينما اقتربت بنفسي ببطء نحو المنضدة .
ضيقت عيناي و طافت ذكرى سريعة بعقلي , أين رأيت هذا الوجه الطفولي الجميل و الملابس الرياضية و الأشجار من خلفه .. طرفت بعيناي , أكان حلماً ؟! , أنه يشبه أبي قليلا .. نفس التقاسيم الأنف اللطيفلم أميز لون العينين بسبب بهوت الألوان وقدم الصورة ... هززت رأسي و رفعته لأنظر نحو مصدر القهقهة الجميلة , رأيت أبي يحمل جيني و ينظران من أحد النوافذ...!
الآن تذكرت !! رباه ذلك الكابوس !!!.
دارت بي الأرض فجأة و تماسكت و أنا أنظر نحو الجانب ! , من الممر الأخر خلف المدفئة حيث ظهر ذلك الشيء المخيف في حلمي .. الشيء الذي كان يحاول أذية والدي ! .
لم يكن هنالك من شيء !! , و الممر كان يؤدي لغرفة البيانو أو مكتبة صغيرة كما هي العادة ..
استعدت قدرتي على الكلام و قلت بصوت هادئ غريب : أبي ؟ , هل جئت أنا إلى هنا من قبل ؟!.
التفت نحوي واختفت الابتسامة الجميلة ليحل محلها عبوس للتفكير العميق .. قال :
_ كنت في الثالثة أو الرابعة صغيرتي , لا أظنك تذكرين ؟!.
سألته بتوتر مخفي : هل كانت هذه الصور هنا ؟!. و صحيح من يكون ؟!.
اقترب مني بهدوء وهو يحدق بالصور المؤطرة , قال بهدوء : آه لست أذكر , أظنها كانت هنا حقا من قبل , آوه هذا جدك "براين" حبيبتي , ألا تذكريه ؟!.
_ أن به شبه بك أبي , و لا ..آه لا اذكره كثيراً.
لقد توفي جدي عندما كنت في الخامسة ربما , وهل جئت إلى هنا قبلاً ! , حقاً لا أذكر أي شيء... ربما كان ذلك الحلم شيء من ذاكرتي الغابرة !.
ربما كان الظل الذي ظهر أو ما شابه فقط من تكوين مخاوفي ... الأنتقال أو تغيير البيئة ..!
أدركتُ بأني فتاة ضعيفة بهذه الأمور ... أنا لا أطيق التغيير ~~" .. لكن غريب , جدي هذا هو والد أبي بالتبني ! ,وليس والده الحقيقي !!.
الريب أن هناك لمحة شبة بينهما... والدي لا يعرف أبويه الحقيقيين .. لقد كان في السادسة عندما تُبني ..!
_ هذه هي غرفة البيانو , هيا لندخلها ..
قال بحماس و اتجه بسرعة إلى هناك , مشيت خلفه بثبات وكدت أقول له بجدية : وماذا عن الحقائب في السيارة ؟!.
لكني لا أريد أفساد متعته و مرحه فهو نادر المرح !.
رأيته يجلس على معقد البيانو الأسود الضخم اللامع و في حجره جيني و أخذا يلعبان كلاهما بمفاتيح الآلة بسعادة ليصدرا صوتاً مزعجاً ...
لا أدري كيف هذا الصوت يفرحهما ><؟؟!! .
اقتربت و قلت بعصبية : اعزفا جيداً ! , أنتما تجلبان الصداع !.
ضحك والدي بمرح و ازاح لي ليقول : أجلسي حبيبتي , تعالي...
فجلست بجانبه وأنا ابتسم ثم عزفت لهما شيء تعلمته و أخذت جيني تفسد علي بسعادة...
_ آآآع جيني >< , ابعدي يديك..
حدقت بي بعيون زرقاء باكية , فوبخني ابي وهي يقبلها مرضياً : كلاري , لا تصرخي على اختك !., هيا قبليها لترضى...
قلت بعطف وأنا أمد يدي نحوها : آآوه حبيبتي أنا آسفة تعالي إلي...
فضممتها نحوي و قبلتها على شعرها الأشقر الناعم جداً ثم أخذنا نلعب معاً على البيانو بينما نهض والدي يتمشى حولنا في الغرفة ,
بعدها ذهب ليجلب الحقائب و أراني غرفتي في نهاية الممر , كانت جميلة و واسعة . أثاثها لطيف ..و تطل على الجزء الأمامي للمنزل حيث أرى سيارة أبي .
جلست مرهقة على السرير مع جيني و والدي يدخل ليقول : يجب أن نستحم الآن جميعاً , ثم نتناول الطعام لكي ننال قسطا من الراحة فكلنا متعبون , حبيبتي تعالي لتري الحمام هنا.
قلت بهدوء وأنا أرى الصغيرة تتثاءب : أبي ! , أني سأهتم بأمري جيداً . لا تقلق.
_ حسنا . أنظري سآخذ جيني أولاً للأعلى أحممها ثم أصنع لها زجاجة لتنام ثم أهبط لأطمئن عليك....
قلت غير مصدقة : أبي !!! , لست بحاجة لتطمئن علي !! أنا بخير. أرجوك.
أظنه فهم قليلا فقد توتر لثانية ثم اقترب ليحمل جيني و يقول بعطف : أجل حبيبتي , حسنا... سوف نصعد الآن...
و خرجا , بقيت أحدق بحقائبي قليلا ثم سحبتها لأفتحها و انتهي من هذا الأمر ... دخلت الحمام و كان مرتباً نظيفاً وليس به الكثير من الأشياء وهذا يناسبني
, فهو حمام الضيوف دولاب واحد قرب المغطس و علّاقة مناسبة ...
تحممت بسرعة و لبست ثوبا خفيفاً بلون أزرق رمادي قصير قليلا لمنتصف ساقي , من فوقه جاكت خفيف ...بدلتُ ضمادة قدمي بعناية ووضعت الجبيرة المثبتة
التي تفك وتركب كما علموني.. وعندما خرجت , وجدت أبي يحوم في الممر قرب غرفتي ...
شعرت بالغثيان لا تقولوا لي أنه هنا لعله يسمع صوت اصطدام رأس ما أو سقوط جسد !!.
حدق بي و توقف وهو يقول بخجل طفيف : أرى بأن كل شيء جيد .. حسنا سأذهب أنا لاستحم سريعاً لقد نامت جيني .. ثم أنزل لنصنع بعض الطعام لنا...
قلت بلطف كي لا أجرحه : أجل أبي , سأجفف شعري ثم أنتظرك بالمطبخ .
ابتسم لي بوهن ثم غادر للأعلى ... فكرت بأن أصعد للأعلى للاستكشاف الغرف بأقرب وقت حتى أكون على دراية تامة .
فأنا لا أحب أن أجهل أشياء حولي كهذه...
__________________


رد مع اقتباس