عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 08-01-2016, 05:45 AM
 

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:800px;background-image:url('http://www.arabsharing.com/uploads/153007092238685.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


الفصل الرابع ( الدليل القاطع ! )


قرب إضاءة القمر المُنعكسة على نافورة الأمنيات ، نافورة تريفي في روما ، حيث ذلك المزيج الرائع من الهندسة المعمارية وفن النحت ، احتل مركزها أحد آلهتم المعروفة باسم إله بحر نبتون ، كان واقفاً على عربةٍ بشكل صَدفَة تجرّها مخلوقاتٍ بحرية بين الصخور والمياه ، يحيط بها إله الصحة و إله الخيرات .
حسب الأسطورة ، فإن منْ يدير ظهره للنافورة ثم يقوم بإلقاء عملة إليها ، فإنه سيعود إلى روما في المستقبل بكل تأكيد ! .. حسناً ! .. إنها محض أسطورة فلا تؤمن بالأساطير والخزعبلات حتى لا يطير عقلك !
هناك على بُعد مترين منها ، وقف رجلٍ و امرأة يتسامران بمرح ، تلك الحيوية و الألفة بينها دفعت بعضهم للغيرة ، فللحظة ستعتقد أنهما شقيقين نظراً لأن كليهما شقراوان ، إلا أن جاذبيتهما أبعد ما تكون للأخوة ، كانت الأنثى أول منْ سلبت لب الألباب بقهقهتها المُدوية لمداعبة رفيقها وتلاعبه بالألفاظ معها كما يفعل عادة ، لكزته بكتفها تلومه لأنها أصبحت بفعلته محط الأنظار حالياً من قِبل الجميع :" أأنت سعيد الآن .. تشارلز ؟ ، ألم أقل لك أن تكف عن ألاعيبك حتى لا أفضح ! "
انتفض الثاني للومها وأقبل يبرر نفسه :" وماذا فعلت ؟ فلتُحسني التحكم بذاتك ولا تلقي باللوم علي ! ، لم أطلب مجاراتك لي في دعاباتي"
" كم أنت سيء ! ، فأنت تعلم بأنني فاشله في مجالك هذا لذلك ها أنت تتفاخر أمامي ثانيةً ! ، كم أشعر بالخجل لخسارتي لمنْ هو بأصغر سناً مني ! "
عبس تشارلز لعبارتها الأخيرة :" أ يجب أن تعكري مزاجي بين الحين والآخر بمسألة العمر هذه ! ، فارق السن بيننا هو سنة واحده فحسب .. فلما تحبين وضعها كحاجزٍ بيننا في كل مرة ؟"
" لأنني يا تشارلز ، لست مناسبة لك ولا ينبغي أن تثق بي ! "
أحس تشارلز بيدين ناعمتين تهزان كتفه برفق ، وسرعان ما سمع صوت بدا له قريبا وبعيدا في آن : " تشارلز ! تشارلز ، تشارلز استيقظ ذلك ليس وقت نومك الآن ! " فتح عينيه فوجد لويز وافقة عند رأسه ، من حالتها الحالية .. فأعصابها ساكنه بعض الشيء ، علم أن تلك إشارة على أن وضع أمياس آمن ! ، أراد أن يستفسر عن الأمر فسبقته بالكلام ": أمياس بخير و قد اتصل بالمكتب هنا للتو و قال أن شخصاً مجهول أطلق النار عليه ، ولحسن حظه قد تدارك الموقف في اللحظة الحاسمة إلا أن الطلقة أصابت كفته الأيسر ، وهاتفه قد تعطل بسبب تحطم شاشته عندما سقط على الأرض "
" هل قال شيئاً آخر ؟ "
" نعم أنه آتٍ وبرفقته دليل قاطع يدين كارلوس ! ، وطلب مني أن أجهز سجل القضية الثانية !"
"رائع ! .. أنهى قضية واحده بهذه السرعة !"
" آه أشعر بالإحباط ! ، أريد أن أعرف ما هو الدليل وكيف وجده ، الدليل الوحيد الذي كان يمكن أن يُدان به كارلوس هو تلك السكين ! ولكنه مسح بصماته وجعل بصمات الشاهد الوحيد حينها على السلاح ! "
" بمعنى لا يمكنكم القبض عليه وإن كنتم تعلمون بأنه الفاعل دون دليلٍ ملموس !"
" بالضبط ! لذلك أكره كارلوس !، إنه يعلم بطريقة عملنا ولكن في حالته هذه ، كل الأدلة ضده مُسبقاً ، لذا علينا إيجاد دليلٍ آخر داعمٍ للأول !"
نظر تشارلز لساعة يده ثم أردف :" ألم يقل لك أمياس متى سيصل ؟ مرت ساعتين الآن منذ أن سمعتِ بتلك الكارثة "
" لم يقل ولكنه في الطريق "

***

في زقاقٍ مظلم لأحد شوارع لاس فيغاس ، جلس رجل مفتول العضلات ، قوي البنية ، بشعرٍ أسود طويل مجعد في كرسيٍ مُهترئ قماشه
مزخرف بجلد الفهد وبنبرته الآمرة والمخيفة وجه سؤالاً مُباشراً لتابعٍ من أتباعه :" هل مات ؟ "
تردد الثاني في الإجابة ، فهو يعلم إن ما سيقوله سيحدد مصير حياته ، مع ذلك قرر بشجاعة أن يخبره الحقيقة :" لم يمت ! "
ساد صمت مُهلك لدقائقٍ غير معلومة حتى قرر زعيمه وضع حد للمسألة :" كنت سأقتلك ، بارول ! ، فمنذ أن ظهر ذلك الأمياس وصف مع جانب العدالة فقدت عزيزتي فينوس ابنتي الوحيدة ! كانت كل شيء بحياتي ! لذا أفكر بإرعابه قليلاً ولذلك تركتك على قيد الحياة ! لتستلم مهمتك الجديدة ..
أو تعرف ما هي ؟ "
بلع بارول ريقه من شدة توتره ، فسيده مخيف جداً عندما يضع شخصاً ما في باله : " أتريدني أن أصنع ذلك الرعب في حياة أمياس ! ..
أ ذلك مقصدك !"
" أحسنت بارول ! أحسنت ! لذلك أعجز عن قتلك بسهوله لفطنتك و لأنك تفهمني ! ، هيا اذهب وراقبه إلى أن أمنحك الإشارات اللازمة ،
سنلعب به قليلاً "
[/ALIGN]
[ALIGN=center]
***

الساعة 11:00 صباحاً - مكتب التحقيقات الجنائي التابع لمدينة كارسون سيتي :

خارج بوابة المكتب ، وقف رجلان يلعبان لعبة القط والفأر كعادتهما وثالث أحضر كرسيه من الداخل ليجلس به مُكتفياً بمشاهدة الشريط الكرتوني المُعاد دون أن يعبث بمحتوياته وثلاثتهم كانوا بانتظار شخص حضوره أشغل كلٍ منْ في المبنى قلقاً على حالته الجسدية ، ما إن تأكدوا باقترابه لسماعهم لمحرك سيارته ، حتى قفز رابعهم ليكون بالمقدمة ، كأنه يرغب أن يكون شرف الافتتاحية له وحده ، فثار جنون أشقر مُشاكس دائما ما يثيره الرابع هذا ، هدر به بوقاحه :" أي نوعٍ من النساء أنتِ أريد أعرف فقط ! ، من أي الكواكب قدمتي أم هناك واحد جديد لم اسمع به بعد ! "
أغاظتها هجماته نحوها المُعتادة ": ما مشكلتك معي يا زاك ! ، أم لأنك زير نساء لذلك تحب مضايقتي ! "
فغز زاك فاهه دهشه ، أنها تشن الهجمات ضده الآن و بشجاعة قصوى :" عفواً ! شخصاً مثلك مريض بمرض اسمه أمياس لا يجب
أن يحادثني !
أو يتذمر بشأن شخصيتي "
لم تزعجها اساءته لها بقدر ما أزعجتها لمسها لأمياس نفسه :" ما به أمياس ؟ بالرغم من تصرفاته الباردة ولكنه أفضل منك على الأقل ليس مهووساً بالنساء ولديه نقص في عقله مثلك ! " وراحت تحرك سبابتها وتهز بها رأس زاك متوعده . بينما لم ينتبه أحدهما لإشارات جون وبيتر كمحاولة بائسة منهما للإخبار بأن أمياس قد حضر وعليهما أن ينهيا الثورة ، إلا أن كليهما كانا منغمسان في الشجار حيث كل منهما يخبر الآخر بمساوئه ، استمر زاك بطرح سؤال استفزازي للويز :" ما الذي يعجبك بكومة الجليد ذاك ! "
" كومة جليد ؟! ذلك فظ جداً منك يا زاك ! .. حسنا إنه ذكي ووسيم وطويل و .."
قاطعهما صوت حاسم وزين من خلفهما : " إن كنتما قد انهيتما جزء تحليلي بدقه ! فهل يمكنكما أن تفسحا المجال لي لأدخل ؟ "
أحست لويز بأن كومة الجليد التي تحدث عنها زاك قد سقطت عليها ومن الشدة البرد الآن لا يمكنها أن تتحرك باتجاه الصوت ، وقفت في مكانها كأنها لا تسمع أو ترى أو تتحدث إلا أن زاك أفسد عليها وضعية الهروب وأدارها لتواجه أمياس وجها لوجه ! ، لتقف كالصنم وهي تنظر لتعابير وجهه رغماً عن أنفها ، وبطبيعة أمياس تجاهل ما حدث ، ما نطق به كان ":جهزي لي ملف القضية الثانية ولنذهب لغرفة التحقيق حيث كارلوس" ثم مر بجانبها للمدخل ، تنفست الصعداء أنه لم يعرها اهتماماً ولكن فكرة أنه سمع اعترافها الأهوج جعلها راغبه بأن تختفي عن انظاره للأبد ، لعنت زاك لفعلته فركلته بكل ما أوتيت من قوة علّها تكسر ضلعاً ما فيه ! ، ومضت خلف مُستشارهم بشموخ ، و ذلك الذفن الأنثوي مرفوع برحابة صدر لأعلى ، غير آبه بآلام زاك ،
بينما اكتفى كلٍ من بيتر وجون بهز رأسيهما يمينة ويسرة أسفاً على تفاقم وضعيهما ثم توجها للداخل ورائهم ، حيث وجد أمياس أخيه جالساً بأحد الكراسي في انتظاره ، و ما إن شاهده الثاني حتى أقبل بدوره تجاهه : " أمياس أأنتِ بخير ! " نظر بقلق لكتفه الأيسر المصاب و بقع الدماء المتناثرة على بدلته السوداء وقميصه الأبيض ، فطمئنه المُصاب بنبرة ثابته ": تشارلز لا داعي لقلقك ! ، أنـا بخير كما ترى .. أُصبت فقط بإصابة طفيفة وسأتحسن عما قريب ، فهل ستنتظرني لأُنهي التحقيق أم تذهب لمنزلك لترتاح ؟"
" أنت منْ بحاجه للراحة وليس أنـا ! ، سأنتظرك سأجلس برفقة الفريق ريثما تنهي
عملك !"
بإشارة واحده طلب من الفريق الاعتناء بمتطلبات التسجيل والمراقبة الخاصة بالتحقيق ! ، ثم مضى للغرفة التي أُحضر إليها كارلوس ،
هل سيعترف وحده أم على أمياس إرغامه ليعترف ! ، جلس قبالته بكرسي يواجه وبدأ التحقيق :" كارلوس ، كارلوس ! ، ما سمعته عنك هنا ،
أنك لم تتعاون مع أحد ، فهل ستتعاون معي أم أخضعك بطرقي الخاصة !"
النبرة الواثقة في صوت أمياس أثارت كارلوس ، منْ يظن نفسه ليخاطبه هكذا ! :" هات ما لديك ، لنرى ما في جعبتك !"
" حسناً أنت تعلم بأنك قد قتلت أختك مارلان ، وسلاح جريمتك كان السكين ، وبطريقةٍ ما ألم تكن تحمل ضغينة تجاهها ، الضغائن
وتلك الرغبات الهالكة للنفس لا يمكن أن تنشأ ضد شقيقه حقيقيه ، أليس كذلك ! "
عبس كارلوس لغموض إجابة أمياس ، إلا أنه لم يرتح لتلميحاته التي حملت رسالة مُبطنه له ، كأنه يخبره أنها فرصته الأخيرة
ليعترف بنفسه ! مع ذلك كبريائه كرجل أبى أن ينصت لتحذيراته :" ما دمت تدعي بمعرفتك بكل شيء فواصل ! "
" كما تشاء ! " أخرج من الظرف الذي كان يحمله في جيبه ورقه فحص طبية ووضعها أمام كارلوس يهاجمه بها :" ها هو الدليل القاطع
على جريمتك .. كارلوس ! .. انتهت اللعبة ! "


***

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]


التعديل الأخير تم بواسطة S O H A N I ; 08-01-2016 الساعة 06:31 AM
رد مع اقتباس