حسب الأسطورة ، فإن منْ يدير ظهره للنافورة ثم يقوم بإلقاء عملة إليها ، فإنه سيعود إلى روما في المستقبل بكل تأكيد ! .. حسناً ! .. إنها محض أسطورة فلا تؤمن بالأساطير والخزعبلات حتى لا يطير عقلك !
هناك على بُعد مترين منها ، وقف رجلٍ و امرأة يتسامران بمرح ، تلك الحيوية و الألفة بينها دفعت بعضهم للغيرة ، فللحظة ستعتقد أنهما شقيقين نظراً لأن كليهما شقراوان ، إلا أن جاذبيتهما أبعد ما تكون للأخوة ، كانت الأنثى أول منْ سلبت لب الألباب بقهقهتها المُدوية لمداعبة رفيقها وتلاعبه بالألفاظ معها كما يفعل عادة ، لكزته بكتفها تلومه لأنها أصبحت بفعلته محط الأنظار حالياً من قِبل الجميع :" أأنت سعيد الآن .. تشارلز ؟ ، ألم أقل لك أن تكف عن ألاعيبك حتى لا أفضح ! "
انتفض الثاني للومها وأقبل يبرر نفسه :" وماذا فعلت ؟ فلتُحسني التحكم بذاتك ولا تلقي باللوم علي ! ، لم أطلب مجاراتك لي في دعاباتي"
" كم أنت سيء ! ، فأنت تعلم بأنني فاشله في مجالك هذا لذلك ها أنت تتفاخر أمامي ثانيةً ! ، كم أشعر بالخجل لخسارتي لمنْ هو بأصغر سناً مني ! "
عبس تشارلز لعبارتها الأخيرة :" أ يجب أن تعكري مزاجي بين الحين والآخر بمسألة العمر هذه ! ، فارق السن بيننا هو سنة واحده فحسب .. فلما تحبين وضعها كحاجزٍ بيننا في كل مرة ؟"
" لأنني يا تشارلز ، لست مناسبة لك ولا ينبغي أن تثق بي ! "
أحس تشارلز بيدين ناعمتين تهزان كتفه برفق ، وسرعان ما سمع صوت بدا له قريبا وبعيدا في آن : " تشارلز ! تشارلز ، تشارلز استيقظ ذلك ليس وقت نومك الآن ! " فتح عينيه فوجد لويز وافقة عند رأسه ، من حالتها الحالية .. فأعصابها ساكنه بعض الشيء ، علم أن تلك إشارة على أن وضع أمياس آمن ! ، أراد أن يستفسر عن الأمر فسبقته بالكلام ": أمياس بخير و قد اتصل بالمكتب هنا للتو و قال أن شخصاً مجهول أطلق النار عليه ، ولحسن حظه قد تدارك الموقف في اللحظة الحاسمة إلا أن الطلقة أصابت كفته الأيسر ، وهاتفه قد تعطل بسبب تحطم شاشته عندما سقط على الأرض "
" هل قال شيئاً آخر ؟ "
" نعم أنه آتٍ وبرفقته دليل قاطع يدين كارلوس ! ، وطلب مني أن أجهز سجل القضية الثانية !"
"رائع ! .. أنهى قضية واحده بهذه السرعة !"
" آه أشعر بالإحباط ! ، أريد أن أعرف ما هو الدليل وكيف وجده ، الدليل الوحيد الذي كان يمكن أن يُدان به كارلوس هو تلك السكين ! ولكنه مسح بصماته وجعل بصمات الشاهد الوحيد حينها على السلاح ! "
" بمعنى لا يمكنكم القبض عليه وإن كنتم تعلمون بأنه الفاعل دون دليلٍ ملموس !"
" بالضبط ! لذلك أكره كارلوس !، إنه يعلم بطريقة عملنا ولكن في حالته هذه ، كل الأدلة ضده مُسبقاً ، لذا علينا إيجاد دليلٍ آخر داعمٍ للأول !"
نظر تشارلز لساعة يده ثم أردف :" ألم يقل لك أمياس متى سيصل ؟ مرت ساعتين الآن منذ أن سمعتِ بتلك الكارثة "
" لم يقل ولكنه في الطريق "