عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 08-01-2016, 11:44 AM
 

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لِــيليــاَ



رد مميز وثري .. أحسنتِ


لم انتبه للاعلان عن الكتاب جديد ، لكني استطعت قراءه بعض
الصفحات قبل ساعات .
ومن خلال الصفحات التي قرات لاحظت ان الكاتب من من متبعي او
على الاقل من المهتمين بالطريقه الصوفيه وهذا امر عندي عليه بعض التحفظات .

العنوان العريض الاول كان "الصمت" ، وجدت نفسي وانا استرسل في القراءه
احيانا ضد واحيانا مع .
يقول الكاتب هنا :" الحقيقه ان الحروف تحجب ولا تكشف .. تضلل ولا تدلل
تشوه ولا توضح .. هي ادوات التباس اكثر منها ادوات تحديد
" .
" وللصمت المفعم بالشعور حكم اقوى من حكم الكلمات ..وله اشعاع وله قدرته الخاصه
على الفعل و التاثير " .


اجد ان كلامه جميل لكنه غير واقعي خصوصا في زماننا هذا زمن اختلاط به
الحابل بالنابل ، نحن بحاجه الى الكلام و الى التوضيح ، نحتاج اجوبه عن اسئله
مختلفه تدور في خلدنا ،
كنت افضل ان يدافع الكاتب عن الكلام وعن الكلام الحكيم المفعم بالموعظه والتوجيه ،
وفي نفس السياق لو كان الصمت ابلغ حقا من الكلام لما وجدنا الناس اليوم مهتمين
بالولوج الى دورات فنون الاقناع و جذب الاخرين والاستماع ايضا لما له من اهميه ،

انا هنا لا انفي اهميه الصمت عند مواقف معينه لكن حتى للكلام اهميه كبيره
لا احد يستطيع انكارها ،

اما في موضوع الصمت ،، فأنا أتفق بشكل كبير مع الكاتب بأن الكلام أدوات إلتباس اكثر من كونها أدوات لإظهار الحقيقة ،، فعلا الكلام خداع و كما ذكرت الحكم على الشخص من فعله لا من قوله هو الذي يعطينا صورة واضحة عنه

يقول الكاتب ايضا : " احبك .. صك مستهلك تهرا من كثره الاستعمال .. كلمه
اصبحت مسجله لاردا انواع البضاعه "

اجدني لا اتفق معه هنا ايضا كلمه " احبك " ورغم كل ما قيل ويقال حولها تبقى كلمه
لها نكهه ورنه خاصه لدى سامعها ،
شخصيا اعلم ان والدتي العزيزه تحبني لكن عندما تقولها لي بشكل مباشر وتبدي
افتخارها ورضاها علي اشعر وكاني للمره الاولى ادرك مشاعر حقيقه مشاعرها نحوي ،
والعكس صحيح حتى الاباء يحبون ان يسمعوا هذه الكلمه من ابناءهم ،
جميعنا نسعد بها

كما ان حب المخلوقات لا يتعارض مع حب الخالق كما يشير الكاتب !
صحيح ان هناك حبا مرضي وربما حبا يصل لمرتبه الشرك ، لكن بشكل عام ليس
شعورا محرم .



بالعنوان الثاني الذي هو صراخ ، اجد فيه بعض الصحه وبعض النمطيه ايضا ،
خصوصا بالصوره التي طرحها الكاتب عن المراه وبانها مخلوق نكدي يحب النكد
ويختلق الاسباب ليتسنى له الصراخ والتذمر ، وهذا طبعا غير صحيح ، هناك بعض
الاستثناأت التي لا يمكن تعميمها ،

يقول الكاتب كذلك " ان الصراخ محاوله مصطنعه لتغطيه حالات القلق والحزن وان
البيوت السعيده لا يسمع لها صوت "


تحليله منطقي الصراخ ودود الفعل العنيفه غالبا ما تكون تخفي تحتها شخصيه هشه
ويائسه ، لكن قد يكون الصراخ جزء من الطبع ليس الا , يكون صاحبه نشا في
بيئة لا تهتم باللباقه و اساليب الحوار الحضاري ، كما ان البيوت يمكن ان تكون
سعيده حتى ولو كان صراخ قاطنيها ينتشر في ارجاء الحي ، فقد يكون عدد افرادها
كبير او انها تستقبل ضيوفا على الدوام وهي سعيده بهذا الجمع وتقضي اوقاتا ممتعه .


في الحقيقه شعرت من خلال هذين الفصلين ان اسلوب الكاتب فيه شيء من الغلو والتطرف ،
ربما هناك من يرى ان رؤيته عميقه لكني شعرت بنظره سوداويه تطغى على ما طرح :heee:


لي عوده






أهلاً بكي
و اعتذر جداً لتقصيري في نشر موضوع الكتاب الجديد


نعم و هذا أيضاً تحفظت عليه جداً
حتى لو كان القصد من الإتيان ببعض كتابات الصوفة للإستدلال بعضمة الخالق أو حبه ،، الا انها كانت كلها من علماء صوفة يدعون مخاطبة الله و ان الله تعالى يخاطبهم دائما و غيرها الكثير من الامور لذلك لم استصغ هذه الفكرة


اما عن الصمت ،، أعتقد ان الكاتب قصد الصمت البليغ و ليس السكوت عن الكلام المطلق ،، ربما بيني و بين شخص ما تربطني به علاقة جيدة ،، الصمت الذي بيننا أفهمه و يفهمني هو و ربما لو تكلمت لما كان هذا الكلام ذو قدرة على ايصال ما اريده ،،
الصمت أداة قوية ،، لا يوصل للطرف الاخر ما نريده منه فحسب ،، بل يصل للطرف الاخر ما يريد هو فهمه من صمتنا لذلك الصمت محبب للكثيرين من الذين تجمعهم علاقات قوية ،،
خصوصا اذا لم يستطع الكلام الإفاء بما يدور في وجدانهما


أتفق معكِ بخصوص انتقاد الكاتب بشأن الحب ،،
مع انه مفهوم الحب تشوه و أصبحت كلمة تقال ليل نهار متناسين ان هذه الكلمة يجب أن يتبعها أفعال و امور اخرى حتى يستوي معناها و يترسخ مفهوها الحقيقي
إلا أن لوقعها سحر خفي لا يمكن لأحد إنكاره
و المثال الذي ضربتيه دليل قوي على هذه القوة لهذه الكلمة


و نعم ،، لدديه بعض المغالاة في نقد المرأة لم أعرف سببها
إلا ان فصل الصراخ اعطى مفاهيم جيدة لدلالات الصراخ في الانسانية ،، و كما ذكرتي و ذكر الكاتب ان الصراخ يدل على هشاشة الشخص و عجز بالتعبير عن مشاعره و تخبطها

ربما يشعر القارىء للوهلة الاولى اان الكاتب متطرف في كاتبته : )
لكن صدقا هذا الشعور سيبدأ بالتلاشي مع الاستمرار ،، و سيعلم القارىء ان هذا التطرف ما هو إلا انعكاس لواقع نحن نعيشه لا يخلو من التطرف
يحاول الكاتب اظهاره لنا بصور متعددة