عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 08-09-2016, 10:54 PM
 








اللَحْنُ الثَانِي: أَهِيَ البِدَايَة؟ أَمْ مُجَرَدُ حُلْمِ يَقَظَة؟



|بعد عقدين|



| أغارثا: قفص دايدالوس |



فتحت عينيها بتثاقل وبقيت مدة تتأمل القبة الذهبية التي شكلت سقف غرفتها

-او سجنها ان صح التعبير- عيناها كانتا خاليتين من الحياة، وأطرافها متيبسة ترفض

الاستجابة لها.. بقيت على هذه الحال لمدة لم تعرف قدرها إلى أن تمكنت أخيرا

من الوقوف على الأرضية الزجاجية التي زخرف بلاطها بالذهب الخالص.

تشبثت بحواجز القفص وسارت ببطئ محاولة التقليل من ارتعاش جسدها المتمايل في كل الاتجاهات

إلى أن وصلت إلى أبعد مكان عن فراشها.. قبضت بقوة على القضبان التي التحمت مع الزجاج

المصقول إلى أن ابيضت مفاصلها، جدران فريدة لا تراها في كل مكان.. هي

فرخٌ جاهلٌ داخل قفص مرصع بالجواهر، حريتها قد فقدت منذ يوم غابر.

كم مرّ عليه يا ترى سنة أم سنتين؟ ربما عقد كامل ركيك من دون إيثر

قد أفل. وهي غافلة داخل متاهة من الذكريات المهشمة.. متكورة على نفسها

لا تردد إلا كلمات طالما كرهتها، فقط لتأنب نفسها على ما فعلت ولم تفعل..

تأملت أغارثا بعيون مشتاقة كئيبة.. هذه الجنة التي لم تتغير بالرغم من زوال روحها

لازالت تلك الخضراء، التي يملأها ضحكات جواري سرن بغنج، كل واحدة منهن

حملت آنية فضية فوق رأسها وثبتتها بإحدى يديها، في حين اليد الطليقة قد

وضعنها فوق خصرهن قرب الحزام الأصفر الذي نقش بالفضة

والذي اضفى جمالية على الفساتين البسيطة التي انسابت تغطي أجسادهن.

ابتسمت في حين رغبت أن تبكي وضحكت بدل أن تصرخ، فتحت فمها للكلام لكن

مجرد أهات غباء هي ما استكان

جلست بتثاقل وهي ترمي بكل ثقلها وهمومها على قضبان القفص.. بالنسبة لحالتها

هذه -التي تباينت ما بين صعوبة في الحركة والكلام، إلى جانب فقدانها السيطرة على

أحاسيسها- ما كانت لتدل إلا على طول مدة سباتها

داعبت أطراف فستانها الحريري الأبيض القصير بخفة وامالت رأسها فوق رجليها

باستسلام للنوم الذي بدأ يغزو جفونها تارة أخرى.. هواء خفيف داعبها، فابتسمت من دون شعور

وهي ترفع رأسها بإعياء. أجفلت. كيف لا وصاحب الشعر الأشقر الذي يحلق بالمقلوب فوقها قد فاجأها

وجذبت نظرها عيونه الياقوتية التي بدت لوهلة كعيون إيثر. بقيت تراقبه بصمت من رأسه صعودا لقدميه.

قرب الفتى وجهه منها حتى تراءى لها أن عيونه السماوية لمعت بوهج غريب منذر بالسوء..

فتحت فمها لتسأل عن هويته -فهي لم تشهده في أغارثا ولا مرة طول المدة الماضية-

إلا أنّ صوتها لم يخرج فبدت مثل غبية أقرب للقرود من البشر..

تنهد بانزعاج ثم عدل وضعيته ونزل بخفة على الأرض ونهاية قميصه الأحمر الطويل المزينة

بنقوش ذهبية تتطاير من خلفه

-أنت عار على فصيلة القرود حتى.. زيوس أقوى السدم ماهي إلا فرخ عديم الفائدة

بقيت تحدق فيه باستغراب وهو يسخر منها بطريقة قاسية كانت لتحطم قلبها.. لو انّها تهتم حقا

لم تدري لما يتجلى لها قط اشقر بتاج أحمر مخملي بدل هيئته البشرية. إلا أنها

ضحكت بخفة على تخيلاتها لتجد أنّه ينظر لها بمزيج من الاستغراب والاشمئزاز.. رغبت في تخطي حزنها

فاقتربت بمشاكسة من الصغير الذي طغت حمرة الخجل عليه ليتراجع ببطئ وقد علا وجهه التوتر. أثارها

شكله الظريف فقفزت عليه واحتضنته بقوة في حين غفلة منه.

كثيرا ما كانت ضعيفة أمام الوجوه البريئة، ومعالم الماثل أمامها كانت تملك من البراءة

الكثير.. تركت زيوس أجيس ثم قامت بالانحناء دلالة على أسفها -وان كان اعتذارا غير صادق-

بعد أن احست الانزعاج منه، كح أجيس ليحاول إخفاء ما اعتلاه من خجل.. عدل ياقة قميصه المخملي ثم

أكمل كلامه وهو يحملق بتهديد في زيوس التي ابتسمت بتوتر

-أنا أدعى أجيس وسأمنحك بعض الإجابات.. اتبعيني!

أمسكها من يدها ثم أخرج ورقة طلسم نقشت عليها رموز سوداء عديدة ومزقها من غير اهتمام، شعت

الورقة بنور أبيض ثم تشكلت دائرة احتوى مركزها نجمة سداسية أحاطتها كتابات

غريبة.. لم تكن أول مرة تنتقل باستعمال سحر الانتقال لكنها قطعا مرتها الأولى

مع أوراق الطلسم وكم نالت اعجابها وفضولها. دفعها بتململ ثم قفز بعدها، إلا انها بقيت

متوجسة من المكان الذي وصلا إليه، فالضياء الذي يحيطهما لم يكن مجرد

نور شمس عادي، كان يموج بهالة غريبة لم تدرك ماهيتها وهذا ما سبب

لها توترا لم يسبق وأن أحسته.. غريبا كان، توتر حوى نوعا من الاطمئنان والأمان.

أدارت رأسها نحو أجيس تستفسر عن المكان الذي وكما بدى قد تشكل من ماء مجمد

أعمدة عملاقة امتدت إلى السقف الذي لم تلمحه لارتفاعه، أرضية زلقة نقش عليها

شعار إيثر الخاص والذي تمثل في شمس مكبلة بسلاسل على شكل رمز-الأبدية- نظر إليها

نظرة عنت الكثير لها فهامت في هذا المكان الذي سمعت عنه آلاف الحكايات، ورغبت منذ سنين مضت

أن تخطوه قدميها.. سرداب إيثر، الوكر الذي وجد من أصل السحر النقي

والمكان الذي يخفي مخطوطات عدة حملت من أسرار الكون الكثير

اقشعر بدن زيوس بعد أن صاحبها شعور غريب، كأنّ ثمة من يراقبها

شخص بارد قاسي لا يحمل لها من المودة الكثير.. وفجأة لمعت عيناها بحدة وهي تتفادى

بصعوبة السيوف المصقولة التي كانت تندفع نحوها، أدركت بسبب اعتيادها على المعارك

أن مهاجمها لا يريد بها الأذى، ربما هو اختبار لجدارتها لا غير.. لكن ما هي فاعلة

بالضعف الذي وصلت اليه، لم تتمكن من صد أي هجمة فأصابتها خدوش

سطحية في جميع أنحاء جسدها والتي سرعانما شفيت..

تنهدت زيوس بإعياء وهي تستلقي على الأرض، لم تستشعر الصقيع

الذي نفذ إلى جسدها الهزيل كما استشعرت طعم الهزيمة المر للمرة الثانية

فهل هذه هي الحال التي وصلت إليها؟ هي التي كانت من الثنائي الأقوى في أغارثا

قد غدت بهذا الضعف المخجل

-لا بد أن السبات لعقدين من الزمن قد أثر فيك زيوس، لقد كنت أضعف مما توقعت

هذا مثير للشفقة فنحن لم نحظ بنزال حتى.. ربما عليّ تفكيك لقطع وإعادة تشكيلك كما أبتغي

خصلات مموجة شقراء مائلة للبياض، بلاتينية ربما فقد تمازجت بتدرجات

عديدة زينها طوق أزرق مزدوج، لمعت فيه ثلاث ريشات من الكريستال

والتي تماشت والقماش الأبيض الذي التف حول صدرها وانتهى بعقدة

صغيرة في المنتصف. أقفال من الذهب قد زينت حزامين عريضين صنعا من جلد أرجوبانتس

غطيا جزء من التنورة القصيرة التي مازجت ما بين القماش الحريري الفخم الأبيض

وأخر بلون عشبي باهت ممزق عند الحواف

لكن أكثر ما جذب انتباه زيوس لمهاجمتها الغامضة هو عيونها.. فقد امتلكت الغريبة

عيون كبيرة لمعت كبحر الصيف.. إلى جانب الابتسامة المستفزة التي ما فارقت وجهها.

تنهد أجيس وهو يضرب بقدمه الأرض بعد أن استبد به الملل والانزعاج ثم قال بخيبة أمل

-لما وجب عليّ أنا أن أكون مع أشياء غير متحضرة مثلكما؟

-بالنسبة لرأس فطر مثلك.. هذا الكلام أكبر منك

احمر أجيس خجلا ثم صرخ بغضب وهو يضرب الأرض بقدمه مرات عدة

-لاسكيريا يا حثالة الماشية، كيف تجرئين؟ أولا تعلمين أن تصفيفة الشعر هذه رائجة؟

جلست زيوس القرفصاء خلف أجيس بهدوء متناه، تستمتع بالاستماع لصراخه ولاسكيريا

وهي تتأمل وجهه الخجل الذي اصطبغ بلون وردي مائل للحمرة

-أجيس أخبرني ماذا تكونان؟

تفاجئ اعتلى وجهه المحمر، تماما كزيوس التي ما اعتقدت أن صوتها سيخرج

ابتعد الصبي الذي لم تزل عنه أثار الخجل ثم سار إلى أن غاص في النور كما بدى لأول وهلة.

فعدى البقعة التي تجلس فيها زيوس ولاسكيريا باقي المكان كان شديد الوهج تعجز العين

عن التقاط أي شيء تم ابتلاعه فيه

أشارت لاس لزيوس أن تتبعهم ففعلت وهي تغطي عيونها بمرفقها، أحست بخفة لم تعلم

مصدرها.. شعور بالراحة والطمأنينة قد بدأ يتسرب بقوة إلى كيانها شيئا فشيئا

وصوت شجي قد صدح في السرداب الذي تغيرت ماهيته تماما عما كانت عليه..

صوت أشبه بغناء الحوريات.. حقل أخضر شاسع فائق الجمال ممتد لأفق متوهج كبرق العواصف

توسطه شجرة فتانة صنعت من المياه.. ربما؟

راقبت زيوس بإمعان تدفق الماء فيها، شعور لم تستطع وصفه بالكلمات قد اجتاحها ها هنا.

فكثيرا ما سمعت من إيثر عن هذا المكان، لكن قطعا لم تتوقعه على هذا النحو من الجاذبية،

دفعتها لاسكيريا بخفة فغاصت داخل الشجرة.. أحست بلزوجتها التي غطت كل جسدها

مع ذاك فجمال ما رأت كان كفيلا بقبول كل شخص لهذا الشعور غير المريح

فقاعات عديدة حملت كل واحدة منها كتابات ورموز خاصة بتعويذات الانتقال.

كانوا يطفون في الهواء لكن سرعانما تهاوت أجسادهم بعد أن عبث أجيس

بإحدى التعويذات.. اغمضت زيوس عينيها من غير إدراك لما حولها، فقط تستشعر التيارات

الهوائية التي تداعبها تارة وتلطمها تارة أخرى لمدة وجيزة ثم اختفت ليحل مكانها

لفحة هواء دافئ مع لطمة خفيفة من الغبار وألم الأرضية السميكة تحتها.

فتحت عينيها بتوتر ورهبة، فما كفاها ما نالته اليوم من مفاجآت مثيرة.. إلا أنّ فضولها لمعرفة جمال

وغرابة المكان قد خبى تماما كأملها المندثر على نحو غير مبرر.. شعرت بالخذلان من دون سبب واضح

وكأنّ هذه الغرفة الصغيرة تضيق عليها مع كل لمحة.. نفخت وجنتيها بطفولية وهي تتمعن الجدران

المبنية بالرخام الأبيض الذي عفى عليه الزمن، أرضيتها صنعت من خشب خشن قد اهترأ بعضه

في حين غطي الأخر بملفوفات واوراق عتيقة عفا عليها الزمن.. لم ينل المكان استحسانها وهذا ظهر

جليا من خلال انتقادها للمكان الذي بدى خرابا في ناظريها

-إنّه أشبه ببقايا بيت مضمحل.. حظيرة حيوانات ربما

نظر أجيس إليها بشزر ثم تقدم إلى طاولة خشبية مستطيلة اصطفت قرب النافذة وقال

بعدم مبالاة وتكبر

-ما كان إيثر سيسعد بهذا، كيف لا وأحد فرسانه قد سخر من سردابه المبجل

-أتعني أنّ هذا هو سرداب إيثر الذي طالما حدثنا عنه

ابتسم أجيس بامتعاض وهو يلمح دهشتها ثم أردف مجيبا عن تساؤلها

-إنّ سرداب إيثر مكان لا يمكنني أن أصفه، فحتى أنا لا علم لي كم غرفة فيه

وهذا الجزء ما هو إلا واحد من ألاف الغرف

انتبهت زيوس لأمر غفلته من مدة.. لم تدرك أي مصيبة وقعت عليها لتنسيها

بساطة الأمر المعروف، فأن تتبع أشخاصا لا تدرك أهدافهم لهو درب من الجنون المبكر

صفعت وجنتيها بيدها بقوة ثم اكمحت رأسها إلى السقف الأجوري الأحمر وعينيها مغمضة

لتسأل بخفوت كرضيع قد ارتكب خطئا فادحا

-ما هو مبتغاكما من كل هذا؟ ما انتما؟ وكيف تعرفان هذا المكان؟

استولت لاسكيريا على الحديث بسخرية لاذعة مقاطعة سلسلة أسئلتها غير المنتهية

-وأخيرا أتاكِ العقل حكمته، دعيني أعرفك على هذا القزم.. هو يدعى أجيس كريتوس ثيوفانس

من امتلك روح إيثر نفسها

-إن هذا لضرب من الجنون فكيف يكون لإيثر خليفة؟

-وما الغريب؟ في النهاية حاكم أغارثا الخامس من يمتلك روح ودماء واسم قد حدد من قرن مضى،

أما أنا فأنا مجرد أداة سعى إيثر للحفاظ عليها

-أي جنون تقولينه لاسكيريا؟

-ما كان كلامي يوما جنونا، ربما هو كلام يناقض الحقيقة لكنه قطعا الحقيقة

-هه؟ لنفرض تصديقي لكلامك فأخبريني هل حقا قتلت نيكس إيثر؟

ابتسمت لاسكيريا بجمود وهي تلمح نظرات زيوس نحوها وأجيس لتردف مجيبة

-نيكس هي تجسيد للخيانة وقتلها إيثر ليس بالمفاجئ.. لكنها ليست خائنة

ربما هي فقط أسوء حظا من الباقين.. لكن يا زيوس كيف تساعدين من أتُهِم بالخيانة من دون دليل معقول؟

لم تفلح محاولات زيوس في فهم كلام لاسكيريا المتناقض، كما لم تجد إجابة لأخر استفسار..

أتقول أنها لم تستطع قتل من خان بسبب ما مضى، إنّ لهذا درب من الجنون والغباء.

فما كان منها إلا ان صمتت تحت وقع نظرات الأخرين الساخرة والتي حملت من التعقيدات

الكثيرة، فكم هي راغبة بمعرفة ما أفل منذ عقدين لكنها قطعا تريد إدراك الحاصل

الآن والآتي.. راجية أن تكون هذه إشارة بداية جديدة وليس مجرد أضغاث أحلام غير واقعية



اللَحْنُ الثَالِثْ:هَلْ هُنَاكَ تَرَاكُبُ بَيْنَ قِطَعْ الأُحْجِيَة؟



|معبد نيمف الغربي~ معبد الكاهنة إيكو~ |



كالسهام اخترق الصقيع جسده فارتجف بقوة.. تكشيرة انزعاج علت وجهه

الذي ما اعتاد إلا السكون.. احتضن نفسه طالبا بعضا من الدفء الذي افتقده

هذا الكهف الجليدي.. مرته الأولى هنا لكنه قطعا ليس مهتما بالتمعن في المكان

-الآن على الأقل- فمن بداية الكهف لمنتصفه لم يقابله إلا جدارً جليدي عاكس

وكذا الأرضية والسقف.. لم يتخيل يوما أنّه سيمل من رؤية نفسه لا بل سيكره

لمح معالم وجهه الأبيض الذي كلله شعر ماثل الأديم.. لون عيونه الفريد والذي

طالما هام فيها إيثر.. كيف لا وهي قد احتكرت مشيج من البرتقالي المحاط بأصفر الذهب.

تنهد للمرة الخامسة بعد العشرين منذ دخوله.. بالرغم من وجود طريق

واحد يضيء بغرابة إلا أنه يحس بالاختناق، كأنه في متاهة مظلمة لا نهاية لها

للحظة جرأ على اليأس.. لكن ألم حاد في صدره جعله يدرك حقيقة الأمور

فإن عجز عن تنفيذ مهمته، ماذا ستكون أهميته؟.. هذا ان كانت له أهمية من الأصل.

تابع سيره وهو يدندن بنغمات طالما سمع زيوس تعزفها بصنجها الذهبي

حاول تذكر كلمات الأغنية لكن وككل مرة يعجز عن الوصول لمبتغاه

بالرغم من كونه شخصا عالقا في الزمن، إنه لمن المثير للسخرية عدم التذكر

هذا ان كان يحاول التذكر حقا. ابتسم بهدوء ثم توقف وبدأ بالشم

بالنسبة لكلب حراسة مثله فحتى الروائح التي مضت عليها عقود عدة لن يغفلها

تغير بؤبؤ عينيه من الدائري إلى بيضوي أفقي تماما كعيون الوحوش، أغمضهما بهدوء وتابع الشم

حتى بانت له صور مشوهة.. أحداث عفى عليها الزمن، ما حصل هنا قبل زوال غايته

لا بل قبلها بعقود عدة، عندما كان الحاكم شخصا أخر خلافا لإيثر..

تابع الشم على نحو مكثف وهو يقترب من الجدار.. محادثاتهم قطعا جهلها

لكن وجهته قد حددت وبدقة

فتح عينيه بسرعة ثم ابتسم بخفة وهو يحرك أصابعه التي طالت أظافرها على نحو

غير طبيعي.. أكثر حدة من السيوف المصقولة، وأشد صلابة من الألماس

لامس الجدار بخفة بشكل حرف -فاي- ليتحطم إلى شظايا بلورية صغيرة الحجم

ابتسم بانتصار وهو يلمح الدرج اللولبي الذي يقود إلى المجهول وبفخة وقف فوق

حافته وانزلق إلى الأسفل ويديه في جيبيه.. كانت ملابسه مختلفة عن الملابس

المعتادة في أغارثا.. سروال من الحرير الأسود وقميص أبيض فوقه

سترة بنفس لون السروال مزخرفة عند الحواف. اللباس الأصلي للخدم.

لم يختلف المكان الذي ينزلق فيه عما كان آنفا وهذا ما جعل الملل

يتسرب إلى كيانه مجددا. وصل إلى نهاية الدرج فقفز بخفة ظنا منه أنه سيقف فوق

أرض جليدية صلبة، إلا أنه غاص داخل بحيرة لازوردية انعكست شفقا على سقف الكهف الضمني هذا

بحث عن طريق لإكمال رحلته.. لكن المياه قد ازالت كل أثر للرائحة وغوصه من دون

فائدة فخصلات شعره تغطي كل وجهه عندها.. تنهد بانزعاج ثم خرج من البحيرة

وجلس على السلم الجليدي.. ثواني قليلة لم تصل للدقيقة الا وهو يقفز إلى المياه مرة

أخرى بجسد ينتفض بقوة.. أسنانه البيضاء أصدرت صوتا موترا وهي تصطك ببعضها البعض

بسبب الارتعاش، تسرب دفء المياه إلى جسده فتراخت أعصابه.. تنهد ثم صرح بانزعاج

-لهو درب من الجنون عودتي من هناك وأنا في هذه الحال

رفع كتفه بقلة حيلة وهو يسخر من هذا الموقف، ثم تناسى مؤقتا أمر مهمته

وبقي يسبح لاستعادة هدوئه ولقيا منفذ يخرجه مما هو فيه

| أغارثا ~سرداب إيثر~ |

ربما عجزت صلواتها عن اختراق السماء.. لكنها قطعا لن تفقد أملها

حتى لو فرض عليها القنوط أغلاله ستحطمها وليحصل ما يحصل

هذا ما قررته زيوس بعد معرفة مجمل الحاصل.. حتى لو كان كلاما

متناقضا لم تدري لما صدقته وبسهولة أيضا.. بالنسبة لشخص أصبح

يصنف من الخونة.. هي قطعا ليس لديها الكثير لتأمله، فقد شهدت بنفسها

سيف نيكس يخترق جسد إيثر قبل لحظات فقط من تلاشيه.. كانت متأكدة أنه

ليس مجرد وهم محض.. مع هذا فقد أدارت ظهرها للبقية وساعدت نيكس على الهرب

قطعا لن يسامحوها وهذا معلوم.. لكنها تأمل فقط بإصلاح ما حدث من سوء إذا وجد

وبقاؤها حية لعقدين لهو ومضة امل عليها التشبث بها.. فكثيرا ما كان مصير الخونة

الإبادة وهذا لا غبار عليه.. كانت منسجمة مع تيارات أفكارها الجارفة في ركن مغبر من

الغرفة، متناسية تماما ما حولها

فقط وحدها في بقعة من الصمت المدقع تحاول ان تلملم شتات أفكارها وخططها.

وقف أجيس أمامها بتكبره المعتاد ثم قال وهو يرجع خصلات شعره للوراء

-كفاك نحيبا على ما حصل أيتها الشيء البهيمي، لنذهب علينا التفكير في خطوتنا التالية

-لكن العثور على زاهان ليس بالهين بتاتا.. بل هو أشبه بالمستحيل، فزاهان هو حاكم

تايفوس الضائع وهذا معلوم للجميع، حتى سكان تايفوس لا يدرون مستقره

تقدمت لاسكيريا منهما وهي تحمل حقيبة حريرية قمحية جمعت العديد من

اللفافات التي احتوتها الغرفة ثم قالت وهي تفتح الباب الخشبي المهترئ

-عثورنا على ذلك الكلب يعني إيجاد زاهان بسهولة، ففي النهاية سيبيريوس

كان مرافق زاهان لقرون

تراقص قلب زيوس بمزيج من الغبطة والخوف، سيبيريوس هو خادم نيكس الأن

وإذا كانت مختفية لابد أن يتواجد معها وهذا ليس بخاف عن أحد..

تنهد أجيس بقلة حيلة مما شد انتباه زيوس التي سألته وهي تحتضنه بسرور

-ما بك أجيس؟ لا تبدو على ما يرام

استدار بسرعة وقد اعتلت الرهبة وجهه الذي بدأ يصطبغ بالأحمر.. ابتعد كالفريسة

المرعوبة عن زيوس ثم صرخ بغيض

-كفاك تفاهة أيتها الشيء قليل الأدب.. ألا ترين الأمر؟ سيبيريوس اختفى مع نيكس

نحن لا نملك أي أثر يوصلنا لهما.. فآن نعثر على زاهان، هو الوحيد الذي يجيد

سحر الموت المناقض من دونه لن يستطيع أولئك الأنذال احياء من يبتغون

أرادت أن تعبس وتنهر، هي مدركة للأمر مثله.. لكن آن لها هي من وجدت لتمنح الأمل أن تناقض حقيقتها

وبصعوبة لم تعتدها ابتسمت مشجعة ثم دفعته بخفة. وقفت باستقامة بعد ان استدارت

دورة كاملة.. احست أنها نست شيئا مهما، شيئا ما كان يجب أن تنساه لكنها

لم تتذكره إلا الآن.. صنجها! الأداة التي ما وجب أن تفارقها.. صرخت وهي تقفز في مكانها

بذعر

-الصنج خاصتي لقد نسيته

التفتت اليها لاسكيريا بسخرية ثم قالت وهي تمشي مغادرة

-لابد أنه في قفص دايدالوس الذي كنت فيه، لنعد فلا فائدة لك من غيره على أية حال

فرت من زيوس صرخة مستنكرة، عقدت حاجبيها ويديها وسارت تتبع لاسكيريا

بصمت.. هما معا منذ يوم كامل إلا أنها لم تحببها ولو قليلا، تنهدت بانزعاج

وعقلها قد ضج بمختلف الهواجس التي تؤرقها الآن

نظر إليها أجيس باستغراب وتوجس، حاول سؤالها عن سبب قلقها لكنه أعرض

فهل هو حقا في مقام يسمح له بسؤالها؟ خصوصا أنه يعلم لأي غرض أظهرت هذا الوجه..

خرجوا من الباب الصغير ليجدوا أنفسهم في المكان اللزج السابق، أمسك أجيس

بتعويذة كانت تلمع ببريق باهت.. وفي غمرة من الضوء تم ابتلاعهم ليجدوا أنفسهم

قابعين أمام الشجرة المصنوعة من المياه

أخرج أجيس تعويذة انتقال مرة أخرى، ردد بعض الكلام بجماهرية لتبدأ بالإشعاع

والتآكل -خلافا لسابقتها- وفي ثواني كانوا داخل القفص الذي كانت فيه

ركضت زيوس كالمجنونة في كل مكان تبحث عن مرادها لتجده أخيرا فوق طاولة

من الذهب المشكل مع الألماس قرب السرير الذي كانت نائمة فيه، جلست على حافته

ثم بدأت بالعزف وأصابعها تضرب الأوتار بخفة

استمع أجيس لهذا اللحن الذي اعتاد سماعه أحيانا مضت، ذكريات سارت تتدافع امامه و

عيناه لمعتا بوهج خافت فازدادت قتامتهما.. كبحر هائج وسط عاصفة رعدية

ومن دون أن يحسا اختفت لاسكيريا من الغرفة فور دخول زائر غير متوقع..

وقف أبيض الشعر أمام الباب بصمت وظل يستمع إلى عزفها.. منديله الذي لا يفارقه

قد تعلق بين يديه.. ومعالم حمقاء ما فتأت تختفي

توترت ملامح أجيس وهو يلمح قرينه في الطول يقف بجانبه بهدوء مريب

نظر إليه القادم بعيون ذهبية ما كانت لتدل إلا على استفسار -أهناك شيء على وجهي؟-

ومن دون شعور حرك أجيس رأسه نفيا.. هو يحس بالرهبة وهو يقف بجانب هذا الشخص

لم يدري اهو وليد عدم المعرفة أم أنّ توتره ناتج عن الهالة الغريب الذي يستشعره منه

استدارت زيوس فور انهائها للعزف لتصرخ بفرح ممزوج ببعض السخرية

-فانس لما عدت لأغارثا.. اولم تكن نقاهتك تستغرق خمس عقود؟

وضع المنديل في فمه ثم امسك السترة الحريرية الثخينة والتي غطت الحرير الأبيض والازرق

الذي التف حول جسده.. سار بخطوات قصيرة ناحية زيوس التي وقفت في مكانها تنتظر

ما سيحصل، لا بل تتمنى ان يحصل.. وما هي إلا ثواني حتى تعثر فانس وسقط على وجهه.

أمسكت الشقراء بطنها وبقيت تضحك إلى أن نزلت دموعها بينما رفع الأخير

رأسه عن الأرض بهدوء معتادا على أمر قد غدى بديهيا وعاديا حتى أنه لم يعد

يسبب له الانزعاج.. حك انفه الأحمر بثبات في المعالم ثم نظر بشزر إلى أجيس

الذي رفع حاجبيه بسخرية واستفسار.. أكانت توقعاته عن القادم خاطئة؟ فما يراه هو مجرد

شيء غبي قليل معرفة كزيوس.. تنهد بقلة حيلة ثم قال وهو يكتف ذراعيه

-من يكون هذا الشيء أيضا؟

جلس فانس على الأرض ثم أخذ يطوي منديله الأبيض الحريري، قال معرفا عن نفسه بصوت رزين

-سعيد للقياك أجيس كريتوس ثيوفانس.. أنا هو بروتوغونس سديم

المقدرة والفكرة.. يمكنك مناداتي فانس كما يفعل البقية.. أما عن عودتي المبكرة يا زيوس

فهو أمر لا طائل منه مع كل ما يحدث هنا بل وأني متأخر.. ألا توافقين؟

توترت معالم أجيس وبقي متوجسا يحدق في فانس الغريب، بعد ادراكه أنّ هذا

الخوف الذي اجتاحه لأول مرة في حياته ما هو الا وليد تفاهة ذاك الأمر.

وبسبب غباوة في الفكر كلماته ضاعت وجسده تشنج في صمت موتر. وما كانت

زيوس بأحسن حال منه. هذا التوتر لم يكن بخاف عن فانس الذي أردف في محاولة منه لتلطيف الجو

-لا داعي للقلق فأنا عالم بما حصل، ربما فعل نيكس مستنكر لكنه ليس خيانة

القادم أعظم من مجرد خزعبلات لا نفع لها كهذه

-إذا أنت تقول أنّ نيكس بريئة؟ فانس ما أنت مدركه؟

-ربما ادراكي أكثر من المسموح، لكن حقيقة الحاصل متعلق بما مضى قبل وجودنا نحن

-ما أدراك بذلك؟

كانت لكنته تدل على قليل من الاندهاش.. بالرغم من معرفته لمقدرة فانس إلا أنّ هذا

تعدى حدود تصوره، حتى وهو يستمع إلى إجابته

-أخبرتك.. أنا سديم المقدرة والفكرة، لست بارعا في القتال إلا أنني أملك بصيرة نافذة

قاطعت زيوس حديثهما بصراخ وهي تمسك بمعصم أجيس بقوة

-أكنت عالم بهذا؟ فانس وأجيس أخبراني بما تعرفانه

شتت أجيس نظراته في المكان ثم قال بصوت خفيض

-لم يحن الوقت لتعلمي حقيقة القصة كاملة، فحتى أنا لا اعلم إلا لمحات مقتضبة

لم يسر زيوس ما سمعت.. فهي والجهل لم يتفقا أبدا، لكن شعور بالهدوء اجتاحها

فمعرفة أنّ نيكس بريئة –ولو ضمنيا- أراحها.. لكن أكان قتلها لإيثر لزوما لتدارك ما هو أعظم؟

كيف لها أن تتصرف وهي غير مدركة للأمر

~ معبد الكاهنة إيكو~

قفز برشاقة وهو يتفادى السياط التي كانت تتجه نحوه.. كثيرا ما كره سحر الماء

فما هو فاعل إذا لم يستطع قطع الأشياء؟ تعلق في جزء مذبب كان يتدلى من الكهف

وهو يلعن نفسه لدخوله هذا المكان، أما كان أفضل له لو بقي في تلك البحيرة جالبة الراحة

لكن هيهات بين تمني وفعل، أجال نظره في المكان باحثا عن نقطة ضعف ربما..

السياط المائية تسربت بكثرة من الشقوق الموجودة في الصخور الكلسية

التي اصطبغت بأزرق معدني.. ومع تنفسه السريع أدرك كم فعله هذا

عديم النفع حتى لو تفاداها لن يتفاداها كليا . أنفا حاول قطعها مرات ومرات لكنها تعاود التشكل بلا نقصان

كثيرا ما كره المعابد خصوصا الحوريات اللواتي يحرسنها، لكن موت إيكو جعله يأمل ولو

قليلا ألا يجد نفسه في هذا الموقف بالذات

تنهد بملل ثم نزل إلى أرض الكهف الصخرية.. لم تكن حركته مفاجئة لهذا لم يجد

أي رد فعل من السياط، حك رأسه وهو يفكر بعمق.. قطعا لن يستطيع

تمزيق الماء فلا منجد له من نهاية عبثية كهذه إلا إيقاظ ألفيوس من سباته

واستنادا على حاسة شمه القوي، اندفع باتجاه السياط والتي كانت تتمركز في الأمام

تفادى بعضها في حين أصابته أخرى أضرارا لا تدرك، غير أن ملابسه قد تمزقت..

كثيرا ما أحب الأشياء مرتبة ومنظره هذا قطعا بعيد عن الترتيب بأشواط، وبمزاج معكر صرخ

-بحق الإله أين ذلك المزعج

وصل المكان المقرر لكنه قوبل بوابل من الطلقات المائية.. قواه أنهكت قبلا

بسبب السياط.. ولم يعد بمقدوره تفادي هذا الكم الهائل من المياه المندفعة

وأسوء ما حصل أن نصف جسده السفلي قد غلف بطبقة لا تزول من المياه

فمهما حاول قطعها وتحطيمها تعاود الاستكانة.. بانزعاج

راقب تمثال إيكو الحجري الذي تواجد في جهة مظلمة من الكهف، لم يحزن عليها

لا بل لم تأته أبدا لو ذرة شفقة بسبب ما آلت إليه حالها.. فهي استحقت تحولها إلى حجر

بسبب ما تفعل به الآن، في نظره هذا مجرد عقاب إلاهي سابق لأوانه..

لم يعد يستطيع التفكير.. والتنفس أيضا، كل ما يراه هو فقاعات مختلفة الأشكال تشكلت

لتحجب عنه الرؤية، ظهرت لتعلن عن بداية زواله بعد أن

ازداد مستوى المياه حتى غطى جسده كله.. وبأخر ذرة من الأوميلون المتبقية في جسده

حاول تحطيم تلك الفقاعة التي تحتجزه لكن محاولته فشلت.. أغمض عينيه باستسلام بعد

ان نفذ الاكسجين المتبقي له وقد تشوشت رؤيته.. هو أحب الماء وكرهه في الوقت ذاته

ففي النهاية هو الشيء الوحيد الذي يجعله يشعر بالراحة والقلق في آن

الشيء الوحيد الذي يجعله يحس أنّ له روحا، جسدا، لا بل أحاسيس كالباقين وأنه ليس

مجرد دمية يتم التخلي عنها في كل مرة تنتهي أهميتها.. أغمض عينيه مستسلما

للوضع، وفي جوفه قد استكان جزء من الاقتناع.. لم يؤدي مهمته ربما؟ لكنه قطعا

سعيد نوعا ما لأنه لم ينهها، فشله هذا جعله يحس بقليل من الثقة في كونه حيا، شخص

كسائر الموجودين في أغارثا





~أغارثا~

واحدة من الممالك الأربعة التي تستمد طاقة وجودها من الادوات المقدسة
وهي الأكثر أمنا وازدهارا.. تقع في بعد زمني مغاير لعالم البشر
إلا أنها ترتبط به بواسطة شجرة عملاقة تكتسح السماء

~فقص دايدالوس~

هي عبارة عن مجموعة سجون غير مترابطة، على شاكلة أقفاص الطيور
تزينها أحجام سحرية تقوم بختم قدرات كل من يدخلها
صممها دايدالوس والذي سميت عليه وهو من أفضل النحاتين والمهندسين في أغارثا


~أرجوبانتس~



فصيلة من الحيوانات التي استوطنت الممالك الأربعة.. وهي في طريقها للانقراض
تمتاز هذه الفصيلة بكونها هجينة ما بين: النسور والأسود


~سرداب إيثر~

مكان لم يدخله غير مالكه.. كثيرة هي الأساطير التي انتشرت عنه
في كل العالم.. وما كان معلوم عنه إلا أنه سرداب واحد يتفرع لآلاف
من الغرف.. كل واحدة احتضنت أسرارها الخاصة


~سدم باندورا~

هي نوعين سبعة سدم اشعاعية تترأسها زيوس وسبعة ظلامية تترأسها نيكس
أما عن تقسيمها لاشعاعية وظلامية فهذا راجع لما تجسده
فزيوس تجسد الأمل الذي يحمله الناس أما نيكس فقد تجسدت من شعور
الخيانة الموجود في كيانات البشر
بمعنى: الاشعاعية ما كانت صنوان للأحاسيس الطيبة
أما الظلامية فنقيض ذلك



~معبد نيمف~

أو معبد الفتاة العذراء، توجد أربع معابد على حدود أغارثا، وهي المعبد
الشرقي، الغربي، الشمالي والجنوبي
ولكل معبد شكل معين يختلف عن الأخر، فمعبد الكاهنة -حورية- أيكو
على شكل كهف جبلي

~الأوميلون~

هي عبارة عن طاقة روحية تختلف من سديم لأخر حسب قوته ومقدراته
وتعتبر هذه الطاقة ميزان حياة السديم، كلما قلت حانت نهاية الشخص

~ألتوس~

احدى الممالك الأربعة، تعد أقواها وأقدمها، كما تسمى أيضا بعالم الجنيات
وتماما كأغارثا فسبب وجودها يعود إلى أداة مقدسة

~تايفوس~

هي المملكة الثالثة، مملكة زاهان.. تايفوس رمز للهلاك والشرور
فكثيرا ما كان سكانها سببا في حدوث عدة اظطرابات -فيضانات، براكين...-
في المملكة الرابعة والتي تمثل عالم البشر






من ذا الذي لا يعرف كلب الجحيم، سمعته سبقته في كل الممالك الأربعة
.. عينان عقيقيتين ما كانتا يوما تدل على الحياة
تماما كروحه التي بدأت تندثر تحت مسمى~ دمية السيد~
رغباته قد طمست منذ ابداعه، فقط طاعة مالكه وتنفيد اوامره هي غايته الوحيدة
لكن.. هذا قطعا لم يكن مراده حقا، العيش كالباقين كانت رغبته منذ
زمن طويل، لكن وفاءه كان المانع الدائم أمام تحقيق رغباته





فانس
غريب الأطوار،ذو اللكنة الناعسة.. بالرغم من حجمه الصغير إلا أنه
يملك من الحكمة الكثير، ويعلم ما لا يعلمه أحد





طباعه تعاكس
شكله.. النرجسي، المتعالي، وغريب الاطوار الأول
في أغارثا.. ما كانت تصرفاته أبدا واضحة أو مفهومة للبقية
وحيد فقط من فهمه ~إيثر~ ففي النهاية هو موجده وحاكمه الذي ماثله غرابة الأطوار.
بالرغم من غبائه الزائد إلا أنه ذراع زيوس اليمنى، صندوق أسرارها، ووسيلة تسليتها





ألفيوس ثيون


من كان من الأقربين لكن وبسبب الحاقدين
غدى يصنف من الخائنين









__________________




وَ تزهو بنا الحَيآه ، حينما نشرقُ دائماً بـإبتسآمة شُكر لله ..
أحبُك يالله





رد مع اقتباس