عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-20-2016, 03:55 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www.arabsharing.com/uploads/1471691592572.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]







[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www.arabsharing.com/uploads/1471691592572.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


" آه, أمسكتك ! "
تنهـدتُ براحةٍ حيـن جلستُ مقابلَةً لهُ على المقعـد المريح في ذات ذاكَ المقهى,
لاحـظتُ أنهُ لم يعـرني بـالاً حقـاً, فقَـط أنزَلَ جزءً من جريدَة التـايمز خاصتِه
لينظـرُ في عيني ويتبسَمَ قليلاً كما لو كـانَ يعرفني.
" أخيـراً استجمعـتِ شجاعَتَكِ ؟ "
لـم أتجمـد في مكـاني بسبب جملته تلك, فأنا مدركَةٌ تمامَ الإدراك أنه يعلم
منذ زمن أني ألاحِقه.
" ليسـت شجاعتي ما احتجتُ جمعها, بل المعلومات.
أفترض أنك تعلـم ما أريده, صحيح؟ "
لـم تفارق البسـمةُ شفتيه من تجعد الجلد حول عينيه
ولا الصحيفة يديه قط.
" أجـل أجـل.. وأفترض أنك لن تستـسلمي حتى تنالي مقابلَتكِ؟ "
" بلـى. "
" همم..فـي تلك الحـالة, أظن أنني موافق "
ضاقَـت عيناي بشكٍ من موافقته المبـاشرة واستفسرته بلا تردد,
" وما الخدعـة ؟ "
قهقه قليـلاً وأردف,
" إذن أفترض أنك ذكية نوعاً ما.
لقد وافقـت على مقابلـتِك, بشـرط أن تكتشـفي ما تريدينه بأي طريقة غير
السؤال المباشر. "
" آه, إذن مثل شيرلوك ؟ "
تبسـم كلانا لبعضٍ في لطفٍ تستر تحته طبقاتٌ من التحـدى.
" حسنـاً أفتـرض أن لا ضير في ذلك. سيجعل الأمر ممتعاً.
إذن, سير آرثر, بخصوص مسقط رأسك. أفترض أنـكَ لم تولد خارج
المملكة المتحدة؟ "
" ومـاذا جعلكِ تظنيـن ذلِك؟ "
" حسنـاً, أولـ شيء وأوضح شيء لكنـتك فهـي إنجـليزيةٌ بحتة,
بالإضافة إلى جريدة التايمز التي تمسكها, التبغ الذي تستخدمه, وطريقة لباسك.
ولكنني أشك أنك من إنجلترا فعلاً.. لـاحظت أنـك تمضي معظم وقتـكَ بالداخـل,
أفتـرض أنك لا تحبُ هواء لندن؟ "
" عزيزتـي, لا أحد يحب هذا الهواء الملـوث بالغبـار! "
" آه, انفعال! ذاك يعني أنك لستَ من هنا,
بـل من مكـانٍ منعش أكثـر, ذو خضرةٍ ومراعي.. ونظـراً لهـذا المكـان,
ومراودتك لهذا المقهى باستمرار, سـأقول اسكتلنـدا, ربما ؟ "
"هه, نعم, ذلك صحيح. لقد ولدت في 22 من مايو, 11 ساحة بيكاردي بأدنبرة,
عاصمة اسكتلـندا.. مكـانٌ جميـل هو ذاك. "
" لمَ لم تعـد؟ "
" عفواً ؟ "
" لإسكتلندا, لم لم تعد؟ "
" أود لو أعود, ولكني لا استطيع.. "
" ليسـ المـال المشكلة بالطبع, فسلسلة شيرلوك وفرت لكَ الكثير. أعتقد أن هناك
العديد من الذكريات السيئة هناك؟ "
" نعـم.. نعم. لقـد كان والدي كاثوليكيين أيرلنديين, وقد تفرقـت عائلتنا
عندما كنـت صغيراً.. "





" لإدمان والدك على الكحـول؟ "
" كيف عرفتِ؟ "
" لقد تبعتك لأسابيع سير آرثر, نفورك من الكحول غير طبيعي.. "
" أجل, ولكن لم شملنا من جديد بعد تفرق عائلتنا. وبعد فترة ألحقني أقاربي
الأثرياء لمدرسة سانت ماري هول الكاثوليكية.
آنستي, اسمحي لي بالسؤال, ولكن لمَ عملت صحفية؟ "
" ماذا تقصد؟ "
" حسناً لا يتطلب عبقرياً ليعلم أنك تكرهين عملك.. تمقتينه حتى! "
" ... أنت محق. لم أرد أن أكون صحفيةً قط.. وددتُ لو أكون طبيبة! "
" هه, ذلك يجعلنا نحن الإثنين.. لقد كنت طبيباً, تعلمين.
درست في كلية الطب بجامعة أدنبرة..حينها بدأت تدوين القصص القصيرة. "
" شيرلوك؟ "
"لا لا, لقد كانت أولى قصصي هي " مزرعة غورسثورب" "
" تلك القصة الفاشلة التي ظهرت في مجلة بلاك وود؟ "
" عزيزتي, حديثك يجرحني.. ولكن نعم, تلك. تتالت بعدها القصص و
المقالات الطبية ولكن ليس بشكلٍ كبير, بعد تخرجي عملت طبيباً على
متن قارب لصيد الحيتان.. "





" وكيـف بدأت بكتابة روايات شيرلوك؟ "
" ألم نتفق على أن لا تسألي أسئلة مباشرة؟ لا تأبهي..
حين وصلت لبروتسموث ومعي 10 جنيهات وقد فسدت علاقتي مع زميلي
السابق, في حين كنت أنتظر قدوم المرضى بأسى, لم أجد نفسي ألا وقد عاودت الكتابة,
شيءٌ لأشغل نفسي به. "
" فولدَ شيـرلوك؟ "
" ليـس فعلاً, فشيرلوك كـان دائمـاً هناك! "
" كيف؟ "
" لقـد استلهمت شخصية هولمز من شخصٍ ما يشابهه فعلاً "
" آه, دكتور جوزيف بيل ! "
" أتعرفينه؟ "
" نعم, فأنا نفسي درست بجامعة أدنبرة .. لطالما شككت بأنه يشبه شخصاً ما! "
" والدكتور واطسون؟ "
" ماذا؟ "
" الدكتور واطسون.. ألا يذكرك بأحد؟ "
" لـ..لا ليس حقاً .. "
" لا تقلـقي, طبيعيٌ أن لا تعرفيه. لقد استلهمت شخصيته من زميلي في بورتسموث, جايمس واطسون. "





" أخبـرني عن أولى رواياتك لشيرلوك..قضية فاللون القرمزي "
" لاحظتُ أنـكِ مهووسةٌ به؟ "
تبسمتُ قليلاً
" نوعاً ما . "
" حسنـاً لازلت أذكر ذاك اليوم. 20 نوفمبر 1886, لقد نشر دار وارد لوك أند كو
هذه القصة وأعطوني فالمقابل خمسة وعشرين جنيهاً "
" مستحيل!! فقط؟! "
" عزيزتي, وقتها كان ذاك أكثر ما يمكن أن أحلم به! ولكن في نفس العام نشرت
في مجلة أخرى, وتلقت تعليقاً جيداً من جريدتين أخريين "
" بعدها نشرت رواية علامة الأربعة؟ "
" بعد أربعة أعوام من نشر قضية فاللون القرمزي, كان فيها ثاني ظهور لهولمز.
ولكن في مجلة الستراند..
شعرت أن وارد لوك يستغلونني ويستغلون جهدي "
" شعورٌ صائب إن سألتني, حسناً ماهي مشاعرك تجاه هولمز؟ "
" هذا سؤال أود حقاً لو تجيبينني عليه! "
" ليس لدي وقائع كثيرة, فقط افتراضات.. وعليك أن تثني الافتراضات لتلائم الوقائع.. "
" وليس العكس .. متابعةٌ مخلصة لهولمز, هاه؟ "
" نعم, ولكن إن لم أعمل بهذه المقولة, يمكنني القول
أنـكَ لا تحب شيرلوك قط "
" وماذا أعطاكِ هذه الفكرة ؟ "
" أولا قتله في شلالات رايتشنباخ "
" ولكنه عاد في كلب آل باسكرفيل ! "
" فقط لمطالبَةِ الجمهـور بذلك.. "
" نعم..نعم أنت محقَة..
حسنـاً آنسـة.. ؟ "
" جيجـي "
" آنسـة جيجي, سعدتُ بهذه المقابلَة ولكن أظن
أنني بحت بأكثر مما أحب, أتمنى لكِ نهاراً طيباً ! "
عبستُ فوجهه عندمـا انتصبَت قامتُه أمامي, ولكني سرعان ما تداركتُ نفسي
وأرجعت البسمة المزيفَة لوجهي. حدقت به وهو يخـرج المقهى بهدوءٍ,
وهذه المرَة لم أتبعه.


" آه, أنسـة جيجي ! "

رفعتُ رأسي حين رأيتُه يخاطبني من الباب وقد مال بجسده قليلاً نحوي

" أتمنى أن تكون لكِ ذاكرةٌ قوية! "

لم أفهم مقصدُه بهذا..أنا لدي أقوى ذاكرة من بين كل معارفي!





ظـلت كلماته تلك تصيد أفكاري طول الطريق نحو الشركة..أحسست بأني نسيت شيئاً ما,
ولكنني لست أقرب لأن اكتشف ما هو...

" آنسـة جيجي, وأخيـراً عدتِ؟ "
" نعـم سيد جيفرسون, لقد أجريت المقابلَة "
" حسنٌ جداً, وأين هي؟ "

و تلـك هي اللحظة التي تذكرت فيها ما نسيته.
تذكرت أنني..لم.. أدون.. شيئاً..
قط.


" اللعنـة!!! "


--
توفي دويل نتيجة لسكتة قلبية في 7 يوليو عام 1930 وهو يبلغ من العمر 71
عاما. وكانت كلماته الأخيرة موجهة لزوجته: "أنت رائعة"

كسـر قلبُ الـآنسة جيجـي وقتها, ولكن الحيـاة تستمر.




- الرجاء عدم الرد -

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة خميـسَة ; 08-21-2016 الساعة 03:52 PM
رد مع اقتباس