08-26-2016, 12:26 PM
|
|
"البارت السادس"
"تأنيبُ ضمير..شجاعةُ صديق.."
"ما هو الأمرُ الذي يثبتُ أنكَ على قيدِ الحياة..؟؟وما هو الأمرُ الذي يثبتُ بأنكَ في العالم الآخر..؟؟"
"هل تعلم ما هي الصداقة..؟؟هي مجرد كلمة بنظري أنا..! ، لكن عندما تتفحص حروف تلك الكلمة ستجد المعنى..قد يختلف معنى الصديق من شخص لآخر..ولكن احذر..فليس كل صديق هو الصديق..عليكَ أن تعرف صديقك الحقيقيّ من الوهميّ..لا يهم كم عُمُرُ صداقتك..المهم هو من تختاره ليطلعك على المعنى.."
••••
ظلام...!
لا أحد هنا
..مجرد صوت يتعالى صداهٌ في الأرجاء..
"غـريـسـيـا.. ..غـريـسـيـا"
انتفض َجسدها للأمام،بينما فُتِحت عيناها الزمرديتان المتعبتان على مصرعيهما..وضعت إحدى يديها على رأسها،لتحرك بؤبؤيها في أرجاء المكان الذي يحتويها..نبست لنفسها بسخرية: "انتهى بي المطاف بالنوم على الأرض مجددًا"..
تحركت من مكانها في وسط الغرفة المربعة،بعدما أمسكت بنظارتها،ووضعتها أمام عينيها..
لتتجه نحو سريرها المتوسط الحجم،داكن الألوان، امسكت هاتفها ،لتقصد الاتصال بشخص ما..وقد فعلت ذلك حقًا عندما ضغطت على الأرقام مشكلةً رقمه الخاص..وضعت الهاتف على أذنها اليمنى،وانتظرت رده عليها،وما لبثت ثوانٍ حتى أتاها صوته الخالِ من المشاعر: "خيرًا آنسة غرور.."
صكّت على أسنانها بحدةً ، لتجيبه بذات نبرته التي أمست تستطيع تقليدها: "اصمت وانتبه لألفاظك،ما الأخبار؟؟" "بخير ، الأمر كما خُطِط له.." "جيد جدًا..لكن احذر جيدًا.." "لا يوجد داعٍ لتحذيري..لا ألعب حتى أعرف اللاعب الآخر.." "لدي حدسٌ بأنكَ لا تعرف مع من تلعب.." "إذًا فهذا سيء فحدسكِ لم يخطئ من قبل.." "ربما.."
•••• -"لـيـو"..
نظر لمن تمد جذعها الأماميّ للأمام وتستمر بمناداة اسمه..
نفذ صبره هذه المرة،فصرخ بوجهها قائلًا:هل لي أن أعرف لمَ لا يمكنكِ الصموت لدقيقة بينما أتناقش مع الأحمق الآخر؟؟.. -من تدعو بالأحمق..؟ -متى نصل وننقذ ساندرا..؟؟
أجابها بينما نظر لها ثانيةً بعد أن نظر للأمام:اتصلنا بعائلتها وأيقنا باختطافها اصبري لنصل للمكان..
صاحَ جون بسرعة:ليو هنالك سيارة قادمة من المعبر المجاور،قفْ حالًا..
أطاعه بذعر..ليضغط على المكابح ويوقف السيارة كما فعل سائق السيارة الأخرى..لترتد جوليا للأمام..
نزل الاثنان بسرعة بعدها؛لتفقد الأخير،وقد فعل هو ذات الأمر،وهو شابٌ في مثل عُمُرِ جون..
بادر ليو بالسؤال حالما وصلوا له،قائلًا بهدوء: "هل أنتَ بخير..؟؟"
وضع يده خلف رأسه مغمضًا عيناه،ليقول بعد ثوانٍ: "أنا بخير اعذروني فأنا حقًا متعجّلٌ بأمري.."
نظر الأشقر وليو لبعضهما ثم همهما قاصدين التوجه للسيارة..
وقبل أن يتحرك الجميع،نطقت جوليا التي أتت الآن باندهاش: "جوليان"..!
نظروا لها،لتقول بعدها بينما تقترب من الشاب:"جوليان،ماذا تفعل هنا؟!".. "جوليانورا..!؟" "أجل أنا ذاهبة لإنقاذ ساندرا.."
رمقها كلا اللذين كانا لقربها بحنق،ليسمعا بعدها جوليان يقول بتساؤل:"عن ماذا تتحدثين؟؟،أنتِ أيضًا تعلمين بذلك..؟"
شدت كلماته الأخيرة انتباههما،ليوجها نظرهما له،إذ قال جون بانفعال:"من تكون أنت..؟؟" "أنا جوليان دوغلاس..،عرّفاني عن نفسيكما.."
قلّب ليو اسمه بلسانه ليقول كأنما تذكر الشخص قبالته:"أهم،أنتَ العميل جوليان دوغلاس من الفريق الثاني.."
بدا أن حيرة جوليان ازدادت،ليقطع تساؤلاته جون بقوله:"أنا العميل جون روبنسون"،ثم أشار بإبهامه لليو ليردف:"وهذا العميل ليو مارسيل،نحن الاثنان من الفريق الرابع".. "هكذا إذن..،وصلتني رسالة من مايكل تقول بأن اثنين من الفريق الرابع سيكونان معي.." "أرجح أن نتكلم بينما نتوجه للمكان المقصود"
أيّد الجميع فكرة ليو ، فتوجهوا للسارتان بعدها.. *جوليان يشبه ساندرا لحد ما..يمتلك عينان جريئتان بلون العسل الخالص،وخصل شعره تتشابه مع لون الخشب،مع أنفٍ معقوف..*
••••
على بعد أمتار وأمتار..في غرفة صغيرة،تجلس فتاة على كرسيّ خشبيّ مهترئ،مقيدة بحبلٍ متين..
شعرها الطويل متناثر بفوضوية ، عيناها مغطيتان بقماش أبيض اللون ..
تذكرت ما حدث لها،بعد أن رفضت جوليا مرافقتها للسوق..
تجولت ولم تشترِ شيئًا عكس عادتها..وعندما همت بالعودة للمنزل،تمّ سحبها لسيارة سوداء ، في شارعٍ خالٍ تمامًا ، ولم تعرف ما حدث حالما حصل ذلك..
إلّا أنها استيقظت قبل قليل لتجد نفسها لا ترى شيئًا،ذعرت بداية لتتدارك ما على عينيها لاحقًا..حاولت تحريك يديها لكنها لم تستطع،ففهمت الأمر..حسنًا إنها ليست المرة الأولى التي تختطف بها..! ، فهي الوحيدة من عائلتها التي تعرف ما هو عمل شقيقها الحقيقيّ..
تمردت دموعها بعد دقائق تذكرها للحادثة،بدأت تحس بأن دموعها تزداد وتزداد..فما كان منها إلّا إطلاق العنان لها..
أحسّت بأصواتٍ في الخارج..أصواتٌ لا تمد للطف بصلة..وحال سماعها لما يدور في الخارج رفعت رأسها بهدوء.. -"هل ما زالت غائبة عن الوعي..؟؟" -"أظن نعم ، فنحن لم ندخل إليها ، ولم نسمع أيّ حركة أو صوت يدل على استيقاظها.." -"جيد جدًا..افتح الباب.." -"أمرك سيدي.."
ارتعبت بحق..لتسمع صوت الباب يفتح،بعدها صوت أقدام تقترب منها،اشتمت رائحة العطر القويّ التي هبتّ نحوها بفعل النسيم القادم إثر فتح الباب الحديديّ..
تقدم القادم منها،مدّ يده لوجهها،لتعود برأسها للخلف،أمّا هو سحب قطعة القماش التي على عينيها بهدوء..
رمشت بعينيها مرارًا وتكرارًا..لتنظر أولًا للمجهول أمامها..
بدا وسيمًا نوعًا ما،شعره المصفف للخلف،وعيناه الثعلبيتان،كلاهما بلون الشوكولا السوداء التي تشربها في كل صباح؛لتدفئ نفسها بهذا الجو البارد..وعلى ذكر البرد ،فها هي تشعر بلسعات البرد تقرصها؛فلا تدفئة هنا،كما أنها لا تلبس سوى معطفٍ بنيّ قصير،مع كنزة سوداء وبنطال كتانيّ بذات اللون،كما أنها جائعة وعطشة..
رمقها بهدوء ،ليلمح نظرة الحقد بعينيها،لكن هذا لم يهمه،بل جعله يبتسم ابتسامةً جانبية ساخرة..
تكلم قائلًا:"الآن فنحن لن نؤذيك..ولكن ثقي بي دوركِ سيأتي قريبًا.."
جمعت اللعاب بفمها،لتبصق عليه بسرعة،وقد تفاداها بهدوء..
ليمسك بعدها بذقنها ويشد عليه..مردفًا: -"لا يوجد داعٍ لتستعجلي موتكِ.."
أفلتها،لتقول له بانفعال ونوع من التهديد: -"أنتَ لا تعرف من انا يا هذا..سيأتي أخي ليقتلك بعد قليل.."
أطلق ضحكة خفيفة مستفزة،ليبتسم بجاذبية ويرد تهديدها بهتافٍ مستصغرًا ما تتكلم عنه..: -"سيأتي.."
أطلقت تنهيدة خفيفة.."أهم".. -"سيأتي ليلاقي نفس مصيرك..أنتما لستما إلّا جزءًا صغيرًا من لعبتنا الكبيرة.."
ضيّقت عيناها ، ليأتي شخص آخر يحمل بيده كأس ماء زجاجيّ..
أعطاه له،وخرج بعدها بهدوء.. -"أنتِ عطشة..؟؟"
أزاحت بنظرها للجانب..لتشعر به يقرب الكأس منها.. -"سنقتلكِ بسرعة،لن ندعكِ تموتين بفعل السموم.."
نظرت له بغضب،لكنها استسلمت بسرعة له،وبدأت بشرب الماء بينما يقرب الكأس لشفتيها اللتان ما يزال أثر أحمر الشفاه الوردي عالقًا بهما .. -"أولستِ جائعة..؟؟" -"أوتظنني لم أخاطر بشرب الماء..؟!"
نظر للكأس الذي لم تشرب سوى نصفه..ليشرب ما تبقى منه..نظر لها وكأنما أعجبه ما قالت،ليقول بخبث: -"أخبرتك..لا يسرني موتك ببطء.."
لم تنبس هي ببنت شفةٍ ، نظر هو لها لآخر مرة..وسحب قدميه ليخرج بعدها..فيغْلَق الباب..
•••• -"إذًا هل يمكنني معرفة سبب وجود جوليانورا معكما..؟!"
هذا ما قاله جوليان بعد حديثه بالسيارة بين ليو وجون ،عن سبب وجودهم هنا .. -"عيننا مايكل لحمايتها".. -"مايكل..لمَ..؟!" -"أمور سرية..،على كلٍ كدنا نصل أقفل الخط.."
أقفل جون الخط بينه وبين جوليان،إذ كانوا يتواصلون عن طريق الهاتف بينما كلٌ بسيارته.. -"ألا يعرف السبب،أن هنالك جواسيس بالمنظمة..؟؟" "سيء.."
حاول جون التغطية على توتر ليو الذي يتكلم مع نفسه،فقال بسرعة: -"يعرف،لكنه لا يعرف أنهم يسعون خلفك.."
عادت بجسدها للوراء..بينما زفر ليو بارتياح.. "بدأت أشكّ في صحة أقوالكما.."
بعد ربع ساعة..
توقفت السيارتان متضادتا الألوان على بعدٍ مناسب من المكان المطلوب،لينزل كلٌ من خاصته ويتوجه للآخر..لم يمشي أيٌ منهم كثيرًا للآخر فلا تفصل سوى أمتارٍ بسيطة منهم..
باشر ليو بالتكلم..ناطقًا بجدية: -"سنتقدم معًا،بما أن الأمر فخٌ لاستدراجنا فلا بد من أنهم يراقبوننا لذا لا يوجد داعٍ للتخفي.."
قلبت ذات العينان الخضراوتان نظرها في الأرجاء،لتعود بنظرها لهم،وتتكلم قاطعة نقاشهم التي تأبى سماعه.. -"ماذا سنفعل حال دخولنا..؟؟"
صرخ الثلاثة بانفعال،بعد توجيه نظراتهم الغاضبة لها: -"ومن قال بأنكِ ستكونين معنا..!؟"
رمشت مرتان..لتميل بجذعها نحو ثلاثتهم قائلة بتأنيب ضمير: -"سآتي،هذا كله بسببي..كان عليّ أنا أن اختطف وليس هي.." -"الأمر برمته لا يخصك..أنتِ خارج هذه اللعبة..ما يريده هؤلاء هو نحن.." -"ما الذي يجعلك متأكدًا..؟." -"فكري قليلًا،بقاءنا أحياء دون مواجهات ليس لخبرتنا أو دهائنا،بل الأمر مختلف..هؤلاء يريدوننا نحن وليس أنتِ.."
صمتت غير قادرة على الرد..لتطأطئ رأسها أرضًا بينما دمعة تشكلت بعينها..منعتها بشدة،بينما سألت سؤالًا يسأله الثلاثة أمامها لأنفسهم،ولا أحد منهم وجد الإجابة للآن.. -"ما دخل جوليان وساندرا بالأمر إن كانوا يريدونكما..؟!.."
أجابها ليو الذي تدخل بحديثهما: -"هذا ما نسعى لاكتشافه.."
عضّت على شفتها السفلى باستسلام..
ثوانٍ حتى أردف الأخير: -"سنأخذها معنا فلا مكان يمكنها البقاء فيه.." -"ما الذي تنكلم عنه.." -"كنت آمل وصولهم مبكرًا ولكن يبدو بأن عقبةً صادفتهم..لذا عليّ المخاطرة بها.." -"ليو..هذه مخاطرة صعبة.."
خطى الأشقر خطوتان نحو السيارة،ليقول بعد التفاته للجميع: -"علينا الانطلاق الآن.."
شعرت جوليا بنوعٍ من السعادة،بينما تمنى جون
لو أنه يستطيع إفراغ مسدسه بالحمقاء تلك،وبزميله رزين القرارات.. -"جوليان..،أظنه من الأفضل التوجه بسيارة واحدة.." -"أوافقك الرأي،ليوناردو.."
توجه الثلاثة للسيارة قبل جوليان الذي لحقهم بعد تأمين سيارته..
فتح جوليان الباب الخلفي؛قاصدًا الركوب بقرب جوليا متحججًا بقرارة نفسه بأن جون سيركب بقرب ليو..
إلّا أن جون فاجأه بأنه تقدم من نفس الباب لفتحه.. -"أظن بأن ركوبي في الخلف أفضل.."
قطّب صاحب الأنف المعقوف حاجباه..إلّا أنه لم يستطع النطق بشيء،وما يهمه أكثر من الشجار هو حال شقيقته الآن..
لاحظ ليو الأمر لكنه لم ينبس بشيء،بل تحرك بالسيارة بعجلة..
الخمس دقائق التي مرت عليهم هي الأسوأ ، فذاك يفكر بسبب هذا جله ، وذاك يفكر بمصير شقيقته المجهول لديه..
استرق صاحب العينان الكاحلتان خلال هاته الدقائق النظر للتي تجلس بجانبه ، والتي لا تنفكّ عن لوم نفسها..
وصلوا أخيرًا للمكان المطلوب،والذي يبدو كبيت كبير مهجور..
مجموعة من الرجال يرتدون ملابس سوداء مصطفون أمام بوابة المنزل،ربما بلغ عددهم الخمسة عشرة..وحال رؤية السيارة أشهروا أسلحتهم،وأشك أن هنالك قناص أو اثنين على السط فوق..
ترجل الأربعة من السيارة،بينما كانت جوليا قريبة جدًا من جون،بل الأحرى كانت ملتصقة به تمامًا،وهذا أمرٌ من أوامره.. -"لم نأتِ للقتال،لديكم شخصٌ يخصنا.."
تقدم أحدهم،بينما أشار بكلتا سبابته والاصبع الأوسط ليده اليمنى بطريقة ما،ممّا جعل الجميع يخفض من أسلحتهم..
تحركوا بعدها مشكلين صفًا على الجانبين ، ليتردد صوت صدى خطوات القادم من الداخل ، وما هي سوى لحظات حتى أظهر نفسه..
تقدم منهم بابتسامته الجانبية الساخرة ، فتبان لهم ملامحه الباردة لحدٍ ما..
حال وجوده على بعد خطوات منهم ، أخرج جوليان مسدسه من عند خصره،ليشهره أمام من ينظر بعينيه الثعلبيتان نحوه باستنكار.. -"أنا عكسه،فقد جئت لاستردادها.."
بدا محافظًا على هدوئه،ليرفع يده اليسرى عاليًا،ويضرب إبهامه باصبعه الثالث ، محدثًا صوتًا..
رمش جوليان الذي بدأ القلق يعتريه،وما جعله يفتح عينيه على مصراعيهما هو خروج شخص بدا كأنه فتاة من الخلف يسحب ساندرا من يديها معه.. -"عليكَ أن تعرف لمن توجه سلاحك قبل إشهاره ، وتحت أيّ ظرف سيد جوليان دوغلاس.."
فقد المعنيّ صبره،وتراخت عظامه،أراد التحرك بعدما صرخ باسمها كما فعلت هي ، إلّا أن ما أوقفهما هو المسدس الذي وضع على جبينها..
ضيّق عيناه وصكّ على أسنانه..وهو يعرف بأن تسرعه لن يأتِ بنفع.. -"ما المطلوب..؟؟" -"تبدو ذكيًا حقًا ليوناردو مارسيل.."
وجه ليو عيناه الواثقتان نحو عينا محدثه ، ليقول بذات نبرته الساخرة: -"نعرف بمعرفتك عن كافة معلوماتنا على الأغلب،لكن ما المطلوب منا.."
أمسى الحديث يعجبه،فهو من محبي الأعداء الذين يتميزون بصفة الذكاء وسرعة البديهة..
حرك فاهه قائلًا: -"أنا متعجب من أن شخصًا بمثل ذكائك وفطنتك قد أتى بقدميه إلى فخٍ كهذا.." -"أنتَ قلتها..لكلٍ عواطف تجبره على تخطِ هذه الأفخاخ.."
تغيرت ملامحه من السخرية للبرود مجددًا..بينما أُنزل السلاح عن رأس ساندرا..لتكتفي الفتاة تلك بتوجيهه لظهرها.. -"أنتَ لا تعلم مع من تلعب ها..؟؟" -"أظن بأن الحديث طال.."
حاول ليو استفزازه ، وقد فعل نوعًا ما..فقد ظهرت إمارات الانزعاج عليه،لكنه قال بنبرته الباردة: -"نريدك أنتَ والعميل ذاك.."
وكان يعني بالعميل ذاك جون الذي أشارتْ سبابته له..
تنحنحت جوليا الملتصقة به..والتي تضع يديها على صدره،بينما يده اليسرى تتشبث بها.. -"وما مصير الآخرين..؟؟" -"عملنا لم يذكر وجوب بقائهم على قيد الحياة.."
جال ليو بنظره لما حوله،ليقول بعدها بجدية: -"أخشى أن هذا الأمر لا يعجبني.." -"هل ستأتيان بالطريقة السهلة أم الصعبة..؟؟"
حان دور ليو الذي أخرج سلاحه وصوبه نحو رأس من بقي محافظًا على سخريته..بينما أخرج كلا جون وجوليان سلاحهما ، وقد فعلها الأول بعد أن أدخل جوليا للسيارة من الخلف.. -"ماذا إذا عكست الأمور..؟؟" -"إذن الطريقة الصعبة.."
توجهت الأنظار للسلاح بين خصل شعرها البني الفاتح..بينما ازدرأت ريقها بهلع من القادم.. -"إذًا.."
ليو بموقف لا يحسد عليه،إن باشر الهجوم فالفتاتان بخطر..وإن لم يفعلوا شيئًا فكلا من الفتاتان وجوليان سيواجهان خطرًا ربما أكبر.. "اهدأ ليو، مهمتكَ الأولى هي حمايتها هي.."
زفر بضيق..ليقول قاطعًا أفكار الجميع: -"إن قبلنا أنا وهو بمرافقتكم،فاتركوا الباقين.." -"كما قلتُ سابقًا.. عملنا لم يذكر وجوب بقائهم على قيد الحياة.."
نظر ليو لجوليان الذي بدأ بفقدان صبره..قال بنفسه راجيًا منه الانتباه:"انتظر الإشارة.."
•••• -"حسنٌ..بما أننا كنا متعجلين فلم نتأكد بأنك حقٌا العميل جوليان دوغلاس..لذا..أدلي علينا الشيفرة.." -"هل حقًا تود سماعها..؟!" -"إن كنت تعرفها.." -"السماء ملبدة بالغيوم".. -"الجو ماطر.." -"402" -"916" -"إذًا.." -"تأكدنا منك.." -"لا أريدها أن تتأذى أبدًا.." -"علم.."
أردف جون على كلامهما: -"لدينا خطة.." -"هممم" -"هنالك تعزيزات ستصل لنا..وسترافقنا خلسة.." "هكذا إذن.." -"في حال واجهوا أية عقبات..فسننتظر إشارتهم للهجوم.." -"بما أن ساندرا ستظل آمنة فسأفعل أيّ شيء.."
طغى الصمت لدقائق قبل قبل أن يقول جوليان سؤاله الوحيد المتبقي: -"إذًا هل يمكنني معرفة سبب وجود جوليانورا معكما..؟!" -"عيننا مايكل لحمايتها".. -"مايكل..لمَ..؟!" -"أمور سرية..،على كلٍ كدنا نصل أقفل الخط.."
ليقفل جون الخط بعدها..
••••
انتظرت فرصتها الحاسمة بترقب..بينما شعرها الذي تشابه مع سواد الليل يتطاير بعشوائية..عينها اليمنى تناظر فريستها من خلال مقراب بندقية القنص خاصتها..
حان وقت بداية لعبتها..لتضغط على الزناد وتنطلق رصاصتها لامعةً تحت ضوء القمر البراق..
"حان الوقت.."
•••• انْتَهَى..
يوووووه..كيف الحال جميعًا..أعتذر لتأخري الفضيع بتنزيل البارت..
الحمد لله أخيرًا أنهيته..
احم احم أوجه شكر خاص لمحررة البارتات والرواية..:"Fire"..
خخخخ بروح للأسئلة..:
1)رأيكم بالبارت..
2)انتقادات..
3)آراء..وتوقعات.. | |