عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 08-28-2016, 09:12 PM
 
السلام عليكم ورحمة الله

مرحبا
كيفكم؟ ان شاء الله بخير وما تشكوا من شيء
وأخيراً اعرفت أكتب كلمتين مرتبات مع بعضهن

فالبطاقات طلعطلي تحفة

كوريا 1830 !
عيون خضر مع غموض

والله ماني عارفة كيف بس سلكوا على اللي كتبته

بتركم مع خربشاتي

صح
مشكورين على التمديد

_______________


ألقت الكيس بإهمال لتتناثر البذور بعشوائية في تلك البقعة تماماً كتناثر شخصيتها المزيفة فور مغادرة الإمبراطور الشاب لأرض والدها أخيراً، كم أصبح يكثر من زيارة هذه الأرض لكن لماذا؟
أخذت تسأل نفسها هذا السؤال بينما تسترجع أحداث ذلك اليوم الغريب، لم يكن سوى البارحة لكنه كان حقاً غريباً، لماذا يقصد الإمبراطور وبنفسه المجيء إلى الأرض والوقوف بين العامة والفلاحين والسير بينهم؟! لم تكن لتعرف أياً مما يجول في خلده فعيناه النمرية الصارمة وشدة ثبوت نظره تحول دونها ودون وصولها إلى عماق تجويف رأسه، لطالما كانت شديدة الملاحظة حادة البصر تمتلك من الدهاء ما لا يملكه أي إنسان يعيش في هذه القرية لكنها وللأسف تتظاهر بالغباء معظم الوقت...
" ارتشفت الملل بما فيه الكفاية، لماذا علي دائماً أن أقف هنا وأدفن هذه البذور الحمقاء وأنتظر نموها؟"
تحدثت بضجر وحاجباها يصنعان زوايا حادة على جبينها بينما ترسل تلك النظرات الحاقدة إلى تلك البذور على الأرض ويداها تستقران على خاصرتها... من يراها الآن سيجزم أنها تود وبشدة تقطيع أي كائن حي بأسنانها... هي تود فعل هذا وبشدة لكن ليس أي كائن بل هو ذلك الإمبراطور الصارم... هي تقف هنا كغالبية سكان القرية تحت حرارة الشمس الحارقة وهو يتسلى بالمجيء والذهاب متى ما يشاء دونما أي عمل...
الشمس... تذكرت لتوها أن عليها المغادرة فهي هنا منذ شروق الشمس والآن أصبحت الشمس في وسط السماء، الذي لا يمتلك عقلاً هو وحده من سيرغب في البقاء هنا في هذه المساحة الشاسعة بين هذه البذر والنباتات الصغيرة وتحت هذه الشمس المؤذية...
ولأنها لا تعتبر نفسها إنسان بدون عقل، جمعت البذور بسرعة وأعادتها إلى الكيس وانتزعت العصى الخشبية الصغيرة من شعرها الفحمي فانسدل بأريحية على تفيها وصولاً إلى أسفل ظهرها ثم غرزتها على عجلة في الأرض كعلامة ثم أخذت طريقها مبتعدة إلى حيث يقبع منزلها الصغير وهي تمسح قطرات العرق عن جبينها وتفكر في وجبة الغداء...
" كالعادة سأجدها نفسها كما سلف من أيام هذا الشهر، إلى متى علي أن أتناول نفس الوجبة دائماً؟ سحقاً لهذا الحال.. كم أتمنى لو أنه يحدث شيء يجعلني أغير مسرى حياتي".

أخذت تمرر نظرها في أرجاء القرية المملة كما تسميها هي، فهي منذ طفولتها وحتى الآن وقد أصبحت تبلغ السابعة عشرة لم تجد شيئاً تافهاً يدعوا إلى الاهتمام... نفس الروتين كل يوم... تستيقظ من نومها باكراً وتذهب إلى الأرض مع والدها وتعمل هناك وتعود لمنزلها بمثل هذا الوقت وتبقى حبيسة الجدران حتى يحل المساء وتخلد للنوم.. هذا غير الطعام المكرر كل يوم...
يبدو أنها ستصبح حمقاء غبية قريباً جداً بسبب هذا الحال....
" أتمنى لو يحدث شيء ممتع في هذه اللــــ".
ولم تكد تكمل جملتها حتى ظهرت تلك الابتسامة الجانبية على ثغرها.... مباشرة! وكأن دعوتها قد استجيبت!
ولأنها ذات خيال واسع وذات بصيرة قوية والأهم ذات فضول مخيف.... أيقنت أن هذا اليوم هو يوم سعدها... لقد وجدت شيئاً ما لتتسلى... وليست أي تسلية بل هي مراقبة الإمبراطور! لم تعد تريد الغداء ولم تعد تريد الراحة، بل تريد وبشدة خوض مغامرة أياً كانت عواقبها...

لم يكن بعيداً عنها لا هو ولا حراسه الثلاثة.. ثلاثة! فقط ثلاثة حراس لإمبراطور يسير بين العامة؟! هل هذا عدد كافٍ أم أن الإمبراطور على يقين أن لا أحد سيفكر في التعرض له....
حسناً لتكن صريحة مع نفسها، الإمبراطور تاي يونغ يقوم بعمله على أكمل وجه ويخدم الشعب كثيراً ويهتم لهم، حتى لو كان الأمر غير واضح فهو بالفعل كذلك فلما يكون له أعداء أو حاقدين، ربما يوجد أعداء من ممالك أخرى فكوريا بها عدد لا بأس به من الممالك وبالتأكيد ليست جميعها تقف في صف واحد فلكل هدفه ومصالحه...
تنهدت بهدوء وسارت بخفية خلف الإمبراطور وحراسه ولم تبعد عينيها عنهم لأجزاء من الثانية...
ستكتشف السر وستعلم ما الذي تخفيه تلك العيون الجادة والوجه الصارم والأكثر عقله الغامض...
بالتأكيد لن تكون زياراته هذه بدافع الاطمئنان على القرية، لنفترض أنه هنا ليطمئن، هل إمبراطوريته مكونة من قريتها فقط ليأتي إليها يومياً منذ أن أتمت عامها السابع عشر في هذا العام، عام 1830 ؟! قطعاً لا.... لا بد أن هناك أمراً شديد الأهمية وبالغ السرية...
وعلى كل الأحوال... لن تعود لمنزلها قبل أن تعلم السر... مهلاً ! يتردد إلى قريتها يومياً منذ أن أصبحت في السابعة عشرة! في يوم ميلادها كانت أول زيارة له تبعتها الزيارات المتكررة الأخرى بعدها يومياً.... ما هذه الصدفة الغريبة؟
لكنها لم تستطع إكمال تفكيرها لأنه وكما كل يوم منذ أن أصبحت في هذا العمر.....
"آه... إنه يعود ثانية"
ولم تقدر على الوقوف أكثر وسقطت بجوار إحدى الأشجار التي تحيطها لتدرك أنها سلكت طريق الغابة دون أن تعلم... لكن...
وصرخت بتألم ويداها تستقران على رأسها وتضغط عليه بشدة لعلها تخفف من حدة الألم الذي تشعر به، وكأن أحداً يضربه بقوة في جدار سميك...
لم تتحمل أكثر وسالت دموعها بغزارة وصراخها يعلو ويعلو وهي تردد:
"كفى كفى... أرجوك توقف هذا مؤلم".

" أستطيع مساعدتك اون جو".
إلا أنها لم تسمع، وكيف لها أن تسمع وهي في عالم آخر كلياً... لماذا يحدث هذا لها؟ وما هو أصلاً؟
" ابتعدوا عني ابتعدوا لا أريد الذهاب إلى هناك... ألا تفهمون"
صرخت بحدة وهي مغلقة لعينيها الثعلبية وصورة أولئك الرجال الغريبين لا تنفك تترك عقلها وهم يلحقون بها وهي تركض وتصرخ طالبة النجدة من أحد لكن عبثاً... المكان مظلم وموحش وغريب والأهم من ذلك كله هو كلامهم الذي يرددونه دائماً....
"نريد دماءكِ للسيدة مي يونج".

" سيدي الإمبراطور من الواضح أنها في عالم آخر ولن تستجيب إليك فماذا نفعل؟"
تحدث أحد الحراس وهو يتقدم من الإمبراطور الذي يقف بالقرب منها وشعرها الفحمي يحجب عنه رؤية وجهها....
علم أنها هي منذ البداية ولكن من الواضح أنهم هم أيضاً عثروا عليها وما يراه الآن يثبت له صحة اعتقاده.. هي في السابعة عشرة وهذا هو السن المطلوب..
وبدون أدنى تردد انخفض إلى مستوى الأرض ووضع يده بقوة على رأسها وأغمض عينيه وأخذ يتمتم بكلمات غريبة.. سيكون المسؤول إذا حدث لها أي مكروه بسبب أولئك المجانين الذين يبحثون عنها فلو أنه تصرف منذ البداية لما كانت لتتطور القصة....
" هل هذه الفتاة هي من تبحث عنها يا سيدي الإمبراطور؟"
لم يجبه بل أكمل عمله باهتمام شديد ما جعل الحارس يصمت وينظر للآخرين والكلام يتناقل بينهم في النظرات..
سكن صراخها أخيراً لكنها باتت مرهقة بشكل مؤلم وبالكاد استطاعت فتح عينيها لتقابل عينيه... وأدركت الآن أنها أمام الإمبراطور وقد اكتشف أمر ملاحقتها له... ستحصل على العقاب في أي لحظة لكن ما عليها فعله الآن هو معرفة سبب ذلك الألم وذلك المشهد المتكرر....
"ستكونين بخير"
وصل إلى داخل أعماقها صوته الحنون الجالب للراحة فابتسمت بتلقائية وهي تحدق بوجهه.... لم يسبق لها أن رأته بهذا القرب.... هذا القرب!
وانتفضت مفزوعة بسبب الوضعية التي كانت بها وأخذ تاي يونغ ينظر إليها بثبات وقد عاد للوقوف على رجليه دون أي كلمة....
كان هادئاً وهو يحدق بلون عينيها الأخضر العشبي النادر جداً هنا في بلاده وانتقل إلى تفاصيل وجهها ليجد التشابه بينها وبين مي يونج... البشرة القمحية والشعر الأسود والعيون الغريبة والأنف الصغير.....
أجل لا شك في ذلك... إنها هي من تريدها مي يونج ولا أحد غيرها....
لكن هل هي تعلم بشيء؟ بالتأكيد لا...
" اون جو سترافقينني الآن وأرجو أن لا تسأليني عن شيء"
التمست الجدية والصرامة في صوته، لم يكن يطلب منها بل يأمرها لكن لماذا وقبل كل هذا..
" لكن سيدي الإمبراطور... ما الذي فعلته ليتوقف هذا الألم؟"
سألت بشك فأجابها هو ببساطة:
"لا شيء".
" لكن أنا عادةً أصاب بالإغماء في مثل هذ الحالة، لماذا لم يحدث هذا الآن؟!"
" وما أدراني أنا؟"
أجابها الإمبراطور بسؤال على سؤالها.... لا يريد اخبارها عن شيء الآن وفي هذا المكان لكنه عاجلاً أم آجلاً سوف يخبرها...
" هيا لا تضيعي الوقت أكثر"
" مستحيل"
صرخت بغضب وسرعان ما تداركت نفسها وضربت باطن كفها على فمها واتسعت حدقتا عيناها في صدمة من نفسها... هل جنت؟ إنه الامبراطور وماذا فعلت؟ صرخت في وجهه!
" اسمعي يا فتاة إما أن تتحركي معي وإما أن تسمعي خبر سيحزنك جداً.. تعلمين عما أتحدث صحيح؟ لستِ غبية"
" لن تفعلها"
قالت بتردد ليجيبها بتأكيد:
" وما الذي سيمنعني من قتل والديكِ مثلاً؟ اسمعي يا فتاة أنا لست ببشري عادي فاحذي جيداً "
" ومن أنت؟ هجين مثلاً؟ وحش؟"
قالت ساخرة وما عاد يهمها من هو الذي يقف أمامها...
" شيء من هذا القبيل"
تكلم بجدية وأكمل مخاطباً حراسه:
"تعلمون ما عليكم فعله"
وسرعان ما تداركت اون جو الموقف وهتفت:
" حسناً سأذهب لكن لا تؤذيهما"
"جيد، تحركي إذاً"
"إلى أين؟"
سألت باستسلام فأجابها بجدية وغموض:
" إلى حيث المكان الذي لن تجدك فيه مي يونج "
وسار بثبات وتبعه جنوده بينما هي وقفت تفكر في كلامه.... ومن هذه الآن وما الذي تريده مني؟ وكيف علم الإمبراطور؟ وماذا يريد؟ وكيف أوقف ذلك الألم منذ لحظات؟ ما الذي يحدث هنا؟ لحظة.. هل قال مي يونج؟! وهم أيضاً قالوا هذا!
شدت بيديها على الهانبوك خاصتها ذو اللون الوردي والأخضر العشبي المتناسب مع لون عينيها بقوة وصرت على أسنانها تحاول بقوة كتمان نفسها وتهدئة روحها... سيخبرها بما يحدث... أجل عليه ذلك..






__________________



"وَالعقلُ استَلهَمَ مِنّا عِصْيانَ الأفُقِ فَزال مُخلفّاً بُرودَة بلوتُو"
سبحان الله-الحمدلله-لا اله الا الله-الله اكبر