عرض مشاركة واحدة
  #36  
قديم 08-29-2016, 11:38 PM
 







[ الفصل السابع : و رُبَما هُم فحسب ... أَموات ! ]
تَتَراقَصُ عَلى أَوتارِ آلةٍ و بها تُعزَفُ الألحان , فيا ميتةً رُدي عَلَي و عُودي للحياةِ ..!!
اروي عَطَشَ الَظْمآِن وَ دَعيهِ يَمَتْ بارِتياِح !
وَ ها هي السَمَاءُ بِظَلامٍ تَسلِبُ الحَياةِ بِغتةً وَ بِخِفَةٍ يَدٍ تُبهِرُ الأَبْصار..!
وَ في الدِجى عَلَى حِينِ غُرَةٍ تَسمَعُ الآهاتِ صَامَتةً الآذَانِ و تارِكةً الصَدَماتِ !
دَعَي الدُموعَ تَنسَلُ مِنْ بَينِ عَينَيكِ الزُمَردتَين !
فإما أَنْ تَكُونَ الحَياةُ لي !.. و إِما أَن تَسلِبَ المَنِيَةَ العُمرَ !
- نيكولاس لـ أَلين !



[ مملكة إيريس : القصر الملكي ]
يُحَدِق بالحَائِطِ صَاحِبُ الطِلاءِ الرَمادي الكَئِيب تارِكاً الأَورَاقَ التي أمَامَهُ تَستَريحُ على المَكتَب دونَ مَساس !
لا أَحد يَدري سَبب هذه العادة التي هي مُلازِمةٌ لهُ مذ الأَزلِ.
أَيَرى ما لا تَراه الأَعين ؟! أَم تُسمِعِهُ تِلكَ الجُدرانُ الهَمَساتِ ؟!
يُفَكِرُ بينَ الحينِ و الآخر لثوانٍ ثم يُفرغ عَقلهُ مِنَ الأَفكار, دواليكَ و هكذا تَنتَهي السَاعاتِ !
فُتِحَ البابُ و كانَ صَوتهُ –بالنسبة له- يُشبِهُ الزِلزال صوت الخطوات رُبما شَعَرَ و كَأَنهُ نَعيب غُربان
يَخدِشُ الأذان و ينبِئِ ِبشؤمٍ مَحتومٍ , وَقفَ المُزعِجُ –حسبما يرى- أَمَامَ مَكتَبِهِ أحنا ظهره قليلاً
ثم أعاد تعديله بعد لحظاتِ كتحيةٍ , تحدث باحترامٍ كأي أحد يُخاطِبُ سيدهُ : سيدي ..
لَمْ ينتظر منه رداً أو إذناً بالحديث لأنهُ يُدرك أن الماثلَ أمامَهُ لا ينوي الحديث , أكملَ بنفس النبرة السابقة :
إِن الثَلجَ بَدَأ بالذوبان !
زفر متململاً و نظرته حملت جُملة "و بعد ؟!" ماذا يريد منه أن يفعل ؟!
طَلَبَ مِنهُ الانصرافَ وَ عادَ لِما كانَ يفعله .. كَطفل صغير نفذت مِنهُ الخيارات !



[ مملكة بولفيريم : مدينة بارونيا ]
طُرقات تسير فيها العربات و على الأرصفة يسير من تزينوا بأفخر أنواع الثياب.
الثلوج الكثيفة أَعطت رونقاً للوحة الجميلة .. لكن ما كان غريباً فيها فعلاً
من كان يتجول كطفلٍ في العاشرة يضع القلنسوة على رأسه مخفياً بها ملامحه و "جيسون"
يتبعه بتوتر , كيف لا ؟! و من يتبعه ليس أي مراهق طائش عديم المنفعة بل جُزء من العائلة الحاكمة !,
أهو داء لديهم ؟! ما إن سَمِعَ أن الثلجَ بدأ بالانصهار حتى سارعَ يجوب الطرقات, لكن التغير كان طفيفاً بالكاد يُرى
فسبب له هذا خيبةَ أملٍ و انكسار فعاد أدراجه يجر أذيالَ الخيبة معه و ما كان بانتظاره سوى العقاب !



[ مملكة إنجيس : قصر عائلة أزا ]
قصر ملئ باللوحات الفنية المُنتشرة في كُلّ مكان قَصر لأحد أشهر عائلات إنجيس لا .. بل العالم بأسره ,
صداقة وثيقة تجمعهم بملك إنجيس سبب هذه الزيارة له , لكنه لَم يأتي للهو أو العبث و تضييع الوقت ,
فقبل أن تكون هذه عائلة فنانين هي عائلة مخططين عسكريين معروفين على مَرِ التاريخ حنكة لا
مثيل لها و مَكر أوقعَ بأعدائهم دوماً في الشباك .
عَقلُ المَلكِ ملئ بالأفكار محتارٌ هو و يَبحَثُ عن منْ يُنقذه مِن بحر الأفكار الغارق به دون إدراك
حبل أفكاره كان رفيعاً لدرجة أن صوت وضعِ كوب الشاي على الطاولةِ التي أمامه كان كفيلاً بقطعه ,
فتح عينيه اللواتي شابهتا اللون البني و حدق بمن يجلس في الطرف الأخر من الطاولة المستديرة ,
بنية اللون و المنخفضة قليلاً عن الأرض .. كانَ هادئاً كما اعتاد منه أن يكونَ يُحدق بالفراغ بعينيه
النيليتين و شَعرهُ الرمادي غطا ملامح وجهه . عداد الوقت متجمد –أو هكذا يُرى- بسبب الجو
المشحون و المُختلط بين التوتر و البرود , عاد عداد الوقتِ للعمل عندما نطق الماثل أمامه بهدوء :
أعتقد أنّ بإمكاني تخمين سبب قدومك سيدي ؟
زفر ألكسندر محاولاً تمالك ما تبقى له من أعصاب , أعقب على كلامه بنبرة منخفضة :
إذن فقد لاحظت ذلك رومان ؟!
- بالتأكيد سيدي ! , و كيف لي أن لا أفعل ؟! إن الثلج بدأ ينصهر قبل الميعاد ! , ألا يجب أن يكون
هذا بشرى سارة لك مولاي ؟!
- قد يكون هذا نعمة و قد يكون نقمة ! ماذا إن خابت الظنون ؟! و قلبِت الطاولة عليَّ !!
- الهدنة بين الممالك على وشك الانتهاء , توقعت أن تدوم حتى نعرف المحاربين !
صمت كلاهما و عاد ألكسندر لدوامة التفكير من جديد :
- ماذا إذا كانت إمبراطورة النّار ليست ألين ؟!
ماذا إذا كانت من مملكة معايدة ؟ أو من أسرة نبيلة كارهة ؟!
- ماذا عن هارييت ؟ ستتسبب له بالمصائب إن كانت أحد المحاربين الأسطوريين ؟!
- و الملوك الآخرين على ماذا ينون بحق الإله ؟!
- من سيضرب الضربة التالية ؟ من سينتصر ؟ و من سيكون من المهزومين ؟!
غرز يديه في خصلات شعره , و الأخر احتسى الشاي بهدوء و هو يرسم في عقله المخططات !



[ مملكة أكوا : مدينة أوري ]
لَمْ تكن مأهولة بالسكان و لن تكون ! تلك المدينة المليئة بمناجم الذهب و الماس, من يعمل هناك هم العبيد
و أسرى الحروب حيث كانوا يعاملون معاملة تعتبر قاسية حتى على الحيوانات ! , عمل متواصل دون ارتياح
و أجر زهيد لا يتعدى رغيف خبز في اليوم الواحد تعذيب متواصل إن فكرت في الاستراحة
و لو لثوانٍ معدودات هكذا هو الحال هناك !
يعملون و يعملون و البرودة تجمد أطرافهم, أليس الموت أكثر رحمة من هذه الحياة ؟! .
أما بالنسبة لمن كانوا واقفين حولهم يرتدون معاطفهم الصوفية الطويلة التي تدفأ أجسادهم
يحمل كل منهم بين يديه عصا أو سلاحاً أخر و عيونهم متركزة على الذين يعملون بالفؤوس الحديدة ,
كل ما يستوجب على أولائك العبيد فعله هو التقاعس ثانية واحدة لينزلوا بهم الويل !
و على بعد قرابة
العشرين متراً جلس المسئولون الحكوميون أحدهم يقرأ كتاباً, الأخر يحتسي فنجاناً من القهوة أما
الأخير كان شارداً يُحدق في الفراغ.
على الرغم من الجو الملل الذي كان بينهم إلا أنهم جميعاً كانوا يتساءلون عن سبب إحضارهم إلى هنا ,
خصوصاً لهذه المنطقة التي تعد واحدة من أبرد المناطق في العالم خصوصاً في هذه الأجواء !
أغمض من كان يقرأ كتابه عينيه بهدوء و هو يسمع صوت الفؤوس التي تضرب الحجارة
و صوت السلاسل الملتصقة في الأقدام !
و مع مرور الوقت أدركوا جميعاً أن درجة الحرارة بدأت بالارتفاع !



[ في أحد الأحلام ]
- انتظرني نيكولاس ! انتظرني !
قالت هذا و هي تحاول اللحاق به, إنه سريع للغاية بالنسبة لطفلة في الثالثة, رد عليها سريعاً
و هو يجري: هيا أسرعي ! سنتأخر !
- أنا أفعل ! أنا أفعل !
أنهت جملتها و تعثرت ساقطةً على الأرض لحظتها علا صوت بكائها مما أجبر الأخير على التراجع للوراء
و الذهاب عندها جثا على قدميه بجانبها و قال لها بقلق : ما الذي حدث ؟ هل تأذيتِ
؟
هزت رأسها بالإيجاب و رفعت كف يدها اليمنى له قائلة و الدموع تنهمر من عينيها: يدي..
أنظر كيف جُرِحت ؟
ابتسم بهدوء ثم قام بإحاطة يديه بيدها توهج من يديه لون أزرق مشع لثوانٍ سحر عينيها !
أبعد يديه عندما اضمحل الضوء , نظرت حينها ليدها لتجدها سليمة , تفاجأت كثيراً إلا أنها
سرعان ما أردفت : أنت مذهل نيكولاس تستطيع القيام بأي شيء !
بعثر شعرها الأشقر ليقول بعدها: لن أتركك ورائي مجدداً, أنا أعدك !



[ في مكان ما ]
فتحت عينيها الخضراوتين بتثاقل و كان أول ما تراه هو سماء مليئة بالغيوم السوداء صاحبة جو كئيب ,
أين هي بحق الله ؟ كل ما تذكره هو تلك السلسلة الملتفة حول قدمها التي أخذتها إلى القاع !
هل ماتت ؟! هل هذا هو العالم الأخر ؟ هل هو الجحيم ؟
قطع حبل أفكارها الدخان الشديد الذي خنقها و منعها من التنفس أدركت أنه من الجبل البركاني
الذي يبعد قرابة كيلومتر واحد عنها عندما رفعت جسدها , انتابها السعال الحاد و منعها الدخان
من الرؤية بوضوح انتصبت على قدميها سريعاً و هي تشعر بالدوار , تمالكت نفسها و ركضت سريعاً
مبتعدة عن مكانها متجهةً إلى الوراء , ركضت و ركضت هي تهرب ! لكن من ماذا ؟ لم يسعفها عقلها
للتفكير بهذا الشأن إلا أن شيئاً بداخلها أنبأها بوجود خطر في الأرجاء ! و بعد أكثر من عشر دقائق
من الجري المتواصل خارت قواها و سقطت على الصخور الصلبة التي كانت في كل مكان ,
شعرت بسائل دافئ يتدفق من رأسها فعرفت أن رأسها تنزف نهضت و قامت بالجلوس و هي تحدق حولها
جو غائم كئيب و بضعة أشجار عارية الأغصان منتشرة على الطريق ؛ يبدو كمدينة رعب أو ربما
منزل للأشباح ! بضعة دقائق هي ما استغرقه عقلها لاستيعاب الوضع , فكرت كثيراً في الوضع الراهن
إلا أنها لَم تجد أية تفسيرات ..
أيعقل أنه اختبار ؟
أم أنها سُحبت لإحدى الأبعاد ؟!
لابد أن برديشو تعرف شيئاً , لكن أين هي بحق الربّ ؟! لماذا اختفت الآن و هي بأمس الحاجة لها ؟
نهضت مجدداً و لم تبالي بالدم المتدفق من رأسها بقدر ما اهتمت بجغرافية المنطقة المحيطة,
جسدها أصلب من أن تصاب بنزيف بسبب سقوط بسيط كهذا ! , عاودت السير و رويداً رويداً بدأت
تشعر بارتفاع المنطقة تدريجيا فأدركت أنها تصعد جبلاً . زاد شعورها بالإعياء مع مرور الوقت بسبب
النزيف, لقد فقدت كثيراً من الدمّ.
جثت على ركبتيها تنفسها بات ثقيلاً و رؤيتها لم تعد واضحة بل مغبرةً و غير واضحة المعالم إلا
أنها لمحت ظلاً قبل أن يسقط جسدها معانقاً الأرض الصلبة !



[ صحراء الموت مورتيم ]
هادئة تماماً هي كالمقابرِ خالية من الحياة, فمن المجنون الذي قد يفكر في دخول مكان لا تقطنه
سوى الجثث و هياكل العظام لكن بالنسبة لجون فهو أضاع عقله منذ زمن و ها هو يتسكع فيها دون
اهتمام لطالما كان هو رفيقاً للجنون لذا فما المانع من الذهاب هناك عند شعوره بالملل ؟
ما الذي يسليه
في هكذا مكان ؟
لا أحد يدري ربما هو الجنون فحسب ! من يدري ؟
قاطع تجوله هنا و هناك صوت غبي لطالما خدش أذنه ,
يقول ببلاهة : أرى أنك هنا , "جون"!
لم يكلف نفسه عناء الالتفات لذلك المعتوه حتى بل رد عليه بقليل من الحزم : أرى أنك هنا اسكندر ,
أين والدك عنك ؟!
تنهد اسكندر بملل و قال : يا لك من ممل يا رجل , أهذا ما لفت انتباهك فحسب من بين كل هذه المصائب
التي تحل على الدنيا ! الثلج بدأ بالذوبان و أبواب العالم السفلي فُتِحَت ! و كل ما أنت مهتم به هو والدي !!
- يسمى انصهارا و ليس ذوباناً !
التفت لمن ظهر بجانبه فجاءه ليردف : و ها قد أتى العبقري !
لم يبالي بجملة اسكندر بل وجه كلامه لجون الذي أعطاهما ظهره : أرى أن الغرور تمكن منك لدرجة
أن لا تلتفت لنا حتى ! , جلالتك !
على الرغم من رزانة عقله إلا أن استفزاز ذلك المغرور –كما يرى- هوايته ! تنهد جون
و التفت بنصف جسده لكليهما فتلاقت عينيه مع العينين السوداتين لصاحب الوجه الهادئ و الأخر
الذي نمت ملامحه عن الملل و هو يضع يده على خصلات شعره البنية , ابن كيلاس ذاك دائماً لديه
مصادر معلومات مخيفة ! إنه شخص مرعب, غريب رغم شخصيته البلهاء التي لديه !
أما الأخر فكان واقفاً و عينيه معلقة عليه, زفر ثم أردف: ما الذي تريدانه !
رد اسكندر سريعاً : أقول لك أنّ مصائباً تحدث في العالم و أنت تسأل لما نحن هنا ؟!
عموماً ..
ليس هذا ما جئنا من أجله ! , لقد سمعت أنك تعرفت على فتاة , اسمها ألين ؟ صحيح ؟
لماذا لم تخبرنا ؟
- لست مضطراً لذلك !
- ما الذي تقوله كان يجب أن تعرف أصدقاءك على زوجتك المستقبلية !
- زوجة ماذا ؟ ألانني تعاونت معها فهذا يجعلها زوجتي !
- لا تغضب هدئ من روعك لم أقل شيئاً !
- هل أتيتما لتقولا هذا الهراء ؟!
صمتوا جميعهم و لَم يُسمع سوى صوت صفير الرياح إلا أن قاطعه ويليام قائلاً : صديقتك تلك سُحبت إلى هناك !
رد جون بملل : و ؟
- هل ستترك فريستك تضييع من بين يديك هكذا ؟
- لا تكن مغفلاً وليام ! , عهدتك أذكى من ذلك بكثير !
- إذن , فأنت ستساعدها ؟
- لا
- هي لن تنجو !
- بل ستفعل !
- أتراهن على ذلك ؟
- و لما لا ؟
دارت هذه المحادثة المبهمة بينهما و اسكندر لم يتدخل البتة فذهنه لم يكن معهما !



[ أكاديمية أبتوماتس ]
دخلت غرفة المعلمين بحماس مفرط مختلف عن المعتاد , و هذا ما لفت الباقين لها , ما الذي حدث بالفعل ؟
لتردف زميلتها :
ما سبب هذا الحماس المفرط إيما ؟ أهو بسبب انصهار الثلج ؟ أم فتح الأبواب ؟
- لا هذا و لا ذاك !
ظهر عليها الاستغراب و زاد عندما جلست إيما على الأرض و قالت بطريقة درامية : و أخيراً
و أخيراً سأستمتع بمهنة التدريس ! و بعد طول انتظار أتى الفرج ! إني أشكرك يا إلهي !
نهضت و جلست على مكتبها و هي تكاد تطير من الفرحة , بقوا متعجبين لفترة من الزمن إلا أنه
سرعان ما عاد كل منهم إلى عمله ! إنها إيما بعد كل شيء درامية و مبالغة في كافة الأمور على الدوام !



[ أكاديمية أبتوماتس : الفصل s ]
وقف أمام معلمه و ملامح وجهه حملت الجنون قال بغير تصديق: ماذا أنا لست إمبراطور النار ؟
لا هذا مستحيل ! أنظر يا معلمي لقد هزمتهم جميعاً جميع من في الفصل
s قمت بهزيمتهم !
رد معلمه عليه بهدوء : هذه هي الحقيقة تشارلز ! لقد وصلت إلى مستوى عالٍ و لكن السماء لم تخترك !
انتهى دورك هنا !
صرخ بجنون : ما الذي تعنينه بأن دوري انتهى هنا لقد تدربت بكل جهدي لقد وضعت كل طاقتي و ألقيت
كثير من الأمور ورائي !
- لست أول من يصاب بخيبة أمل مشابهةٌ كثيرون قبلك أصيبوا بها ! كفاكَ دلالاً فلم يجبرك أحد على القدوم,
و لم يجبرك أحد على التخلي عن إرث عائلتك ! دورك انتهى تشارلز يعني انتهى ! لم يعد لك فائدة !!
إن أردت يمكنك أن تكون أحد أتباع المحاربين الأسطوريين !
رد الأخر عليه مستنكراً:
تابع ؟! تابع ؟! .. أنا السيد أصبح خادماً ؟!
صمت قليلاً ثم ضحك بجنون قائلاً: أنت تكذب أليس كذلك ؟ تود اختباري فحسب ! صحيح..
أنت دائماً ما تقوم باختبارات غريبة مشابهه !
هز معلمه رأسه نافياً , إلا أنه عاد تكرار جملته فما كان منه غير ضربه على عنقه مفقداً إياه الوعي !
طالب أخر يُصدم بالواقع, حسناً إنها الأقدار ! سيعود هذا الفتى إلى منزل أسرته بعد أن تُؤخذ قواه !
كشخص عادي يعيش حياة عادية !



[ في مكان ما ]
استيقظت مجدداً في ذلك المكان المجهول, لكن ليس بنفس البقعة التي فقدت وعيها فيها, بل داخل زنزانة
صغيرة, ضيقة و حالكة تجعلها لا ترى الأشياء شعرت بالأصفاد الفولاذية التي كانت تقييد كلاً من يديها
و قدميها, ما الذي جلبها إلى هذا المكان ؟ أين هي ؟ ما هذا المكان ؟ لسبب ما انتابتها رغبة في البكاء !
, كم من السنوات مرت على أخر مرة شعرت فيها بهذه الرغبة تنتابها لم تقاوم كثيراً بل جعلت دموعَها
تنهمر بغزارة بكاء صامت هو ! دَبَّ الرعب قلبها و شعرت بضيقٍ شديد فازداد بكاؤها,
تريد الموت فحسب هي تريد الموت ! هل هذا طلب صعب تطلبه ؟ لا تريد تغيير شيء تود الموت !
فليدفعها أحدهم إلى هاوية الهلاك ! مضت عشر دقائق و دموعها لا تتوقف عن الجريان ,
فُتِحَ باب الزنزانة فجاءه إلا أنه لم يتسلل أي ضوء عندها سمعت صوتاً هادئاً يقول : تنتحبين بهذا الشكل
و نحن لم نفعل لكي شيئاً , طفلة مدللة !
أرادت الحديث إلا أن لسانها عُقِد أدرك ذلك لذا لم ينتظر الجواب أكمل قائلاً : أعتقد أنكي تتسألين :
أين أنا ؟ ما هذا المكان و ما الذي أفعله هنا ؟
حسناً أود إجابتك لكن ليس لدي صلاحيات لذلك ! لا تقلقي لن تكوني بضيافتنا طويلاً !
تنهد و أكمل
حديثه: أتيت هنا لأرى إن كنت لم تفقدي عقلك بعد و يبدو أنك لم تفعلي ! هذا جيد !
أغلق باب الزنزانة دون كلمة أخرى و تركها وحدها مجدداً ! مع مرور الوقت بدأت فعلاً تسمع الهمسات
و ترى الأطياف لا بد أنها تهلوس هذا صحيح هي جنت بالكامل !
"لقد جننت .. لقد جننت ..! لقد فعلت ..! سأموت ببطء هنا و ستتعفن جثتي و لن يدري
بأمري أحد ! سأموت أجل سأفعل"
خاطبت ألين نفسها بهذه العبارات, إنها تفقد عقلها تدريجياً مع مرور الوقت ! مرت خمس دقائق
فحسب ظنت أنها سنوات !
و الذي يخبؤه لها القدر هو شيء لم يكن في الحسبان !



[ أكاديمية أبتوماتس : الغرفة 202 ]
دخلتها بهدوء و هي تحاول تمالك نفسها من الصراخ أو البكاء حتى ! أولاً ألين و الآن أخيها !
بحق الرب أهذا وقته ؟
ألين تلك الطفلة قامت بإهانتها أمام الجميع و هي وقفت كالحمقاء لم تجد الإجابة !
و أخوها
و استهزاءاته المتكررة هو لا يعتبرها أختها بل وصمة عار على العائلة وجب محوها !
لماذا قوتها
مصطنعة و كبرياؤها زائف ؟ لا تستطيع أن تكون نفسها ؟ لا تستطيع !! لأنها ضعيفة للغاية
و هشة كأغصان الأشجار الميتة !
تنهدت بتعب و اتجهت ناحية دورة المياه , قامت بطرق الباب و قالت بهدوء : ألين هل أنت بالداخل ؟
و عندما لم تسمع جواباً قامت بإدارة مقبض الباب لكن الباب لم يُفتح لقد كان مغلقاً بالمفتاح ,
قالت بتعب حينها : ألين ! أعرف أنكي تكرهينني لكن هذا لا يعني أن تستولي على الحمام !
افتحي الباب ألين !
لا رد مرة أخرى ! رفعت صوتها و أكملت : ألين الرحمة افتحي الباب فحسب .. اسمعيني إن
لم تفتحيه فأنا أمتلك مفتاح إضافي سأفتح به الباب أتسمعين ؟
زفرت بغضب , هذا فحسب ما كان ينقصها ! ذهبت إلى خزانتها الكبيرة ذات اللون الوردي الغامق و
فتحتها أخذت منها المفتاح الاحتياطي وضعته في القفل و قالت : ألين .. أنا أتحدث بجدية هذا
تحذري الأخير !
و عندما لم تسمع رداً قامت بإدارة المفتاح فتحت الباب و نظرت إلى الداخل و ما رأته أذهب عقلها !



[ مملكة إنجيس : طريق الجحيم ! ]
طريق للجحيم هو فعلاً كما سُمي طريق حُفِرَ في جبل بركاني نشط دائماً ما يلقي بحممه للخارج
لكنه لا يمس هذه الطريق لسبب مجهول ! هو طريق مؤدي للهلاك كما َيزعَمون , أقليةً هم
من زاروا تلك المنطقة أغلبهم انتحر هناك و آخرون عادوا بأضرار جسديةٍ و نفسيةٍ بليغة !
فالطريق للوصول هناك صعب و مملوء بالعقبات !
ناهيك عن كون المكان محل للإشاعات !
فقد قيل ذات مرةٍ أن الأرواح تقطن المكان !
و آخرين قالوا أنه عرين الشيطان !
و تلك مجرد إشاعات تخطئ و تصيب من يدري فعلاً
ما الذي يختبأ هناك ؟ و أي نوعٌ من المخلوقات
هو ذاك الذي يعيش هناك ؟!
إلا أن إحدى الشائعات صحيحة فهذه المنطقة تقطنها أرواح الموتى و الأشباح !
مر سنواتٌ مذ أن وطأ هذه الأرض إنس !
لا أحد يدري عن معاناة الأرواح التي حُبِسَت هناك !
لا أحد يعلم عن الأسرار المختبئة في غياهب الظلمات !
تلك الكوابيس التي تأتيهم ليست من فراغ !
فهي من الأرواح المتعذبة التي ذاقت الويلات !
من أولائك الحاقدين الذين أقسموا على الانتقام !
الذين رأوا الجحيم على الأرض و ظلم بني آدم لهم !
مخلوقات عديمة الجدوى دائماً ترتكب الأخطاء !



[ صحراء الموت : مورتيم ]
ها هي عادت هنا , لهذا المكان !
تريد إلقاء نظرة على ما دُفن هنا تحت التراب !
ما أخفاه الملوك منذ عقودٍ طوال !
هي أقسمت على الانتقام من أولائك الذين استغلوها و طعنوها بالظهر دون شفقةٍ أو أي احترام !
حثالة الخلق أولائك من يظنون نفسهم ليكذبوا عليهم بهذا الشكل و بتلك الطريقة !
فردت جناحيها
و قامت بتحريكهما فهبت رياح عاتية أبعدت التراب و حفرت مسافة كيلومتر واحد كما رغبت و حققت لها المراد !
دون لمس شيءٍ ارتفعت الكتب المدفونة و الأوراق في الهواء !
و هي ابتسمت ابتسامة نصرٍ تدل على النجاح !
و أخيراً و بعد طول انتظار ها هي على بُعد بضعة
خطوات من الحقيقة , بضعة خطوات من التاريخ !
ستعرف تلك الأسرار التي خُبئت هنا بلا ريب !
و ما إن أرادت إمساك أحد الكتب حتى اخترقسيفٌ جسدها من الوراء أرداها قتيلة !
انتزع صاحب السيف سيفه من جثتها و قال لها بهدوء :
تلك الكتب ستقربك إلى الحقيقة و ستقربك إلى الهلاك !
إنها غلطتك كونكِ تعبثين بقبور الموتى !




__________________




- كيف ستصعد إلى القمة و أنتَ تهاب المرتفاعت ؟!
أيلين لـ إدوارد !
- تبدين محطمة للغاية من الداخل سيدتي !
- لا يوجد شئ في الداخل حتى يتحطم أصلاً !
المحادثة بين إيلار و ماريا !




التعديل الأخير تم بواسطة Elar | فراغ ; 08-30-2016 الساعة 11:22 PM
رد مع اقتباس