عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-01-2016, 03:09 PM
 
SunRise / الختم الفضي

.




.
.



أحسنتِ


لمْ أفكر ليومٍ واحدٍ بِمُستقبلي , فعليًا فأنا لا أهتم به..
شابٌ طائش ومتهور هو الثناء الذي أسمعه من الجميع..
لا أكترث لما يدور حولي أبدًا , ما يحرك مشاعري فقط هي, حين تبتسم يرقص قلبي فرحًا , وحين تطلق تأوهًا بسيطًا أو تحزن لأي سبب كان تختلط مشاعري..
عينان شبه طفوليتان ذاتا لون داكن تأسراني, شعر بلون الشوكولا حريريّ يصل لكتفيها..بشرة قمحية , شفتان مرجانيتان, طولٌ متوسط , ضحكاتها رقيقة , لصوتها نغمة ترنمني..!
قاطع شرودي بالفتاة التي لطالما أعجبت بها, صوت الأستاذ الذي بدا وكأنه كان ينادي باسمي منذ لحظات..
فزِعت , لأرفع رأسي الذي كان مرخيًا على الطاولة بهلع..
-" ريو , فلتنتبه يا أحمق .."
لم أكن بمزاجٍ يسمح لي بمناقشته,لذا فضلت الصمت والانتباه لدرس الرياضيات الممل الذي يشرحه بهدوء..
تجاهلت بعض الضحكات التي أطلقها الطلاب,لكني انتبهت لما فعلته هي..
أمالت رأسها الدائري بهدوء,لتوجه نظراتها للأمام تاليًا..
مرّت الحصة بسلام إلّا أن معلم الرياضيات طلب مني الانتباه للدرس أكثر..
وبوتيرةٍ بطيئة أمضيت أغلب الحصص,مع حرصي ألّا أشرد ; كي لا أتلقى توبيخًا يجعلني أهان وأبدو مستهترًا أمامها..
خرجت الآنسة ريبيكا آنسة اللغة الإنجليزية,وحان موعد الاستراحة وفترة الغداء..
أصغيت لما يتكلم الفتيات بشأنه,والذي أشعرني أنها غريبة وليست على سجيتها اليوم..
-" هارو , هل تودين الذهاب للتسوق اليوم ..؟"
بدا سؤالًا عاديًا,وكنت موقنًا بأنها ستجيب بنعم..فهارو تعشق التسوق لحد الجنون..
-" اعذريني يوكو , لن أتمكن من مرافقتكن اليوم .."
-" واااه هاروكا كيتو ترفض التسوق إنه لشيء غير متوقع .."
أخرست المدعوة يوكو التي تكلمت,لتسأل ما سألته لنفسي..
-" ولم َ..؟!"
بدت متوترة بعض الشيء,لتجيبها واضعةً يدها خلف رأسها: " آه , لا سبب معين ..!"
-" هل لديكِ موعد ..!؟"
-" هاااااه .."

انفجرت صديقاتها ضاحكات بهستيريّة , بينما أمسى قلبي ينبض بمعدل أعلى من السابق..
ترقبت إجابتها بخوف..
لكن يوكو من تكلمت بخبث..
-" هل السكوت يعني علامة الرضى ..؟"
حركت يداها في الهواء نافية..
-" أبدًا إنه أمرٌ مختلف تمامًا .."
ارتحت قليلًا , إذ أنها لا تكذب وربما لن تخفي إن كان لديها موعدًا عن صديقاتها لربما..
صمتن بعد أن توجهت إحداهن لشراء العصير,ولم أكن سوى أنا وعدد من الطلاب من سمعوا حديثهن..
ترجلت من مقعدي لإحضار أي شيء لأتناوله,فأنا لا أحضر الغداء معي,ولم أتناول فطوري صباحًا..
خرجت من الصف من دون إحداث أيّ جلبة,فبكل الأحوال هي لم ولن تلاحظني بتاتًا..
أحضرت ما أتناوله بيسر من دون أي صعوبات,وضعته على مقعدي وبدأت بتناوله..
دقائق عدة مرت,لتنتهي الاستراحة ويعود الممل لي..
تلاشت الساعات من دون حدث مهم,لينتهي الدوام ليوم الثلاثاء..
حملت حقيبتي وغادرت الفصل..سأعود للبيت مبكرًا,لا نادٍ اليوم,كما أن على هاروكا التنظيف اليوم,لذا لن أستطيع السير خلفها لحين وصولها لمنزلها الذي لا يبعد عن منزلي سوى بأمتار..
لا شيء مميز يحدث,الروتين الممل يحدث يوميًا,ببساطة ما يجعلني متحمسًا لبداية يومي هو رؤيتها..
اصطفت العصافير أمام نافذتي,لتبدأ نشيدها مبكرًا..
استيقظت بتثاقل,لأنظر للساعة التي لم تتجاوز السادسة..
لم يحن وقت استيقاظي بعد,بقي أكثر من نصف ساعة..
بخمول غادرت سريري نحو المرحاض..
اتجهت بعدها للخزانة,وأخرجت ملابسي منها..
نظرت في المرآة المعلقة على الحائط..بصوت مسموعٍ صرّحت..
-" يا لي من وسيم ..!"
حقًا أنا وسيم,بشرة صافية بلون الثلوج التي أفتقد الشتاء لأجلها ,أنف معقوف,ملامح هادئة,شعر قصير وعينان بلون بنيّ مائل للعسليّ..
بنيتي شبه قوية,وطولي فارع,أغلب المواصفات بي..
ارتديت ملابسي بتأنٍ,لأسرح خصلات شعري للأعلى كعادتي..
نظرت نحو الساعة,لم أستغرق أكثر من العشرون دقيقة,توقيت جيّد..
هممت بالنزول لأسفل,وما أكرهه عندما أستيقظ هو أنه عليّ تحمل سخرية شقيقتي الصغرى من جميع أفراد المنزل..
التقيت بشقيقي الذي يكبرني بسنتان حال نزولي,مثالٌ للعبقرية والأخلاق الطيّبة,أنا وهو شخصيتان متناقضتان وغير متشابهتان سوى بأننا كلانا وسيمان ونمتلك ملامح والدي,ولون عينا والدتنا,لكنه يغطي عيناه الجميلتان والحادتان بنظارة طبيّة سميكة..
حييّته بدون نبرة معيّنة,ليرد التحية..
نزلنا لأسفل,لنعاود تحية والدانا..
جلست أتناول فطوري وأنا أتمنى بأن لا تستيقظ شقيقتي المدللة كئيبة,لأنها ستغير مزاجنا جميعًا..
سمعت ضجتها الصباحيّة المعتادة حالما تفتح عيناها,ولم تمر سوى دقائق حتى أخذت مكانها بين العائلة..
لم تنبس ببنت شفة على غير المعتاد,وهذا أراحني حقًا..كونها الفتاة الوحيدة والصغرى جعل لها ميزتها الخاصة , وكون شقيقي الأكبر هو المثال الأعلى لكل شيء فهو أيضًا له ميزته,أمّا أنا فأكاد لا أرى,أو هكذا أشعر..
تناولت حقيبتي الرياضية من على الكنبة بغرفة الجلوس,لأنطلق مبكرًا نحو مدرستي الثانوية..
مبكرٌ جدًا,لا أظن أن أحدًا سيخرج الآن..
مررت بجانب بيت هاروكا الساكن,لأكمل طريقي بعدها..
وصلت أخيرًا لوجهتي,بعض الطلبة موجودون,لكن عددهم لا يتجاوز نصف من في المدرسة..
قصدت الفصل بسرعة,وحال وصولي له صعقت لما حدث..
كنت أخطو خطوات مسرعة نحو الباب,ولم ألحظ أنها كانت تقف أمامه سوى متأخرًا..
اصتدمت بها,لتقع على الأرض وأقع فوقها..
تداركت أمري بأقل من لحظة,لأقوم وأنظر ناحية من رفعت جزأها العلوي,والتي تضع يدها اليسرى خلف رأسها..
بارتباك اعتذرت:" أنا جدُ آسف .."
بابتسامة عفوية قالت:" لا بأس .."
انتصبت بهدوء,وذهبت نحو مقعدها وكأن شيئًا لم يكن..
لم أستطع مدَّ يدي لمساعدتها,توتري طغى عليّ..
-" إذًا ,لمَ أتيتَ باكرًا ..؟"
نظرت نحوها بدهشة,سؤالها زاد ارتباكي,هل هي تعرف من أنا..! , لم أظن أنها تلحظ وجودي..
تمالكت فضولها..:" أعتذر , لم أقصد التطفل .."
-" لا عليكِ , كل ما في الأمر أن الطيور المزعجة غردّت مبكرة متعمدةً إيقاظي .."
أطلقت ضحكة صاخبة , لأبتسم ..
-" يبدو أنك لا تحب الطيور أو العصافير .."
-" أجدها مزعجةً كشقيقتي إيما .."

أنهت ضحكتها بابتسامة ودية جذابة..
-" اعذرني ريو , عليّ التوجه لأسفل .."
لم أمانعها أبدًا,لتذهب بعدها..
حين قالت اسمي أحسست بأني انتقلت لعالمٍ مختلف تمامًا..يبدو أنها لاحظتني قبلًا..
وضعت حقيبتايّ بينما أدندن,وعندما عزمت الاستماع للموسيقى بهاتفي سمعت صوت صرخة أنثوية من الخارج..
انقبضت يدي وابعدتها عن جيبي , لأتوجه للخارج لأرى سر الصرخة..
وصلت مع مجموعة من الشبان والفتيات نحو الحدث,إحدى الفتيات ممدة على الأرض والأخرى تصرخ بقربها..
اخترقت الحشود القليلة والتي لم يتحرك منها أحد ساكنًا,لأتجمد أنا في مكاني..
تلألأت عيناي,وانقبض صدري..
"هاروكا ..!"
جثيت قربها,الدماء منسابة من فمها,ويبدو أنها فاقدة للوعي..
حملتها من دون إدراك مني,لأتوجه بهلع نحو غرفة التمريض..
رافقتني الفتاة بخطوات متسارعة,وحالًا فتحت لي باب العيادة,وتوجهت نحو الممرضة..
أمرتني بوضعها على السرير,ففعلت..
اقتربت منها لتتفحص نبضها,لتبدو ملامح التوتر بادية على تقاسيم وجهها..
-" ماذا بها ..؟"
لم تجب سؤالي , ولكنها قالت بنبرة حادة:" اذهب وأحضر الآنسة ريبيكا لهنا .."
نفذت وضربات قلبي تتسارع , ما خطبها كانت بخير قبل قليل..
وما جعلني أرعب أني سمعتها تقول للفتاة أن تتصل بالإسعاف..
رافقتني الآنسة ريبيكا بينما صدى صوت حذائها يسد الصمت..
وصلنا بوقت قصير,لتباشرا التكلم..
-" هل هذه هي الفتاة التي أُخبرنا حالتها ..؟!"
أيدتها الآنسة,لتعض كفها بعدما قبضتها..
وصلت سيارة الإسعاف بدقائق معدودة , وما إن وصوا لغرفة التمريض , بسرعة وضعوها على النقالة , ليقودوها نحو الأسفل..
أردت مرافقتهم , لكن الآنسة ريبيكا طلبت منا جميعًا التوجه لدروسنا التي ستبدأ لاحقًا..
أبى القلق أن ينفكّ عني..
طوال الساعات التي مرّت , وحتى في المنزل,أنا خائف..
ما بها ..؟ هل تعاني مرضًا ما ..؟! , لا ربما هو فقد إرهاق ..
مضى وقت ليس بقصير , يوم , يومان , أسابيع ..
لا أخبار عنها , مقعدها فارغ , بتّ أفتقدها بشدّة ..
لم أعد أراها تقفز في الأرجاء , ولم أعد أراها تبتسم باستمتاع..
أتى اليوم الذي مقتّه , حين دخل المدير لصفنا..
توقعت أن يقول أي شيء وكل شيء , لكني لم أشك للحظة أنه سيقول هذا..
ألقى تحية الصباح , ثم فتح فاهه..
-" أريد أن أطلعكم على أمرٍ يخص الطالبة هاروكا كيتو .."
بدأت الثرثرة حولها..
فلتتكلم رجاءً , لا أحتمل هذا..
-" وردنا أنه لربما لن تأتِ لهنا مجددًا , أبدًا .."
-" ماذا ..؟! , الامتحانات على الأبواب..!"
-" هاروكا لن تضيّع السنة الثانية من الثانوية هكذا ..!"
-" اهدؤؤا,ليس هذا وقت ثرثرتكم .."

خرج المدير قويّ البنية,ليتركنا حائرين..
أمسيت الآن تائهًا,ما ثرثر به الطلاب صحيح,هارو من المجتهدين جدًا,يجب أن يكون هنالك سببٌ لعدم مجيئها..
راودتني العديد من الأفكار وأسوؤها أني ربما لن أستطيع أن أظهر مشاعري لها..
لم أستطع النوم ليلتها,ظللت أتقلب في فراشي..
حلّ الصباح , ولم تغردّ العصافير المزعجة على نافذتي..
لم أرد الاستيقاظ,هي لن تكون هنالك,لا فائدة من ذهابي..
سمعت طرقات على باب الغرفة,أصغيت لصوت أمي تقول:" ريو , هل أنتَ مستيقظ ..؟"
أدركت أني استغرقت بالنوم,لأجيبها أني مستيقظ بهدوء..
تركت فراشي,وبدأت بيومي الكئيب بنفس الروتين اليوميّ..
تركت غرفتي الفوضوية لأتجه لأسفل,لم أقل شيئًا,بل خرجت من المنزل بهدوء تحت تساؤلات عائلتي..
كالعادة ألقيت نظرة على بيتها,ساكن ,خالٍ من أي حركة..
زفرت بهدوء,لأكمل طريقي..
طوال الوقت كنت شاردًا,وأذكر أن صديقة هارو المقربة يوكو كانت كذلك أيضًا,وما كنت لأعرف هذا لو لم يوبخنا المعلمين أكثر من مرة..
انتهى الدوام,لم أتشجع بسؤالها عن أي أمر يخص هاروكا..
الامتحانات النهائية على الأبواب,هذا ما سيحدد مصير الجميع,السنة الأخيرة قبل الجامعة,لم ألقِ بالًا حتى..
والداي يريدان مني أن أصبح طبيبًا,وأنا لم أرفض,لم يكن لدي سبب لأفعل..
مع أني كسول,إلّا أن علاماتي جيّدة جدًا..
لاحظ والداي أن بي خطب ما,سألاني ولم أجب..
لكن الحمقاء إيما اقتربت من فضحي..
-" أظن أنه مغرمٌ بفتاة تكرهه .."
ما قالته شبه صحيح ; لا أظن أن هارو تكرهني البتة..!
-" أووه , هل هذا صحيح بني ..؟!"
رمقني أخي من خلف عدسات نظارته,ونظر لي والدي من فوق الجريدة..
وضعت كأس الشاي,لأقوم متذمرًا..
-" هذا غير صحيح .."
أنا واثق أنهم علموا أني أكذب,نظراتهم أخبرتني..
زلجت الباب خلفي لأتكئ عليه بعدها..
النسيم عليلٌ , السماء صافية,والأجواء هادئة..
أشعر بشعور غريب..مضى قرابة الأسبوعان على تغيب هاروكا..
عزمت على أن ألتمس إجابةً من يوكو,والآن أبحث عن كيفية سؤالها..
اتجهت لمقصدي اليوميّ,من دون عقبات وصلت,وليتني لم أصل..ليتني لم أقع في حبها,وليتني لم أولد حتى..
نظرت نحو الشقراء,ارتبكت قبل سؤالها,عيناها منفختان,الدموع كالشلال على خديها..
أخذت نفسًا عميقًا,حُطِمَت شجاعتي بدخول الآنسة ريبيكا تبكي,لزِمتُ مقعدي..
-" لدي خبر مهم لكم جميعًا .."
لا يبدو نبأً سارًا حتمًا..
-" الأمر بخصوص هاروكا كيتو .."
شدّت انتباهي,يداي ارتعشتا,أنفاسي تضاربت,دقات قلبي تسارعت..
-" في الواقع , لقد بلغنا أنها توفيت هذا الصباح .."
نبرتها المتوترة أثبتت صحة كلامها,لم أشعر بما حولي..
فقط أشعر بالفراغ,صدى جملتها الأخيرة يتردد بعقلي..
ماتت ..! , بحقك لا تمازحيني,البارحة كانت
تبتسم لي..!
فقدت الشعور بأي عضوٍ بجسدي,بالكاد سمعت نحيب الفتيات الذي انخرط ببكاء الآنسة المرتفع..
وددت لو أنها خدعة , وددت لو أستطيع أن أراها ولو للحظة الآن ..
ألن أقدر أن أراقبها مجددًا؟ , ألن أستطيع التمتع بما تقوله..؟
هذا وهمٌ حتمًا ..!
لم أدري كيف وصلت للمنزل,وبتاتًا لا أعرف كيف ارتميت على السرير..
صوت الساعة مزعجٌ أكثر ممّا سبق,الغرفة معتمة ومظلمة..
لامست دموعي وجهي , شعرت بدفئها..
علا صوت بكائي,ضربت والدتي الباب عدة مرات..
أغمضت جفناي,ولم أفتحهما..
لم أستيقظ صباحًا,حتى عندما صرخت الطيور لإيقاظي..
الباب كان مقفلًا,الجميع قلق عليّ..
أنا في حالة بين الإدراك وعدم الإدراك,الغياب عن الوعيّ وعدمه , أنا بين الحقيقة والوهم..
أحلق فوق الغيوم..
لم أذهب للمدرسة لأسبوع كامل,بينما تمّ كسر باب غرفتي لتفقد إذا ما كنت تلاشيت كما حدث مع هارو..
حاولت والدتي أن تعرف أي شيء عما حدث,وتاليًا عرفت أنّ الفتاة الرائعة والمهذبة فارقت الحياة إثر مرضٍ عضال..
والدتي لم تفتهم الأمر بداية,لكنها أدركت أن ولدها كان يحب تلك الفتاة..
لم أتناول طعامي جيّدًا..
بعد أسبوع من التغيّب عن العالم,بدأت أتدارك ما حولي..
الفضل يعود مجددًا لهاروكا..!
أتت يوكو لمنزلي,وصعدت لغرفتي,لم أرد النزول..
رافقها أخي..
من دون مقدمات تكلمت..
-" أخبرتني هاروكا أنه في حال حدث لها شيء , أن أسلمك أمرًا ما .."
أعيد لي وعيي,قفزت من سريري قفزًا,ثم فتحت الباب الذي أعيد وضعه..
انتظرت ما ستفعله,حالتها لم تكن أفضل من حالتي..
مدّت يدها الممسكة بظرف ما..
-" هذه لك .."
انتشلتها بسرعة,لم أقل شيئًا,أشك أني فقدت صوتي..
أغلق الباب بقوة,لم يكن الوقت مبكرًا,السادسة مساءً..
تحسست الظرف,يبدو كأنه رسالة ما..
لم أتمالك نفسي وفتحته..
مجموعة من الأوراق داخله..شرعت بقراءتها فورًا..
عاودت البكاء,وضعت الرسالة جانبًا حينما كنت قد أنهيتها,لا أودّ تلويثها..
حتى وهي في العالم الآخر تعيد لي الأمل مرة أخرى,بكلمات قليلة استكاعت أن ترجعني للحقيقة..
واصلت البكاء,لأغفو بعدها..
استيقظت مبكرًا جدًا,قبل أن تشرق الشمس حتى..
لاحظت أن العائلة كلها بغرفتي,يبدو أنهم دخلوا وقت نومي..
نظرت من خلال النافذة..الرياح عاتية,السماء لازالت معتمة..
مرت الدقائق وحان وقت بزوغ الفجر,حان وقت وصول الشمس..!
ارتفعت منيرةً المكان..أقسم أني رأيتها هنالك..
صعدت للأعلى بسرعة,التفتت لي مبتسمة..
لوحت بيدها مودعةً لي..
بدأت بالتلاشي,صرخت داخلي..
" لا تذهبي ..فلتبقي ّ..!"
نطقت اسمي قبل أن تغادر نحو السماء,وآهٍ كم كان جميلًا..
أنا أخيرًا عرفت مشاعرها,وأخيرًا أستطيع قولها..
" أنا معجبٌ بكِ .."
أغلقت النافذة,وأيقظت الوحوش النائمة..

" يوووه , هل أنتَ بخيرٍ..؟,اعذرني؛ لن أكون هنا عند استلامك لرسالتي الحمقاء..
سأكون في الجانب الآخر ..
طوال الوقت أنا كنتُ أراقبكَ خلسةً,أعتذر..
لم أتمكن من أن أصرح لكَ بمشاعري,أعتذر..
أعتذر أيضًا للماء الذي ستراه على الورق,انسكبت الكأس مني..
عش حياتك باستمتاع,لا تضيّع أيّ لحظة..
هذا آخر ما سيردكَ من نفسي البلهاء,أرجوكَ لا تحزن أبدًا..

هاروكا كيتو "

" سأتبعكِ لاحقًا .."
" تأخر إذًا .."


لم تعرف أنها تبادله المشاعر إلّا متأخرةً , لم تدرك شعوره أيضًا..تشجّعت وتركت كلماتها له..
أمّا عن كلماته هو,فقد وصلت لها..
كشروق الشمس,وكخيوط الأمل هي..ابتسامتها تتجلى بمتعة الحياة..


~
SùŋŔìśè



السلام عليكم ورحمته وبركاته..

كيف الحال..؟؟
هذي القصة راودتني,وتكرر إزعاجها لي..
أخيرًا تشجعت وكتبتها,ولم يستغرق فعل هذا كثيرًا..
لا أدري ما إن وفقتُ بقصتي القصيرة الأولى،لكن آمل أنها لاقت إعجابكم..
تقييماتكم,ردودكم,انتقاداتكم..ستعبر عن ما إن كانت أعجبتكم أو لا..
إن كنتم تملكون أيّ أمرٍ لإدلافه أنا حاضرة..

في أمان المولى..





.
.

.
__________________
°• Hurt me once , I'll kill you twice °

التعديل الأخير تم بواسطة آميوليت ; 12-20-2016 الساعة 08:40 PM
رد مع اقتباس