عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10-19-2016, 08:46 AM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة RuUuby

مزرعة الحيوان,, إحدى روائع الأديب جورج أرويل ...

سطّر لنا من خلال أحداثها حقيقة الثورات في كل زمان ومكان.. وكيف أنها تقوم بعفوية وعشوائية من الشعوب الغاضبة الثائرة,, للقضاء على الديكتاتورية والإستبداد والظلم.. ولكن ما يلبث أن ينتهي بها الحال إلى ديكتاتورية أسوأ تغلفها الديموقراطية الزائفة وشعارات الحرية الصورية..
والضحايا هم الشعوب المخدوعة.. التي قبلت بهذه الدكتاتورية والإستبدادية في حلتها الجديدة.. وأخلصت لها وبذلت من أجلها كل نفيس.. يحركها شعور الكرامة المُخدِّر الذي يخفف عنها عبء الديكتاتورية الجديدة..

آلمنا ما آلت إليه مزرعة الحيوان بعد الثورة,, وكيف استغلها بعض أبنائها الذي ساهموا فيها.. وكحال بقية الطامعين في الثورة فإن أولى خطوات إفشال الثورة واستغلالها هو التخلص من المخلصين الصالحين كما حصل مع الخنزير سنوبول .. ومن ثمّ استغلال أصحاب الذمم الرخيصة والألسنة البليغة أمثال الخنزير سكويلر.. وأخيراً خديعة الجّهال من أصحاب القلوب الطيبة من أمثال بوكسر لإستغلالهم والإستفادة منهم.. والبقية التي تريد شراء راحتها فهؤلاء يعطون من المهدئات التي يرغبون بها.. والجزء الآخر منهم تُستخدم معهم القوة لإسكاتهم.. والأبواق المؤيدة والرخيصة عليها أن لا تكف عن شعارات التأييد والمدح للزعيم الجديد.. وبذلك يكون الجميع مؤيد ومُنخدع بالثورة ويهتف لها..

الرواية كانت تجسيد حقيقي للثورة الروسية.. التي قامت تُنادي بمبادئ الشيوعية من العدل والحرية والمساواة.. وكيف استولى البلاشفة على الحكم بعدها.. ومن ثم انقلب عليهم ستالين,, ورفض مبادئ تروتسكي ومبادئ الشيوعية.. ليبدأ معاها عصر جديد من المجازر والضحايا بالرغم من النقلة الصناعية الكبيرة التي قام بها ستالين ولكنها قامت على جماجم شعبه..
بالرغم من ذلك,, فقد كنت أرى فيها الشعوب العربية حين ثارت على المستعمر الغربي.. ولكنها ما لبث أن وقعت في استعمار أبناء جلدتها.. وهو استعمار من نوع آخر,, وهو أشد وأخطر.. عانت منه ومازالت تعاني..


بعد مرور أسبوع على وقت طرح الموضوع من قبل المميزة جيهان
الآن أفتح لكم النقاش
في هذه الرواية الرائعة حول ما أعجبكم فيها من أفكار وآراء وشخصيات

بإنتظاركم .....

بداية اتوجه بجزيل الشكر لمشرفة القسم روبي
لتشريفي بفتح موضوع تقديم الكتاب الخامس
و هو رواية مزرعة الحيوان


من بداية الرواية يتتضح للقارىء ان الرواية سياسية اجتماعية أظهر فيها الكاتب رفضه للاسبتداد و الظلم و الطمع و الخيانه بجميع الاشكال و قام باسقاط الحيوان لشخصية الانسان و أظهر
منهج التعامل بين البشر و الاضطهاد فيها للإنسانية
كما قلت سابقا بدا الكاتب فصله الاول بمشهد الحديث عن ثورة الحيونات المتضهدة حين قررت الحيوانات عمل ثورة و طرد المزارع و بدأوا بتنظيم انفسهم و تحديد المبادء الجديدة التي تضمن لهم المساواة و العدالة
التي تمثلت بشخصية الخنزير الحكيم مانجورقائد الثورة على الانسان الضالم و المستبد المتمثلة بشخصية مستر جونز صاحب المزرعة
و انهى فصله الاخير بمشهد يفوق خيال الروائين و ررؤى المثقفين و نبوءات العارفين ليؤكد لنا

أن الصراع على السلطة يدفع الكثيرين إلى الخيانة و يدفع بالبعض الاخر للخنوع او الطغيان


مشهد رائع ينقلك لعالم الدهشة
صورة بالغة الروعة و البيان أوجزت براعة الكاتب في اظهار لسلوكيات الحيوانات تجاه الثورة والتي تباينت بين الكذب والصدق والأنانية والتضحية والتسلط والديمقراطية والتسيُّب والالتزام والغدر والإخلاص وجسَّد هذه المعاني ودوافعها بوضوح في شخصيات الرواية

وهذا ما نراه اليوم في ربيعنا العربي
وحاضرنا حين
رفعت الشعوب العربية المغلوبة على أمرها أعلى سقف لأهدافها و طالبت بتغيير كلي للأنظمة ونادت بحرية شاملة

في المشهد الاخير حين تجتمع الخنازير بأصحاب المزارع المجاورة على وليمة لشرب الأنخاب احتفاء بإقامة علاقات على أسس متساوية بين مزرعة الحيوان ومزارع المنطقة فيختلط الأمر على الحيوانات الأخرى التي كانت تراقب الحديث وتجول ببصرها بين وجوه المحتفلين داخل بيت المزرعة عاجزة عن التمييز بين الرجال والخنازير.
واختم ردي بهذه المقولة

دائما نسمع أن العدل أساس المُلك
فإن استقام ميزان العدل استقامت دعائم الملك
مقولة مفادها
لو لو لو استقامت الدول و الحكومات والشعوب وتعاملت معاملة صحيحية تقوم على مبدا العدل و العدالة الاجتماعية لما وصل العالم الى هنا
هذه للو التي تفتح باب التاويلات على مصراعيها في شتى مناحي الحياة

نطلب من الله الصبرو ان ويصرف عنا المحن والشر والقلوب القاسية لأن أصحابها لا يعلموا ما يفعلوا ونطلب من الله الرحمة للجميع ويغفر لنا ويرحمنا "
تحياتي للجميع


__________________


متيقنة
أن الله ب القرب دائماً
اللهم ارحم امي وابي واعفو عنهما واغفر لهما
اللهم إنك أرحم مني عليهم فأدخلهم الجنة من أوسع أبوابها واغفر لهم