عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 10-24-2016, 08:16 AM
 



نقد وتحليل وافي للرواية
المميز برومان
كل الشكر والتقدير لك



تكملة للرواية ،،،



بعد الثورات قد يخرج من يستحوذ على السلطة ككل و بكل ما أوتي من قوة و خبث
و على كامل مستحقات الثورة ،، و كل ذلك بأسم " حفظ مكتسبات الثورات " و هو بالحقيقة خداع للعقول المتعبه من الثورة
و هذا يحدث ايضا و ما زال يحدث
فالنتائج كلها بيد شخص واحد بعد الثورة ،، جماعة الخنازير استطاعوا إيهام البقية أن "البعبع" مستر جونز سيعود اذا لم يقبلوا بأن كل شيء سيكون بيد الخنازير فقط
و أن الخنازير هم الأكفء لقيادة هذه المرحلة من ما بعد الثورة ،، و كأن جورج أوريل يصف ما يحدث في وطننا العربي بحذافيره

المزارع المجاورة تمثل نوعا ما ما يتداوله البعض من نتائج الثورات
و الويلات التي تحصل في بلدان الثورة مثلا
و القتل و الذبح و ربما هما من يحاولان تأجيج الصراع في دول الثورة كي تفشل التجربة و لا تزحف هذه الثورة لمزرعتيهما

معركة المزرعة " معركة زريبة البقر" معركة متوقعه ،، فمن خطف منهم كرسي السلطة المطلقة لن يقبل التخلي عنه بسهولة
كما أن مكتسبي الثورة من مزرعة الحيوان لن يتخلوا عن مكتسباتهم بسرعة
معارك الضحية التي تبدأ دائما بالمناوشات و ما تلبث حتى تتحول الى معارك طاحنة
تزداد اعداد الضحايه فيها من العامة اما من تبقى فيبقون خلف الاسوار

هروب مولى المهرة النرجسية محبة احداث ما قبل ثورة المزرعة هو هروب من واقع ان كل شيء لن يكون كما كان
وان نتائج الثورة لن تكون مثل المتوقع ابداً ،، فكل شيء سيصبح اصعب على الاقل في السنوات التالي
لكن هناك من يستسلم بسرعه و يرمي بعبىء تحمل المسؤولية و يرضى أن يكون اسفل الأخرين بدل ان يصنع نفسه بنفسه

الثورة المضادة و عودة البعبع " مستر جونز " الى احاديث المنقلبين من اتباع الخنزير نابليون و من ثم قبول سكان المزرعه للسياسة القاسية
و الاحكام العرفية و سحب البساط عن الديموقراطية البسيطة التي كانوا يحظون بها كلها خطط يحاول فيها نابليون اكتساب الكعكة لوحده
سرقة مخططات المنافسين و نسبها له مع انها طريقة ساذجة الا انها نافعة و قد نجحت كثيرا في الثورات الواقعية

فشل الخنزير نابليون بدأ يحمله لمنافسيه ،، فإنهدام الطاحونة الفكرة الميتة بالأساس دفع هذا المنقلب الى تحميل وزرها الى اعدائه
بطريقة خبيثة محمولة على جهل عامة حيوانات المزرعة الذين باعوا عقولهم لأجل نشيد كاذب و وعود منافق
و في فشل نابليون المتكرر ،، تكرر اتهام سنوبول منافسه السابق
في كل شيء ،، و في أي فشل يفشله نابليون يرمي بأسباب فشله على منافسه
و هذه سياسية الضعف و الحكم المتهالك للمزرعة ،، و شماعة سنوبول شماعة مخطط لإستخدامها بالاساس لتعليق اسباب الفشل بها

بدأت تصفية المعارضة سريعا ،، فأي شخص و لو " حلم بسنوبول" قد لقي حتفه تحت مقصلة أنياب كلاب نابليون
و في واقعنا قد ننفي حكم الاعدام بسبب حلم ،، لكن ما يحصل من افتراء خلف قضبان دول الثورات و ما بعد الثورات
من تدليس و قلب للحقائق و تصفيات على الهوية و المذهب فإن اعدام بسبب الحلم كان أكثر واقعيه من حملت القتل و السجن المصاحب
لثورات الواقع الحالي !!

تحريم و تجريم الثورة او من يأتي بذكرها على لسانه مرحلة كا ن لابد منها للحفاظ على الديكتاتورية الجديدة
فأصبحت الثورة مجرد ذكرى و ربما تكون خطأ بالاساس !!، و أن الثورة الحقيقية هي لحظة انقلاب نابليون على سنوبول !! و هذا كل متوقع
في ظل هذا الحكم العرفي و بواسطة الكلاب التسعة التي لم تربى إلا على طاعة الديكتاتور وحده

فنشيد يمنع و أسماء يعدم ذاكروها و غدا تصبح الأمور أسوء !!

الاحصائيات الكاذبة و الانتصارات الوهمية هي ما لجىء له نابليون في تدعيم نفسه
حتى اختلط على باقي سكان المزرعة ما كانت عليه و ما أصبحت فيه من هم و غم و عمل مضني و مكافئات لا تكاد تصل لما كانت تحصل عليه
في عهد سيدها جونز الأدمي النتن السابق

صناعة الديكتاتور تبدأ من المتبعين له و المؤتمرين بأمره دائما
و بـ سكوت الاخرين عن أفعاله
فعيد ميلاده عيد وطني !! يضاهي الانتصارات و ذكرى الثورات
و ما كان محرما على الجميع يصبح "حقاً" له لأسباب ثورية فالملائات و الأطباق الفاخرة و أدوات مستر جونز التي حرمت الحيوانات على نفسها
استخدامها ، اصبح استخدامها من قبل الخنزير نابليون شيئا بديهياً
و واجبات الثورة و مكتسباتها و قوانينها أصبحت لا تساوي شيئا بالنسبة لمن يمسك زمام الأمور
و كأن كل ما عاناه القائمين بالثورة ذهب هباء منثورا
حينها فقط يصبح للديك الاسود ذو الصوت النشاز مهام قومية في ظل حكم الاستبداد

في النهاية و كنتيجة متوقعه ،، فعودة الديكتاتور السابق بأقبح صوره بل يفوق قبح العهد الماضي بأضعاف
كان نتيجة محتومه على تلك المزرعة التي جُرم فيها أي ذكر للثورة او رموزها
و عادات المزرعة كما كانت بل و أسوء بأضعاف كثيرة ،، فمن ربح كرسي الحكم فيها كان من الخنازير بكل ما تحمله الكلمة من معنى
حتى استطاع التمثيل على ساكني المزرعه و أقناع الكثيرين منهم ،، بل و دفن من عاشر الثورة و اهدافها الحقيقية

و شيئا فشيئا أصبحت هذه الخنازير لا تختلف اطلاقا شكلا او مضمونا عن بقية البشر
بل انها استفادت من تجارب البشر السابقة و طورت من ديكتاتورتيها حتى زادت من ساعات العمل و قللت من الحصص من الغذاء!!

و بضحكات الخنازير مع البشر حول المائدة و هم يحتسون ما يحتسونه و من ثم مشادات بينهم على لعبة ورقة !! بمشهد دراماتيكي يمثل اختفاء
ملامح الاختلاف بين البشر و الخنازير الى الأبد يسدل الكاتب الستار و ينهي روايته و يترك لنا تخيل ما سيحدث في اليوم التالي و بالعهد الجديد
للمزرعة التي عاد اسمها كما كان قديما مزرعة مانور !!


التعديل الأخير تم بواسطة ™The Pro Man ; 10-24-2016 الساعة 08:38 AM