عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 11-08-2016, 06:07 PM
 
الجزء الثالث :

أصوات هتافات من وراء الباب ترتفع شيئا فشيئاً
" عريسك قد وصل ، عريسك قد وصل "

منذ أن التقطت مسامعها هذه العبارة ، نهضت مسرعة لتقفل باب الغرفة ..
ترمي ثقلها خلفه واضعةٌ يدها على قلبها !
و طرق الباب من الأطفال يدوي المكان ..

" ليلى ، زوجك قد أتى ! "

تعبس بوجهها بمجرد ذكره !
تهمس ببكاء " لا أريد لقاءه ، لا أريد "

جاها صوت أختها من خلف الباب ..
" ليلى عزيزتي / أفتحي الباب "

نهضت من مكانها و فتحت الباب وهي تمسح الدموع من وجنتيها ..
منى : غاليتي ليلى !! ما بك ؟

هزت رأسها و الدموع تجري مجرى النهر ..
" لا أريده منى ، لا أريـــده "
و اندفعت بحزن لتضم أختها ..

~~~~~~~~~~~

هـــو !
يرتشف القوة بهدوء و سكون ..
تنزل هي / و تجلس حِذاه على بُعْد مسافة !
نظرة حادة من الـ [ الجد ] !
جعلها تقترب لجانبه ،،

لم يرفع رأسه بعد و لم يتفوه بكلمة !
وهي كذلك ! تكتفي بالنظر إليه نظرات جانبية ..
تنزعج من وجوده ، بل تشمئز منه !

بداخلها : أن سنحت لي الفرصة ، سأردها لك يا جدي العزيز !
هدوء يسود المكان ، اقتحمت ليلى الموقف و وقفت مستأذنة للعودة لغرفتها ..

" ليلى انتظري قليلا ً"

ثبتت خطواتها تستمع لما يقول لها أحمد ..
" اليوم سنذهب لبيت والدي ! من فضلك "

أغمضت عينيها بانزعاج و أكملت مسيرتها ..
تفتح باب غرفتها بغضب قاصدة الخزانة لتختار ما تلبسه في الزيارة ، و لسانها لم يكف عن التذمر

~~~~~~~~~~~~

فتحت باب السيارة و ركبت بهدوء !
حاولت بقدر استطاعتها أن تلتصق بـ باب السيارة ، فقط لتكون بعيدة عنه ..

تلف أحياناً بنظرها لتسترق النظر في وجهه !
و أحيانا أخرى تهمل وجوده !
بل أن وجوده كـ عدمه ..

و ما أن وصلوا ، انتابها شعور الغربة ..
و ما ان فُتحَ لهم باب المنزل ، ازداد خوفها وهي تبصر التجمع العائلي في ذلك المنزل ..

فاقتربت منه و أحتمت به ،،
فرأته أماناً هنا ، بينما تراه عدواً هناك ..

اقتربا ليلقوا التحية ، وهي تمسك يده دون أن تشعر تركها مع النساء بعدما أوصى أخته بها ..
و ذهب لينظم مع الرجال ..

الوقت يمضي و كلاهما بعيدٌ عن الآخر ،،
هو / لم يكترث لغيابها ، فقد أعتاد على هروبها
هي / تنتظره بلهفة !

لا تعلم لما شعرت بهذا الشعور !
ربما لأنها وحيدة !

و ما أن أقبل وقفت له و دنت لجانبه ..
همست " لا تبتعد عني ثانياً "
أبتسم لها دون أن ينظر حتى في عينيها !

أستأذنهم و أخذها قاصدين الغرفة !
.
.


لـ الكـآتبــه / نبــــض الحنيــــن "