عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-08-2008, 03:38 PM
 
رد: أزمة أمة للشيخ محمد حسان

لماذا وصلت الأمة إلى هذه الحالة المزرية؟ لماذا هذه الأزمة؟

هذا هو عنصرنا الثاني بإيجاز.

والجواب يا مسلمون وعضّوا عليه بالنواجز في آيات محكمات من كلام ربّ الأرض والسموات، قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [سورة الرعد: من الآية 11].
وقال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ} [سورة الأنفال: من الآية 53].

فلتحفظوا يا شباب الصحوة أنّ ما وقع للأمة من ذل وهوان واستضعاف وامتهان، وقع وفق سنن ربانية ثابتة لله في الكون،لا تتبدل ولا تتغير، ولا تحابي تلك السنن أحدا من الخلق بحال، مهما ادعى لنفسه من مقوّمات المحاباة.

ومرفوض تماما، أنّ نختلق لأنفسنا الأعذار والتبريرات، لنعلق الأخطاء والهزائم على الأعداء تارة، أو على الحكام تارة، أو على العلماء تارة..

لا يجوز البتة لمسلم صادق يحترم نفسه، ويعرف ربّه أن يجعل الأعداء أو الحكام أو العلماء مشجبا ليعلق عليه كل أخطائه، ليعلق عليه كل هزائمه، ليعلق عليه كل تقصيره في حق ربّه جل وعلا، وفي حق دين الله تبارك وتعالى.

والله جل وعلا يحذرنا من هذه النظرة السطحية للأمور فيقول تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ} [سورة آل عمران: من الآية 165].
{قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ}.. وتستعجبون وتستغربون وتستنكرون كيف هزمتم، وكيف انتصر الأعداء، وكيف انتصر المشركون، أمّا هذا فهو من عند أنفسكم.

هزم المسلمون في أحد، وقائد الميدان رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل شج وجهه، كسرت رباعيته، دخلت حلقة المغبر في وجنتيه الشريفتين، انتشر بالفعل خبر موته في الميدان،.
وأصيب بعض الصحابة بهزيمة أخرى، فألقوا السلاح واستسلموا للموت، ومر عليهم أنس بن النضر وقال: ماتصنعون. قالوا : قتل رسول الله، وماذا نصنع بالحياة بعد رسول الله. فصرخ فيهم أنس بن النضر وقال: قوموا، قوموا، فموتوا على ما مات عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

أمّا هذا فكيف يهزم المسلمون وهم الصحابة، كيف يهزم الصحابة وقائدهم رسول الله، كيف ينتصر المشركون وهم أعداء الله.

والجواب إنّها السنن، ليتعلم الصحابة، ولتتعلم الأمة من بعدهم أنّ مخالفة أمر واحد لرسول الله سبب في الهزيمة، كيف وقد خالفت الأمة الآن كل أوامر الله ورسوله... كيف وقد خالفت الأمة الآن كل أوامر الله ورسوله.

إنّ الله جل وعلا الذي وعد بنصر أوليائه، هو الذي وضع للنصر أسبابا وشروطا، وقضى ربّنا وقدر أن لا ينزل هذا النصر إلاّ إذا استوفى المؤمنون شروطه وأسبابه. قال جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [سورة محمد: الآية 7].
وقال جل وعلا: {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة الروم: من الآية 47].

فينبغي أن يفتش كل مسلم صادق، وأن تفتش كل مسلمة صادقة، كل يبحث عن المرض في ذاته، كل يبحث عن الداء في نفسه، فكل خطوة تخطوها بعيدا عن منهج الله ورسوله تبعد بها الأمة عن النصر والتمكين خطوة، وكل خطوة تخطوها على منهج الله ورسوله تقرب بها الأمة لنصر الله خطوة، فلا تعلق على غيرك، وابحث أنت عن نفسك وعملك.

لا تنظر إلى القذاة في عيني وتنسى العود الضخم في عينك.

ابحث، هل أنت راض عن نفسك، هل أديت ما عليك لله جل وعلا، هل يحترق قلبك وتترجم عواطفك.. وتترجم أعمالك عواطفك، وتترجم جوارحك مشاعرك، أم أنّها الكلمات الساخنة، أم أنّه الحماس الفوار البارق.

من أي صدق وإخلاص وإبداع وإتقان وجهد وعمل.

قل هو من عند أنفسكم، هذا هو الداء وهذا هو الدواء.

ولا أريد أن أطيل النفس أيضا في العنصر الثاني لأعرج على أهم عناصر الموضوع، ألا وهو:

ما المخرج؟
__________________
سيد الإستغفار
{ اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت}

****************************************

رد مع اقتباس