عرض مشاركة واحدة
  #83  
قديم 12-30-2016, 09:28 PM
 
<< 34 >>

~
جوليا ~

كنت منشغلة في التفكير بنهايتي التي أقتربت كثيراً ، لا أصدق أن اليوم الذي سأموت فيه سيكون في الغد ..
على الرغم من أن الوقت قد تأخر إلى إنني لم أستطع النوم كيف ، ألقيت نظرة إلى الآنسة يومي التي تبدو غارقة في النوم ..

من كان ليصدق أنهم سيقتلونني قبلها ، وهم من كانوا يقولون بأن الآنسة يومي لا تهمهم ، ووجودها ليست بتلك الأهمية ..

فجأة سمعت صوت الباب ليدخل منها رجلين ، الأول كان يحمل فتاة ولم أستطع رؤية وجهها ، والآخر يجر شاب من ملابسه ، ويبدو أن كلاهما غائبان عن الوعي ..

انقبض قلبي حينها ، هل يمكن أن يكونا ....
بعد أن إلقوهما في الزنزانة ، اقتربت منهما بتردد ، وحينها أيقنت أن ظني في مكانه ، إنهما روز وسوبارو ..

لا أصدق ذلك ، لم أتوقع أن يتم إحضارهما بهذه السهولة ، يبدو أنه قد تم تخديرهما ، لذا فهما لم يتستيقظا حتى الآن ..
عدلت من جسد روز ، وأبقيتها مستلقية على ظهرها ، في حين أنني اقتربت من سوبارو وأخذت أحركه ليستيقظ ، حتى أعرف كيف تم جلبهما ..

تعمدت ألا أوقظ روز فهي ستبدأ في البكاء فور إدراكها بأمر إختطافها ، بعد عدة محاولات استيقظ سوبارو ، لكنني تفاجأت حين حرك يده ليشن لي ضربة مباغتة ..
استطعت تفادي ضربته وأنا أقول بخوف : هذا أنا يا سوبارو إهدأ أرجوك ..
اعتدل جالساً وأخذ ينظر حوله ، والذعر بادٍ عليه ، بعد ثواني ثبت إنظاره نحوي ، ليقول بدهشة : جو.. جوليا !!

أظهرت له إبتسامة باهتة وقلت بجدية : ماذا حصل لكما ؟؟
رد سوبارو وهو لا يزال يحدق فيني عن كثب : لقد تغيرتي كثيراً يا جوليا ..
-
كف عن هذا الهراء واحكي لي ما حصل معكم ؟؟

قال وقد أشاح بوجهه عني أخيراً : لست أتذكر ما حصل لي بشكل واضح ، لكنني وأثناء نومي سمعت خطوات غريبة تقترب مني ، وحين فتحت عيني تفاجأت من رؤيتي لمجموعة من الرجال الأشداء ، وقبل أن أستطيع مقاومتهم كانوا قد تمكنوا مني ..

ثم سأل بعدها : أين نحن الآن ؟؟
أجبت بهدوء وأنا أقف مبتعدة : نحن محبوسون في غرفة داخل قبو رجل مجنون يدعى ساي ..

أمسكني سوبارو وقال بسرعة : أقلت ساي للتو ؟؟ هل أنت واثقة ؟؟
جذبت يدي بقوة وقلت وأنا أجلس بالقرب من روز : نعم كل الثقة ، لكن لماذا تبدو متفاجئاً ؟؟
لم يجبني سوبارو ، بل كان مقطباً جبينه ويبدو أنه قد شرد قليلاً ، حينها أيقنت أنه على معرفة به ..

لم أحب أن أقطع حبل أفكاره ، لذا إلتزمت الصمت مع أن لدي العديد من الأسئلة التي أرغب في طرحها له ..
قال سوبارو بعد صمت : هل كنت تعرفينه قبلا يا جوليا ؟؟
-
من تقصد ؟؟
-
ساي بلا شك ..
-
لا لم أعرفه إلا بعد إختطافي ، وتمنيت لو أنني لم أعرفه بتاتاً ..

عاد سوبارو ليغوص في أفكاره ، لا أعلم ماقد يجول في خاطره ، فهو غامض جداً ، والضمادات التي تخفي وجهه لا تساعدني على قراءة أفكاره ..
كسرت حاجز الصمت بسؤالي : سوبارو في ماذا تفكر بالضبط ؟؟
أجابني بشرود : إن كنت لا تعرفينه ، فهذا يعني أنني السبب فيما حصل لك أنت وروز ..

لم أحب أن إحمله ذنب اختطافي على الرغم من أنه محق ، ولذا قلت بإبتسامة كاذبة : لا تلقي باللوم على نفسك يا سوبارو ، ثم أن ساي لم يقم بأي شيء قد تسبب في ضرري ..
ثم أردفت بضحكة مرحة : بإستثناء الطعام القليل الذي يزودني به ، لكن إختطافي لم يكن بذلك السوء ..

فجأة احتدت نظراته ، واقترب مني بسرعة كالإعصار ، ثم جذب يدي بقوة وقال بغضب : كفي عن التصنع أيتها البلهاء ، أنظري إلى أظافرك المقتلعة ، أتظنين أننا كنا نجهل أمر تعذيبه لك ؟؟

تفاجأت حين قال ذلك ، ظننت أنه لن يعلم الحقيقة ، في حين أكمل هو بذات النبرة الغاضبة : كان ساي اللعين يتلاعب بنا أنا وروز ، ويجبرنا على تنفيذ أوامره القذرة ، وعندما نفشل في ذلك كنت من تتعرضين للتعذيب ، وبعدها يرسل لنا شريط الفيديو ، أنا أعلم أنه قد تم سكب سطل من الحشرات عليك ، وأنك اضطررت إلى لعق قيئك بسببي ، لذا لاداعي للكذب يا جوليا ..

تضاعف كراهيتي لساي أضعافاً مضاعفة ، ليعذبني قدر ما يشاء ، لكن ماكان يجب عليه أن يعذب أصدقائي بجعلهم يشاهدونني أتعذب ، أنا أكره هذا النوع من التصرف ..

قلت محاولة تغيير مجرى الحديث : سوبارو لتبقى صامتاً فهناك أشخاص نائمون ، وأنا لا أريد إيقاظهم ..
قلت هذا وأنا إنظر إلى الآنسة يومي ، لأنبهه لوجود شخص آخر غيري ، فأنا لا أظن أنه قد انتبه لوجودها ..

عندما نظر سوبارو إليها اتضح أنه لم يدرك وجودها حقاً حيث قال بإستغراب : من تلك المرأة هناك ؟؟
-
إنها الممرضة يومي ، التي كانت تعمل في مدرستنا ..
-
صحيح لقد تذكرتها ، رأيتها مرة على شريط أرسله ساي لنا ، لكنني لم أتصور أن تكون هنا بسببي كذلك ..

قررت إخباره بالأمور التي أعرفها ، حتى لا يلقي باللوم على نفسه أكثر ، أخبرته بأن ساي قد صرح بأنه يهدف للإنتقام منه ومن روز ، وأخبرته سبب كراهيته لروز ، كما أنني أخبرته أنه لا يد له في وجود الممرضة ..
وحينما انتهيت من سرد الأمر له ، كان قد علا على وجهه الغضب ، وهذا كان واضحاً من صوت أنفاسه المتسارعة ..

قال وهو يضرب الأرض بقبضته : ذلك اللعين الكاذب ، يلقي باللوم على روز وهو المذنب الحقيقي ، هو كان حقيراً منذ البداية حتى قبل إن يلتقي بروز ، لذا لا تصدقي قصته الغبية تلك ..
قلت بهدوء : بالطبع لم أصدقه ، فحتى لو تسببت روز في بتر قدمه فهو من فكر في الإعتداء عليها أولاً ..
-
أنا أعرف ساي منذ زمن ، لقد كان حقيراً منذ البداية ، وهو يبحث عن أي سبب تافه ليبرر به تصرفاته ، لن أنسى أنه السبب الرئيسي في تعاسة نانا ..

سألت بفضول : ماهي علاقتك بساي بالتحديد ؟ ومن هي نانا ؟؟
نظر إلي ببرود ناطقاً : أأنا مجبر على الإجابة ؟؟
أدركت أنه لا ينوي التحدث عن هذا لذا حركت أكتافي متمتمة ببرود ظاهري : لا إطلاقاً ..
-
هذا جيد فأنا لا أنوي الإجابة في الأصل ..


^^^
^^


~
سوبارو ~

بقيت جوليا طوال الليل مستيقظة ، وأنا كذلك بقيت كذلك ، ونظري مثبت نحوها منذ مدة على الرغم من أننا التزمنا الصمت منذ مدة ..

وجهها غريب حقاً ، لقد تغيرت كثيراً حتى أنها فقدت وزنها بشكل واضح ، صحيح أنها سابقاً كانت نحيلة إلا أنها أصبحت أنحل بكثير ، وعظام وجهها أصبح بارزاً ..

رؤيتها هكذا يجعلني غاضباً للغاية ، إنها تذكرني بنانا ، فعندما كانت مع ساي كانت بهذا الضعف والملامح ..
لكن أسلوبها في الحديث قد تغير كثيراً ، وهذا بدى واضحاً ..
لنقل أنها أصبحت أكثر برودةً وصراحة ، مع أنها كانت سابقاً مجرد فتاة مترددة وضعيفة في نظري ، يبدو أنني لم أحسن تقديرها جيداً ، وقد خُدعت بتصرفاته السابقة ..
بزغ الفجر أخيراً وأخذ ضوء الشمس بالتسلل من تلك النافذة الصغيرة ، ونحن حتى الآن ماكثان في مكانينا بهدوء ، ولم يغمض لنا جفن ..
عكس روز وتلك الممرضة اللتان لازالتا غارقتين في النوم ..

رؤية ظهر الممرضة المستلقية على جنبها يؤكد لي مدى قسوته ، كيف تجرأ على ضرب إمرأة بهذا الشكل القاسي حتى تسبب في انقشاع جلد ظهرها ؟؟
المحزن أيضاً أنه وعلى الرغم من قسوة الارض وبرودة الأجواء إلا أنها لازالت نائمة ، وهذا دليل على أنها مرهقة كثيراً ..


لازلت لا أصدق كيف أنني لم أشك ولو للحظة أن ساي هو المتسبب في كل ما يحصل ، ظننت أنه قد تغير ولكن يبدو أنني كنت مخطئاً ..
أنا أعلم بأنه رجل قاسي وعديم الرحمة ، لكنني لم أتوقع أن تصل به وحشيته إلى إختطاف الآخرين وتعذيبهم ، آآخ كم أشعر بالغضب ..

لا شك أن الشخص الذي كان يوصل الرسائل إلينا هي أخته اللعينة راي ، لازلت لا أفهم لماذا لم أشك به ؟؟
اشعر بغضب عارم بمجرد التفكير في أن الشخص المتسبب هو ليس سوى شخص أعرف ماضيه ومع ذلك لم أشك فيه ..


فجأة بدأت روز بالحراك دلالة أنها ستستيقظ قريباً ، ويبدو أن جوليا قد أدركت ذلك لذلك اقتربت منها بشكل أكبر ، يبدو أنها تنوي بث الطمأنينة في قلب روز قبل أن تتلقى صدمة إختطافها ..


وبالفعل عندما استيقظت روز لم تتفاجأ بالمكان التي هي فيه ، بل تفاجأت حين رأت جوليا أمامها مبتسمة ..
اسرعت روز بإحتضانها ولم تستطع تملك نفسها وانفجرت باكية بين أحضانها ..
كانت روز تبكي وتهذي في آن واحد ولهذا لم أفهم منها كلمة واحدة ، ولا أظن أن جوليا قد فهمتها أيضاً ، لكنها اكتفت بالربت على رأسها وظهرها والإبتسامة بهدوء ..


غريب فعلاً !! كيف لها أن تكون هادئة هكذا ؟؟ أليس من الطبيعي أن تكون غاضبة منها ؟؟ ففي النهاية أنا وروز المتسببان في عذابها ..

بقيت روز على حالها لمدة من الزمن ، وحتى الآن لازالت غير مصدقة بأن جوليا أمامها ..
وعلى صوت إزعاجها استيقظت الممرضة وأخذت تحدق فينا بإستغراب ، فجأة أصدرت شهقة عالية جعلتني أنا وجوليا ننظر إليها ..

قالت وهي تشير إلي بسبابتها : أنت الطالب الذي سرق قلادتي ..
رفعت حاجبي ببرود قائلاً : أوه ألا زلت تتذكرين ذلك ؟؟ ظننت أنك ستنسينني ..
قالت بغضب : كيف أنسى وأنا كدت أجن بعد أن فقدت قلادتي ، إنها ثمينة أكثر مما تتصور ، لا يمكن أن أنسى وجه سارقها ..

أنزلت ببصري نحو نحرها وقلت بهدوء : وإذاً !! أنا لا أراك ترتدينها الآن على الرغم من أنك تقولين أنه مهم لك ..
ترقرقت الدموع في عينيها فجأة ، ولم ترد علي ، بينما سمعت جوليا تقول بصرامة : سوبارو من الأفضل أن تبلع لسانك ..
نظرت إليها بتفاجؤ ، لأول مرة تقول جوليا شيئاً كهذا لي ، يبدو أن شخصيتها القديمة والتي سمعت عنها بدأت تعود أخيراً ..

إبتسمت بمكر متمتماً : أهذا شيء تقولينه لحبيبك الذي لم تقابليه منذ مدة ؟؟
توسعت حدقتا عينيها ، يبدو أنها قد ظنت بأني نسيت ماطلبته منها سابقاً ، هي مخطأة بالتأكيد فأنا من المستحيل أن أنسى شيئاً كهذا ..

في حين رفعت روز رأسها من بين أحضان جوليا وقالت بصدمة : حبيب !! ماذا تقصد يا سوبارو ؟؟
حين رأيت وجهها لم أستطع أن أمسك نفسي عن الضحك ، لقد كان وجهها مضحك للغاية ، فوجهها مبتل بالكامل ، وشعرها المبعثر ملتصق بوجهها ..

بينما قالت روز بغضب : لم أقل ما يضحك يا سوبارو ، أجب على سؤالي ، ماذا تعني بأنك حبيب جوليا ؟؟
علت الجدية وجهي مجدداً وقلت ببرود : لقد طلبت من جوليا أن ....
قاطعتني جوليا بجفاء : لاداعي لذكر مثل هذه الأمور في أوقات كهذه ، فكروا في طريقة للهروب عوضاً عن التحدث عن أمور تافهة ..

أخذت روز تنظر يميناً وشمالاً قبل أن تهتف بخوف : أين نحن الآن ؟؟
هززت رأسي بيأس ، هذه الفتاة حمقاء حقاً وبطيئة الاستيعاب ، يبدو أنها لم تدرك بأنها مختطفة الآن ..
إحتضنتها جوليا بحنية وقالت : لا تذعري يا روز فأنا معك ، ولن أسمح للأشرار بلمس شعرة منك مادمت حية ..
قالت روز بنبرة مرتعشة : إذاً فقد تم إختطافنا كذلك ؟؟ وهذا يعني بأننا سنضطر إلى أن نتذوق التعذيب الذي تذوقته ، لا أريد ذلك يا جوليا أنا لا أريد ..

لم ترد عليها جوليا واكتفت بالضغط عليها أكثر ، وكما لو أنها رغبت في إحتواء روز بالكامل وحمايتها ..
مشاعرها وصلت إلي بمجرد رؤيتها ، وروز بالتأكيد أحست بذلك ، حتى لو لم تتفوه جوليا بذلك ..

تكلمت روز بصوت مختنق : يبدو أن الحياة البائسة قد كتب لي دائماً وأبداً ، كان يجب أن أقتل نفسي لأرتاح ..
حينها قالت جوليا بذعر و وهي تبعد روز عنها : إنتحار ؟؟ هل جننت يا روز ؟؟
إبتسمت روز بألم وقالت بصوت ميت : أنت لا تعلمين ماحصل لي بعد أن تم إختطافك ، كنت أغوص في بحر من المشكلات التي لا تنتهي ..
-
صحيح حتى الآن أنا لازلت أجهل ما كان يحصل لكما ، هل لكما أن ترويا لي ما حصل ؟؟

كنت أعلم أن روز لن تستطيع أن تروي ما حصل ، لذا تكفلت أنا بذلك ..
أخبرتها بالرسائل التي كانت تصل إلينا ، وعن طلباته الغريبة لكنني لم أخبرها بأمر الإشاعة التي أطلقتها روز عنها ، فأنا قد شعرت أنه من الأفضل أن أخفي الأمر عنها ..

بعد أن انتهيت تكلمت الممرضة : إذاً كنت مجبراً على سرقة القلادة من أجل جوليا ؟؟
ـ نعم كنت مجبراً على ذلك ، فمن هو الأحمق الذي يفكر في سرقة قلادة رخيصة كتلك ..

رمقتني جوليا بنظرة حادة تفاجأت منها في حين أن الممرضة قد صاحت بغضب : تحدث بتهذيب أكثر أيها الطالب فأنا أكبر منك سناً بعد كل شيء ..
أتبعتها جوليا بقولها : لكن يبدو أنكم قد عانيتم وقتاً عصيباً طوال هذا الوقت ، لكن هذا ليس بالسبب الكافي لجعلك يا روز تفكرين بالإنتحار ، هل هناك أمر آخر لاا أعرفه ؟؟

سبقتني روز بالإجابة : نعم ، أنا أصبحت مجرمة يا جوليا ، والشرطة تبحث عني الآن ..
جوليا بإستنكار : مجرمة !! أأنت جادة ؟؟
عاودت روز بالبكاء وهي تقول : لقد قتلت أمي وماركو يا جوليا ، لقد إرتكبت جريمة بشعة ، أنا لم أعد أطيق العيش أكثر ..

أنا فعلاً مندهش من روز التي كانت تبكي دائماً ، ولازال دموعها لم يجف بعد ، مع أنني عند مقابلتي لها ظننتها قوية ، لكن اتضح لي أنني أخطأت في حكمي ..
أيقظني من شرودي صوت جوليا وهي توجه سؤالها إلي : سوبارو ماذا حصل بالضبط ؟؟ وكيف قتلت روز والدتها وماركو ؟؟


سردت لها بقية القصة وأخبرتها عن تفاصيل القضية ولم أغفل عن شيء ، وهي كانت تنصت بإمعان لكل حرف أقوله ..
جوليا بتفكير : هناك إلتباس في القضية وهذا واضح كالشمس ..
-
ولماذا أنت متأكدة هكذا كثيراً ؟
ـ ألم تقل روز أنها قد شربت مشروباً غازياً ، وفجأة تحول علبة المشروب إلى علبة كحول ، هذا دليل على أن هناك من بدل العلبتين بعد أن وضع منوماً في شرابها ..
-
حتى أنا أظن هذا ، لكن الشرطة لن تصدق هذا ..
-
لنخرج من هنا أولاً ثم نفكر بشأن هذا فيما بعد ..

ثم صمتت لبرهة لتكمل بإبتسامة : بالمناسبة كيف حال ياماتو ؟؟ لقد اشتقت إليه كثيراً ..
بعد أن ذكرتني جوليا به قلت بصوت مغتاظ : ذلك اللعين إنه يتجاهل رسائلي وإتصالاتي ، عندما أمسك به لن أتركه يفلت من قبضتي .. -
-
لا تلمه يا سوبارو ، ربما ظروفه تمنعه من التواصل معك ، أحسن الظن به ..

لم أرد عليها فأنا الآن أفكر في أمر آخر ، لقد كان ساي هو الشخص نفسه الذي حاول الإعتداء على روز ، إذاً المسدس كان ملكاً له ، لذا ربما له يد في الأمر ، لا ليس ربما بل هو السبب بكل تأكيد ، وما حصل لروز هو أحد مخططاته ..

لكن ساي في غيبوبة لذا ليس هو من نفذ الخطة ، والشخص الوحيد الذي يستطيع فعلها هو زوج والدة روز ، إذاً هو متواطئ مع ساي بكل تأكيد ..

لم أحب سرد هذا الإستنتاج أمام روز التي تثق بالمدعو كيداي ثقة عمياء ، لذا سألتزم الصمت ولن أفصح عن هذا لأحد ..


***

~ راي ~

توجهت نحو منزل أخي ، فالاجتماع قارب على البدء ، عندما دخلت المنزل توجهت نحو قاعة الاجتماعات الذي يحتوي على طاولة طويلة والكراسي موزعة عليها ، ويبدو أن الجميع متواجدون منذ مدة ..

سحبت كرسيي وجلست عليها في حين سمعت يوما يقول : لقد تأخرت يا راي ..
قلت ببرود : لقد قلت أن الإجتماع سيبدأ في الرابعة ، وقد تبقى ربع ساعة على ذلك ..
أمال يوما شفته بسخرية مجيباً : يبدو أن ساعتك معطلة ، فالوقت الآن قد تجاوز الرابعة تماماً منذ مدة ..

رفعت بصري إلى ساعة الحائط المعلقة على الجدار ، وأدركت أنها الرابعة والنصف ، ويبدو أنني قد تأخرت ثلاثين دقيقة ..

سمعت يوما يقول مجدداً : يبدو أنك لست متحمسة لهذا اليوم إطلاقاً ..
قلت بسرعة : بل على العكس ، إنها الفرصة المثلى لأنتقم من سوبارو وأجعله يندم على كل كلمة تفوه بها..

نطق كازوما ساخراً : أهدافك عادة ما يكون سخيفاً مثلك ..
ضربت الطاولة بقبضتي بغيظ متحدثة : لا شأن لك فيما يحصل أيها اللعين ..
تنحنح يوما قائلاً : توقفا أنتما الإثنان عن الشجار ، وأنت يا كازوما كف عن إستفزاز راي ..

قلت بشموخ وأنا أشير إليه بإحتقار : نعم توقف عن ذلك ، وإياك وأن تنسى بأنني أخت ساي ، أي أنني إذا أمرت الآخرين بقتلك أنت وطفليك فهم لن يترددوا ..
قالت إحدى الحاضرات بحدة : لا سلطة لك علينا يا راي ، نحن لسنا عبيدك ..
نظرت إليها بغيظ ، إنها المرأة التي كُلفت برعاية إبني كازوما ، لكن ما الذي أتى بها إلى هنا ؟؟
سألتها مباشرة : ماذا تفعلين هنا ؟؟ ألم يكن يجدر بك البقاء مع الطفلين ؟؟

رد يوما : الطفلين محبوسين في إحدى الغرف التي في منزلها ، وأنا من طلبت منها القدوم ، لا تنسي أن الاجتماع يضم الآن جميع أعضاء المنظمة وليس هناك أحد مستثنى ..
قلت بتفاجؤ : أنت تعني بكلمة الجميع الجميع ؟؟

نظر إلي بإستغراب قائلاً : أنا لم أفهم ما تعنينه ، لكنني أعني بالجميع الجميع دون أي إستثناء ..
قفزت واقفة وأنا أقول : إذاً السجناء بلا حراسة الآن ..
- لا بأس فهم لن يستطيعوا الهرب فقد حرصت بنفسي على تقفيل الباب والمفاتيح بحوزتي ..


عدت لأجلس مكاني بإطمئنان ، وابتدأ يوما بشرح سبب تواجدنا هنا على مسامع الجميع ..
ثم قام بطرح سؤال عام : ليقترح كل واحد منكم طريقة لقتلها ، والصورة الأبشع سنقوم بتنفيذها ..

الجميع أبدع في إقتراحه ، وهذا ليس بمفاجئ أبداً ، فهم مجموعة من المجرمين المحترفين ، وساي قد اختارهم بعناية ..
لكن أكثر إقتراح لفت نظري هو إقتراح ذلك الرجل الملفوف بالضمادات والذي قال : لماذا لا نعاملها كفريسة ، فلا متعة في قتلها إذا لم تقاوم ..
يوما : وكيف تنوي فعلها ؟؟
- أنا سأتكفل بمهمة قتلها وإثارة الرعب في قلبها ، وأنا أعرف مكاناً مناسباً لذلك ..
- وأين هذا المكان ؟؟
ـ هو شارع مهجور لا أحد يسكن فيه حتى الآن ، وهو مناسب جداً للعب لعبة الصائد والفريسة ..

لم يقل يوما شيئاً وكأنه يفكر في إقتراحه ، لكن عضواً آخر قال : ولماذا أنت من سيتولى أمرها لوحدك ؟؟ كلنا نريد الإشتراك في هذا ..
قال آخر مؤيداً : نعم هذا صحيح ، كلنا نريد ذلك فقد سمعت أنها فتاة مثيرة جداً ، ومن الممتع التسلية معها ..
وقالت أخرى : أريد أن أعذب الفتاة التي سببت في موت كيتورا ، والتي استطاعت التلاعب بعقله ..

يبدو أن الجميع متحمسون لذلك ، ولأكون صريحة أنا متشوقة كذلك ، لذا قلت : أنا أيضاً أرغب في مشاركتكم ..
قال يوما أخيراً : حسم الأمر ، الجميع سيشارك في هذه اللعبة ، والشخص الذي يستطيع الإمساك بالفريسة وينهي حياتها هو من سيكون الفائز ، وسيتم ترقيته ..

سُعد الجميع بسماع هذا ، في حين أكمل يوما : لكن اللعبة ستكون في هذا المنزل ولن نذهب خارجاً ، ولزيادة المتعة سنجعل الفريسة تحمل سلاحاً تستطيع الدفاع بها عن نفسها من هجماتنا ..
قال الرجل الملفوف بالضمادات بإعتراض : لا هذا ليس جيداً ، لنذهب إلى الشارع المهجور ، فاللعب في الهواء الطلق سيكون أكثر متعة ..

رمقه يوما بنظرة حادة وقال : أوامري جيدة دائماً ، لذا إذا أردت ألا تكون فريسة معها يفضل أن تلتزم الصمت ..
لم ينطق الآخر بكلمة ، يبدو أن تهديد يوما قد أخافه ، بعدها انتهى الإجتماع ، وأمر يوما الجميع بترتيب المكان إستعداداً للعبة المطاردة ، وأمرنا بإزالة جميع العوائق وإخفاء جميع مفاتيح الغرف حتى لا يتسنى لها الإختباء في أي غرفة ..

كل هذا كان يحصل وجوليا غافلة عما سيحصل لها ، لذا قررت إعلامها قبل أن تتفاجأ بالأمر ، ولأسبب لها ولسوبارو القلق والخوف ..

ذهبت إلى القبو حيث مكان السجناء ، دخلت الغرفة لأجد أن الصمت مخيم على المكان ، وكل واحد منهم غارق في أفكاره الخاصة ..

كانت روز مستلقية على فخذ جوليا المستندة على الجدار ، وبجوارها الممرضة ، أما سوبارو فهو يجلس في الجهة المقابلة لهم وإحدى قدميه ممدة بينما الآخر مطوي ..
قلت بنبرة تعمدت فيها وضع جرعة كبيرة من الغنج : مرحباً جميعاٍ كيف حالكم ؟؟
رفع الجميع ببصره نحوي ، وأنا كنت أركز فقط في وجه سوبارو ، ثم تابعت قائلة : كيف حال الشيطان الذي يظن نفسه ملاكاً ؟؟
المشكلة أنني لا أستطيع رؤية ملامحه بسبب الضمادات ، لذا هذا ليس بممتع كثيراً ..

تحدث سوبارو بنبرة باردة : راي محاولاتك الفاشلة في إغضابي لن تفلح ، لذا أغربي عن وجهي ..
قلت بغيظ : أووه حقاً ؟؟ أذاً أنت لن تغضب عندما تموت جوليا ، أو عندما نعذب روز ..
ذعرت روز واستقامت جالسة قائلة : ماذا تعنين بموت جوليا أيتها القبيحة ؟؟

زفرت جوليا قائلة : لا جدوى من محاولة إخفاء الأمر عنكم ، في الواقع ....
قاطعتها متممة جملتها : سيكون موتها قريباً جداً لذا من الأفضل أن تودعوها ، ففي أية لحظة سنأخذها لتلاقي حتفها وتسلينا قليلاً ..

بدأ دموع روز بالهطول وهي تنظر إلى جوليا غير مصدقة ، حولت بصري إلى سوبارو الذي يبدو جامداً ولا يبدو عليه التفاجؤ ..
قلت بغضب وأنا أقربي وجهي من القضبان الحديدية : لماذا أنت صامت أيها اللعين ؟؟ ألست متفاجئاً ؟؟ صديقتك ستموت اليوم وأنت السبب ..


خيم الصمت لثواني وقال بعدها : إذا رجوتك أنت ومن معك هل كنتم لتدعونها ؟؟ لا أظن ذلك ، لذا فلأستفيد قليلاً من صمتي وأثير غضبك ..
هذا المشوه اللعين ، يعرف حقاً كيف يغضبني ، وأنا أعجز عن إغاظته ولو قليلاً ، كم أرغب في قتله بيداي هاتان ، أنا لن أسامحه أبداً أبداً أبداً ..

تراجعت إلى الوراء خطوة ، وقلت وأنا أحرك شعري القصير بغرور : أعلم أنك تتظاهر بالبرود فحسب ، لكن لتعلم يا سوبارو أنك سبب ما حصل لها ، والآن وداعاً أيها الحمقى ..

نهاية الجزء ..
رد مع اقتباس