عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-07-2017, 08:40 PM
 
الحقيقة العارية (قِصةُ الأمسِ)

سَـقطت حباتُ المطـرْ

سَـالت على جبينِ البشـرْ

سَـمِعتَ زخاتها على المُنحدرْ

سـنواتٌ مرت إنتظاراً للقدرْ




لـملمتَ حُروفَك وأحسنت الخـطْ

لـم تنسى الموج ... مُلاطمته للشـطْ

لاقيتَ الصِعاب وهي بك تحيـطْ

لِـفُراقِكَ سكبنا دمعنا للمحيـطْ





يـوماً كُنتَ رفيقاً لهـا

يُـرافِقُكَ حنينك لعينهـا

يُـلازمُكَ الماضي فلا تَنساهـا

يَـطويكَ الليل ساهراً لحِماهـا





مـازِلتَ تَرقُبُ شذى التاريـخْ

مـاتت البسمةُ دونما صَريـخْ

مَـرت هناكَ سحاباتٌ أمطارُها تَوبيـخْ

مـاذا لو سقطت ؟ ... حَمَلتنا للتشييـخْ



الأمسُ كُنتَ طِفلاً حزيـنْ

اليومُ أنتَ تحصُد جِراحَ السِنيـنْ

الآنَ تُدافِعُ عنها بأرضِ سِينيـنْ

الضربةُ قصمت أعداؤكَ الطاغيـنْ



نـاديتَ وحذرتَ من عُقباهـا

نَـزعتَ ثَوبَ الخوفَ إلى أدناهـا

نَـزفتَ رَصاصتِكَ إلى أقصاهـا

نَـذَرتَ وَوَفيتَ لدماء صِباهـا



خَـاطرت بِروحِكَ والدمْ

خَـذَلتَ الأكابر وعِليةَ القَومْ

خَـاصمتَ أطراقِكَ ولم تهتـمْ

خُـضتَ حَربكَ وحدك ... بِكلَ حزمْ



العينُ بِالعينِ حَاكمتهُم يا صديقـي

السِنُ بالسنِ خَاصتمهم يا رفيقـي

الدمُ سَالَ مِثلما سَالَ من شَقيقـي

الثأرُ كان حاراً ودربُكَ رفيقـي




طَـابت نفسُكَ ولم تخجـلْ

طَـلَبتَ المُــــنى ونَهرتَ الذُلْ

طَـوَيتَ صفحةَ إنكسارك وسِنين الوحـلْ

طُـوبى لكَ الجنة خير مَنزِلْ



رَويتُ لكم قِصَتهُ اليوم وبالأمـسْ

رَوضتُ الحروف ...صرخاتها والهمـسْ

رفيقي شهيداً ضحيةَ الخِـسْ

راقتْ لي فنثرتُها كَشُعاعَ الشمـسْ




بقلمي

القاهرة في 8\1\1986
__________________
الهــــــــــــواري

رد مع اقتباس