عرض مشاركة واحدة
  #59  
قديم 01-11-2017, 06:13 PM
 



الفصل الخامس عشر: صفقة عملٍ جديده


حالما عادت جين للمنزل تصرفت كعادتها..

"مرحبا أمي سعيدة لأنك أصبحت تتواجدين بالمنزل ..

هل حدث شيئاً ما في العمل ؟ "

"كلا ، كأنك تلّمحين إلـى عدم حاجتي بالتواجد ؟! "

"لا بالطبع .. أهنالك ابنة تحب غياب والدتها عن المنزل ؟ ..

ولكنني قلقه من أن يكون هناك أمراً تخفينه عني بشأن العمل "

" لا تقلقي لا داعي لقلقك الزائد ، كل ما في الأمر أنني طلبت

إجازةٍ لمدة اسبوعين فحسـب "

"إجازةٍ لمدة اسبوعين ؟ ولكن لماذا ؟ "

"لأنني أشعر بالتعب والإرهاق، ألا يحق لي بطلب إجازة

إلا بسببٍ وجيه ؟"

" حسناً أنا ذاهبة لأنام .. تصبحين على خير"

"هكذا دون عشاء "

"لا أشعر بالجوع .. إن شعرت تناولت "

"
كما تشائين ، تصبحين على خير "

شعرت جين بالذنب لأنها مستمرة في مسرحيتها على

أمها كما أدركت بأنها لم تتلقى الخبر .. فجلست على حافة

سريرها تفكر بقلق ، ماذا عليها أن تفعل بخصوص ليث

وإلى متى قد تستمر في تمثيلها على والدتها ؟ ، أخيراً استنتجت

أنها ستُسبب المتاعب لليث إن ذهبت إليه في أثناء عمله كما أنه

لن يفعل شيئاً سوى توبيخها وتجاهلها ،

إلى جانب عدم مصارحتهُ لها بكونه ليث عندما التقيا سابقاً،

بينما تعمّد التظاهر بعدم معرفتها.. ألأنه في مهمةٍ سرية

أم خشيةً لارتكابها فعلٍ متهور قد يفضحه أم لكلاهما معاً؟

استلقت على الفراش في حركةٍ لتفكير أعميق

"لابد لي من طريقةٍ أتقرب بها لليث دون إثارة المشاكل ..

ثم أخبره في الوقت المناسب بما حدث لي لربما سيساعدني"

في اليوم التالي ذهبت جين للمدرسة وانتظرت أن ينتهي

الدوام الدراسي بفارغ الصبر لتبدأ بتنفيذ خطتها ..

حيث رتبت أمورها جيداً بإخبار والدتها مسبقاً أنها ستتأخر

وقد تعود المساء لأنها ذاهبة بعد المدرسة برفقة صديقةٍ لها،

وما إن دقت الأجراس مُعلـِنةٍ بالمغادرة حتى أصبحت

بالخارج .. فتوجهت للتبضع وشراء بعض المستلزمات في

سبيل دعم خطتها ، وحالما أصبحت خطتها جاهزة للتنفيذ

أخذت نفساً عميقاً ثم حثت قدميها للتوجه حيث ليث ، بدا لها

كأنه لم يتزحزح من مكانه منذ البارحة مثل تلك الصخور

بجانبه
"مرحبـاً كارلـوس ، سمعت أنك تساعد الجميع..
فهلّا ساعدتني في مهمتي أيضا ؟"

نظر إليها بفتور وانزعاج واضح ثم رد قائلا :


"همم! آسف لا أقدم خدمـاتٍ مجانية وللفتيات أيضـاً"

"ومن قال لك أنني أطلبك بالمجـان ؟ كما لا تقلق لن أطلب

منك أمور فتيات كأن تفرّق بين حبيبين بوضع العقبات في

طريقهما .. اطمئن"

تجهم وجه ليث واشتدت عضلة فكه الأيمن .. أراد أن يلقنها

درسـاً لسخريتها ، إلا أنه تحكم بأعصابه واردف :

"إمـا أن تكوني فتاة شجاعة أو ممثلة بارعه ؟"

جفلت جين لدى ذكره لكلمة ممثلةٍ بارعة وظنت أنه

تمكن من التعرف عليها فردت بصوتٍ حـاد

" ماذا تعني ؟ .. لا يهمني على كلٍ.. فلا أكترث لأي

الصنفين أنتمي فقط أريد مساعدتك وكل ما يلزمـك هو

مراقبة شخصاً ما وتزويدي بالمعلومات عنه ثم تكسب

مبلغاً محترماً أجر عملك "

"حسناً لا يهم .. وكم ستدفعين لي ؟"

" قدر ما يجعلك توافق .. لا أعـاني الفقر "

" اتفقنا .. أخبريني ما مهمتك بالضبط ؟"

" مراقبة سيدةٍ ما .. حتى أطلب منك الكفّ عن ذلك ولكن

هناك شرط ؟"

"
و ما هو هذا الشرط ؟ إنكِ تثيرين حُنقي .. ألا تخافين

من الضرب ؟ أو أن يصيبك مكروه من قبلي .. لاشك أنكِ

قد سمعتي عني "

أجابته بابتسامته ملتويه :

"بالتأكيد سمعت .. وهل هناك منْ لا يعرفك .. لكنني

لست بذلـك اللطف أيضاً ، إن تلقيت الضرب لديّ قدرة على

التحمل إلـى جانب المقاومة والهجوم "

"هاه ! ومـا شرطك اللعين ؟"

" ألا تطرح أسئلةٍ شخصية عني أو بشأن من أكلفك بمراقبتهم"

"لا يهمني أمرك أو غيرك، فقط المـال"

" إذن اتفقنا .. أنت مريحٌ بالفعل .. سأعطيك اسم السيدة ،

تدعى ماري جيسون "

لمحت جين بعضاً لآثار الاندهاش على وجه ليث و لكنه

سرعان ما أخفاها فتركته ورحلت هي الأخرى ..

تقلب الأسئلة برأسها .. هل تمكنت من خداعه جيداً ؟

وهل سينفذ المهمة أم تذهب خطتي في طيّ النسيان .

تحرك ليث بدوره في طريقه للملجأ لكنه تفاجأ بوجود

عينان خضراوان ترّقبـانه عن كثب وقد بدا عليهما التسلية ..

" أراك سعيداً يا ويل .. ومتفرغـاً كم أحسدك! "

" بالطبع مراقبتك عن قرب تبعث على السعادة "

" همم ! أولن تذهب لإخبار كـارلا بما رأيت ؟"

"كلـا ، أحب الاحتفاظ ببعض الأمور من أجل تسليةٍ مضاعفه"

"من النادر وجود من لا يحسب لكـارلا ألف حساب ؟"

"مثلـنا .. لذلك نعد المفضلان لديه .. حسناً أنـا ذاهبٍ لجوف

المدينة .. من يعلم لعل حظاً حالفني فأجد فتاة ذات عينان

ناعستان زرقاوان مع شعر أشقر طويل مُرتديةٍ زي عصابات

أنثوي جريء كفتاتك ! "

" إنها مجرد زبونة وليست بفتاتي تبـاً لك ! "

"ولما الغضب يا رفيقي ؟.. اهدأ كنت أمزح فحسب"

"أنا ذاهبٌ للداخل وقد أطلب من كارلا ..

ارسالك في مهمةٍ لعينه علْي لا أتألم برؤيتك أمامي تتنزه

بالجوار مُسترخياً ثانيةً "

" أنت رجلٌ حقود يا كارلوس ! ها قد عكّرت صفوي

بمزاجك الحاد أنـا منصرف أراك لاحقاً"

" أتمنى عدم رؤيتك .. أتساءل إلام تنوي ؟"

" للمتعة لا غيـر "



رد مع اقتباس