عرض مشاركة واحدة
  #61  
قديم 01-11-2017, 07:15 PM
 




الفصل السادس عشر : شقراء توقفي !

ذهب ويل للتجوال قليلاً فشاهد الشقراء التي لمحها برفقة ليث

سابقاً تدخل لمتجر ملابسٍ تنكريه ..فانتظرها بالخارج

ريثما تنهي غرضها ولكنها تأخرت كثيراً ، لذا قرر تفقد

أمرها بالاستفسار عنها من البائعة :

"
عذراً ، هل مرّت فتاةٍ شقراء ترتدي زي عصاباتٍ

أنثوي من هنـا ؟"

"
نعم .. ولكنها رحلت للتو"

"رحلت ؟ غريب لم أرها تخرج من هنا "

"ذلك لأنها كانت متنكرة .. كما تعلم هذا المتجر للملابس

التنكرية "

"كــانت متنكرة ! ..آه ..هلّا وصفتي لي كيف كانت هيئتها؟"

"بالتأكيد سيدي .. لها شعرٌ بُني قصير وعينان

ناعستان زرقاوان ، قصيرة القامه "

" وهل خرجت في زيّ عصابات آخر ؟"

" بل على العكس تماماً .. زي مدرسي ، لا أعلم

لماذا يحب المراهـِقون فعل مثل هذه الأشياء ؟"

" حسنـاً شكراً لك على مساعدتي"

"ذلك واجبي سيدي "

ويـل لم يكن من مظهره العام يبدوا كرجل عصابات

إلـى جانب شخصيته المرحة .. لذا لم يرتاب الآخرين بشأنه ،

حتى أنه يرتدي ملابسٍ بسيطة لرجل عادي ..بنطال جينز

وقميصٍ أبيض .. عاد للملجأ وإمارات الإحباط لا تفارق وجهه

فاستقبلته عينان ساخرتان مع ابتسامه ..

" لعلك لم تجد مثلها ؟"

" فالواقع كدت أجدها ولكنها هربت مني "

" لما تبدوا مهتماً بشأنها على كل حال ؟"

"سؤالٌ جيد .. أتعلم حتى أنـا لا أعلم السر في ذلك ..

شيئاً ما بها يبدوا مثيراً للاهتمام وما اكتشفته للتو جعلني

متحمساً أكثر "

عادت جين للمنزل في المسـاء كما وعدت ولكنها لم تجد والدتها

بينما ورقةٍ موضوعة بعناية على رف الموقد

(عزيزتي .. آسفة لاضطراري بالخروج دون إعلامكِ مسبقاً ..

دعتني كـارلين لتناول الغداء برفقتها ولشراء بعض

المستلزمات ، لن أتأخر كثيراً ..)

فكرت جين أن اسم كارلين يبدوا مألوفـاً لديها فتذكرت أنـها زميلة

والدتها في العمل، شعرت بالاسترخـاء لعدم وجودهــا حاليـا ..

ومع مرور الأيام اعتادت جين على تمثيلها المزدوج بل كانت

تستمتع بكونها فتاة عصابات أكثر من شخصيتها الحقيقية،

بالرغم من أدراكها بخطورة ما تقدم عليه ، إذ كانت تتطفل

على ليث بين الحين والآخر حتى لا تدع له فرصةً بنسيان

مهمتها .. بينما لم يخفي ليث مشاعره بانزعاجه الواضح كلمـا

رآهـا إلا أنـه مضطر لمسايرتها بما أنـها وضعت

شرطها ألا يطرح أسئلةً شخصيه ، حتى انقضى شهر لم

تخرج منه جين بما يفيد .. فعزمت على طرح الأسئلة بجديةٍ

بخصوص طلبها اليوم ! ، وبعد الدوام الدراسي قصدت

مكانٍ ما حيث خرجت بعدها بشخصيتها الجريئة ،

ذهبت إلى مكانها المعتاد الذي عادةً ما تجد به

ليث ولكنها تفاجأت برؤية رجلٍ آخر غيره وعلى بعد سته

أمتار منها ، إذ وقف بقامته الطويلة ينظر إليها بعينيه

الخضراوان ، مرتدياً كنزةً سوداء وبنطال جينز على ذات

اللون ، ذهبي الشعر ، يكبر ليث بقليل ، إلا أن تلك العينان لم

تتوقفا لحظةٍ عن تفحصها بوقاحـةٍ من رأسها

وحتى أخمص قدميها حتى انزعجت وثارت

"من أنت ؟ ولماذا تنظر إلي هكذا ؟! "

"أحاول إيجاد سببٍ منطقي لوجود فتاة مثلك هنـا"

" و مــاذا بـــــي ؟! "

"صغيرةٍ جداً"

" ومن أخبرك بصغري ؟ .. أنـا أبلغ من العمر .."

قاطعها :

"خمسة أو ستة عشر عاماً ؟"

"كـلا ذلك غير صحيح .. هل أبدو كذلك ؟! "

" أنتِ كذلك بالفعل ولكنكِ تراوغين .. فلتعلمي أن

ما تدّعينه وتفعلينه ليس سوى تمثيلٍ في مسرحيه ،

ولكنني أخشى ألا تناسب المسرحية صنفكِ "

أرادت جين أن تقذفه بصخرة أو إي شيء قد يسبب ضرراً

كبيراً له ، ولكنها سرعان ما تناسـت الفكرة وعادت

لطبيعتها

"
أين كــارلوس ؟"

" ومـا أدراني به ؟! "

" ألا تعملان تحت إمرة رجلٍ واحد ؟"

" و ماذا في ذلك ؟"

" إذً كيف لا تعرف شيئاً عنه ؟؟"

" نحن رجال عصابات كما تعلمين وبالطبع لن تكون

علاقاتنا أخويـه"

"حسنـاً .. فهمت ، شكراً للتوضيحات ، وداعـاً ! "

"مهلا شقراء توقفي ! "

"لدي اسم كما تعلم فلست وحدي بشقراء"

"مـا ذلك الاسم ؟"

"لن أخبرك به! "

" لا يهم ، هـلّا أخبرتني عن سـبب اهتمامك بكارلوس ؟"

" ذلك ليس من شأنك ! "

"
مؤسف .. سأضطر لإخباره بسرك الصغير ؟"

" إي سر ؟! "

" سر هويتك الأصلية يا جين"

دهشت جين لأنه ناداها باسمها فتظاهرت بأنها لم تسمع

شيئاً وهمت بالرحيل

"يبدوا أنني أخطأت في توقعاتي .. ما رأيك بأن أصف له

شكلك الحقيقي واسمك وكونكِ طالبةٍ بمدرسة أزهار الكرز

ثم أشاهد تعابير وجهه آنذاك "

"هل تبتزني ؟! "

" ربما "

" فلتذهب للجحيم لن أخبرك بإي شيء ! "

" ولكنك ستفعلين لاحقاً"

" لن أفعل! .. "

مضت جين في طريقها لاعِنه حظها الذي أرسل إليها

شيطان لعوب ليحطم خططها .


رد مع اقتباس