عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-08-2017, 09:24 PM
 
Post ذهبية : رغم الأحزان تستمر الحياة

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/08_02_17148656361603463.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

قصة حزينة زمشجعة بنفس الوقت
اتمنى رؤية المزيد من القصص لك هنا
~زوزي دادو~


كنت أسير بلا أي هدف أضع يديْ في جيوبي، أمضي والرياح تعترضني، أُكمل تقدمي

والأمطار تغزوني، قلبي يبكي قبل عيوني، روحي تُغرّدُ، تُنبّأ بالفراق.[/ALIGN]
[ALIGN=center]

ألم يكفيني فراقه حتى تسرع هي بلحاقه
!؟.

وقفتُ عند إشارة المرور بعد سماعي لصفارة أبعدتْ كلمات من ذكرياتي سمعتها

مرتين في حياتي، الأولى هزمتني والثانية دفنتني، الأولى أبكتني والثانية أخرستني،

الأولى أضعفتني...أرتني أنه لا سنيد بعده، والثانية ذلتني...أرتني أنه لا دفئ ولا مقرَّ

في صدرٍ بعده.


رفعت وجهي للسماء التي تبكي عوضا عني، لا أدري لما لم أستطع البكاء؟ ربما

غريزة حمايتها حتى ترحل بسلام هو السبب، لأني لن أجعلها ترى دموعي وهي تغادر

حتى لا تتحسر على حالي فأنا وحيدتهما...وريثتهما.


ثم أنزلتُ نظري ومررتُه على المُشاة، هل أنا فقط من تعاني؟ لأن الزمن قد توقف في

عيني وهم يمرون ولا يبالون، لما لا يسمعون لقلبي الباكي؟؟


همهمتُ بسخرية لنفسي على حالي فمن يحمي قد رحل ومن يكترث سيغادر، ولا أحد

بعدهما يحبني لشخصي فمن سيبقى الآن سيبقى لأجل مالي.


سِرتُ في الشوارع لساعات ثم عدتُ لذلك المكان الذي أصبح من أكبر مخاوفي، ذلك

المكان الذي أخذ أغلى ما ملكَ قلبي وأثمن ما رأت عيوني،


جبل الإسمنت المشهور وهو المنشود لكل مريضٍ سقيمْ.


لُحتُ ببصري للأعلى لتلك الكلمات التي كلما قرأتها ارتجف جسمي وارتعب قلبي


" مشفى العاصمة لمرضى السرطان"


صعدتُ للأعلى في المصعد الذي بدا سريع على غير العادة كأنهُ يخبرني أسرعي

لتشربي قطراتِ الحنانِ الأخيرة لكي لا تصبحي لكلمة (لو) و للتحسرِ أسيرة.


دخلتُ غرفة أَمِينتي أمي..رفيقتي أمي..حبيبتي أمي، جلستُ أنظر لوجهها الشاحب

وإلى ظلال عينيها وجفاف شفتيها، أمسكتُ يدها التي ظننتها ستبقى دوما دافئ فإذا

بلدغة بردٍ صغيرة تُحييني و تخبرني أنها ستحتل تلك الكف الناعمة.


ضغطتُ على يدِ أمي بخوفٍ ولم اشعر.


فتحتْ عينيها وأظهرت الجواهر من بين شفتيها، نطقتْ وهي تحارب الدموع التي منذ

وفاة والدي وهي مستمرة النُّزول


"' وأخيرا حضرتِ بُنيتي سيرينا، انتظرتكِ طويلا وخفتُ إن أصابكِ مكروه أو أن أموت ولا أراكِ.'"


وضعتُ إصبعي على شفتيها


'" أمي لا تقولي هذا...فانا سعيدة بما يحدث ولن اعترض'"


عرفتُ استنكارها من نظراتِها فاستندتُ إليها وخبأتُ وجهي في عنقها كما اعتدتُ أن

أفعل


'" أمي'"


فهمهمتْ دلالة على سماعي


'" هناك مقولة تقول إن مات أحد الزوجين ولحق به الآخر بسرعة، فهذا يدلّ على

الحب الكبير والعظيم الذي كان بينهما....ولهذا أنا سعيدة.'"


رفعتْ أمي يديها لتحتضنني رغم الإبر المغروزة في يديها وذراعيها وهي تبكي

بصمت، ولم أشعر بنفسي وأنا أغفو على لمسات أمي وعبثها بشعري.

استفقتُ على الصفير المرعبِ، ذلك الصوت الذي أعلن من قبل نهاية حياة أبي والآن

حياة أمي، ولم أشعر بعدها بشيء كأني قد فقدتُ ذاكرتي أذكر شيء واحد هو وجه

[/B][/ALIGN]
[ALIGN=center]
مرعوب لسكرتير والدي وهو يرشني بالماء.....................................

بعد شهر


وقفتُ عند
حبيبايْ والدايْ ، ذلك الاثنان اللذان ودعتهما وأنا في سن العشرين

'" أتعلمين أمي؟ اليوم أتقنتُ طبخ طبقٍ جديد، أصبحتُ مثلك هذا ما تقوله مدبرة

المنزل، وسأتقن كل الأشياء التي أردتِني أن أتقنها.'"

'" وأنت أبي أنا قوية مثلك........أبي الجميع في الشركة يحترمني، ظننتهم يزيفون

حبهم لي، ولكن صديقك ماكس العجوز كما كنت تقول أثبت لي العكس...وأنا سعيدة

بكل شيء تركتماه لي، وأفضل شيء هو شبهي الكبير بكما وهذا هو فخري ومعزتي.'"

ثم استدرتُ وعدتُ للسيارة الواقفة أمام باب المقبرة، نزل السكرتير ماكس وفتح لي

الباب مبتسم بادلتُه الابتسام مع كلمة

" شكرا"

صعد بجانبي وأمر السائق بالانطلاق وأخرج ملفات العمل وتكلم

'" آنستي، سنذهب مباشرة لعقد الصفقة، وقد تحريتُ عنهم ونستطيع الوثوق بهم."'

أخذت الأوراق من يدهِ لأتفحصها

'" ألم أخبركَ أن تناديني باسمي فأنتَ بمثابة أبي؟ '"

ضحك عليّ بهدوء

'" بلى بنيتي......سيرينا '"




أرجو أنكم استمتعتم بقصتي الجديدة، والتي تخيلتُ نفسي أعيشها

وكتبتها بهذا الشكل وأتمنى أنها أرضتكم، وربما تدركون أن الوالدين هما أثمن أشياء

الدنيا






[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
مهما زاد عنائي
لا يمكن أن أنساك
حتى إن تنساني
باقية لي ذكراك
لأن الروح داخلي
لا زالتْ تهواك


نبع الأنوار ايناس نسمات عطر

التعديل الأخير تم بواسطة آميوليت ; 02-12-2017 الساعة 09:32 AM
رد مع اقتباس