عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-09-2017, 11:45 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:800PX;background-image:url('https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153772038834361.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center].


[/ALIGN]
[ALIGN=center]
























.
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:800PX;background-image:url('https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153772038841143.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN]
[ALIGN=center]




الفصل الأول



سألت الغيث المتهاطل بعنفوية عن علو مقامة الملك في الحي ... ما إذا كانت الارواح
تشتت أنظارها بين ثنايا معطفه الدافئ المهيب او حتى بريق عينيه الملتهب من انعكاس نار الموقد
جالت في عينيها عن موقعها بين الابيض والأسود
الليل القارص من فوقها والثلج المعتم بظلمه يعانق قدميها النحيلتين ، تحاول بكل قوتها
على السير بالجسد الضعيف تغرس أقدامها بالثلج وتسحبهما لموقع اخر ...



شعرها الثلجي المجعد لم يكن بهذا البياض وإنما كان مائل للأشقر ولكن هذا ما فعله المطر
والثلج به كما حل ببشرتها التي اصبحت محمرة بعدما كانت بيضاء وردية
سمعت خريراً من خلفها ارتعبت أوصالها وتجمد كيانها اكثر لا تريد ان يزيدو الامر سوءاً
تريد الالتفات ولكن خوفها من ان مجسم يقبع خلفها ارعبها ؛ حزمت شجاعتها
والتفتت ؛ ضاقت حدقة عينيها برعب جميع المشاعر في جوفها تشكل أنسجة من الالوان في حدقتيها

التي تجمع بين الاخضر الشاحب ومزيج من العسل الذائب كلوحة كلاسيكي من الالوان الخافتة

رمشت بعينيها وهي ترى روح إمرأةٍ عجوز مشوهة مفصولة الرأس تجر رأسها من شعرها الطويل

المشعث هالاات وهالات تحيط بها مما زاد بروزها بين العواصف
حاولت الفتاة ان تنطق بشيء لكن هول المنظر لا يسع للكلمات ان تنشأ في عقلها
ولكن أمكنها رؤية ما حدث لهذه العجوز
تمتمت بأسف " لقد كان حادث أليم ! "
يبدو بأنه مرت سنوات على تجول هذه العجوز في الأنحاء وكيف لا وهذا موقع موتها !
تعرضت لحادث بينما كانت تقطع الطريق أدى إلى تشوهها
أما عن السائق فولى هاربا تاركاً جثتها خلفه
رأت المرأة العجوز توجه سبابتها العظمية المهتزة نحو الشرق ، نظرت إلى
حيث تشير ودققت في النظر لتلمح ضوء سيارة ما قادمة من هذا الطريق
هتفت ببهجة كمن ينجو من الغرق
" اخيراً .. "
تلك السيارة التي تصد العواصف وتهشم الثلوج بعجلاتها ؛ سوادها لم يكن
يبشر بأنها عادية وتحمل نفوساً بشرية طيبة ، للوهلة الأولى قد تظن بأنها لعصابةٍ
ما تجول متخفية في الأنحاء او لغني مغرور يتمتع في اللهو بالأموال


متغطرس في ديجور سيارته يحادث السائق الذي يحتل المقود شريكه في كل الخدع

رغم كبر سنه بشعره الذي اختل البياض والشيب في سواده وعيناه الجاحظتين قليلاً
أخفاهما خلف نظارات طبية امكنته من رؤية الطريق
حول نظره إلى مرآة السيارة المتديلة أمامه ليرى الشاب المتعب يسند
رأسه على زجاج النافذة كأنه يأخذ غفوةً مفاجئة وانفاسه الدافئة
تشكل غباشةً على الزجاج المثلج ؛ استفاق مرتعشاً يتفقد ما حوله
" تيّم هل أنت بخير ! "

تأوه ثم ابعد خصلات شعره الاسود للخلف صامتاً
يحملق في الارضية ينظم أنفاسه حتى رفع نظره يقول
" لا عليك جوثن .. انا فقط متعبٌ قليلاً "

أردف جوثن بعدم تصديق
" انا ما زلت للأن مندهشاً من نجاح العملية! "

اسند سيده جسده باسترخاء للخلف واضعاً ساق فوق الأخرى
بوقر كالملوك التي تجول مهمومةً على سلطتها وعلى ما يبدو
بأنه مازال منغمس في تمثيل حياة النبلاء
" بإتباعنا للقواعد لن نُكشف .. دعنا فقط نستمر في ادوارنا حتى نبتعد اكبر قدر ممكن عن هذه المنطقة "

جال جوثن ناظريه بابتسامة وتمتم بخفوت ونظره قد انزاح عن الطريق
" حياة النبلاء ملائمة لك تماماً .. لو انك تترك هذه المخاطر وتعود إلى رشدك "

لم يستوعب ما حدث بعد فإن ما لمحه فقط هو اندفاع تيم وملامحه الشاحبة فجأةً
للأمام يوقف السيارة بالمكبح
قبل ان يخوضوا في حادث عارم .. فقد غفل جوثن عن المجسم الذي ظهر
فجأة أمامهم بمنتصف الطريق باسطاً ذراعيه على اوسعهما كما لو انه يود الانتحار ...

شعر بتكسر عظام صدره من اندفاعه واقعاً للأمام
اما جوثن فقد التصق بالمقود ثم استعاد وضعه للخلف ليساعد تيم
تمتم بإرهاق " من كانت تلك المجنونة ؟ اذهب وتفقد إن كانت بخير "

ما إن دفع جوثن باب السيارة حتى هبت العواصف الثلجية بوجهه
من كل الجوانب فتزيد شيبته بياضاً اكثر مما كانت عليه
عدل نظارته الطبية ينظر بدقة خفيفة عن مجسم الفتاة المتجمدة عند مقدمة السيارة ؛
حدقت به بعينان ذابلتان نوعاً ما ناطقة بصوت مرتجف
" أخرجني من هنا أرجوك "
أدار بوجهه إلى يمينه فإذ يرى حقولاً من مقابر
أشار إليها بأسى على حالها ان تتقدم للصعود
" تعالي يا ابنتي "
تشكرته اخيراً وهي ترى وسلية لإنقاذها من هذا المكان الذي يشكل خطراً عليها.
صعدت في المقاعد الخلفية وخلعت معطفها الفضفاض الذي اصبح محشواً بالثلج ..
ضمت يداها نحو أنفاسها تدفئ كفيها بنار توترها
لاحظت بأن ثمة شيءٌ غريب وبأن هناك من يحدق بها نظرت إلى الشخص الذي يجلس بجانبها
ينظر بغضب وحدقتيه ذو اللون العسلي تشع ناراً بالرغم من حدتهما إلا ان منظرهما دافئ ..
تكلم بعد صمت وهو يزيح نظره نحو النافذة
" ألم تفكرين بطريقة اكثر جنوناً من هذه لتستقيلي سيارة ! "

تمتمت بإحراج وهي تخفض بصرها " اعتذر "
اكملت بابتسامة باهتة " إمرأةً عجوز اخبرتني إن فعلت هذا فستتوقف السيارة لتخرجني من هنا "

رفع إحدى حاجبيه باستنكار " إمرأةً عجوز هنا في المقابر ! وفي هذا الوقت المتأخر ؟ "
أومأت برأسها ببراءة ف بادرها جوثن بالسؤال بفضول
" ولكن يا انسة .. ماذا كنتي تفعلين لوحدكِ في المقبرة بهذا الوقت المتأخر ؟ "

أطرق صاحبه بقوله باستهزاء " لربما كانت تدفن سحراً في تُربةٍ بالضواحي "

سارت قشعريرة في جسدها ، كيف يظن بأنها من أولئك الاشخاص المشعوذين
وهو لا يعرف شيئاً عنها حتى انه لم يترك لها الفرصة لتجاوب على السؤال الذي طُرح إليها
نفت الكلام بسرعة وكأنها تتوتر من امور كهذه
" ليس الامر هكذا بتاتاً .. كل ما في الامر أني ركضت لأميال طويلة حتى تُهت هنا "

تعجب الاثنان من أمرها وغرابة كلامها ؛ شعرت بذلك يبدو الامر وكأنها تخفي عنهما
انها مُطاردة من قبل أشخاص مجهولين هذا غير صحبة الارواح السوداء في كل مكان تذهب إليه
تتساءل دائماً إلى متى ستستمر دوامة حياتها العجيبة ؟
تابع كل منهم ما كان يفعله ، جوثن عند المقود والفتى النبيل سارحٌ بتفكيره
وهو يحدق من خلف الزجاج المغبش على الطريق ، حسدته وهي تنظر إليه يستطيع النظر
والتأمل من دون ان يلمح تلك الوجوه المرعبة لأولئك الأطياف المشوهة .. او حتى أطماع بشر،
تتكلم في سرها وكأنها تراه مرتاحاً وهي جاهلة عن حياته المعقدة ؛ هي بالتحديد
لا تعلم لما رمت نفسها امام السيارة فجأةً ولم يخطر لبالها ان يكونوا أحد أطراف
المجموعة التي تلاحقها ...
تغير لون وجهها بخوف من هذا التفكير من ان تكون رمت بنفسها
للجحيم ، بلعت ريقها وتكلمت ببطء
" انتم لا تسعون خلف أحد .. صحيح ؟"
كان سؤالها غبياً وهذا ما أحست به بعد طرحه لكنه كان كفيلاً لإثارة
الجدل في نفسيهما وخمنوا إما ان يكون قد كُشفوا او انهم تورطوا في مصيبةٍ معها ..
نظر تيم إليها بطرف عين نظرةً حادة تكاد تفتك بها وأردف ببرود
" ولما قد نسعى خلف أحد ؟! "

حركت رأسها بالنفي متراجعةً في كلامها تنهي النقاش
" لا لا شيء "

شعرت بقشعريرة مفاجئة وكانت ملحوظة للذي يجلس بجانبها
خمن عن سبب ما يحدث لها مع ان درجة حرارة السيارة معتدلة بفضل التكييف

بينما القشعريرة جعلتها تشعر بسوء ويجف حلقها اطرقت بطرف عينها نحو النافذة
لتجد عيوناً فارغة مجوفة تحدق بها من بعيد
أعادت نظرها إلى الامام بعيداً عن النافذة وهي تتشبث بتنورتها بارتجاف ، لكن الشعور لم يذهب
بل يزداد سوءاً مع ذاك الطيف الذي لم يفارق النظر إليها وهو يساير حركة السيارة
نطقت من بين اسنانها المتراصة بصوت منخفض
" اسرع من فضلك "

ربما لم يسمعها سوى ذاك الذي يجلس بجانبها وحدق بها بحدة صمت قليلاً
ثم عاود ليقول بسخرية
" عفواً .. هل انتي على عجلة من امركِ !
إن لم يعجبكِ الامر بإمكانكِ إكمال طريقك سيراً "

حركت رأسها بالنفي بصمت وهي تضغط على أعصابها بخوف ؛ اخذت انفاساً متتالية
لتهدء من نفسها ثم فتحت عينيها ورمشت لتعاود النظر للنافذة فتجد ذاك الطيف
قد اندفع والتصق بالزجاج مما جعلها تندفع لا إرادياً وهي تصرخ لتتشبث بذراع
الذي يجلس بجانبها وتحتمي خلف كتفه ، وما كان للمسة إلا ان تجري مفعولها
وتسحق الطيف ليتلاشى كذرات غبارٍ في الهواء حتى اختفى ...

اوقف جوثن السيارة بسرعة بسبب صرختها تلك فعادت تقول وهي تخفي وجهها خلف ذراع سيده
" لالااا لا تتوقف ارجوك ! "
لكن جوثن لم ينصت لها لأنه يريد تفسيراً عما جرى
اما تيم الذي بقي منصدماً متجمدا من التصاقها بذراعه بخوف ؛ حملق بها لثواني
ثم تكلم بأنزعاج " هييه ابتعدي عني "

لم تكن تريد ان تنسى الشعور الذي شعرت به انه أقرب لشعور دافئ يسمى الأمان
قد اجتاحها منذ ان لمست ذراعه ، ابتعدت بحرج وهي تعتذر ثم التفتت نحو النافذة فلا تجد أحداً
تمتمت غير مصدقة وهي تلامس الزجاج بأناملها
" لقد اختفى .. لا بل تلاشى دون اثر كيف ذلك ؟ "
سمعت الذي بجوارها يعلق بأسى
" لستِ سوى مجنونة .. هل اتصل بمشفى المجانين ليأخذونكِ ؟ "
استدارت له وقالت بابتسامة هادئة " لقد فعلها الكثيرون من قبلك .. ولكني لست مجنونة "

التفت اخيراً جوثن يستفسر برعب " ما الذي حدث ! "
تنهدت ولم تعرف كيف تفسر ، هل تتكلم ؟ وإن تكلمت فهل سيصدقها أحد ؟
باعتقادها بان الجميع سيتهمها بالجنون ويصيبهم عدم التصديق أو سيفكرون بمكر ويخططون لأستغلالها ؛ طال صمتها
اخفضت بصرها وأشارت نحو النافذة
" هناك لقد فاجئني وجهٌ مرعب قد التصق بزجاج النافذة فجأةً "
اسند ذراعه على حافة النافذة وبصره شارد
" امركِ غريب "
نظرت إليه لتتسع حدقة عينيها وهي ترى طيف إمرأة تقف خلف زجاج النافذة
المتكئ عليها والحزن ينبع من عينيها وهي تناظره - تعجبت فهذه اول مرة
ترى فيه روحاً طبيعية غير مخيفة !
فكرت عن السبب الذي يجعل هذه الروح مرافقةً له
" هل فقدت شخصاً يحبك من قبل ؟! "
نظر إليها بطرف عينه بحدة وتكلم " بماذا تثرثرين ايتها المجنونة ؟ "

حدقت به ثم حولت نظرها لتلك الروح التي تناظره من خارج السيارة ، حزمت شجاعتها
وفتحت باب السيارة خارجة تحت أنظار جوثن وصديقه اللذان يشعران وكأنهما في كابوس ما ... ناسيان أمر إكمال مهمتهما
" إلى اين ذهبت ؟! "
التفت إليه تيم بنفاذ صبر وتكلم " اكمل الطريق ودعنا ننهي هذه العملية اللعينة "
تنهد جوثن وحرك المقود مسرعاً وبصره لم يزاح عن المرآة الجانبية
إلى الفتاة التي تركض خلف السيارة حتى تتعثر وتسقط مستسلمة تضم نفسها
بيأس والخوف والبرد يحيط بها..

لم يؤثر ذلك في تيم مطلقاً وجماد قلبه وجحود عقله لم يدعه يفكر حتى
بما يحدث بها ؛ لقد رأى في الحياة ما اهلكه وقتل الضمير والشفقة فيه
العيش وحيداً وتخلي الجميع عنه وطمعهم بثروته هو كل ما رآه ..
حياة النبلاء التي يمثلها كانت يوماً ما حقيقة
ولكنها فُنيت كما فُنيت الاخلاق والنبل ليتحول الى عامل غير قانوني
لكل الاطراف مقابل المال
قد يصبح قاتل في لحظة وقد يصبح لص في لحظة اخرى ، وقد يمثل ويتنكر ..
عاش الحياة في سوادها ولم يؤثر على نظره سواد الليل ..
رمى بجسده على السرير بتعب وهو يناظر حزمة المال في قبضته ، أجره على
سرقة معلومات المنظمة الملكية لـ أورانوس
أمال ذراعه يسندها على رأسه ويرخي قبضته ليمطر المال من انامله ، بعثر شعره
البرونزي المصفف بمثبتات قاسية قتلت نعومته.
أضاءت عيناه السوداوتان بلون الفحم المزرق بلمعة استيعاب فور سماعه لتلك
النغمة الكلاسيكية التي تنسج اوتاراً في قلبه باضطراب انفجر بشجاعةٍ
متهورة ؛ استقام بجلسته بقميصه الابيض الفوضوي منزوع الازرار وتناول الهاتف
شارداً برقم المتصل المشفر يوحي بالسرية
رفع الهاتف إلى اذنه ولم ينطق بهمسة حتى يسمع صوت المتكلم وما هي المهمة الواردة إليه
" رجل القوانين ! "
همهم في صوته بغموض بمعنى نعم دون ان يفتح فمه بنعم او لا
ليكمل ذاك على الطرف الثاني من المكالمة
" شارع 43 - في اعمق الأزقة زقاق بجدران زيتية - هناك الطرد الاسود المطلوب ..
فقط احضره إلى الفيلا القرمزية "
اخذ نفساً هادئاً واستأنف سائلاً " بعد الحدود !"
" إن قبلت فسيكون جيداً لك "
فكر ملياً تلك الفيلا القرمزية ما بعد الحدود الامنة ؛ في تلك المنطقة المخصصة
للإجرام وحرب العصابات أيقحم رجل القوانين نفسه بورطة مع عصابة ما !
" حسناً .. غداً سينتهي هذا "
اغلق الهاتف سريعاً دون ان يسمع الرد من الطرف الاخر، هذه عادته عند كل مهمة
طمئن نفسه بأن هذه المهمة لن تكون متعبةً له على الاطلاق فلن يقتل
ولن يدخل بعراك ولن يسرق شيء ...
ظن بأن هذه المهمة ببساطتها ستكون نظيفة !
جاهلاً ما ينتظره في الغد ...














[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:800PX;background-image:url('https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153772038837542.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center].[/ALIGN][ALIGN=center]













.
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

يا رفاق ،ترقبوا ، زمن من المفرقعات قادم!

┊سبحان الله ┊ الحمدلله لا إله إلا اللهالله أكبراستغفر الله
هل لديك ما تخبرني إياه ؟| مدونتي | معرضي

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 09-23-2018 الساعة 07:48 PM
رد مع اقتباس