الموضوع: لكنه وغد !
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-22-2017, 02:30 PM
 
لكنه وغد !












مرت أيام منذ اختفاء "سيتو كايبا" ، لم يره أحد فى المدرسة وقد أعتبر الجميع هذا أمرًا عاديًا فهوَ رئيس أكبر شركة لصناعة الألعاب ورثها عن ابيه بالتبني "جوزوبورو كايبا" ، أحيانًا يتغيب لعدة أيام غير بقية الطلبة فى سنه ولديهِ إذنٌ بذلك من مُدير المدرسة ، هل المُدير شخص مُراعٍ فعلًا؟ أم أن لِرشوةٍ ما علاقة بهذا؟!

كان هذا السؤال يشغل رأس "جوي ويلر" ، اللاعب الثالث ترتيبًا على العالم فى مُبارازات "كِروت الوحوش" أو "كِروت الظِل" ، بينما أحتل "سيتو كايبا" المركز الثاني بعد بطل العالم "يوجي" !

كان من الطبيعي أن يُفكر "جوي" بهذه الطريقة فهو و"سيتو" مُتنافسان ، إن أرادَ ترتيبًا أعلى فعليهِ أن يتخطاه !
كما إن شخصيتيهما لم تتفقا فِعلًا أبدًا! ، هُما ليسا صديقان !

المُراهق الأشقر دائِم الابتسام يظُن بُني الشَعر مُجرد وغد مغرور غني! وقد أثارَ دومًا أعصابه !

لا يعتَبِر "سيتو" أحدًا صديقه ، رُبما هوَ لا يهتم بأحد سِوى شقيقه الأصغر "موكوبا"!
حاول "يوجي" التقرُب منه لكن بُني الشعر دائم الصد لهُ ولا يراه إلا كمُنافِس!

أما "يوجي" فقد كانَ قَلِقًا من تغيُب "سيتو" المُستَمر!






رَكَضَ طِفلٌ فى الثانيةِ عَشر أسود الشعر بسُرعة ليتعثر ويكاد يسقُطُ أرضًا لولا أن أمسكَ المُراهِق الأشقر بِساعديهِ!

- "موكوبا!" ، لِمَ أنتَ هُنا؟!

~أمام مدرستنا الثانوية وأنتَ فى المتوسطة~

لكنَ "جوي" لاحظ قبل أن يُجيب الطِفل إنَهُ بالتأكيدِ كانَ يبكي والجيوب السوداء تَحتِ عينيهِ تُخبِر بأنَهُ لم ينم مُنذُ أيام!

رَدَ "موكوبا" بِهلَعٍ فى صَوتِه : أخي "سيتو" مُختَفٍ! أخِر مرة رأيته كانت الشَهر الفائِت! بحثت فى كُلِ مكان يُمكن أن يَكونَ فيه! يجب أن تُساعِدَني!

تعاطَف معهُ الأشقر بِسُرعة : سأفعَل!
تابع مُطمئنًا : سَنَجِدُه ، أعِدُك!
حاولَ التخفيف من هَول الأمر عليه : مُتأكِد أنّ ذلِكَ الوَغد يعمل فى الشَرِكة!

نطَقَ "يوجي" فجأة الذى استمع إلى كُل الأمر : أنا قادِمٌ مَعَكُم!
تَبِعتهُ "تيا" : وأنا !
أخفَضَ صاحب الشعر البُني المُدبَب رأسهُ بيأس علامة على قدومِه بدون رِضاه !

رُبما "سيتو" وَغدٌ أحيانًا لَكِنَ "موكوبا" طِفلٌ لطيف! والجميع يُحِبُه وسيفعلونَ أي شيء من أجلُه!





صاحَت "تيا" : فَقَط ما الذى تَفعَلُهُ "جوي" ! هو بالتأكيدِ ليسَ هُنا!

كانَ يبحث تحت المكتَب !

حَكَ الأشقر مؤخِرة رأسَهُ بإحراج ضاحِكًا بِخفة.

ليُسمع غَمغَمة بعدها بِثواني آتية مِن حيثُما وَقَفَ إلى جِوار صَديقَهُ القصير : أتَظُنَهُ هوَ بالفِعلِ؟!
رَدَ "يوجي" بِحيرة : لا أعلَم!

تسللت "تِيا" خَلفَ ظَهرَيهما لتضرب بِخفة لكنهما فَزِعا !
- ما الذى تُخفيانَهُ؟!

كانَ بيَدِ "جوي" كارتٌ رُسِمَ عَليهِ شخصٌ مُطابِق لـِ"سيتو" ، بدا وكأنَهُ واضِعٌ يديهِ على زُجاجٍ شَفاف وفَمَهُ مفتوحًا لكن بِدونِ صَوت فالصورَة جامِدة!

وكإن "موكوبا" تَنَبه لهم صاح وهوَ يَخطِف الورقة : هذا "سيتو" !

من هُم ليُخبرونَهُ بإنّ هذا غير مُمكن؟ شخصٍ لديهِ قِلادة سِحرية محبوسٌ فيها روحٌ لِفرعونٍ ما! وأخَر تَلَبَسَهُ شيءٍ لم يستطع أحدٌ الوقوف بوجهُه سِوى "ماي" الشقراء التى هوَ مُعجبٌ بها !

نعم يستطيعون قول هذا ! ، عدا أنهم لا يستطيعون فِعلًا!
لَقد غَيرَت "كِروت الظِل" حياتهم للأبد والجميع يُدرِكُ هذا !

كانَ يُمسِك بالكارتِ قريبًا منهُ : "سيتو" ، استَمِع إلىّ! سأُخرِجُكَ مِن هُنا !

كَيفَ بالضبط؟ هل أنتَ وسيطٌ روحاني؟!
لكنَهُ كان الأقرَب لَهُ! رُبما مازالَت روحيهما مُتَصِلتَان بطريقةٍ ما !

أضاءَت جبهة "يوجي" لثوانٍ مُعلِنة حِضور "الفِرعون" الذى تنَحنَح قبل أن ينطِق : يجب أن نُساعِدَهُ جميعًا! ، أنا و"جوي" سنضع أيدينا على كتفيه ، "تيا" ضعي يدَكِ على كَتِفي و"تريستَن" ضع يدكَ على كَتِفِ "جوي" !! لِنُركِز جميعَنا قوَتَنا فى تَحرير "سيتو" !!





- مرحبًا !
تابَع كرامِلي الشَعر جُملته بخيبة أمل لم يستطع إخفاءِها : أوه أنتَ شخصٌ واحِد ! ظننتكم سَتكونونَ أكثر! لا ضغينة لكنهُ وغدٌ ! توقعتُ أن من لديهم شَكٌ فى استحقاقه للنجاة عِدة !

- من أنت؟!

رُبما كان على الأحرى أن يسأل "جوي" أينَ هوَ !!
كانَ بِفراغٍ بنفسجي اللون ، لا أرضَ فيهِ ولا سَماء أو جاذبية !

رد الشخص الأسمر صاحِب البطن المكشوفِ نوعًا ما : اسمي "ماريك" !
حاوَلَ ألا يُدير عينيهِ بملل عندما وضع المدعو "ماريك" يدهُ على خِصره قبل أن يُجيب ! من هذا بحق الجحيم؟!

- آآه وما الذى تُريده من "سيتو" تحديدًا؟ هلّا حررته رجاءًا؟!

انفَجَرَ الأخَرُ ضَحِكًا ، هل يظُنُ الأمرَ بِهَذِهِ السِهولة؟!

- ليسَ ما أُريد! بل ما تُريدَ أنتَ!

تَشَوشَ "جوي" : ما الذى تعنيه؟!
رَدَ بَنفسَجي الأعيُن مُحركًا يده : قامَ الفِرعون بوصلكم بـ"سيتو" عن طريق شقيقه الأصغر ، صحيح؟!
لم ينتظر جوابًا بل تابع من تلقاء نفسه : بالطبع صحيح! وإلا ما كُنت لِتُصبِح هُنا!
ارتَفَعَ حاجِبي الأشقر ورمَشَ دلالة إنهُ مازال لا يفهم إلى أين يُريد "ماريك" الذهاب بِكُلِ هذا !

- وأنتَ عزيزي "جوي" طاقتَك كانَت .. لِنَقُل مُثيرة للأهتمام! أنتَ وَ"سيتو" لستُما صديقانٍ فِعلًا؟ حتى إنكَ لا تتمني لهُ الخَيرَ بأيِ شَكلٍ مِن الأشكال!

تَلَعثَم عَسلي العينين : حسنًا رُبما أنا لا أُحِبُه لكنني لستُ بذلك الشَر الذى يجعلني لا أتمني لهُ الخَير !
تابَع مُحاوِلًا الدِفاع أكثَر : مَن يعلم ، رُبما بِظروفٍ أُخرى لكُنّا أصبحنا أصدِقاء !

حَرَكَ "ماريك" أصبعهُ السبابة أمامه فى الهواء : تؤ تؤ لا تَكذِب ، أنا بِداخِل عَقلَك وستعلَق هُنا للأبد إن لم تَجِد سببًا يجعل "سيتو" يستحق الإنقاذ فى نَظَرَك !

وكإنّ الجوَ ثَقُلَ فجأة ، هل يستطيع ذلك الشخص الولوج إلى عَقلِ "جوي" فِعلًا؟!

نَتَرَ الأخر بِسُرعة دون مُحاولة للكذب تلك المرة : مهلًا سأعلق أنا أيضًا مع الوغد ؟!

أجابَ "ماريك" مع ابتسامة خبيثة على وجهه كون الأشقر توقف عن النُكران : إلا لو حَلَلتَ اللُغز !

- هاتَ ما لَديك!

نَطَقَها بتحدي دونَ أن يُفكر حتى بِكونُه ليسَ الأذكي !

- اخبرني ماذا بِقَلبِ الصَديق ؟!

فَكَر لِثانية قَبل أن يُجيب ، ما الذى يوجَد بِقلبِ الجميع؟ أليسَ الدم؟

- الـ ..د..م ؟ !

هَزَ "ماريك" رأسَهُ نافيًا : خَطأ !

حسنًا ! تبًا للحلول الـ"مؤدبة" ! ، رَكَضَ "جوي" إليه فى مُحاولة لِلكمه لكنه اختفي ليسقُطَ الأشقَرَ على شيءٍ بدا كأرض !




إنها بالفِعلِ أرضٌ ! لَكِنَ السماء بنفسجية؟ داكِنة جدًا بطريقة غير طبيعية !

~لا بُدّ أني مازلت فى ذلك البُعد الغريب~

كانَت الأرض مُقفرة خالية من كُل أشكال الحياة ولِحُسن الحَظ فإنهُ لم يُطِل السَير حتى شاهَدَ ما يبدو كقفصٍ حديديًا كبير يتسع لأدمي !

زِنزانة ؟!

- استيقظ أيُها الناعِس !

حَدَقَت فيه عينان زرقاوان قبل أن يتنهد صاحبهما : "جوي" فِعلًا؟ يبدو أنني قد جُنِنت بِلا شَكٍ لأتخيلك أنت دونًا عن باقي البشر!

تمتم الأشقر : ماذا؟ تظُن أن عقلك يخدعك؟ حسنًا بالتأكيد أنتَ جُنِنت لو كنتَ تستحضرني فى عقلك لكنني أُقسِم أني حقيقي !

اعتَدَلَ "سيتو" ليُصبح جالِسًا بعد أن كانَ نائِمًا وذراعه الأيسر فوق جبهته : كيفَ أتيتَ إلى هُنا؟!

تَرَبَع الأخَر ساقيهِ أرضًا أمام القفص : السؤال الأهم هوَ كيفَ سنخرُج !

ابتسَمَ بُني الشعر بِسُخرية : حسنًا سأُجاريك! كيفَ سنخرُج؟!

أشارَ "جوي" على صدره بإبهامه الأيمن بإعتزاز : عليكَ أن تنالَ رِضايّ !

عادَ السجين للنوم وكأنهُ يسُبُ عقله على سماجته ليُتابع الأشقر بسُرعة جاذِبًا أنتباهه : ذلك الشخص الغريب الذى قام بحبسك هُنا وأنا أيضًا على ما يبدو يظُن أني بأعماقي أشعُر بعدم استحقاقِك للتحرُر من هُنا! ولِهذا مازِلتَ محبوسًا رغم مُحاولة "يوجي" لتحريرك !

قاطَعهُ "سيتو" : شُكرًا على هذا !!

حاول "جوي" مرةً أُخرى : علينا فقط تغيير تفكيري عنكَ! اخبرني بالأشياء الحميدة التى فعلتها فى حياتك وحاول ألا تبدو وغدًا ! مِن الأفضل أن تبدأ فى التحدُث الآن وإلا سيعلَق كِلانا هُنا للأبد !

فاجئهُ بُني الشعر بردٍ غير متوقع : رُبما أنا أستحِق هذا..

صاح الأشقر بغضب طفولي لم يستطع كتمه : لكن أنا لا أستحق هذا !!

تابع "سيتو" : لقد قتلتُ شخصًا..

- كيفَ أتعاطَف معك الآن ؟ !

- دفعته من أعلى دَور بالشَرِكة ، كانَ خلفهُ زُجاجٌ بالطبع تَكَسَر ، سقطَ ومات !!

وضعَ "جوي" سبابتيه فى أُذُنيه : لا لا ، لا أسمعك !!

- كانَ أبي بالتبني ، أتعلَم أسوء ما فى الأمر؟! أني لو عاد الزمن للخلف لكُنت فعلتها مِرارًا وَتِكرارًا !

سقطَت يدا الأشقر بعيدًا عن أُذُنيه دون أن يعي ..

- ذلك الرجُل لم يُحبني أبدًا ! كانَ يُعاملني كما لو كُنتُ آلةً ذكية بِلا مشاعِر! ويؤذيني، لم أكُن هكذا وقتها لكنني أصبحتُ الآن ! لم أُرِد أن يعيش "موكوبا" نفس مُعاناتي!! ففعلت ما فعلت ! وسأُعيدُها !! أخي يتيمٌ ليسَ لديهِ سِواى !! كما إن شركة "جوزوبورو" كانت للأسلحة وأنا حولتها لِصناعة الألعاب !!


توقف عن التحدُث لثانية : مازِلت أري الكوابيس أحيانًا ...



مَسَحَ "جوي" دمعة خائِنة لم يتوقع أن تسقُط من عينه اليُسري ليتعجب قبل أن يُفَكِر : واو ..

رمقه "سيتو" بنِصفِ عينٍ : مُتَعاطِفٌ معى بعد؟!

ابتسم الأشقر ابتسامته الواسِعة المشهورة : ليسَ تمامًا !

لسببٍ ما يجهله بدأ بالتحدُث : عندما تَطَلَقَ أبي وأمي وانفصلتُ عن أُختي "سيرينِتي" ظننت أني سأفقِد عقلي ، كُنتُ مُستعدًا لفعل أي شيء فقط لأراها ! لكنني كُنتُ عاجِزًا تمامًا أمام أبي ! غَضِبت !! جِدًا!! بدأتُ بالتنمُر على الأولاد الأصغر سِنًا فى المدرسة لأُنفس عن غضبي !! تورطت مع العِصابات !! حتى قابلتُ "يوجي" ... أدركتُ أني كُنتُ ضائِعًا ...

~وكذَلِكَ أنتَ ضائِعٌ الآن "سيتو"~

- انظروا من أصبحا صديقان !!
نطقها "ماريك" الذى ظهر من اللا مكان خلف "جوي" ليُتابع بسُخرية واضِحة فى صوته : جيد! لأنكما عالقان للأبد هُنا معًا وكل شيء !!

قاطعه الأشقر : أكره تخيّب ظنك ! لكنني أصبحتُ أعلمُ حل ذلك اللُغز !!

- بِقلبِ الصديقِ ، صديقٌ ضائِع!!





مَرَ يومان منذُ سَقَطَ "جوي" على الأرضِ فجأة وأخبرهم "الفِرعون" أنّ روحه محبوسة بِداخِل الكارت مع "سيتو" !
وإنهُ يظُن أن كِلاهُما يُحارِبُ شيئًا فى الداخل !!

رَفَضَ أي من الحِضور مُغادرة المكان وفضلوا الانتظار مؤمنين بِقُدرة كلا الشابَين على تحقيق الانتصار !





فَتَحت "تيا" عينيها -قد نامت رُغمًا عنها وهيّ تنتظر- لترى "سيتو" قد تحرر أخيرًا من الكارت ! لكنهُ نائِمٌ من التعب على ما يبدو رأسَهُ قريبٌ جِدًا مِن صَدرِ "جوي" النائِم أيضًا ..

فقط وكأنهُ خَرَج مِن هُناك ...

- بِقلبِ الصَديقِ ، صديقٌ ضائِع

__________________



سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم 🌠
لا إله إلا الله محمد رسول الله 🌠
الله أكبر 🌠


التعديل الأخير تم بواسطة آميوليت ; 02-22-2017 الساعة 04:34 PM
رد مع اقتباس