عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 03-11-2017, 07:26 PM
 

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:900px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/11_03_171489246319571712.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



[mark=#ffff00]الجزء الأول :هيجان [/mark]



أرتمى شاب في منتصف العشرينيات على أريكته حائرا, و هو يتأمل زنزلخت قد تشابكت أغصانها مداعبة زجاج النافذة , المطلة على جنة واسعة باهية
, مليئة بالأشجار التي أمدتها بالحياة, منغمسة في جمال أغضر منبسط ,غضره غفير مثل غمطه.


و تأمل ذلك المسترخي بوجهه الغندر ,
و بهيئة الغطراف بحكمته المطلقة, مبينا على محياه ذكاء و فطنة, و قد انبسطت على جبهته خصل شقراء مذهبة ,ممتدة الى عينين كأنهما البحر اذ صفا من الموج ,
و كأنهما السماء من بعد السحر.


انغمس الشاب عمقا في فراء أريكة الأبنوس المغطاة بالمخمل, مواجها غرفة واسعة الأركان,زعفرانية اللون, تتابعت بها أرفف الساج قابضة آلاف الكتب, ترى بينها مجلدة
من فينة لأخرى مزخرفة بدقة ,بها صور لا توجد في الدنيا و بها علم لم يهتدى إليه بشر.


و عبر باب مخبوء في طرف من الأطراف, دلف غلام صغير
السن مرح الوجه, له صوت ودود و نور محبب,
فقال بلكنة مرحة مليئة بحياة محببة: أيا سيدي ادوارد, قدُم السيد آدلر و ابنته فهما يطلبانك.


و تراجع بهدوء تركا سبيلا لسيده الشاب, اللورد إدوارد دوسلي, لورد السحر في العالم..


[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:60%;background-color:white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:60%;background-color:white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
(الحرب السداسية)

لم يستطع والتر -الغلام- إبعاد كريمتيه عن حسن ابنة آدلر المسماة جينفر, فقد أنسدل شعرها الأكحل عبر طولها الفارع,
و التمعت عيناها بجمال أخضر ساحر, و قد شع محياها بنور آخذ و ندرة جمالية.
ومن بين غمار جمالها, سطع من عيني جينفر نور امتد إلى ما بعد الأفق,
مخترقا فضاء من فلك بلا بريق ,و رافعا بساريته أعمدة السماء. بين ما هي مسترخية على مقعد وثير من فراء النمس , وسط بهو له لون الرماد الدافئ, و الذي علاه سقفيا
نقش دائري يشبه الزهر من الجبس ,تخرج من جوفها مياسم خيوطها
تتشابك لتخلق ما بدا كالثريا الساطعة المسدلة على الغرفة المعتمة,
و قد خلق ذلك منظرا ساحرا زاد من جلال منزل آل دوسلي, كما علقت عشرات اللوحات الباهية عبر أروقة المكان,
فبدت كأنها أبيات شاحبة أضاءتها ثريا لا تضمحل عبر ثنايا الشعر.
و أصلحت الشابة من مظهرها فإذا بها تواجه رجلا امتلك ذات عينيها لكنه أطول قامة و غلظة
, كان لويس آدلر قد قعد بقرب إدوارد , أو الخال أدوراد , إذا نظرنا للوقائع.
و بعد صُمات أمتد و انقطع, أندفع صوت آدلر عميقا هادئا
, قائلا بشجن: (أتدري يا إد, شقيقتك -زوجتي- راقدة في مستشفى برنغهام بسبب آلام تصاحب ساقيها ,
و أنت ترى بأنني لا يمكن أن أتركها بمفردها, و لكن جين هي عبء آخر علي, و كم أود لو تبقى معك لحين من الزمن.)
فابتسم إدوراد, كاشفا عن صف من الأسنان اللؤلؤية الجميلة,
و قد أنبثق نوع من الحبور من باصرتيه, و رد عليه :
(أو أرفض طلب زوج أختي و صاحبي؟ أطمئن فبقائك مع زيجتك سيدوم و ستبقى جين معي, علها تسعد بسحر آل دوسلي)
فابتسم آدلر بملمس شاحب, و غمغم بكلمات شكر باهتة, ثم التمس طريقه
عائدا إلى المخرج مطمئن الفؤاد.
و هنا, التفت جين الى إدوارد و قالت:
(أي إد, لقد وعدتني بأنك ستسمعني حديث الحرب العظيمة, كما قلت لي في آخر لقاء)
فتغيرت تعابير إدوارد لتصبح أكثر غطرفة , و قال:
(و لكن الحديث عن الحرب سيطول, و لن يمكننا أحتواءه في بضع أسطر)
فقالت جين: (مهما أتسعت رحابها, فهي قصة و ستبقى قصة, و القصة خلقت لتسمع)
فانثنى فاه إد كاشفا عن ابتسامة وديعة, و بدأ قوله قائلا:
(في أرض غير أرضنا, و زمن لم يبد أبدا قريبا من زمننا, و جدت أرض
و لكنها لم تكن كأي أرض, كانت تفوق جميع مثيلاتها جمالا و روعة,


كانت تلك هي المملكة, كما أطلق عليها, و قد قسمت الى ستة مقاطعات -ألاغورا و فيرانيا و أودورا و أستونيز و الجبال المظلمة و لوثرين- كانت لكل مقاطعة ميزة أختلفت عن الأخرى
, فألاغورا كانت أرض الإلف الحكماء التي امتدت أرواحهم لتغشي السماء, و أودورا كانت بلاد الفرسان النبلاء الذين امتدت دروعهم طوالا لتقي المملكة,
و عن أستونيز فقد كانت أرض الأشداء من البشر ذي الأجسام الفاتلة و القوة الهائلة, و فيرانيا كانت ملتقى المعارف و المعرفة,


و اتفق الجمع على أن الجبال السوداء هي مأوى الوحوش
الناهبة و الشر المستطير, و بقيت لوثرين, التي عاش فيها الأقزام نحاتوا الذهب.


و عاشت كل هذه الشعوب بسلام, و كانت ستعيش بسلام, لولا أن دخلت المملكة في حقبة جديدة, ملئ بالأشجاب و الألم و بالدماء المشتتة في أنحاء الجرداء.

لم يعرف أحد سبب العصر الأسود الذي اعتصر قلوب أبناء المملكة, فقد قيل أن سببها نفاق (عنصرمة) أحد مستشاري الملك الطورسلينين المقربين في العاصمة كانتريم ,
إلا أن ذلك الدهر شهد حروبا دامية بين الأراضي الستة للمملكة, أضحت المملكة بسببها منكسرة مشتتة, في أقل أحوالها نبضا.


و إذ المملكة تنقسم الى عوالم منفصلة بعد ما كانت عالما واحد, لا يستطيع إبن من ابناء ألاغورا أن يخطو بقدمه لوثرين, و اذا أراد ذلك, فيتوجب عليه أن يصل أولا الى جسر العوالم في الأركان المخفية من الكون التاسع و التسعين, ثم ينزح إلى أرض الحفر حيث أبواب العوالم المختلفة في الكون أجمعين.

و قد رقت كل مقاطعة إذ اعتمدت في أغلب مواردها على المقاطعات الأخرى, فقد كانت لأودورا السهول الغضراء و الأراضي المذلولة, و جني منها غذاء المملكة. و فيرانيا أرض النار و الرماد التي أضاءت المملكة بسحرها . أما ألاغورا فكانت ارض العلم و الاهوتية و واحة الحكمة الامتناهية .و خرجت من أستونيز الحجارة المختلفة التي شيدت قصور الأرض, و الجبال كانت منبع الأدوية .أما لوثرين فكانت رأس مال المملكة.

أما كانتريم التي لا حول لها و لا قوة فقد بقيت وحيدة في قضاب عزلتها, و قد كانت سابقا قلب المملكة و جوهرها, و يقال أن دابة من العقيق اختارت لها قصر كانتريم التوأمي مفترشا و إذا ما ألتف فيه عظيم من كل مقاطعة, عادت المملكة عالما واحدا و استشفيت غلها.

و لكن الإستحالة تكمن في الإنتقال في سبيل العوالم, و رغم المخاطر التي قد تترتب على ذلك فإن الآمال تتعلق بذلك.

و مع الغل الذي تعيشه العوالم المنفصلة, إلا أن ذلك يبدو يسيرا بمصيرهم الذي غدا قريبا, فإن التنين ذو اللألف وجه, يستطيع التنقل بين العوالم بيسر يفوق متعة ثني الإصبع! و هو يشكل خطرا حقيقا على الكون بمكوناته.)
رفعت جين حاجبها و صاحت مستفهمة: (أي قد يدمر عالمنا كذلك؟)
توارت ثنايا الإبتسامة من طرفي شفتي إدوارد, و قال بصوت اقرب الى الهسيس: (واها لنا من بشر يا جين!)
إلا أنه ابتسم مجددا و صاح قافزا بحماس غير مسبوق:( هل أنت مستعدة للسفر عبر العوالم و إنقاذ الكون يا جينفر؟)
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]





[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

I DIDN'T SAY THAT I WANT YA TO GO AWAY..
b l o g| G a l l e r y | m a g i c|صارحني
سبحان الله - الحمدلله-لا إله إلا الله- الله أكبر




التعديل الأخير تم بواسطة Snow. ; 05-18-2017 الساعة 07:45 PM
رد مع اقتباس