الزهرة السابعة : أحلام اليقظة
قطرة تسقط وسط الظلام
(+) : أين... أنا...
(+) : المكانُ مظلم... لا أرى شيئًا...
صوت طفلة : خا.. ئن...
(+) : ماذا ؟
صوت طفل : راين الخا.. ئن...
صوت طفلة : كاذب !
أخذ صوتيهما بالتعالي شيئًا فشيئًا
صوت طفل : كاذب !
صوت طفلة : خائن !
صوت طفل : خائن !
صوت طفلة : هيي، ران تشان... لما ما زلتَ على قيد الحياة ؟
فتحَ عينيهِ البنفسجيتين الميتتين ببطءٍ شديد و أخذَ يحدقُ في الفراغ
" راين : أنا... رأيتُ ذلكَ الحلم مجددًا... وسط الظلام... أحدٌ ما ينادي على أحدٍ ما... أتساءل لماذا أرى ذلك الحلم دومًا... حلم ؟، صحيح.. ماذا كان مجددًا ؟ ( يغلق عينيه مجددًا ) صوتُ قطراتِ الماء تتساقط بين الحينِ و الآخر... رطوبةٌ ممزوجةٌ ببرودةِ الجو... رائحةُ التربةِ الرطبة... أين أنا ؟، الظلامُ دامس، لا أرى شيئًا، عينيّ ، صحيح.. إنهما مغلقتان... عليّ فتح عيني ( يفتح عينيه ببطء ) همم ؟، ما هو هذا المكان ؟.. تساءلتُ بعد أن فتحتُ عينيّ محدقًا بما حولي، كنتُ مستلقيًا على جانبي الأيسر.. و ذلك الشعورُ غير المريح لا يفارق خاصرتي اليسرى، حركتُ مقلتا عينيّ ببطء و بدأتُ أجولُ في المكانِ بهما... كان المكانُ أشبه بكهفٍ أو مغارة، معتم لكن ينيره ضوءٌ أحمر خافت مجهولُ المصدر... استقرت عينايّ في الوسط إذ بي ألمحُ ساقيّ طفلة نحيلتين تقفانِ أمامي، حدقتُ بساقيها بلا مبالاة حتّى حنت ركبتيها لتجلسَ و تدخلَ نطاق رؤيتي بالكامل، فتحتُ عينايّ على مصراعيهما و عادَ البريقُ إليهما سريعًا، أما جسدي الواهن فقد امتلأ نشاطًا نهضتُ سريعًا متكأ على كوعي الأيسر و كفّ يدي الأيمن متجاهلًا الشعور الفظيع في خاصرتي"
قالت ببرود متسائلة، الطفلة : هيي، أأنتَ حقًا لا تتذكر ؟، من أكون أنا... من تكون أنت... ماذا فعلت في الماضي... ألا تتذكر حقًا ؟؟
لتردف كلامها قائلةً، الطفلة : ذلك الحلم... كان من المفترضِ أن يذكرك دومًا بما اقترفته من خطايا...
قال و الدهشة تعلو وجهه و تهيمن على صوته، راين : سا.. را.. لماذا أنتِ هنا ؟
الطفلة : لماذا ؟، أنتَ تسأل... أتساءل لماذا... ران تشان..
نهضت الطفلةُ لتشبك أصابعها خلف ظهرها و تسير مبتعدةً عنه بينما ما يزال ينظر إليها بذهول لينهض سريعًا
قال محدثًا ذاته والألم يركب صوته، راين : إنه يحدث مجددًا.. ذلك الشعور غير المريح في خاصرتي... ساقاي بالكاد تحملاني...
مدّ ذراعه نحوها مناديًا بألم، راين : مهلاً... سارا.. انتظري...
اعتلت وجهه تعابيرُ الألم ليهمس سريعًا بألم، راين : مؤلم...
يدركُ فجأةً فيقول محدثًا ذاته، راين : هاه ؟، مؤ.. لم ؟، ما هذا ؟
أمسك راين خاصرته اليسرى بيده اليمنى ببطءٍ شديد بينما تعلو وجهه تعابيرُ الألم و هو ينظر إلى تلك الطفلة تبتعد، أما يده الباردة فقد كانت تغمر باللونِ القرمزي و شعور الرطوبة يدفئها، سقطَ راين أرضًا و هو ما يزال يحدقُ في هيأتها المبتعدة
أغلق عينيه قائلًأ، راين : سا.. را..
أنزل يده الممدودة نحوها و غرق نظره في الظلامِ بالكامل.. لا يرى شيئًا سوى العتمة بينما يسمع خطى أقدامها المتباعدة
قال محدثًا نفسه، راين : هذا سيء، أنا.. أفقد وعيي شيئًا فشيئًا، أشعر بالبردِ، و النّعاس، ربما... فقط لفترةٍ قصيرة... سأنامُ قليلًا، وبعدها..
هيمنت الحدةُ و الانفعال على نبرته فجأة، راين : ما الذي أتفوه به أنا !!، لقد بحثتُ عنها طوال مائةٍ و عشرون عامًأ !!... والآن، سارا أمامي هناك !!، و أنا أريد النوم ؟
عاد الهدوء إلى صوته، راين : ما.. هذه الرائحةُ البشعة... تمالك نفسك راين !، عليكَ أن تستيقظ !
عندما فتح عينيه، لم يكن ما رآه سوى هياكلٍ عظميةٍ بشرية
قال متفاجئًا، راين : ما !!، جثث !!، لماذا ؟، ما الذي يعنيه ذلك !
الطفلة : هل أفقتَ أخيرًا ؟، ران تشان.. لقد كنتُ في انتظارك لكن... في الواقع لقد ضننت انك لن تستيقض ابدًا ثانية...
انفعلَ قليلًا ليقول بصوتٍ شبهِ مسموع، راين : سا..را.. هل أنتِ سارا حقًا ؟، ما هو هذا المكان...
الطفلة : هذا المكان ؟؟، أو ليس واضحًا ؟، إنها مقبرة.. كلُّ البشرِ الذين نسوا مكانتهم و جاء بهم طمعهم إلى هنا ليس لهم مصيرٌ سوى الموت، إنها كوديكيا سيمينتيرو، مقبرةُ الجشع !
نظر راين حوله إذ به يلمح جسدًا لا يزال يحتفظُ بهيأته البشرية، أسرع إليه متناسيًا ألمه الفظيع إذ بها فتاةٌ بشعرٍ أسودٍ طويل، حملها بين ذراعيه لينادي منفعلًا
راين : أنتِ !، هل تسمعينني !، أجيبي !
ثمّ أكمل بصوتٍ خافت يهيمن عليه القلق، راين : هذا سيء، حرارتها مرتفعة... عليّ إخراجها من هنا سريعًا و إلا...
الطفلة : هل أنتَ في وضعٍ يسمحُ لكَ بالقلقِ على أحدٍ آخر ؟، لا تكن مغرورًا !، ألم أخبرك ؟، لم يواجه من دخل إلى هنا مصيرًا غير الموت !
إلتفت إليها، راين : ماذا ؟، ما الذي تقولينه !، سارا !!
توجهت الطفلةُ نحوه بخطواتٍ بطيئة و وضعت يدها الصغيرة على جبينه
قالت بعيون تخلو منها ذرة بريق، الطفلة : ريالمينتي مانا : إنسيونيو...
*مانا الحقيقة - **أحلام اليقظة
" راين : في تلك اللحظة، شعرت بنبضٍ قوي يمزق قلبي، رأسي آلمني كما لو كان على وشكِ الانشطار، أغمضتُ عينيّ لوهلة، أما ما رأيته عندما فتحتهما فما كان إلا صدمةً كبيرة "
البارت الجاي نوصل مع الاحداث الاسبوعية ~