عرض مشاركة واحدة
  #38  
قديم 03-24-2017, 05:35 PM
 



الزهرة الثامنة : قِطعةٌ مِن ماضٍ مُمَزَقْ

فتحَ عينيهِ بقوة لينهض من سريرهِ فزعًا (+) : واااه... ماذا ؟... هذا المكان...
قالت بقلق، - : ما الأمر ران تشان ؟، أنتَ تصنعُ تعبيرًا مخيفًا بحق
قال بلا مبالاة، × : ما الذي تقولينه ؟، سا تشي، ألستِ تصفين وجههُ المعتاد ؟
التفتَ نحوهما ليقول بهدوءٍ و تعجب، راين : سا.. را ؟، إد.. غار ؟
قالت و الابتسامة تعلو وجهها، سارا : همم ؟، ما الأمر ؟
سكتَ قليلا ليجيب قائلا، راين : لا... لا شيء...
نظرَ إلى راحتيّ يديهِ و أردف محدثًا ذاته، راين : لقد تقلّصَ جسدي...
فقال ببرود، إدغار : إذا ؟، إلى متى تنوي الاستمرار بتلويثِ سريري ؟، يا عقلة الاصبع...
فردّ عليه بغضبٍ مكبوت، راين : اووه... و أنا من ظنّ أنه يشم رائحة حظيرةِ حيوانات... من كان يظن أنها رائحتكَ فقط ؟، سيد ادغار...
رفّ حاجبُ إدغار الأيمن و ابتسم ابتسامةً جانبية إلى اليمين أيضًا دلالةً على الغضب ليقول بغضبٍ مكبوت
إدغار : ما الذي قلته توًا يا عقلة الاصبع
فرفعَ صوتهُ بغضب، راين : كما سمعت !، أوتعلمُ أنّي أطول منك ؟، إن كنتُ أنا عقلة اصبع فما أنتَ إلا برغوث !!
ارتبكت لتقولَ بلطفٍ و قلق، سارا : هيا هيا أنتما الاثنان... على مهلكما حسنًا ؟
لكنهما منهمكانِ في الشجار لا يعيرانِ كلامها أي أهمية
تنهدت قائلة، سارا : سين تشان قالت أنها ستخبزُ فطائرَ الأناناس اليوم...
توقفَ الاثنانِ عن العراك فجأةَ و نظرا إليها بفزع و هما يشدّانِ ياقةَ قميصِ بعضهما بعضا، كح راين واضعًا قبضتهُ تحت فمهِ بينما لم يترك قميص إدغار ليقول
راين : إ... إن كان الأمرُ هكذا فلا مفر إذًا... أظن أنّي أستطيعُ نسيانَ الأمرِ لفترة...
فأردف إدغار على كلامِ راين و هو لم يترك قميصَ الآخر أيضًا
إدغار : أ... أظن أني سأتناسى الأمر هذه المرّة...
ابتسمت بلطفٍ و سعادة لتقول، سارا : إذًا... لننطلق !!
خرجَ الثلاثةُ من الكوخِ الذي كانوا به وتوجهوا نحو منزلِ سينابيل ، كانت سارا تمشي في المقدمة مشيةً عسكرية معَ ابتسامةٍ واسعةٍ على وجهها، أما راين و إدغار فقد كانا يمشيان خلفها و هما لا يزالان لم يتركا قميصيّ بعضهما يأبيان ترك أحدهما الآخر...
قال بنبرةِ غضب، راين : أفلتني أيها البرغوث !
فردّ عليهِ بغضبٍ هو الآخر، إدغار : ليس قبل أن تفعل يا عقلة الاصبع !!
سارا : ران تشان، إتشان.. لقد وصلنا...
- في هذهِ الأثناء في مكانٍ آخر -
تفتحُ عيناها بثقل، تسندُ يديها على الأرض لترفع جسدها المرهق عنها لتلمحهُ مستلقيًا على يمينه متشبثا برأسه و خاصرته اليمنى تنزفُ بشدة
اعتلت وجهها ملامحُ الفزع لتقول محدثةً ذاتها، بياتريس : هذه المانا !
صرخت بفزع قائلة، بياتريس : راين سان !!، تمالك نفسك !!، ما الذي حصل ؟
قال و البرود يجتاحُ نبرته بالكامل، = : إذا فقد استيقظتِ أخيرًا ؟
التفتت إلى مصدرِ الصوت إذ بها ترى شخصًا أسود اللونِ بالكامل، كان كما لو أنه يرتدي عباءة و يتأجج نارًا أسودان معتمان تمامًا يقف من بعيد وسطَ الظلال
بياتريس : من هناك !
تجاهلها مستفهمًا بنفس ذلك البرودِ القاتل، = : أنتِ شخصٌ غريبٌ حقًا... لم أستطع الوصول إلى حقيقتك مهما حاولت... فقط من أنتِ ؟
- عودة إلى راين -
كان يجلسُ على الكرسي ليزفر براحة امتزجت مع الرضى و السعادة بينما يتكأ على مسند الكرسي
إدغار : وااااه، لقد كان لذيذًا بحق !!
فقال راين الذي كان يقرأ كتابًا في غرفةِ الجلوس المفتوحة على المطبخ
راين : و النتيجة أنكَ مسحتَ نصف الكميّةِ من الوجود... أشفقُ على الطعامِ الذي يسقط بين يديك...
وقف إدغار وقد التف نحو راين ليقول بغضب، إدغار : ما الذي قلته توًا يا عقلة الاصبع ؟!!
نظر راين إلى الشمسِ التي تغرب لينهض مدركًا متجاهلًا كلامَ إدغار
راين : تبًا !، لقد تأخرت !، اقتربت الشمسُ من المغيب... سارا، إدغار، انا مضطرٌ للعودةِ الآن، سينا سان، شكرًا على الفطائر !، لقد كانت شهيةً فعلًا !
مدّت رأسها من المطبخ لتقول بقلق، سيانبيل : احترس في طريقِ العودة !
أومأ لها بالإيجاب لينظر كلٌ من سارا وإدغار لبعضهما بقلق فيعاودانِ النظر لراين و القلقُ لم يفارق تعابيرهما
سارا : ران تشان، تعود.. إلى أين ؟
فردّ بعفوية يتخللها التعجب، راين : إلى أين، أنتِ تسألين... إلى منزلي بالطبع !، إن اكتشف أبي هذا الأمر ستحلّ كارثة !!
ثمّ أكمل محدثًا ذاته، راين : كما أنّ الوضع غريبٌ هنا كيفما نظرت إلى الأمر !
قال بنبرةٍ مهزوزة يهيمن عليها الرعب الذي ارتسم بوضوحٍ شديد على محياه
إدغار : أوي راين !، ما الذي تهذي به بحقِ السماء ؟!!، والداك قد توفيا قبل ثلاثةِ أعوام !!
فأجاب متعجبًا، راين : هاه ؟، ما الذي تتحدث عنه !، أعني كيف نموت ونحن لسنا بـ-
فسكت بعد أن اعتلت وجهه ملامحُ الجدية ليقول محدثًا ذاته، راين : كما توقعت !!، لم يكن حلمًا !، عليّ أن أجد طريقةً للخروجِ من هنا و إلا فات الأوان...
أمسكت سارا بكف يده بإحدى يديها و بمعصمه بيدها الأخرى لتقول، سارا : ران تشان... لنعد لمنزلنا معًا...
سكت قليلًا ليخفض رأسه فإذ بها خصلات شعره الأسود تغطي عينيهِ البنفسجيتين
راين : نعود ؟، منزلنا ؟...
لفّ جسده ناحيتها و سحب يده من بين يديها ليقول بغضب، راين : لا تعبثي معي !، أنتِ حتّى لستِ قريبةً من كونِك تشبهينها !!، كفِ عن استعمال وجهها !!، من أنت بحق السماء !!
- عند بياتريس -
جفل ملتفتًا نحو راين المستلقي على الأرض
قال بنبرةٍ محتارة، = : من كان يظن أنه سيصحو ؟، و بهذه السرعة كذلك !!
التفتت بياتريس بدورها إلى حيث وجه الظل نظره إذ بها ترى راين و قد نهض بالفعل و هو يترنح يمينًا وشمالًا، نظر ناحيةَ الظل بينما تشعّ عينيه حقدًا و ترتسم على وجهه ابتسامة شيطانية
فقال راين ساخرًا بعد أن اطلق تنهيدة مع إبتسامته تلك، راين : أهذا كل ما عندك ؟، سارا المزيفة...
= : هل لاحظتَ ذلك الآن ؟، و فوق كل ذلك أنتَ ما تزال تراني بتلك الهيأة... أنتَ الأحمق الذي صدّق بسهولة كون عزيزته سارا تقف أمامه هكذا !، أعني... عزيزتكَ سارا قد ماتت قبل 120 عامًا !، و احزر ماذا ؟، أنتَ من قتلها !... را~ن تشا~ن
فتحت عينيها على أوسعهما لتقول بذهول يتخلله الخوف، بياتريس : ماذا ؟
قال بينما شعر غرته الطويل يغطي عينيه تمامًا، راين : استمعي إلي، سارا المزيفة...
فنادت بفزع و تعجب قبل أن يكمل جملته، بياتريس : ما الذي تقوله راين سان ؟!، مهما نظرت إليه فهذا الشيء ليس شخصًا حتى يكون أنثى !
تجاهل كلامها ليقول عابسًا بنبرةٍ مخيفة و عيناه تخلو من الضوء، راين : فيينتو مانا :...
*مانا الرياح
اتسعت عينيها أكثر لتنادي بنبرةِ رجاء بينما تمدّ يدها نحوه، بياتريس : لا !!!
راين : هوز ديل سيغادور
*منجل الحاصد




رد مع اقتباس