03-24-2017, 05:36 PM
|
|
الزهرة التاسعة : bromista - المخادع
يسير في أرجاءِ المكان و صدى وقع أقدامه يعلو مقتربًا، نظر إليه الرجل و هو يمدّ يده نحوه بوجههِ الشاحب و جسدهِ الهزيل
قال الرجل متالمًا، الرجل : سا.. عد..ني
فإذ بمن أمامه ينظرُ إليه بعيونهِ البنفسجية المائلةِ إلى الحمرة قائلًا
- : أتريد الخلاص ؟
أومأ له الرجل بالإيجابِ ببطء ليبتسم هو ابتسامةً شيطانيةً عريضة
أمسك الرجل من وجههِ ليقولَ بخبث
- : بويناس نوتشيس ~
*ليلة سعيدة
ترددت أصواتُ طعنٍ و أنينٍ في الأرجاء، سال الدمُ حول قدميه و أمسى يقطر من فاه يرفع رجلًا من عنقه ليضيق الخناقَ عليها فيكسرها في جزءٍ من الثانية و يرميه أرضًا
التفت يمينًا يحدّق بعينيهِ الباردة نحو رجلٍ ضخمِ الجثة يجلس على صخرة في إحدى الزوايا و يسند ساعديهِ إلى ركبتيه مطأطئًا رأسه إلى الأسفل فابتسم إلى نفسه ابتسامةً شيطانيةً أخرى
- في مكانٍ آخر -
كانت النيرانُ قد تأججت في أرجاءِ المكانِ بالفعل، السقف ينهار محترقًا، الرمادُ يتطاير في الجو
في غرفةٍ صغيرة جلست طفلةٌ تضمّ ساقيها إلى صدرها و هي تبكي و تمسح دموعها بيديها الصغيرتين
تشهقُ بهدوء مناديةً على والدها تارةً و والدتها تارةً أخرى
تسمعُ صوتَ تحطمِ المكان حولها من خلف البابِ المقابل لها فتفزع كاتمةً صوتها بينما لا تزال دموعها مستمرة في الانهمار
يُفتح الباب ببطءٍ شديد ليصدر صريرًا عاليًا كان قد طغى على صوتِ تأجج النيران...
ترفع رأسها ببطء لتخف دموعها قليلًا فتعتدلُ بجلوسها قليلًا
قالت بصوتٍ مرتجف، الطفلة : أبي...
كان رجلًا في منتصفِ العشرينات بشعرٍ نيلي فاتح و عينان عسليتان يقف على عتبةِ الباب و يتكأ على إطاره
فيقترب منها و هو يتهاوى بجسده يمينًا و شمالًا مع كل خطوةٍ يخطوها
قال بنبرةٍ هادئة يهيمن عليها الألم، الأب : اهـ... ـربي..
فسألت بنفس نبرتها المرتجفة، الطفلة : أ.. بي ؟
أمسك كتفيها الصغيرين ليصرخ بوجهها بقوة قائلًا، الأب : ما الذي تنتظرينه ؟، اهربي حالًا !!
ارتعبت الطفلة و زاد ارتجافها لتعود بجسدها إلى الوراء قليلًا، أغلقت عينيها و انهمار الدموعِ عاد إليهما أقوى من ذي قبل لتجري هاربةً بسرعة...
خرجت من المنزلِ وسط الثلوج حافيةَ القدمين بملابسها الخفيفة تجري نحو الغابة و لاتعرف إلى أين تذهب، اقتربت من الغابةِ كثيرًا فإذ بها تصطدم برجلٍ يرتدي معطفًا أسود منقوع في الدماء
اقتربَ الرجل منها و مدّ يده نحوها بينما خطت هي خطوةً إلى الخلف، و في تلك اللحظة توهج المكان حولها بضوءٍ أبيض ساطع...
- في مكانٍ آخر -
+ : فيينتو مانا :...
*مانا الرياح
مدت يدها نحوه لتصرخ مناديةً، × : راين سان لا !!
تجاهلها ليكمل قائلًا، راين : هوز ديل سيغادور
** منجل الحاصد
تجمّعت رياحٌ منجليةُ الشكل حول سارا المزيفة و ما إن كادت تلمسها حتى ارتخت تعابيرُ وجه راين فسقط أرضًا، و اختفت الرياحُ المنجليةُ من حولهم، توجهت بياتريس نحوه لتجلس أمامه و تمسك بكتفهِ الأيمن
قالت و القلق يهيمن على نبرتها، بياتريس : هل أنتَ بخير ؟، راين سان...
لم يجب عليها و اكتفى يكبتُ أنينه الخافت من الألم، توجهت أنظارها نحو خاصرته اليمنى التي كانت تنزف بشدة و هو يمسكها بقوة
قالت مرتعبة، بياتريس : هذه الإصابة !!، هذا سيء لقد خسرت الكثير من الدمِ بالفعل... إن لم نعالجها حالًا فـ-
قاطعها بهدوء و يعتلي صوته الألم، راين : لا بأس... جرحٌ بهذا الصغر سيشفى سريعًا..
= : لقد كنتَ قريبًا من الإطاحة بي حقًا... ولكن يا للأسف.. ران تشان...
نظر راين إلى سارا المزيفة بحقد و هو راكعٌ على إحدى ركبتيه لتلتفت نحو صاحب العباءةِ السوداءِ قائلةً
قالت بغضب، بياتريس : أنت... فقط ماذا تكون ؟، راين سان، لا أعلم ما الذي ترى أنت لكن هذا الشيء لا يبدو لي إلا كشيء أسود بالكامل يرتدي عباءةً من النيرانِ السوداء !، إنه ليس شخصًا أو أي شيء !
نظرَ راين إلى بياتريس متعجبًا ثم حوّل نظره نحو سارا المزيفة ليجد أنّ هيأتها بدأت تتشوش و تتنقل بين هيئتين اثنين سريعًا حتى استقرت على شكل كما وصفته بياتريس تمامًا...
شيءٌ يمتلك قوامًا إنسانيًا و يكسوه السواد من الأعلى إلى الأسفل، لم يكن يملكُ عينين أو أنفًا أو حتّى فمًا، كان كما لو أنه يرتدي عباءة من النيرانِ السوداءِ المتأججة و قد كان طويلًا بحق !
اتسعت عينا راين ببطء ليضغط على جرحهِ بقوةٍ أكبر فبدأ الجرحُ يصدر بخارًا متصاعًدا من تحت كفه
نهض مترنحًا ليقول بهدوءٍ و غضبٍ واضح، راين : كيف تجرؤ...
ثم صرخ بصوتٍ عالٍ يهيمنُ عليهِ الغضب، راين : كيف تجرؤ على التشكل بهيأةِ سارا- !!
كانت بياتريس تنوي إيقافه حقًا، لكن جسدها قد شل تمامًا بعد رؤيتها لراين مهتاجًا هكذا
ساد الصمت للحظة ليكسره بصوتهِ الهادئ المرتجف، راين : أنت.. بروميستا ألست ؟
***مخادع
ثم أكمل كلامه بعد أن سكت قليلًا، راين : ولأنك كذلك... سأغضّ بصري عن الأمر و سأقتلك بدون ألم...
عمّ الهدوء في المكانِ ثانية ليترك راين جرحه و يمدّ يده اليسرى بشكلٍ مستقيم في الهواء
قالَ بهدوء، راين : فيينتو مانا ...: لانزا رَي...
*مانا الرياح **رمح الملك
تجمعت الرياحُ حول راين لتنتجَ وميضًا أزرقًا سماويًا خافتًا و نسماتٌ هادئةٌ تحرك خصلات شعرهِ بهدوء
تشكلت الرياحُ حول يدهِ اليسرى على شكلِ رمحٍ أبيض يتوهج بلونٍ أزرق سماوي بدوره
ارتخت تعابيرُ وجههِ لتحمل الحزن فقال بصوت هادئٍ حزين، راين : الوداع، سارا... إنها المرة الثانية...
أرخى معصم يده الممدودةِ في الهواءِ قليلًا ليتدلى إلى الأسفل فينطلق الرمح سريعًا مخترقًا جسد بروميستا
في تلك الأثناء كانت بياتريس تنظر لما يحدث أمامها بذهول حتى تداركت نفسها
قالت باندفاعٍ ممزوج بالغضب، بياتريس : ما... الذي فعلته ؟
التفت إليها بهدوء دون أن يقول شيئًا فأكملت كلامها باندفاعٍ أكبر
بياتريس : لقد كان المخلوق الوحيد الذي يمكنه إخراجنا من هنا !!
فأجابها ببرودٍ تام، راين : وَ ؟
بياتريس : إنها ليست وَ ؟، كيف تنوي إخراجنا من هنا الآن ؟
راين : حتى لو كان ما تقولينه صحيحًا، فلقد كان و حدث ماحدث، كفي عن الشكوى
بدأ صوتها ينخفضُ تدريجيًا لتقول بصوتٍ مرتجف، بياتريس : أنت.. فقط مالذي تقو-
سقطت أرضًا فاقدةً لوعيها فعاد راين لإدراكِ ما حوله بشكلٍ صحيح، فتح عينيه على أوسعهما و اندفع يحملها و ينادي قائلًا
نادى بصوتٍ يعتريه القلق، راين : أوي !، تمالكي نفسك !، بياتريس !!، اوي !!
|