عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 03-26-2017, 04:05 AM
 



[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/26_03_17149048562410082.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]
الشَرطُ الأول: لَا تَكُنْ فضُوليًا!



كانَ يتأمَلُ برماديتِه اليُمنى التّي تزينَت بحسَنة جميلة في زاوِيتِها، على عكسِ عينهُ اليُسرى التّي تختبِئُ بسبب خصلةِ من غرةِ شعرِه الأسود، يُراقِبُ بحرصٍ شعَرها الطويلِ الذي يُغطي كامِلَ ظهرِها، كيفَ يداعبُ نسيمُ الربيعِ البارِد شعرها، ويحلقُه ويبعثرُ بعضًا منهُ على وجهها المتوترِ الذِي حمَل بعضًا من الخُوف والتردُد، لَم يستطعْ التركيزَ بشأنِها، كَان همّهُ شعرهَا الطويل، أسودِ اللُونِ حملت بعضَ خصلاتٍ منهُ لونًا أقربَ للبُني الداكِن.. ناعِم، حريري.. ينسابُ بعضَ خصلاتِه على كتفيها، يغطِي نهديها الصغيرينِ نُزولاً إلى أسفلِ خصرِها.. طويلُ جدًا، كان شعرُها هو الشيء الذِي جذبَهُ إليهَا.. رأى انعقادِ حاجبيها، خمّن أنّها متضايقَة من شعرِها الذي يُغطي نصفَ وجهها فحمَلَ أصابعَ يده اليُمنى النحيلةِ، كان يُريدُ أنّ يضَمَّ تلك الخُصلة خلفَ أُذنِها.. يريدُ رؤيةَ وجهها جيدًا، اشتاقَ إليهِ.. كثيرًا
لكِن صُراخها المُفاجئ أوقفَه:
"لننفصِل!"

تفاجئ، كان ما يُسمعُ هو صوتُ نسيمُ الهواء الذي يُداعبُ أشجار الكرزِ.. وأنفاسٌ مُضطرِبة!
حديقَةٌ عامَة خالية من الناسِ في هَذا الصباحِ الباكِر، إلّا هُما!

---------

لقَد اعترفتُ بحبِي لَها، إنّها تدرسُ فِي نفسِ جامعتِي.. قابلتُها صدفةً وأنا ذاهبُ إلى أحدِ المحاضرات
مرّ بعضَ الوقت على صداقتِنا، لقد أُعجبتُ بِها.. إنّها لطيفة، شخصٌ لطيفٌ جدًا مع ملامِح وجهها الذي يبدُو أصغرَ مِن عُمرِها.. أخبرتنِي ألّا أتسرعْ، قد يكُون مُجرد إعجابٍ فحسب.. لكنَها مُخطئة تمامًا، لقد أحببتُها..أحببتُها في فترة قصيرةٍ جدًا، كيف؟ أنا لا أعلم.. فقط ما أعلمُه إنّني رافضٌ فكرةً انفصالها عنّي..

ما الذي وجدَتهُ فيّ حتّى تترُكني؟ هل ملّت منّي بهذهِ السُرعة؟.. علاقتُنا لم تستمرَ لشهر واحِدٍ على الأقل حتّى تملّ منّي سريعًا.. أوه، رُبما لأنّي لستُ وسيمًا.. لستُ وسيمًا صحيح؟
بالتفكيرِ مليًا لم يمدحنِي أحدٌ على وسامتِي.. لم أسمَعْ فتاةً واحدة تقُولُ بإعجابٍ: أوُه، كمْ أنتَ وسيمٌ.
إنّني أحسدُ الوسيمين، امتلاكهم لوجهٍ جميل يجعلهُم يحصلُون على حبيبة سريعًا أمرٌ يُحسدُ عليهِ..
فقَط لُو كنتُ وسيمًا قليلًا.. رُبما لن تنفصِل عنّي، لن أكُونَ محبطًا وحزينًا هكذا.. وحيدٌ في أحدِّ المقاهِي أتأملُ المارةُ من النافِذة الزُجاجية القريبةُ من طاولتِي، أتنهدُ بحسرةٍ بينَ الثانية والأُخرى.. أندبُّ حظِي العثِر، وأتمنى أُمنياتٍ صعبُ لها أنّ تتحقق..

هِي حتّى لمْ تُعطنِي السبب، سببًا حقيقيًا ومقنِعًا لانفصالها.. يا تُرى، ما الذِي يملكُه غيري من الشباب ولا أملكُه أنا؟ لِما فِي كُلّ مرةٍ أجدُ فيها الفتاةُ المناسبَة.. تضيعُ منّي سريعًا..

هيمُورو تاتسويا.. ما الذِي ينقصُك؟ ما الذِي ينقصُك يا رجُل؟!

-------

- تاتسُويا!
صرخَ باسمِه، كانَ وجهه فيهِ من القلقِ الشديد والخوف وهُو يفتحُ باب المقهى على مصراعيِه، جاعِلًا بعضُ العيُون تنظرُ إليهِ مُتسائلة من تصرفِه هَذا، أستطاعَ أنّ يحدد مكانَهُ بحمراوتِيه الداكنة المرتعشَة قلقًا.. كانَ في أحدِّ الطاولاتِ القريبَة من النافِذة الزُجاجية، يتأملُ بناظريه المارّة والسيارات وهو يسندُ ذقنَه على راحةِ كفِه اليُسرى، شارِد الذهِن.. ضائعُ مع أفكارِه الّلانهائيّة.. جرَى إليه لتتحركَ معهُ تلك القلادة الحديدية التّي علقَت على رقبتِه حُملَ عليَها خاتمٌ حديدِي مثل سلسلتِها.. أيقَظ غفَوة شرُود صديقِه بصوتِه الثقيل حملَ فيه من القَلق:
- تاتسُويا، هَل أنتَ بخير؟
أبعد راحة يديه عن ذقنِه حينما رأى الطويل صاحبُ الشعرِ الأحمر الداكِن، عريض المنكبين الذي يقابلُه، يحجبُ عنه الضوءَ.. مُسلطًا عليه ظلّهُ، نظرَ برماديتيه أمامَهُ إلى فنجانِ قهوتِه التّي تأكد أنّها قد بردَت الآن وغيرُ صالحة لشرب.. رفعَ أصابع يدهِ النحيلة اليُمنى قاصدًا مُناداة النادل لطلبِ فنجانِ قهوةٍ آخر لكِن تلك اليَد التّي مسكت أصابِعهُ النحيلة منعتهُ من إظهارِ صوتِه:

- لا تتجاهلنِي.. ما بِك، هل حصلَ خطبٌ..
- اجلس، إنّك تستهدفُ أنظارُ الناسِ إلينا
...قاطعهُ تاتسُويا بشيءٍ من الانزعاج

تنهَد صاحبُ الحمراوتين.. انصاع لأمرِ صديقِه وهو يسحبُ الكرسي المقابلَ لهُ، يجلسُ عليه..

هَمَّ بالحديث لَكن صديقهُ قاطعهُ وهو يؤشِرُ على النادل بالمجيءِ
أبدى انزعاجًا لهذا، لكن لم يتحدث عنهُ.. فاكتفَى يريحُ ظهرهُ على ظهرِ الكُرسي مُتكتفًا.. وهو يضعُ رجلًا على رجل، ينتظرُ السيد تاتسُويا، حتّى يطفئ جامَ قلقِه على صديقِه العزيز.

- تايغَا، ماذا تُودُّ أنّ تشرب؟
- شَاي أخضَر

أجابَ تايغَا بشيءٍ من الغيظ بسبب ابتسامة تاتسُويا التّي لا معنَى لها الآن..
بحق، إنّه قلق.. وهو يبتسِم، هل بفعلتِه هذهِ يظنُ أنّ تايغا سينسَى قلقَهُ عليه؟ من المستحيل!

ذهبَ النادل، تاتسويا عاد لصمتِه الذي زاد من غيظ تايغَا، عبّر عنهُ بضربِ الطاولة بيدهِ اليُمنى بقوة، قاصِدًا أنّ يحُثّ الأخير على الكلامِ بدلًا من الصمتِ هكذا.. تاتسُويا تنهَد، هَذا ما ينقصُه.. يكفيهِ ما لديه من مشكلَة عويصَة يحاولُ إيجادَ حلٍ لها، ليأتِي تايغا هَذا ويزيدَ الطينَ بِلّهُ.

ـ مَا الذِي أتى بِك؟
تساءَل تاتسُويا.. بعينينِ متململة
أغتاظَ تايغَا من هَذا السُؤال، لكنَه أجابَ وهو يعيدُ ظهرهُ إلى ظهرِ الكُرسي مُتكتفًا:
-كُوروكو أتصلَ بِي وأخبرنِي عَنك.
بغيظ شديد ظهرَ جليًا على ملامح وجهه ونبرةِ صوتِه..

تاتسُويا حكّ جبينَه وهو يطأطئ رأسَه بأصابع يدهِ اليُمنى النحيلة، بانزعاج..
ـ هَذا الـكُوروكو!
ـ أعتقِدُ أنّهُ أنا مَن يكونُ صديقُك العزيز وليسَ كوروكو!
وكان يقصِدُ اتصالهُ بكوروكو بدلًا عنهُ، كان يشعرُ بالغيرة لفعله الدائم هذا
فِي كُلّ مرةٍ يتضايقُ بها تاتسُويا أو تحلُّ عليه مشكلة ما.. إنّه فقط يتصلُ على كوروكو ويخبرُه بالأمر..أحيانٍ كثيرةٍ، تايغَا يشعرُ أنّ هُناك فجوة ما، بين علاقةِ صداقتِهما التّي تمنعُ اتصال تاتسُويا بِه وقتَ ضيقِهِ..إنّ الأمرَ مُحير، لَكن تايغَا هو صديقُ طفولتِه.. صديقَهُ العزيز والمقربُ إليهِ، ليسَ كُوروكو!
تجهَم وجهه مما سمِعتهُ أُذناه:
ـ صديقُك هَذا بحاجةٍ إلى توبيخٍ لطيف!

-تاتسُويا
بشيءٍ من الصٌراخ، لتتسِع ابتسامة تاتسُويا نصرًا لنجاحِه بغيظِ صديقِه
-إيهِ، لقد احمرتْ خديك.

أردفَ بها تاتسويا مع ابتسامةٍ عريضَة خبيثَة..



ـ أصمُت!
بعينينِ غاضِبة كما نبرةِ صوتِه العالية..
ـ حسنًا، حسنًا لا تغضَب!

أردفَ تاتسُويا والابتسامة لم تفارِقه..

------------

كان فقط صوتُهما ما يسمَعُ في هَذا الوقتِ المتأخرِ من الليل ونسيمُ بارِد يُداعبُ أشجارَ الساكُورا.. يمشيانِ مُحاذاة بعضِهما، يسريّان الخُطى إلى شًقة تاتسُويا التّي تقعُ في هَذا الحِي الصغير البسيط.. تاتسُويا وجدَ هَذا المكان قريبٌ من جامعتِه كثيرًا.

ـ كُفّ عَن ذلك تاتسُويا، هِي مَن خسِرَتك.. ليسَ أنتَ.
بشيءٍ من المواساة وهو يربتُ على كتفِ صديقه.. تاتسويا اكتفى بابتسامة صفراءَ لصديقِه
علِم تايغا أنّه لم ينجح بمواساتِه، لذا عضَ شفتهُ السفلى بغيظ.. إنّه يعلمُ ما هُو الفرق بينهُ وبينَ كوروكو!
كوروكو يعرِفُ كيفَ يواسِي؟ يُنسي أوجاع الآخرين على عكسِه.. ضعيفُ وغيرُ قادرٍ لفعلِ ذلك!

ـ يبدُو أنّنا قَد وصلنا.

صُوت تاتسوُيا أيقضَه من غفوةِ شرودِه.. نظرَ إلى ما يقصدهُ، كانت أحد البناياتِ التّي تتكُون من طابقِين
ولكُل طابق يحويّ على أكثرُ من شِقَة صغيرة بجانِبِ بعضِها.. على يسارِ هَذي الشُقق السكنية هُناك درجُ يصلُ إلى الطابِق الثانِي..
ـ هَل أنتَ متأكِد بإنّك بخيرٍ تاتسُويا؟
تساءل تايغا بنبرة قلقة كمَا ملامِحه وهو يوجهُ أنظارُه إلى صديقهُ الذي بجانبِه.
تاتسُويا أقتربَ من صديقِه، أخذَ الوشاح الصُوفي الأزرق الداكِن من رقبتِه مما بانت تلكَ القلادة، شبيهةُ قلادةِ تايغا فِي الوصفِ، يلُفُ الوشاح على رقبةِ صديقِه.. يخفِي قلادةَ تايغَا بتغطيتِه لرقبةِ الأخيرِ بِهذا الوشاح..

ـ ملابسُك خفيفَة، لا زَال الجَوُ بارِدًا.
وكانَ صادِقًا فِي كلامِه، فـ تايغا يرتدِي قميصًا أحمرَ اللونِ كما عينيِه، مَع سُترة صُوفية سوداء خفيفة لا تُعطيه الدفء مع هَذا الجُوِّ البارِد..
ـ تاتسُويا..
ـ لا تقلَق، سأكونُ بخيرٍ..
صمتَ قليلًا بعدما انتهى من لفِّ الوشاح حولَ رقبةِ صديقِه، يُخفي يديهِ داخلَ جيوبِ معطفِه البُنّي الداكِن الذي وصلَ إلى ركبتيِه، يحصلُ على الدفء بعدما أحسّ بالبردِّ يلفَحُ رقبتَه.. يشعرُ بهِ ينتشِرُ بباقي جسدِه
أكمَل:
ـ ألكساندرا بحاجتِك، يجبُ أنّ تذهبَ إليها.
مع ابتسامَة لطيفة زينّت محيّاهُ.

ـ كي-فَ علِمتَ؟
ـ هاتفُك لم يكُفّ عَن الرنين.
أردفَ بها وهو يعطِي ظهرَهُ لصديقَه قاصِدًا الرحيل..
ـ لَكن؟!
تايغا قالها مُترددًا..
تاتسُويا رفعَ يديهِ مودِعًا.. قَال مُنهيًا النِقاش بجملتِه:
ـ إلى اللقَاء تايغَا، سلّم لِي على إلكساندرا.
تنهَد تايغَا بقلةِ حيلة.. أردفَ قائلًا وهو يوقفُ خطوات تاتسُويا التّي شارفت الوصول إلى الدرج الذي يوصلُ لطابق الثانِي..
ـ بالحديثِ عن إلكساندرا، ستعُودُ غدًا إلى موطِنها.. يجبُ أنّ تأتِي لتودِيعها.
علَت تقاسيمه التفاجُؤ لسماعِه هَذا الخبر:
ـ حقًا!
لم يَرَ إلّا وجهًا جادًا جوابًا لهُ.. حكّ شعرُه الأسوّد، حرّك قدميهِ لصعُودِ أول درجَة يقُول:
ـ لا بأسِ، أتصِل بِي قبَلَ ذهابِها إلى المطار.
ـ حسنًا إذن.
قالها تايغا وهو يعطِي ظهرهُ راحِلًا.. كانت يديهِ المودِعة إجابة لما قالهَ تاتسُويا لهُ:ـ إتصِل بِي حينما تصِلُ لشقتِك.
ـ تصبُحُ على خير، تاسُويا.
أردفَ بها تايغا وهو يحثٌّ الخُطى مبتعدِاً عائِدًا من ذلك الاتجاه الذي أتيّا منهُ هُو وتاتسويا قَبل قليل.
كانت رماديتِيه ترقبان صديقهُ الراحل، حتّى اختفى عن ناظريه فعلًا..
ـ تصبِحُ على خيرٍ، تايغَا!
----------

كانَ جالسًا على الأرضِ يمدُّ طولُ قدميهِ الفارِعة على الأرضيّة، يجلسُ بجانِب بابِ شقَتِنا، يريحُ ظهرَه على الحائِط.. مطأطِأ الرأس تُخفِي ملامِحه شَعرهُ الأرجُوانِي الطويل الذِي يصِلُ إلى رقبتِه فعلًا.. رثُّ الملابِس، أشعثُ الشعرِ كما لُو أنّهُ خاضَ شجارًا مَـا..
أكرهُ أنّ أعترِفُ: لَكننِي مللتُ من هَذا فِعلًا.. كَالعادة يسحبُ نفسهُ من الصباح ولا يعُودُ إلّا فِي وقتٍ متأخرٍ من الليل، حتّى أنّه لا يعُود يغيبُ لوقتٍ قد يصلُ ليومينِ أو ثلاث.. تنهدتُ بيأسٍ من أمرِ هَذا الشاب..

حركتُ خطواتِي إليه، تأملتُ حالهُ.. ملابسَهُ خفيفة، أتساءَلُ: ألّا يشعرُ بالبردِ؟!
بيجامتِه الرياضية هَذي حقًا لا تعطيه هَذا الدفء، حككتُ شعرِي بنفاذِ صبّر.. لِما أهتمُ لأمرك؟
ـ اللعَنةُ!
بصوتٍ خفيض، يحملُ فيه بعضًا مِن الغضَب.. دَنوتُ إليه، حملتُ أصابِع يدي اليُمنى النحيلة.. أُربتُها على كتفّ الأخير، أهَزّه بضعفٍ وأنا أندَهُ على لقَبهُ:
ـ مُوراساكيبارا، مُوراساكيبارا.. هيه، مُوراساكِي!

هل هُو نائِم؟ تساءلتُ فِي نفسِي.. هززتُه بقُوة، لكن استوقفني سترتُه المفتوحَة أعلاهُ ليكشِفَ عَن لباسٍ أبيضَ اللُون أدركتُ أنّه لباسٍ داخلِي ذا نصفَ أكمامٍ، تبًا.. ألَا يشعرُ بالبر..مَا هَذا؟! أحمر.. هل شرِبَ نبيذًا يا تُرى؟ رُبما هُو ثمِل.. اللعين!
مددتُ يدي لأرفعَ سحّاب سترتِه للأعلَى حتّى لا يشعُر بالبردِ.. لكِن، هَذا ليسَ نبيذَاً قد سُكب على ملابسِه

إنَها بُقعة حمراء داكِنة بللت جزءًا كبيرًا من قميصِه الأبيض، أنزلتُ السحّاب لأرى بوضوحٍ ما هيّة هَذه البقَعة؟، راجيًا أنّ لا تكُون ما أُفكِرُ بِه.. توسَعت عينايّ، بَهذا القدر الذي جعلتِني أقعُ، أحطُ مؤخرتِي على الأرضِ الباردِة، بوجهٍ خائِف جدًا.. كنتُ أرتعِشُ، قلبِي قد اضطربت نبضَاتُه.
أحسستُ أنّ جسدِي أصبحَ ثقيلًا.. لسانِي شُلّ عَن الكَلام، أُريدُ أنّ أندهَ عليّه..
مُو- مُو- ساك-با- را، مُوسا-ساكي، أستـ - قظ!
ـ دَم!

قلتُها بشفتين ترتجِفُ خوفًا.. هَذا ليسَ جُرحًا بسيطًا، الجرحُ البسيط لا يسببُ نزيفًا إلى هَذا الحدْ..
كان الجزءُ السُفلي من قميصِيه القطنِي الأبيض قد تبلل بدمائِه القانية.. بُقعة كبيرة ليسَت بهينَة أبدًا..
رأيتُ الأخير يرفَعُ رأسَهُ.. بدا أنّه قد سَمِعني، كان يحرّكُ رأسهُ يسارَهُ ليرى مصدر الصُوت الذي سَمعهُ، لم يجِد شيءً، لذا حرّك رأسهُ باتجاهِي.. كان وجههُ شاحِبًا، مصفَرًا.. هَزيل، كانت هُناك بقَعة داكِنة حمراء بجانبِ زاوية شفتِيه اليُسرى، مع دمٍ قد جفّ بنفسِ الزاوية من شفتيه.. اللعَنة، ما الذِي حَصَل؟!

ـ لقَد أتيت!
مَع ابتسَامة صفراء باهتَة، وهو يحملُقُ فيّ..
كَان الخُوف لا زالَ يطعنُ بِي.. بدا هَذا واضحًا وأنا أؤشِرُ على بقعةِ الدم بإصبعي السبابة اليُمنى بيدٍ ترتجِف:

ـ مُو-راساكي مَا هَذا؟!
تجَاهلنِي، تجاهلَ سؤالِي حينما رأيتُه يمدُّ يدَهُ اليُسرى يمسكُ بيدي التّي أؤشِرُ بِها.. يجرُني رُغمًا إليهِ لأصبَح قريبًا منهُ:
ـ هيمورو، لا تكُن فضوليًا بشأنِي.. ألم يكُن هَذا شرطِي الأول؟!
هل أنتَ أحمق؟.. مُوراساكِي.. ما بِك؟!
مو- راساكي- بارا.. هل غفُوتَ مجددًا؟!
يغمضُ عينيه الناعِسة يُخفي عَنّي زهرتِيّ البنفسَج التّي خرّب جمالها هَذا الشحُوب الذي اكتسَح وجههُ..
ينزلُ رأسَهُ كِي يُريحها على كتفِي الأيسَر، تاركًا يدهُ اليُسرى تمسكُ بيدي..

ـ مُوراساكيبارا!

بوجهٍ قلق، كما نبرتِي..



من أنت؟ أخبرنِي من أنتَ؟.. حينهَا لن أكونَ فضوليًا بشأنِك.
موراساكيبارا آتسُوشي..
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

التعديل الأخير تم بواسطة - أُوﭼيّانوْس؛ ; 03-26-2017 الساعة 05:13 AM
رد مع اقتباس