عرض مشاركة واحدة
  #64  
قديم 04-04-2017, 09:27 PM
 
الزهرة الثالثة عشر : الحقيقة
قالت بياتريس متسائلة : لكن أتساءل ما هو ذلك المكانُ على أيّ حال...
ليجيبها لوكي : أوه ذلك المكان هـ -
فقاطعه راين لا شعوريًا : كوديكيا سيمينتيرو...
*مقبرة الجشع
لتقول هي بفضول : كوديكيا... سيمينتيرو ؟...
راين : كوديكيا سيمينتيرو، أو مقبرة الجشع... لابد و أنكِ قد سمعتِ عن أتلانتس المفقودة قبلًا...
بياتريس : أتلانتس ؟
تنهد ليكمل حديثه : أتلانتس... الحضارةُ الأكثر تطورًا منذ فجرِ التاريخ... مملكةٌ ضائعة غرقت في المحيط منذ أمدٍ بعيد... و باستخدام معرفتهم حوّل سكانها أنفسهم إلى حورياتِ بحرٍ بعد غرقِ المملكة... يبدو أن المكان الذي كنا فيه ما هو إلا بعض من بقايا تلك المملكة...
بياتريس : بربك راين، لا وجود لشيء كحورياتِ البحر... نحن لسنا في حكايةٍ للأطفال...
راين : معكِ حق، لاوجود لشيء خيالي كحورياتِ البحر... لكن أتلانتس موجودة... في الواقع هم ليسوا شعبًا متطورًا... إنهم فقط مملكةٌ مكونة من أمة استعملت سحر الوهمِ الحقيقي بامتياز
بياتريس : الوهم الحقيقي ؟
راين : وهمٌ مبني على الحقيقة، الأحلام، الماضي، أو الذكريات... إنه ينقل وعي العدو إلى بعدٍ موازي أكثر منه حلمًا، يسجنه في أكبر مخاوفه أو أسعد أحلامه بحيث يدمر العدو نفسيًا أو يجعله يتمنى البقاء هناك إلى الأبد... لقد مزجوا الطريقتين معي هناك... أروني أكثر ما رغبت في رؤيته، لكنه متصلٌ بأكبر مخاوفي كذلك... مع أنه لم يكن متقنًا البتة...
بياتريس : إذًا ماذا عن صاحب العباءةِ السوداء ؟، أتقول لي أنه من البشر ؟
راين : بتعبيرٍ أدق فهو شخص... أو ربما نصف شخص... بروميستا، إنه شكلٌ من أشكالِ السحر، وحدهم ملوك السحر العظماء يستطيعون تكوين واحد، إنه الخادم المثالي الذي لا يموت حتى و إن مات صانعه، إن لم تقومي بانتزاع قلبه فهو سيبقى حتى الخلود... على أيّ حال فهو وجود يستطيع نسخ سحرِ الصانع و يرث إرادته بالكامل، بالنسبة للشخصِ الذي قابلناه قبل قليل فإرادته هي حمايةُ كنز المملكةِ الضائعة و عدم السماحِ لأحدٍ بمساسه.. بعبارةٍ أخرى هاجمنا ظنًا منه أننا نسعى وراء الكنز
أثناء ذلك النقاش الحائر بين بياتريس و راين، لوكي كان يستمع إليهما بحذر حتى قال بصوت اعترته الجدية
لوكي : أنتَ تعرف الكثير حقًا ، ألست كذلك ؟
فردّ المعني عفويًا : حسنًا... هذا لأنه أراني الحقيقة قبل الخروجِ من ذلك المكان... لقد سبّب لي ذلك الكثير من الصداع و لا يزال مستمرًا حتى الآن... بجدية...
ما لبث راين أن أنهى كلامه فإذ بصوتٍ أنثوي حاد يدوي في الأرجاءِ صارخًا
- : أنت... من تكون بحق السماء ؟؟، بسببك الزعيم قد...
التفت راين نحوها ليقول ببرود : قد ؟...
سكت ثم أردف بنفس النبرة : إن كنتِ تعنين الموت... فهو قد دفن نفسه بنفسه هناك...
لترد روبي بنفس نبرتها السابقة : ليس ذلك !!، لقد ذكر أمرًا عن إحضاركَ لشخصٍ ما !، و عن كونه يعمل لدى الزهرةِ السوداء... من هو ذلك الشخص ؟؟
صمت راين دون إجابة و حُجبت عينيه بواسطة خصلاتِ شعره السوداء
فأردفت هي بعد أن ضحكت ضحكةً ساخرة و بنفس النبرة : أرأيت ؟، لا يمكنك التبرير !!
ثم تلتها قولًا بغضب : هذا لأنك واحد منهم !!
تغيرت الهالة المحيطة بالمعني فجأة ليقول بغضبٍ مكبوت
راين : استمعي جيدًا يا أنت... لكِ كُل الحرية في إفراغ غضبكِ علي، لا أمانع ذلك، لكن إياك ثم إياك أن تجمعيني بهم !!
فازدادت هي غضبًا لترد : و لمَ أنت غاضب حتى ؟!!، بسببك فإن الزعيم قد... الزعيم قد...
دمعت عينيها بعد أن طأطأت رأسها أرضًا بينما سكتَ هوَ بِلا إجابة...
فقالت بياتريس بقلق : مستحيل، راين سان... هل من الممكن... أن الأشخاص اللذين قتلوا سارا تشان هم...
رفع رأسه ناحيتها ملتفتًا و الصدمة تكتسي تعابير وجهه بالكامل، أشاح بنظره عنها بعد بضع ثانية و شدد على قبضته بينما عضّ على شفته السفلية بقوة
أردفت كلامها محدثةً ذاتها : مـ مستحيل... قلت ذَلك للسيطرةِ على الموقف فقط... لم أكن أظن أنها الحقيقة...
لوكي بتعبيرٍ بارد على وجهه، بياتريس و القلق قد هيمن على محياها، راين الذي أحاطته هالةٌ غريبة من الألم و الندم معًا، و روبي التي تقف بِلا حراك و الدهشة قد فتحت عينيها على أوسعهما و جعلتها غير قادرةٍ على الكلام، هذا كان الموقف و الصمت سيده دون أدنى شك...
أشاحت روبي بنظرها نحو الأرض و قالت بصوتٍ خافت بان عليه الألم : أنا آسفة... لقد كنت -
فقاطعها المعني ليقول بصوتٍ حالك : لا بأس... لا أهتم حقًا...
فاندفعت الأخرى لتبرر : لكن -
ليقاطعها نفسه مجددًا مغيرًا الموضوع برمته : الأهم من كل ذلك هو هذا المكان... لم يكن أمامنا سوى بساطٍ من الماء و ها نحن الآن وسط بحرٍ من اليابسة... كما أن الرياح و كمية المانا مختلفتين تمامًا...
ليكمل كلامه محدثًا ذاته : كما أنه نفس الشعور من آنذاك... انتظراني، سارا، إدغار.. لم يبقَ سوى القليل... القليل فقط...
فقاطعت حبل أفكاره بياتريس بقولها : المانا ؟، كيف ؟
راين : ألم تلاحظوا شيئًا غريبًا ؟، كالنشاط في أجسادكم مثلًا أو سرعة إعادة تخزينكم للمانا ؟ ، كما يجب أن يكون تنفسكم أسهل و أجسادكم أقوى فضلًا عن ازدياد قوتكم السحرية
فردّت روبي بحيرة : الآن و بِما أنك ذكرت هذا...
لتقول الأخرى بحماس : أنا أشعر بكل ما ذكرته سابقًا !!، أنتَ مذهلٌ حقًا !!، كأنك مارست السحر منذ أزلٍ بعيد !!
فارتبك المعني قائلًا : حـ حقًا ؟، ربما لأني مارست السحر منذ السادسة...
فردت بياتريس بعفوية : و أنا أيضًا ؟
ازداد ارتباكه ليقول : إ.. إذًا ربما هذا بسبب كوني ساحر رياح...
فهمس لوكي إلى نفسه بصوتٍ خافت : ساحر رياح ؟، في هذا العصر ؟
ليردف محدثًا ذاته : الزهرة السوداء.. ساحر رياح.. ما معنى هذا ؟
فانتفضت بياتريس لتهتف قائلة : هذا صحيح !، الجميع !، لابد و أنهم في مكانٍ ما هنا !، علينا البحث عنهم...
" بياتريس : كل ما كان حولنا هو سهلٌ أخضر يمتدّ حتى الغرب، غابةٌ عميقة تتبعها سلسلةٌ جبلية تحجب الرؤية عند الشرق، و بِما أننا جِئنا من الغرب تقرّر أن نواصل شرقًا... و بكل تأكيد فأنا لا أبصر شيئًا حاليًا... أكره كوني هكذا... خاصةُ عندما يحيط بي الناس، أشعر أني عاجزةٌ عن فهمهم بشكلٍ صحيح، لا أبصر تعابيرهم و فقط أستنبط حالتهم من خلال المانا... على كُلّ حال ما إن دخلنا إلى الغابة حتى انقلب النهارُ ليلًا و عدت لأبصر مجددًا، كم هو شعورٌ جميل أن تبصر ما حولك... حلّ الظلام و توهج القمر في منتصفِ السماء كما لو لم تكن هناك شمسٌ تسطع في الأعلى قبل لحظات، استعدت بصري و ياليتني لم أفعل !، هَل أنا حقًا أقول ذلك ؟، لا، هل هناك أحد لن يتمنى ذلك بعد هذا المشهد ؟، تجمدت أوصال أربعتنا واعترتنا دهشةٌ ممزوجة بالكثير من الفزع، كان هناك أكثر من ثلاثين شخصًا، مرتميون على الأرض بِلا حراك، و المانا تتدفق خارج أجسادهم بشكل أطياف ملونة... لم أكن أعرف ماذا أفعل، قدماي قد تجمدتا بالكامل، لكن راين سان هرع يقيس نبض كل شخصٍ على حدا واحدًا تلو الآخر و ملامح الألم الحادة بارزة على وجهه، استمرّ على هذه الحال حتى آخر واحد "
قبض على يده بقوة ليقول بحدة
راين : تبًا !!!
رد مع اقتباس