عرض مشاركة واحدة
  #67  
قديم 04-07-2017, 05:46 PM
 


الزهرة الرابعة عشر : شَك - ارك القرية الملعونة
قبض على يدهِ بقوة لتعتلي وجهه تعابيرُ الغضبِ و الألم فصاح قائلًا
راين : تبًا !!!
سقطت على ركبتيها و أمست تحدقُ بما أمامها بفزع لتقول بصوتٍ خافتٍ مرتجف
بياتريس : مستحيل... لماذا ؟
أمسكت برأسها الذي بدأ بالأزيز و بعض الصورِ تمر داخله سريعًا فجأة لتطلق آه مكبوتة تزامنًا مع ذلك
فقال لوكي قلقًا : هل أنتِ بخير ؟، بيارين...
اكتفت بياتريس بالإيماء إيجابًا و لا تزال تمسكُ رأسها بكلتا يديها فإذ بالأخرى تبحث حولها بقلق
روبي : هاري !، أخي هايدن !، ماركوس !!
نظر لوكي إلى راين الذي بدا عليه الإحباط، الغضب، الألم و الندم حتّى بالرغم من كونه يعطيهم ظهره و يطأطئ رأسه إلى الأسفل بينما تنسدلُ خصلات شعرهِ السوداء لتحجب عينيه البنفسجيتين، و أخذ لوكي يتساءل إن كان حقًا صديقًا أم عدوًا... و هناك فجأة أجفل راين و اعتلت وجهه ملامحُ الدهشة لينهض متوجهًا نحو جسد تلك الفتاةِ الشقراء المرتمي بعشوائية و كلما اقترب منها انشًا ارتفع صوت أنينها الخافت في مسمعهِ أكثر !
فقال بلهفةٍ و اندفاع : إنها على قيد الحياة !!
اتجهت بياتريس نحوه سريعًا لتتخطاه ممسكةً بجسدِ شقراءِ الشعر فتنادي بقلق : جوليا سان !، هل أنت بخير ؟، أجيبي !
فردّ راين منفعلًا و السرعة تهيمن على كلامه : على الأرجح فهي لاتسمعك !، المانا تتسرب من جسدها بالفعل...
فقالت المعنية و الرعب قد سيطر عليها بالفعل : مستحيل...
ليردف بنفس نبرته السابقة : لا بأس، اذهبي مع روبي لتفقد الناجين، قد يكون هناك من هم بنفس حالتها... سأتأكد من إبقائها على قيد الحياة...
قطّبت حاجبيها و قد ارتسمت تعابير الجديةِ على محياها لتومئ له إيجابًا ثم تتوجه نحو روبي التي أخذت تبحث بيأس عن رفاقها هنا و هناك...
فهمس راين إلى نفسه : حسنًا إذًا... فلنبدأ...
بعد فترةٍ ليست بطويلةٍ و لا بقصيرة، نادت الفتاتان على راين الذي كان قد انتهى لتوهِ ممايقوم به لإنقاذ جوليا و يبدو أنهما قد وجدتا أحد رفاقِ روبي التي لم تتوقف عن البحث حتى الآن...
فقالت روبي بفزع : لا يمكنني إيجاد أخي هايدن أو ماركوس في أيّ مكان !... يا إلهي ماذا أفعل... علينا إيجادهم حالًا !
فردّ عليها راين قائلًا: سنبحث لاحقًا... الأولوية هي إنقاذ هذا الشخص الآن...
فابتسمت روبي لتقول بنبرةٍ ساخرة : و كيف تنوي ذلك ؟
أغمض راين عينيه ليزفر الهواءَ بعد أن تنفس بعمق و أمسك رقبة هاري ليتحسس نبضه أبعد يده عنها فإذ به يتحسسُ جبينه بأناملِ إصبعيه الوسطى و السبابة، بدأ راين يتوهج بنورٍ أزرق سماوي ما إن تمتم بضع كلمة و الهواء حوله يداعب جسديهما بنسماتٍ خفيفة، فجأة توقفت الرياحُ اللطيفةُ عن العبثِ حولهما ليسعل هاري بقوة و تعود أنفاسه إلى طبيعتها
فرد راين بعد ان التفت إليها : هكذا...
فقالت روبي ساخرة : أنت و أي مجرفة ؟
ابتسم المعني بحزن ليلتفت إلى لوكي قائلًا : لا داعي للقلق، لوكي ساما سيقوم بصنع واحدةٍ من الجليد، صحيح ؟
تنهد لوكي بقلة حيلة ليومأ له إيجابًا ثم يتمتم تعويذته و يردفها قولًا
لوكي : احذر أن تحترق يداكَ بالجليد...
أومأ له راين إيجابًا ليبدأ الحفر و يسود الصمتُ فلا يُسمع حولهما إلا صوت المجرفة تشق الأرض و ترابها... أما بياتريس و روبي فقد كانتا تحملان هاري إلى مكانٍ آخر بالفعل
كسر الصمت بينهما لوكي قوله : هل يمكنني سؤالك شيئًا ؟؟
فرد المعني بعفوية : همم ؟، أجل... لا أمانع...
فسأل الآخر بجدية : ما الذي يعنيه لك ذلك الرجل ؟
توقف راين عن الحفر بعد أن غُرِست المجرفه بالأرضِ مجددًا
فردّ و هو ما يزال ينظر حيث غُرِست : شخص أود قتله من أعماقي...
همهم لوكي متفهمًا ليردف بسؤالٍ آخر : و ما الذي تعنيه أنت لذلك الرجل ؟
ابتسم ساخرًا ليقول : أتساءل أين و مع من خضت هذه المحادثة قبلًا...
استكمل حفره و قد أردف قولًا : من يعلم...
ليسأل الآخر مجددًا : ما هو هدفك ؟...
ارتخت تعابير وجههِ لتحمل الحزن فيرد : أنا... أريد الذهاب إلى قريةِ الزهور... هذا كل شيء...
اكتسى البرود عيني لوكي ليقول : أنت تعني العودة إليها...
اتسعت عيناه تزامنًا مع سقوطِ المجرفة من يده ليحدق بلوكي بدهشة اكتست نبرته أيضًا
راين : أنت... كيف لك أن...
تجاهل سؤاله قائلًا : السؤال الأخير... هل أنت عدو ؟... أم أنك حليف ؟
صمت المعني قليلًا ليكسر صمته قوله : لَستُ عدوًا...
فرد الآخر : فهمت...
" راين : بعد تلك المحادثة، ساد الصمت بيننا حتى عادت الفتاتان لحملِ تلك المدعوة جوليا... في ذلك الوقت... كُنا قد أنهينا دفن معظمِ الموتى و مع ذلك ما تزال بياتريس غير معتادة على المنظر، إنها فتاه جيدة... بالتأكيد هي مرّتها الأولى لترى هذا الكم من الجثث في مكانٍ واحد... صحيح... هي ليست مثلي..."
نادى بصوتٍ لاهث -: روبي تشان !!

رد مع اقتباس