عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-08-2017, 05:20 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://c.top4top.net/p_462wqb9h8.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

~ فـهرس الفـصول ~

الفصل الثاني



الفصل الأول: صبر المجاهدين
صفعها بكفه الأسمر أو الأسود إثر عمله الشاق الذي يأمل منه أن يقي برد الشتاء على أولاده الاثنين... ويكفي قوته وقوتهم.
ولكن ككل مرة يضربها تبقى كورقة غار قابلة للكسر مرة دون الرجوع للأفضل، هي أم بالكلمة فقط.... جلبت طفلين الى الدنيا.... تعلم أمهم ولا تعلم والدهم، ولكنها تعيش ويعيش تحت سقف كلمة "أولادنا"
أردف بصوت رجولي خشن زاد من خشونته غضبه المتواصل: "لقد قلت أين كنت؟؟"
أدارت وجهها ناحيته لتخبره بجوابها الجامد غير المتصل بالعطف: "وهل تهتم؟؟؟"
إجابة متوقعة من امرأة كأنها حبة ثلج
أمسكها من عنقها ليفضل موتها على حياتها، أصدر صوتا بين تكشيرته: "سارة لقد مللت من إجاباتك المتكررة علي.... كوني زوجة مثالية وأما...."
لم يكمل كلامه إثر مقاطعة طفولية من جنس لطيف صغير يختبئ وراء الباب الخشبي الكبير.... لكي يترك ندبة شجاعته للدخول خارجا.... لقد كان "يحي"......صغير هذه العائلة
"أبي...هل حقا أمي...."، تقدم الأب الحنون نحوه بسرعة كأنه يطلب منه ألا يفهم الموقف، يطلب منه أن يحب أما من المستحيل حبها
يحي هو صغير العائلة التي هي من أم غير مهتمة، أب يرى كل شيء بجميع جوارحه... وسمير من يخفف اجواء المشاحنة
أما يحي فهو الأصغر ذو الخمس سنوات تبدو عليه علامات الهدوء والغرابة في ان واحد .... ذو عينين بريئتين رماديتين لأمه.... أبيض بياض بشرة الثلج...قصير على قدر عمره.... خجول ومتحيز
تقدم والده المثالي الحنون والصارخ بمشاعره الجياشة إليه بعد ان نزع يده من رقبة سارة بتثاقل: " لا يا صغيري...هذه ليست سوى مشاحنات صغيرة لا تعني شيأ.......هيا اهب إلى سمير ودعه يعدك إلى فراشك"
في ذلك الحين تقدم ظل اخر إلى المكان، ظل يبدو أنه أطول قليلا من سابقه، ويبدو أنه سيشاركهم أحزانهم التي يعرفها واحدة وراء أخرى
ولكنه يخبئها في مواطن كتمانه.... رغم سنه التي لا تناهز العشر سنوات.... رغم قلبه الصغير الحنون.... رغم كل ما يعيشه مع هذه العائلة من آلام ومحن غير واضحة.... إلا أنه لم يتخلى قط عن ابتسامة طالعها بين شفتيه الحمراوتين الصغيرتين، لقد كان حقا الولد والوالد، الصغير والكبير، الاخ والصاحب، الأم والأب، صفات وأشخاص يختلجها في نفسه لكيلا يحس أخاه بأي نقص من أي ناحية، كل من كان يعرفه سيقول حقا:" سمير.... المجاهد"
أتى بابتسامة تشرح صدور ساكني المنزل:"يحي تعال معي.... لم هربت من فراشك تعال لننام هيا لنذهب يا أخي"
كان يبدو في صوته الرقة الشديدة، لكن مالذي سيتبع هدوء عاصفته.
التفت يحي إلى جهة والديه ليلمح وجه أمه الغائبة عن الوجود، والوالد يحدق فيهما بأسى ظاهر على ملامحه كأنه يريد ان يردف جملة يهدئ بها روع الطفلين.... ويبقيهما بأمان
هو لا يخاف على سمير البتة .... يعلم أنه قوي كفاية في حضوره وغيابه لكن المشكلة تكمن في يحي.... لا يعلم ما سيحصل إن واصل القدر بهذا السير في مشيئته
لم ينطق يحي ولا غيره ببنت شفة لكن المحير وللمرة الأولى.... تقدم يحي من والده ليأمره بالوصول إلى طوله بعينيه، جثا الوالد لأمر ولده غير المسموع......ورفع يحي يديه في الهواء ووضعها على رقبة والده وتقدم منه يحتضنه ويتكلم بصوته المبحوح:" أحبك .... أبي"
لم يرد الوالد بكلمة، لم يفهم ما هو الموقف أصلا أم ما عليه فعله بمفاجأة كهذه.... إنه ابنه ذو الشخصية الانطوائية، ذو الصوت الصامت والمشاعر التي ضنها جامدة.... هل حقا هو من يحتضنه الان؟؟؟
نعم.... هيا أيها الوالد.... استيقظ واحضن ابنك، استيقظ قبل فوات الأوان
ولكن هيهات لم يقم بأي ردة فعل سوى أن ربت على ظهره بقلة حيلة.
أخذ سمير بيد أخيه ووجهه نحو الباب من أجل الوصول للغرفة المجاورة.... واصل يحي السير للغرفة المجاورة وحده، إلى سريره الذي ربما قد يهدئ مشاعره التي ضن أنه سيتبادلها مع والده إن فعل فعلا يجبره على ذلك....... وغطى في نوم متملق.............
أما في الغرفة الأخرى، لا زالت تبتسم خبثا بين طياتها لتخبر منحولها وتؤكد أنها ليست مهتمة البتة
ولكنه وجه سبابته نحوها.... ذلك الصغير، هذا ثاني فعل مفاجئ من الطفلين.... لم يمضي مرة وأن فعل أحدهم شيأ مشابها أو لافتا للأنظار
هذا الفعل قد فاجئ الوالد حقا، بات يحدق كالأبله في سمير ويحدق بقلة حيلة
أردف الصغير بصوت كصوت الكبار، بغضب مميز عن سابقيه، هو الأن يخرج قليلا مما في قلبه الصغير للخارج واحدة وراء الأخرى
"أنا أعلم أنك لا تريدين العيش معنا.... ولا تريدين رجلا كأبي عنا .... ولكن اعلمي حقا أن شعورنا بهذا متبادل ضعي هذا جيدا في عقلك!، أيضا أنت لا تستحقين كلمة أمي فلقد علمت أننا ربما قد لا نكون أخوين مشتركين في الأمومة والأبوة"
تجمدت أوصال والده وتشنج الدم في عروقه وأيقن أنه سمع كلامه قبل لحظات أيقن أن ما ضن أنه سيطول بكتمانه قد كشف، ولكن الي لم يخف عليه هو أن الشخص الذي يعلم هو سمير وهو ليس شخصا عاديا إنه صبور صبر المجاهدين.
وبالطبع.... هي لا تملك في نفسها سو ردة فعل واحدة وهي الهجوم والانقضاض على فريستها بغضب.... باتت تخرجه في أي مكان، لكن الحمد لله أن للمظلوم مدافع.... أوقفها الأب بوضع يديه على كتفيها من الخلف بغية إبعادها عنه بالقوة، لكنها ليست ذات حياء أو حشمة لتنطاع لزوجها، فلقد اكتفت بإبعاد يديه عنها وتمشي خارج تلك الغرفة ليُطرح نفس السؤال مجددا:" أين .... في ها الوقت المتأخر؟؟؟"
رجعت بخطواتها نحوه لتجيب نفس الإجابة:" وهل تهتم؟؟"
وتبعت خطوات كعبها العالي نحو الخارج بنظرات قاتلة نحو الصغير سمير، بادلها نظرات الحقد التي لم يسلم منها أحد هنا.
تقدم الأب من سمير وكلمه برفق:" سمير! قل لي يا بني.... هل أنت واعٍ لما قلته قبل قليل؟؟؟"
ولكنه أجابه بصمت يرافق خطواته لغرفته
وقف الأب ورفع رأسه للأعلى بعينين مغمضتين يدعو في نفسه:" يا إلاهي.... أعنِي على ما ترضاه، أعنِي أن أحمي ولدين ليسا من صلبي...."
لم يكمل لحظات تأمله القليلة لتسمع أذناه صوت ابنه الذي كان معه قبل قليل ينطق اسما بين أصواته المتواصلة التي ملئت المكان:" يحي... يحي أين أنت"
ثم أتى ظله أمامه كالشبح الذي يأتي ويذهب فجأة
بتنفس متواصل مستمر.... عيناه جاحظتين من شدة الموقف غير المعروف حتى الأن ثم أردف أخيرا ونطق:" أبي .... يحي إنه ليس هنا!"
الأب:" ماذا؟ كيف.... هل...."
ثم مشى باتجاه الباب الذي يقف أمامه سمير، ودفعه للخروج بأسرع ما يمكن
دخل الغرفة المجاورة الوحيدة هناك غير التي كانا فيها ووضع كفيه على جانبي الباب ليلحظ أن الغرفة بسريريها فارغة من البشر، تصطف فقط بالأسرة والزرابي المزركشة وخزانة صغيرة وبعض الأوراق هنا وهناك
ونطق من كان وراءه:" أنا السبب.... لو لم ينزلق لساني تلك المرة لما حدث ما حدث! "
تفاجئ والده من الموقف ونزل إلى مستواه ليخاطبه بسائلاته المتشنجة داخله ونطق بأحد منها:" اهدئ يا سمسر ودعني أفهم لماذا تقول أنا السبب؟؟"
رفع سمير عينيه بجمود أوصال ومشاعر:" تلك الليلة حين تشاجرتما أنت وسارة.... سمعت حديثا مشوشا بينكما يدل على أننا لسنا ولداكما.... لم أستطع السيطرة على أعصابي.... إلا أنني لم أظهر ذلك ليحي.... ولكن حين قال صباحا في عودتنا من الروضة أعلم أن أمي تحبني ولكنها لا تستطيع أن تخرج مشاعرها انفجرت غضبا وقلت له أنه ليس ابنها..."
لا نعلم أيها القدر ماذا ستخبئ لهذا الصغير من الام أخرى؟؟
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
I Can Be What I Want


المستحيل:~هو ليس ما ع جزت عنه~*إنما ما لم يكتبه الله لك



"براءة مفقودة|أطفال العرب"

التعديل الأخير تم بواسطة !PaT~Ma ; 04-08-2017 الساعة 05:36 PM
رد مع اقتباس