بدون مقدمات أو أي كلام لا فائدة منه
سأدخل في أحداث الفصل
لكن قبل ذلك أرحب بكم جميعاً أيها المتابعون الرائعون
الفصل الأول : " الأسئلة الثلاثة "
وصل مئتان و نيف إلى المعبد المقدس في أثينا حيث يُوجد الفيلسوف الأعظم شالوسيوس , و جميعهم يسعون أن يكونوا مكانه في تلك الدرجة الرفيعة و المرموقة و هي تعتبر ذات سلطة عالية حتى تكاد تكون أعلى من سلطة الحاكم نفسه , و لكنهم تفاجئوا بنائب شالوسيوس يُعلن أنهم لن يحصلوا على هذا أبداً , فماذا سيفعلون الآن ؟؟؟؟
إستدار الكثيرون و عادوا من حيث جاؤوا جارين خلفهم أذيال الخيبة , و إستمر العدد بالتقلص حتى وصل إلى أقل من خمسين شخصاً فقط
يدخل ابن الخامسة َ عشرة الى المعبد الأكبر برفقة إسبعة و أربعين متقدما ً الى هذا الاختبار فيقف الجميع بانتظار ظهور الفيلسوف الأعظم شالوسيوس , فييُدير هزيود ظهره و يقول : أهلا ً بكم جميعا ً هنا في المعبد الأكبر ,أهنؤكم على هذه العزيمة , الآن سيتم اختباركم ثلاث اختبارات قبل أن تصلوا الى الركن الأخير من هذا المعبد حيث سيكون شالوسيوس في انتظار الناجحين , و أول مرحلة ستكون بعد قليل , ستدخلون من هذا الباب بشكل ٍ منفرد و سيتقدم الناجحون فقط , و لا يحق لكم السؤال عن أي شيء حاليا ً و لا حتى الحديث فيما بينكم
و يدخل هزيود من باب كبير و يبدأ بقية الموجودين من الكهنة و الفلاسفة بتوزيع أرقام على المتقدمين للاختبار و يحصل هوساميوس على رقم 27 و يبدأ بالانتظار , و هو يفكر و يقول في نفسه : ما مدى صعوبة هذا الاختبار ؟ , هل سيصل الى مستوى اختبارات هازار ؟
بعد دقائق ينادي أحد ٌ بصوت ٍ عال ٍ : الرقم 27 ...... اين صاحب الرقم 27 ؟
يرد هوساميوس : أنا قادم , ها أنا هنا
و يتقدم و هو يقول في نفسه : لم يخرج أحد ٌ من الذين دخلوا , أهو اختبار ٌ سهل؟
يدخل و يرى هزيود جالسا ً فيقول له فور دخوله : اجلس أمامي هنا
يجلس هوساميوس و قبل ذلك يتفحص الغرفة ببصره و يركز على كل مافيها , فهي لها بابان خلف هزيود و بينهما صورة ٌ لشخصين يتقاتلان و عندما يجلس يوجد على المقعد الذي جلس عليه صورة ٌ لسيف
يجلس هوساميوس و ينظر في وجه هزيود فيقول له هزيود : الاختبار الأول , أجب على هذا السؤال, لو صرت الها ً ما هو أول شيء ستفعله ؟
و يقلب هزيود ساعة ً رملية أمامه و يقول : قبل أن يفرغ هذا الجزء من الساعة الرملية يجب أن تجيبني على السؤال , و سيفرغ هذا الجزء بعد دقيقة ٍ و نصف
يفكر هوساميوس و يقول لنفسه : الوقت لا يكفي في التفكير جيدا ً في هذا السؤال يجب أن أركز جيدا ً , ماذا كان يقول هازار ؟؟؟؟؟؟
و يتذكر كلمات هازار حيث قال : الصبر و التركيز العميق هما أهم الصفات في الفيلسوف , و اذا لم تتوفر الظروف السليمة يجب عليك أن تخلقها بنفسك
و يقرب يده من الساعة الرملية و يسقطها فيستقر بعض الرمل في الجهة التي كانت من الأعلى , فيقول هوساميوس في نفسه : لم يشترط أن أجيب قبل مرور دقيقة ٍ و نصف لكنه اشترط أن أجيب قبل أن يفرغ الجزء العلوي من الرمل و قوله أنه يحتاج الى دقيقة ٍ و نصف حتى ينفذ من الرمل كانت معلومة ً و ليست شرطا ً
يقول هزيود في نفسه : أخيرا ً جائنا شخص ٌ مبدع , لقد حل أول شيء ٍ من الاختبار و هو التمييز بين المعلومات و الشروط , لكن هل سيحل الجزء الثاني ؟
يفكر هوساميوس في نفسه و يقول : السؤال كان ما أول شيء ٍ سأفعله اذا صرت اله ً , هذا يعني أنني كنت انسانا ً و ستنتقل معي الصفات البشرية الى جانب الصفات الإلهية , و في هذه الحالة سيكون أول ما يفعله انسان ٌ اكتسب قدرات ً الهية هو الانتقام من أعدائه من البشر , و لكن الآلهة قد يتدخلون و يمنعونه , و في هذه الحالة سيحدث قتال , لكنه ذكرني أنا و لم يتحدث عن أي شخص ٍ آخر لذلك يجب أن أفكر في رغباتي الشخصية , مهلا ً ماذا لو كان يقصد أن هذا الأمر مستحيل ٌ و يجب أن أرفضه و أقول أريد أن أبقى انسانا ً
ينظر هوساميوس الى البابين الذان خلف هزيود و يركز قليلا ً , و يقول لنفسه : البابان يمثلان الخياران بين أن أكون بشرا ً و أن أكون إله , و الصورة التي يغطيها هذا الرجل ترمز الى الحقيقة المخفية , اذا ً في هذه الحالة اذا فكرت بسؤال ٍ كهذا على أنه واقع فأنا لا يفترض أن أكون فيلسوفا ً بل حالما ً لذلك المطلوب هو
و يقول هوساميوس : اذا كنت سأصير الها ً فكيف سيكون ذلك و قد ولدت بشرا ً , أنا أريد أن أكون فيلسوفا ً عاقلا ً و ليس حالما ً مجنونا ً
يقول هزيود : اذهب و امضي من الباب الذي على اليسار
_هوساميوس : يساري أم يسارك ؟
يبتسم هزيود و يرفع يده اليسرى و يقول : يساري أنا
_هوساميوس : اذا ً سأعبر من الباب الذي على يميني
و مضى هوساميوس من الباب الذي على يمينه و كان هزيود يقول في نفسه : لقد احسن تعليم هذا الفتى و سيكون له مستقبل مبهر
يدخل هوساميوس من الباب فلا يجد أحدا ً فيقول : هل من الممكن أنني الوحيد الذي نجح حتى الآن؟
يسمع صوتا ً يقول له : لا لست الوحيد , أنا سبقتك
_هوساميوس : من تكون أنت ؟
يظهر شخص ٌ من خلف تمثال و يقول : اسمي كاسيوس , و أنت ؟
_هوساميوس : انا اسمي هوساميوس , سررت بلقائك
_كاسيوس : و أنا كذلك , كيف كانت الاختبارات الثلاثة ؟
_هوساميوس : أنا لم أختبر الا في واحد , هل مررت بثلاثة ؟
_كاسيوس : هذا الاختبار كان مقسما ً لثلاثة , تميز المعلومات من الشروط و و التفكير العميق و دقة الملاحظة
_هوساميوس : ظننتها مجرد أجزاء من الاختبار الأول , على كل حال من أي مدينة أنت ؟
_كاسيوس : أنا من هذه المدينة , من أثينا , و أنت ؟
_هوساميوس : أنا من كومبوس , هل أنت أحد تلاميذ شالوسيوس ؟
_كاسيوس : لا , لم يقبلني الكهنة في المعبد لسبب ٍ ما , فتعلمت عن شخص ٍ آخر
و بعد فترة ٍ قصيرة يدخل شخص ٌ آخر و يقول : اذا ً لقد نجح أحد ٌ من السابقين , هذا سيشعل المنافسة , أنا اسمي إيبروس و عمري سبعة َ عشر عاما ً و أصغر تلاميذ شالوسيوس
_هوساميوس : أهلا ً بك , أنا هوساميوس و هذا كاسيوس
_ايبروس : أعرفه , لقد تقدمنا سويا ً الى هنا قبل سبع سنوات ٍ لكنهم رفضوه
يقول شخص ٌ آخر : مع من تتحدث يا ايبروس ؟
_ايبروس : انهم الناجحون يا ثيسيوس
_ثيسيوس : أنا ثيسيوس أكبر تلاميذ شالوسيوس و أفضلهم , و لا يهمني التعرف عليكما لأنها ستكون آخر مرة
يأتي شخص ٌ آخر و يقول : و أنت الأكثر غرورا ً يا ثيسيوس , أما أنا اسمي تارتاروس و عمري عشرون عاما ً
يقول شخص ٌ آخر : و كأنك متواضع ٌ يا تارتاروس , اسمي هيليوس فقط
يقول شخص ٌ آخر : كفاكم هراء ً , أنا اسمي موندراجون
يأتي شخص ٌ آخر و يقول : أهنئكم على وصولكم جميعا ً , أنا اسمي كابادياس
يقول هوساميوس : لقد صار عددنا ثمانية , هذا رائع فالمنافسة ستزاد
_ثيسيوس : نحن الستة تلاميذ شالوسيوس , و أنت و ذلك الفتى من نجح من البقية حتى الآن
يدخل شخص ٌ آخر و يقول : أنا كذلك نجحت , و اسمي هو بيريون
و يأتي هزيود من خلفه و يقول : و هذا هو آخر الناجحين و هكذا يكون العدد النهائي عشرة ُ أشخاص
يستغرب هوساميوس و يقول : ماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ , فتاة ؟؟؟؟؟؟
تقول الفتاة بخجل : اسمي آزابلانكا , و عمري خمسة عشر عاما ً
يحضر الفلاسفة و الكهنة الى ساحة ٍ كبيرة و يقفون باحترام و يظهر الفيلسوف الأعظم شالوسيوس و يقف المشاركون العشرة أمامه فيقول لهم : أنتم الصفوة اذا ً , و قد جئتم للمشاركة بهذا الاختبار الذي قد لا تشاركون فيه الا مرة ً في العمر , و شروط هذا الاختبار واضحة ٌ و سهلة , و أول شرط أنه لا يحق لكم المشاركة الا مرة ً واحدة , و الأمر الثاني أن من ينجح بالاختبار سيصبح نائبا ً لي و سيكون الفيلسوف الأعظم بعد موتي , المطلوب هو أن تسألوا أنفسكم ثلاثة َ أسئلة و تعطوني اجابة أنفسكم قبل مرور عام ٍ من اليوم , و اذا لم ينجح أحد سنعقد اختبارا ً آخر بعد سنة و لا يحق لكم المشاركة فيه , يحق لكم البحث في أي مكان ٍ و سؤال أي شخص ٍ باستثنائي أنا , و اذا استطاع أكثر من واحد ٍ حل الأسئلة الثلاثة سنعقد مرحلة ً أخرى , و هنالك شرط ٌ آخير و هو أن لا تفترقوا عن بعضكم أبدا ً و من يفترق عن الجماعة سوف يعتبر خاسرا ً , هل لديكم أي ُ سؤال ؟
_هوساميوس : أنا أريد أن أستفسر عن الشرط الأخير , كيف لا تريد منا أن لا نفترق ؟ , ماذا اذا أردا أحدنا دخول الحمام ؟ , أو الاستحمام ماذا سنفعل ؟
_شالوسيوس : في هذه الحالة سينتظره الجميع في الخارج حتى ينتهي , بمعنى آخر لا تبتعدوا عن بعضكم أكثر من مترين مهما حدث , كونوا جسدا ً واحدا ً
_كاسيوس : و كيف ستعلم اذا خالف أحدنا هذه الأوامر ؟
_شالوسيوس : ستكونون تحت المراقبة , و لن يفوتني شيء ٌ كهذا
_ثيسيوس : و ما هي الأسئلة الثلاثة التي تريد منا أن نسألها لأنفسنا ؟
_شالسيوس : فليسأل كل واحد ٍ نفسه هذه الأسئلة : 1- من أنا ؟ , 2- لماذا أنا ؟ , 3- لو لم أكن أنا فمن أنا سأكون ؟ , و احضروا الاجابة قبل عام ٍ من الآن
و ينصرف الفيلسوف الأعظم شالوسيوس و ينظر البقية الى بعضهم بحيرة , فكيف سيتنافسون و هم لا يستطيعون الافتراق , و ما هذه الأسئلة البسيطة المعقدة , و كيف سيجيبونها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
النهاية .
يتبع ........
نعم إنها بداية سيئة
و فصل خالٍ من المتعة و الإثارة
و الوصف معدوم كذلك
لا تلوموني فليست كل رواياتي مميزة مثل مكان الموت
لذلك أتمنى أن الصل قد أعجبكم
و إليكم ثلاثة أسئلة :
1- لو كنت مكان أحد المشاركين , ماذا ستكون إجاباتك على أسئلة شالوسيوس الثلاثة إذا طلب الإجابة منك في الحال ؟؟؟
2- ما رأيك بإختبار هزيود ؟؟ و هل رأيته صعباً أم لا ؟؟؟
3- قل رأيك بهذا الفصل و هذه الرواية بكل صراحة :