عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 05-04-2017, 03:23 AM
 
السلام عليكم

اهلا بكم روبي و جيهان

الرواية من اروع ما قرأت في حياتي .. و الكاتب يمتلك اسلوب رائع جدا
في طرح الافكار و ايصالها .. و الحوار بين الشخوص و ترابط الاحداث بديع ..

أثرت بي الرواية كثيرا بنهايتها المأساوية
عندما انهيتها تذكرت حادثة الطالبة المسيحية التي اسلمت و قتلها أهلها بسبب ذلك عام 2014 ..
و اسمها ايضا " بتول " اعتقد ان الكاتب ايمن العتوم جعل الشهيدة بطلة ايضا في روايته التي تحدثت عن التعصب الديني للمسلمين و المسحيين بشكل عام ..

بداية اعتذر على التأخر في القراءة لأسباب صحية طارئة ...
انهيت قرائتها منذ قليل و ما زلت اذكر كلمات بتول و صالح و الاحداث التي دارت في الرواية ...
و كأني عشتها حقا و كنت بينهم و عاشرتهم في جامعتهم ..
فعلا لها تأثير كبير هذه الرواية
تلك القصة تتكرر جدا هنا و في كل مكان .. واعرف اشخاص تجمعنا علاقات لا بأس فيها حاولوا ان يعلنوا اسلامهم لكن اهلهم وقفوا لهم بالتهديد و التنكيل ..

متابعة مجريات الرواية أخذتنا و نقلتنا من عالم الى عالم و من شخصية الى شخصية
حتى وصلنا اخيرا لما أراد الكاتب قوله
فبعد ان عشنا مع مريم .. و رهبان الكنيسة .. و وائل اللقيط و ذلك الميمون المغلوب على امره حين وجده و الراهبة هيلينا التي يبدو انها قتلت و علقت في بهو الكنيسة
كلها تدور و تدور حتى توصلنا الى بيت مسيحي معتدل تنتطلق منه بذرة بتولية ..
لم ترضى أن تنصاع دون تفكر أو تتبع دون استخدام العقل الذي ميزنا الله به عن البهائم ...

حتى وصلت الى عالم خصب مليء بالتعدد و التعصب للأسف .. و قد عشنا هذا العالم اثناء دراستنا
و حضرت الكثير من هذه المناظرات بين مدعي الإلحاد اللادينين و الذين بدأت اعدادهم تزداد كثيرا للاسف في مجتمعنا حتى و بين زملائنا السابقين .. و كنت ارى تشدد بعض الاطراف و تكفيرهم للاخر عن جنب و طرف ..
دون المحاولة للأخذ بيدهم ... كما وجد من يحاورهم بشتى اساليب الحوار الراقي ...
و غيرها الكثير من الاحداث التي عشناها و ما زلنا نعيشها بوجود اطياف مجتمع متنوعه من اديان اخرى الى معتقدات بعيدة عن اي دين !

و تحدثت الرواية عن هذه الاحداث المعاشة في الواقع بطريقة سلسة و معبرة و أسرتنا مع الشخوص و ترابطها مع الزمان و المكان ... مع الحجر و الشجر و الطير
حتى اذا حزن احدها حزنا لحزنه ... و اذا ماتت ، مات جزء منا معها

لي عودة للوقوف على الرواية بشكل مفصل .. لكن وددت ان اكتب بعض الكلمات التي حلت علي فور اكمالي لها من قليل و تركتني في صمت و ذهول لتلك الطبائع و القلوب البعيدة كل البعد عن البشرية

لي عودة