الموضوع: سماء العزلة
عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 05-20-2017, 02:00 PM
 
الفصل الخامس

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/20_05_1714952776403462.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:60%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


في الظهيرة في دار النشر لم تتوقف الهواتف عن الرنين و الملفات عن الانتقال و الأشخاص عن الحركة القسم مليء بالفوضى عند جينجر التي تتحدث عبر الهاتف بعجلة تنهدت بعد انتهاء تلك المكالمة الطويلة نظرت للمكتب الفارغ بالقرب منها لتطلق تنهيدة جديدة اقترب جون منها ليقول: مرحبا جينجر ألم تتصل بك تولاي بعد؟
قالت جينجر: لا لم تفعل أنا قلقة عليها بعض الشيء
تنهد جون بهدوء لتنظر إلى وجهه القلق رسمت ابتسامة ظريفة على شفتيها لينظر إليها بشيء من الارتباك رن الهاتف الموضوع على مكتب تولاي اقترب جون منه ليحمل السماعة و يضعها على أذنه ليقول: مرحبا هذا مكتب الآنسة لوريجن
قال المتصل: آه مرحبا بالتأكيد أنت لست هي
قال جون: أجل هي لم تحضر اليوم
قال المتصل: ماذا؟ اعتقدت أنها مشغولة بالعمل لذلك لم تجب على اتصالاتي
قال جون: هل يمكنني إيصال رسالة لها؟
قال المتصل: لا عليك شكرا على إخباري بذلك
أغلق الخط ليعيده لمكانه و يقول: لا تجيب على هاتفها يبدو أن شيئا ما قد حدث لها
قالت جينجر: لا أظن ذلك فهي فتاة حذرة
تنهد كلاهما مجددا ليعودا لعملهما عند تولاي فتحت عينيها المتعبتين بهدوء لتواجه سقف غرفتها الهادئة نظرت للساعة القريبة منها لتجدها الثالثة و النصف مساء رفعت جسدها بهدوء من السرير لتحمل هاتفها و تتصل بجون رفع الخط على الفور ليقول بنبرة قلقة طغت على صوته النحيل بعض الشيء: أأنت بخير تولاي؟
قالت تولاي: أجل فقط أصبت بالمرض من الحفلة الموسيقية بالأمس
تعجبت التنهيدة المرتاحة التي صدرت منه ليقول: اعتقدت أن شيئا ما قد أصابك
قالت تولاي: أنا بخير آسفة لأنني لم أحضر اليوم قد أخذ يوم غد أيضا إجازة قصيرة
قال جون: حسنا سأخبرهم بذلك إن احتجت لشيء ما أخبريني به حسنا؟ إلى اللقاء
أغلقت الخط لتضع الهاتف على السرير و تنهض لتغادر للحمام استحمت بهدوء لترفع شعرها بشريطة زرقاء داكنة بشكل دائري أخرجت من الدرج البني نظارة طبية مزينة بشرائط زرقاء صغيرة على أطرافها تدلت منها سلسلة معدنية نحيلة و ارتدت تنورة واسعة بيضاء اللون و بلوزة زرقاء داكنة بأزرار دائرية بيضاء و شريطة بيضاء أحاطت المعصم و حذاء أزرق داكن بكعب عالي غادرت شقتها لسير بهدوء وسط جموع الناس المحدقة بها باستغراب وصلت لبوابة حديدية كبيرة أوقفها الحرس لتنظر لوجههما بهدوء اقترب الأول منها ليقول: أرجو المعذرة يا آنسة لكن لا يسمح لك بالدخول بلا إذن مسبق
أخرجت المسدس الفضي الخاص بها لتطلقه على رأسه سقطت جثته بهدوء ليقترب الآخر من جرس الإنذار لتوقفه عن الحركة بتلك الرصاصة سارت في الممر الطويل و العريض وصلت للباب الرئيسي للمنزل الكبير قرعت الجرس ليفتح الباب رجل كبير في السن نظر إليها بهدوء ليقول لها: آنسة كاسي صحيح؟
قالت تولاي: أجل
قال الرجل: لقد كان السيد في انتظارك
ابتعد عن طريقها لتدخل المنزل أغلق الباب الأبيض الكبير خلفها ليسير أمامها بضع خطوات صعدا الدرج بهدوء توقفا أمام تلك الفتاة التي تثرثر مع الخادمة المبتسمة خلفها لتقول: مرحبا ألفرد من هذه؟ لا تقل أنها معلمة خاصة أخرى
انحنت تولاي لها بهدوء لتقول: اسمي هو كاثرينا كاسي آنستي سأعمل مساعدة للسيد
قالت الفتاة بنبرة متعجرفة و نظرات فاحصة: أجل أجل ستتحولين من مساعدته لفتاته جميع من سبقك كان كذلك لكنك غريبة جدا ملابسك سخيفة و لا تضعين مساحيق تجميل لن تعجبيه أبدا
قال الرجل: آنستي أرجوك عليها مقابلة السيد
قالت الفتاة: أيا كان شيء واحد بعد
اقتربت منها الفتاة لتهمس في أذنها بسخرية: مفاتنك ليست مغرية أبدا ستندمين عليها
ابتعدت عنها لترسم ابتسامة راضية عن كلماتها التي لم تؤثر في تعابير تولاي التي أفرغت ثلاث رصاصات واحدة في صدرها و أخرى في صدر الخادمة و أخيرة في صدر الرجل أكملت سيرها في ذلك الممر الطويل لتتجه لمكتب ذلك الرجل طرقت الباب بهدوء ليقول: تفضل
دخلت الغرفة ليرفع رأسه عن المستندات التي وضعت على طاولته السوداء رسم ابتسامة جميلة على شفتيه ليقول: اعتقدت بأنك نسيت موعدنا آنسة كاسي تفضلي بالجلوس
اقتربت من مكتبه بهدوء لتقول: أنا لم آتي هنا للجلوس سأجعلك تذوق الألم الذي عشته لفترة طويلة
نظر إليها باستغراب من كلماتها التي لم يفهم معانيها الخفية أخرجت ذلك المسدس الفضي لتتوسع حدقتا عينيه المصدومتين نهض جسده بهدوء عن الكرسي المتحرك ليتراجع للخلف ليقول: ماذا تريدين مني؟
قالت تولاي: قتلت عشيرتي قبل زمن طويل لن أسامحك على هذا أبدا
زادت تلك الكلمات صدمته بحث عن شيء ما فيها ليعرف إلى أي عشيرة انتمت هذه الفتاة باردة الأعصاب لمح النقوش الأرجوانية على المسدس ليقول: أنت لا تنتمين إلى أي عشيرة حتى من تكونين؟
أغلقت عينيها بهدوء لتفتحهما بعد فترة من الوقت نبضات قلبه المرتعبة زادت مع رؤية اللون الأخضر الذي زين عينها اليمنى أطرافه بدأت في الارتعاش ليقول بارتباك و خوف: لا أعرف من تكونين حقا لكنني لم أتورط قط في قتل عشيرتك
قالت تولاي: أجل سيد روك ماني لم تتورط في قتلهم لكنك قتلت والدتي بيديك لا زلت أذكر وجهك جيدا
لم تتحمل رؤية أنفاسه الهاربة منه لتضغط الزناد لتريح رئتيه المتعبتين من أخذ الأكسجين تلك الرصاصة دوى صوتها في المكان معلنا بداية مجزرة مخيفة في وضح النهار غرق جسدها في دماء قاطني ذلك المنزل الكبير لم ترف عينيها أو تتردد أثناء قتل أي فرد منهم عادت لمنزلها مع انتصاف الليل لتغسل تلك الدماء عن جسدها لتتذكر مشاهد حفرت في ذاكرتها غادرت الحمام لتشرب كوب دافئ من الحليب المحلى بالعسل رن هاتفها في غرفة نومها حيث تركته حملته لترفع الخط و تقول: مرحبا جينجر
قالت جينجر بنبرة طغت عليها السعادة و المرح: سعيدة لسماع صوتك أخيرا تولاي سمعت بأنك ستأخذين يوم غد إجازة أأنت بخير؟
قالت تولاي: أصبت بالبرد لقد بقيت في المطر لفترة طويلة يوم أمس
قالت جينجر: ماذا؟ حالتك ليست سيئة جدا أليس كذلك؟
قالت تولاي: لا أنا بخير سأعود للعمل قريبا
قالت جينجر: لقد شعرت بالوحدة حقا بدونك هنا آه صحيح لدي خبر لك
قالت تولاي: أنهيت عملك مع الكاتبة الجديدة؟
ضحكت جينجر بمرح شديد لتقول: لا خبر من نوع آخر
مرت لحظة صمت لتتنهد جينجر و تقول: أنا حامل في شهري الثاني
قالت تولاي: مبارك لك جينجر
قالت جينجر بنبرة مستسلمة: ألا يمكنك أن تكوني سعيدة لأجلي و لو قليلا تولاي؟
ابتسمت تولاي بهدوء لتقول: أنا سعيدة لأجلك حقا جينجر
قهقهت جينجر بمرح على ردها لتعتذر إليها و تغلق الخط ألقت بهاتفها على السرير لتضع جسدها المرهق عليه مضى يوم واحد فقط قبل أن تبدأ الصحافة التحدث عن مجزرة قصر روك ماني في دار النشر حيث كان الجميع يتحدث عن ذلك الخبر قطع ثرثرتهم عنه دخول توم للقسم بابتسامة لطيفة و هو يحمل باقة ورد بيضاء متوسطة الحجم احتشدوا من حوله يحدثونه و يطلبون توقيعه بالرغم من الابتسامة الجميلة التي علت وجهه إلا أنه لم يحب كل هذا ليقول: أتيت لأجل العمل لذا أرجو المعذرة
أزاحهم عنه بتلك الكلمات لكن نظراتهم لا تزال تلاحقه منتظرين المكان الذي سيتوقف عنده وقف خلف تلك الفتاة المشغولة جدا بعملها لتتسع ابتسامته انحنى قليلا بالقرب منها ليمد الباقة أمامه ليجذب ناظريها التفتت إليه بعينيها الهادئتين كالعادة ليقول بمرح: مرحبا آنسة لوريجن سعيد لعودتك سالمة
لم تجبه بأي شيء ليعتدل في وقفته منتظرا إجابة و لو قصيرة منها لتنهض من كرسيها المتحرك و تنظر للباقة التي وضعها على مكتبه لتقول: أرجو المعذرة لكنني لست مهتمة بهذا و لديّ الكثير لإنجازه شكرا لقدومك لهنا على كل حال
انحنت له بطريقة مهذبة لينظر إليها بعينيه المتوسعتين كما بقية الموجودين الأجواء الهادئة في المكان وترت القلوب أكثر اعتدلت في وقفتها لتحمل الملف الموضوع على مكتبها لتنحني إليه من جديد و تغادر ذلك المكان أفاق من ذهوله على صوت جينجر التي قالت: أعتذر بالنيابة عنها سيد كوين أتمنى بأنها لم تقم بإزعاجك
رسم ابتسامة لطيفة و سعيدة على وجهه ليغادر هو الآخر وسط أنظار الناس المشفقة عليه صعد المصعد لتمحى تلك الابتسامة فور غلق الأبواب ليسند جسده على المصعد و يطلق تنهيدة عميقة ليقول: هكذا إذا آنسة لوريجن هذا كان مؤلما لكنني لن أتوقف هنا فقط
اتسعت ابتسامة أسعد من سابقتها على وجهه المستمتع بالأمر عند تولاي التي عادت بعد نصف ساعة لتجلس على الكرسي المتحرك الخاص بها لتقول لها جينجر: لقد كان هذا تصرفا غير لائق تولاي لقد قدم السيد كوين إلى هنا لقلقه عليك
قالت تولاي و أصابعها تتحرك على لوحة مفاتيح الحاسوب بسرعة: الأمر ليس كذلك و حسب هذا النوع من الأشخاص مزعج سترين قريبا
نظرت جينجر إليها باستغراب قدم إليهما جون بابتسامته المعتادة ليقف خلف تولاي و يقول: اعتقدت أن السيد كوين هنا
قالت جينجر: لقد غادر منذ نصف ساعة تقريبا
قال جون: ماذا؟ هناك الكثير من الأشياء لنتناقش فيها بشأن قصته الجديدة
نظر لتولاي التي أبدت عدم اهتمام كبير بالأمر ليبتسم و يقول: أعرف أنك مشغولة الآن لكن هلا أوصلت له الرسالة؟
توقفت أصابعها عن الحركة ليترقبا إجابتها في ذلك الصمت لتقول: سأفعل فقد أنهيت عملي هنا على أي حال
تنهد جون بارتياح شديد لتكتم جينجر ضحكتها على تصرفه أخبر تولاي بكل شيء و أعطاها بعض الكتب لتوصلها ارتدت معطفها الأسود و غادرت المكان لعنوان السيد كوين وصلت لهناك ليفتح الجرس على الفور تفاجئ في البداية لكنه سرعان ما ابتسم و قال: أهلا بقدومك آنسة لوريجن لم أكن أعرف بقدومك أحدث أمر طارئ؟
قالت تولاي: أجل لذا أرجو ألا أكون قد قاطعتك
ابتسم لها بمرح لتدخل المنزل عند كايت الواقف أسفل المطر الغزير يحدق بالسماء المظلمة أغمض عينيه بارتياح ليقول بصوت أقرب للهمس: اشتقت إليك كاثرين
أنزل رأسه بهدوء لتنزل قطرات المطر من خصلات شعره المبتلة تماما عادت نظراته الباردة فور سماعه صوت المخرج يقول: انتهى التصوير
هرع مدير أعماله إليه و هو يحمل مظلة بيضاء كبيرة و منشفة زرقاء داكنة ليقول له: أحسنت عملا كاي لقد كان هذا رائعا حقا
لم يجبه كايت بأي شيء ليسير معه أسفل تلك المظلة حتى صعد سيارته ليغادر للمنزل قاد سيارته وسط المطر في طريق عودته لمنزله رن هاتفه لينظر لاسم المتصل بشيء من البرود ليتنهد و يرفع الخط قال المتصل بمرح: مرحبا عزيزي كايت أأنهيت عملك؟
قال كايت: أجل منذ قليل عائد للمنزل
قال المتصل: هذا رائع للغاية فنحن في انتظارك سنقيم حفلا بمناسبة عودة لاري من عمله الطويل
قال كايت: ربما أتأخر قليلا
قال المتصل بصوته المرح: لا بأس المهم أن تأتي فنحن مشتاقون إليك
أغلق الخط ليتنهد من جديد أوقف السيارة أمام تلك الإشارة الحمراء الطويلة الشارع تقريبا خال من الأشخاص و السيارات بدت المنطقة مهجورة من أي حركة أو ازدحام وضع رأسه على المقود ليغمض عينيه قليلا ليسمع صوت السيارات من خلفه رفع رأسه ليقود سيارته بهدوء وسط ذلك المطر أوقف سيارته على رؤية ذلك الشخص الجريح الذي يسير على الرصيف القريب منه توسعت حدقتا عينيه لرؤية تلك الدماء تتدفق من جرح عميق في بطنه غادر السيارة بسرعة ليقترب من ذلك الشخص و يقول: أأنت بخير؟ ماذا حدث لك؟
توقف ذلك الشخص عن السير لينظر لكايت بنظرات خائفة مرتعبة اقترب منه ليمسك قميصه بكلتا يديه و يقول: لقد قتلهم جميعا لم يبقى أحد من عائلتي قتلوا جميعا
فقد الوعي ليسقط جسد ذلك الصبي بين أحضان كايت تلطخت ملابسه بدماء الصبي اتصل على الشرطة قبل أخذه للمشفى تفاجئ المتواجدون هناك من الشخص الذي يحمله كايت أخذه الأطباء المتواجدون لغرفة العمليات على الفور وصلت الشرطة لتقوم بتحقيق صغير مع كايت المذهول من الموقف لم ينقضي الكثير من الوقت حتى عرفت الصحافة بالأمر و أسرعوا في نشر الخبر جلس كايت بهدوء في غرفة انتظار بعيدا عن ضوضاء الصحافة رن هاتفه بضع مرات أثناء انشغاله بالتفكير نظر لهاتفه ليرى اسم والده رفع الخط ليقول: مرحبا أبي
قال الوالد: أهلا بني أكل شيء على ما يرام؟ لقد وصلتنا الأخبار توا
قال كايت: أنا بخير فقد عثرت على الصبي في منتصف الطريق و أحضرته للمشفى
قال الوالد بعدما أطلق تنهيدة عميقة: كنا قلقين عليك سأرسل لويس لاصطحابك لابد أن الصحافة قد ملئت المشفى في انتظار معرفة الحقيقة
قال كايت: لا عليك أريد الاطمئنان على الصبي
قال الوالد: حسنا أطلعنا على جديدك لاحقا
أغلق الخط ليغمض عينيه و يرجع رأسه للخلف تلك الدماء التي رآها من قبل سحبت ذكرياته القابعة في سرداب عقله للأعلى وضعت تعابير متألمة حزينة على وجهه الهادئ "وقف كايت الصغير أمام بركة الدماء النابعة من جسد والدته الملقاة على الأرض ثيابها البيضاء قد غمره اللون القرمزي للدماء بشرتها البيضاء الشاحبة ازدادت شحوبا جثى على ركبتيه ليزحف وسط تلك البركة ملوثا نفسه توقف أمام جسدها ليهزه و يقول بصوته الطفولي الباكي: أرجوك أمي ردي عليّ أرجوك
فتحت تلك السيدة عينيها ببطء شديد حركت رأسها بهدوء لجهة صوت طفلها الوحيد رسمت ابتسامة لطيفة على شفتيها لتضع يدها على وجنته الدافئة مقارنة بجسدها غادرت تلك الدموع عينيها لتقول بصوتها الهادئ: ماما لم تكن قوية كفاية لحماية نفسها لذا كن قويا حتى لا تصبح مثلي....أحبك كثيرا كايت
سقط ذراعها النحيل على الأرض كما اختفت تلك الابتسامة من وجهها لم يتمالك كايت نفسه صرخ مناديا باسمها طالبا إليها العودة بلا فائدة حضر والده و زوجته الثانية ليشاهدا المنظر البشع الموجود أمامهم أغمي على الزوجة الثانية من هول الموقف بينما أسرع الوالد في أخذ كايت بين أحضانه" فتح عينيه المقابلتين لسقف الغرفة الزرقاء الفاتحة تذكر الأحداث الذي جلبته لهذا المكان نظر للباب الذي صدر من خلفه ضجة الصحافة و الحراس المحاولين إيقافهم نهض من الأريكة البيضاء ليتجه نحو الباب فتحه بهدوء ليصمت الجميع متفاجئين من مظهره نظر لوجوههم مختلفة التعابير المعلقة به ليتنهد و يقول: أرجو المعذرة هذا المكان مشفى و يوجد مرضى نائمون سأجري أي مقابلة معكم بشأن الأمر غدا غادروا الآن
أنهى كلماته ليغادر المكان وقف أمام موظفة الاستقبال التي بدأت أحلام اليقظة الخاصة بها قال بهدوء: كيف هو حال الصبي؟
قالت الموظفة على عجل و هي تبحث بين الأوراق الموضوعة على الطاولة: آه الصبي أجل هو بخير الآن لكنه لم يستفق بعد
رفعت بصرها إليه بتلك العيون الخجولة لتصطدم بالأعين الغير مبالية بتصرفاتها اتجاهه أخرج من جيب سترته بطاقة أعماله ليضع على المنضدة الزرقاء ليقول: لو حدث أي شيء أرجو أن تتصلوا بي أولا بالنسبة لتكاليف علاجه سأتكفل بها
غادر المشفى وسط أضواء الكاميرات المراقبة له صعد سيارته ليقودها للمنزل ليوقفها في موقف السيارات دخل المنزل ليرى الجميع في انتظاره هناك بوجوههم القلقة اقتربت الوالدة منه لتعانقه و تقول: حمدا لله أنك بخير كايت كاد قلبي أن يتوقف
نظر إليها بنظراته الباردة المعتادة لتبتسم له بلطف قال الوالد: اعتقدت أنك ستأخذ الكثير من الوقت هناك
قال كايت: لم تسأل الشرطة الكثير لذلك عدت...سأذهب لغرفتي الآن
صعد الدرج بهدوء ليذهب لغرفته تنهد الوالد بارتياح لينظر إلى البقية و يقول بابتسامة مرحة: هيا جميعا لغرفكم فغدا يومكم الأول في المدرسة
قالت إحدى الفتاتان: لكن أبي لا نشعر بالنعاس
قال أحد الفتية: أجل لنلعب قليلا
قالت الوالدة: هيا استمعوا إلى والدكم يا أولاد
أرخوا أكتافهم باستسلام ليتجهوا لغرفهم كما فعل الوالدين أيضا نظرت الوالدة لزوجها الهادئ على غير العادة اقتربت منه لتأخذ يده بين أحضانها و تضع تلك الابتسامة الجميلة على شفتيها لتلفت انتباهه نظر إليها بهدوء ليمحو تلك التعابير الهادئة عن وجهه الغير معتاد عليها لتقول له مدعية الحزن: ألم أعد جميلة بنظرك عزيزي؟ أم أنك وجدت فتاة أجمل مني في إيطاليا؟
قهقه الوالد بمرح و قبل جبينها بلطف ليقول لها بابتسامة جميلة: بالتأكيد لا حبيبتي لا توجد فتاة أجمل منك و لو وجدت بالتأكيد لن تأسر قلبي كما فعلتي
ابتسمت له بمرح ليدخلا غرفتهما و يناما كما فعل باقي أفراد العائلة



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
]





[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس