عرض مشاركة واحدة
  #89  
قديم 06-09-2017, 04:47 AM
 




المقتطف فتنةةةةة
الولد سحرني
نزلي الرواية فوراً



" ارجوك امهلني بعض الوقت إلى ان ابدأ في التمثيل واستلم المال "
كُنت ألاحق صاحب المنزل محاولةً إقناعه بالصبر عدة ايام لأدفع له الإجار فـ بالكاد قد حصلت على القبول في العمل ممثلةً لأحد شخصيات المسلسل ، ولكنه أبى وزمجر في وجهي بغضب بملامح المليئة بالتجاعيد والشيب
" لا .. لا مزيد من الوقت "
شعرت وكأني ارتديت عشرة أمتار للخلف بسبب التفاته وزمجرته في وجهي فجأةً أمام المارة اللذين باتت أعينهم تراقبني
أخذت نفساً عميقاً وابتلعت الألم لأقول قبل ان يكمل طريقه
" ارجوك لا يوجد هناك مكان أذهب إليه .. فقط أمهـلـ ..."
قاطع كلامي برفع كفه الكبير أمام وجهي بحركة أمر للتوقف عن الكلام
" هذه ليست مشكلتي ، عليكِ إفراغ المنزل خلال أسبوع وإلا سأطلب الشرطة لترميكِ خارجاً مع أغراضك "
زممت شفتي السفلى بحرقة لهذا الذل الذي اتعرض له وأنا بلا حول ولا قوة
" ولكن ... "
حاولت ان أوقفه قبل ان يستدير ولكنه قد دفعني بعنف ووحشية قائلاً بحدة
" ألا تفهمين ؟ اغربي من هنا "

لقد رحل فعلا وقد تحتم علي فقدان الذكرى الوحيدة من والداي ، الشيء الوحيد الذي أملك ! حتى الذكريات يسلبونها مني .
أطال والدي في غيبوبته إلى الان ، ورحلت والدتي عن الحياة في حادثٍ شنيع ، وهكذا أقضي حياتي في العمل لدفع تكاليف المستشفى لوالدي وإيجار المنزل من جهة أخرى.
لملمت ما تبقى من كرامتي وابتعدت عن المكان فقد باتت تمتمات الناس حولي تخترقني وتقتلني.
سمعت صوت معدتي تزقزق جوعاً وضعفاً طالبة التمويل والطعام فتوجهت ناحية البائع ليتوقف عقلي عند الأسعار الخيالية ولست أملك مالاً كافياً
اشتريت بضع تفاحات وهممت بالرحيل.
مشيت في الطريق شاردة في الفراغ لا عقل ولا تفكير ، وعي بعيد جداً وتعب مُهلك ..
اصطدمت فجأةً بجسد متصلب كان يسير من أمامي وأكاد اجزم بأن اضلعي تكسرت
" ألا تنظرين أمامكِ ! "
كدت ان أجيب على حدته ووقاحته ولكن انتبهت بأن كيس التفاح قد سقط مني وتدحرج التفاح نحو طريق السيارات ، عقلي على وشك التجمد فركضت مسرعةً ألتقط التفاح دون ان آأبه للسيارات المسرعة
فواجهت أضواء الشاحنة المسرعة نحوي وانا منخفضة منشغلة في لملة ما سقط مني ..
امتدت تلك الذراع وسحبتني في اللحظة المناسبة قبل ان أُهرس تحت أقدام الشاحنة كما كان مصير التفاح الذي أصبح مهروساً.
" هل انتِ مجنونة ؟ "
دفعته عني بغضب قائلة " دعني وشأني كل هذا بسببك "
واخيراً قد نظر إليه بمظهره الراقي بشعره المبعثر بترتيب فائق وسماعات الموسيقى في أذنيه يبدو كالمراهق ولاسيما في الزي الرياضي ولكن كأن في داخله شخصٌ واعي ظاهر في عينيه ، لقد كان الشخص ذاته الذي اصطدمت به منذ قليل
لاحظت العقدة التي تشكلت عند جبينه قائلاً وقد بدأ كلامه بتلعثم بسيط بسبب عصبيته
" اسمعي .. إن كنتِ تريدين الانتحار فلا تُحملي أحد ذنبكِ ، فهمتي ؟ "
" ماذا ؟ "
رفعت نظري للأعلى وبعيداً عنه بنفاذ صبر
" أنا لا أصدق "
نظر لي بطرف عين واكمل طريقه ذاهباً بعد ان رمى لي كلمة باردة أثارت جنوني " سخيفة. "


نعم هذا الشخص الذي قابلته في ذاكرتي هو الان يقف أمامي في مشهد قصير وقد اندهش كلانا من كوننا الثنائيات من أبطال المسلسل المشؤوم ، الطالبين في مدرسة الثانوية يقعون في الغرام بكل مراهقة وطفولية ؛ أجزم بأن هذا المخرج مجنون لأختيارنا معاً في هذه الشخصيات فـ كلانا لا نطيق بعضنا ونواصل الشجار في اوقات الاستراحة
ولكن مالم أكن اتوقعه ابداً هو أن تصبح مشاعري حقيقة !

لقد كان المشهد المصدم :

" لا تحدثني مجدداً "
" لحظة اسمعيني فقط "
" لماذا أنت اناني للغاية ! لماذا تقف في طريقي ؟ "
" توقفي "
دفعني بخفة نحو الجدار الذي خلفي ليوقفني عن السير أمامه وتجاهله ؛ اقتربت ملامح مني فجأةً وغطت خصلات شعره عينيه ليقول في همسة دافئة
" هذا لأني أحبكِ "

تجمدت في مكاني عند هذه اللحظة ولقد خفق قلبي بجنون حتى ان ذاتي لم أعد اتحكم بها واضبطها ولقد اضطربت كلياً ، شردت به ولقد بانت لي عيناه المخمليتان وقد نسيت ما يجب ان أفعله او ما يجب ان أقوله حتى ! شعوري هذا حقيقياً وليس تمثيلاً
أنقذني صوت المخرج وهو يأمر بإيقاف التصوير لإنتهاء المشهد ...

مقطع من روايتي الجديدة " خارج عن السيناريو "
__________________

يا رفاق ،ترقبوا ، زمن من المفرقعات قادم!

┊سبحان الله ┊ الحمدلله لا إله إلا اللهالله أكبراستغفر الله
هل لديك ما تخبرني إياه ؟| مدونتي | معرضي

التعديل الأخير تم بواسطة .FIRE ; 06-18-2017 الساعة 06:08 AM
رد مع اقتباس