عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-25-2017, 08:13 AM
 
آلماسية : " تحت شجرة الصفصاف "

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://up.harajgulf.com/imagef-149834098949397-png.html');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




وصلتني مشاعرك



كانَ جَالساً تَحتَ شَجرةِ الصَفصاف ، لَمَحتُُه مِن بَعيد واضعاً رأسه بينَ رُكبتيه .

ومحتضناً إياهُما ، كَثافة الشَجرة وظِلُها يَجعلُ الرؤيَة غَيرَ واضحةٍ البتة .
إقتربتُ نحوه بِخطواتٍ مُتثاقلة ، بَدأتُ أدخلُ ضِمن حُدودِ الظل ،
بَعضُ الثغراتِ من تلكَ الشجَرة جعلتْ أشَعة الشمسِ تتَسللُ نَحو شَعره البُني لتَزيدهُ بَريقاً،
كما جَعلتْ رِدائه الأسود يَبدو واضحاً، رفَع طَرفه نَحوي ،
رَمقني بنظرَة غَريبة بِمعنى مالذي تفعلينه هنا ، ابِتسمت عَلمت حينها أن ردة فعله سَتكون هكَذا .
وقَفَ وما هي إلا بِضع خطواتٍ مني ومنه حتى أصبَحنا قُبالة بعضنا
لم أتمالك نَفسي ، لم أشعر الا وأنا اُعانقه ، كنتُ ألف ذراعيَّ حول خَصره
لكن هذه المرة تَلامست اطرافُ أنامِلي مع بعضِها ، عَلمت حينها كم اتعبه المرض
واصبح نحيلاً.
تلك التي يطلقون عليها الدموع بدت حارقة على وجنتيّ ،
قد شعر بالبلل على ثيابه وضع يده على كتفي ليبعدني عنه ، قرب وجهه مني ، حتى شعرت بأنفاسه
قبَّلَ جبهتي :
- كفي عن البكاء يا بلهاء ، هيا تعاليّ معي .
سحب يدي وأخذ بالسير إالى الشجرة نفسها ،
جلس وأجلسني بجواره
أفلت يدي من يده واضعاً أياها على كتفي ليسحبني ، أسند رأسي على كتفه
ساد الصمت لوهلة الوضع أصبح مملاً ، تفوه بما كان يريده :
- لمَّ أتيتي إلى هنا ؟
- أليس هذا واضحاً ، لقد أشتقت لك ،لم اعد اطيق الحياة .
- أريد أن أكلمك كما في السابق .
- لا بأس أنا هنا الأن ، بوحي بما تريدين ، سأسمعك ...
- أممممم ، حسناً، ليس شيئا ًمحدد سوى أنني أشعر بالفراغ ....
أنا مجرد جسد بلا روح هناك ، أريدك ان تعود .
- أنت تعلمين أن هذا مستحيل ، كيف لي أن اعود ، لقد انتهى وقتي عندكم ،
عليك أن تعيشي أنسي أمري ، أنت تعذبين نفسك فقط .
- مالذي تتفوه به ، كيف عساي أن انساك مضى وقت طويل منذ رحيلك
لكنني ما زلت أشعر بألالم يزداد كل يوم ، لا زال طيفك يسير بجانبي لكني لا أراه
لا تعلم كم هو شعورٌ قاس....ٍ
- توقفي ، أنت تأذيني بهذا الكلام ، تعلمين ﻻ حيلة لي.
أبعدت رأسي من كتفه ونظرت إالى قدميه الممدتين فوضعت رأسي عليهما
رفعت يدي وأخذت انثر خصلات شعره ، وارى انعكاسها في عينيه
كان واجماً بلا حراك ، أطال النظر في وجهي ، أبعد يده من رأسي .
- كفي عن نثر شعري يا فتاة .
- لا أريد ، انه شعور رائع ، أتعلم لم اتوقع انني سألتقيك هنا ، كان احتمالاً ضعيفاً
لكنني تمسكت به ، وها انت ذا أمامي ، كيف المكوث هنا؟
- كما ترين لا شيء سوى شجرة الصفصاف هذه ﻻ يحق لي الإبتعاد أكثر .
أزحت بيدي الشعر المسدول على رقبته لأرى ندباً .
- ما هذا ؟ لمَّ؟
- لا تقلقي حاولت مرة تسلق شجرة الصفصاف هذه فنتهى بي المطاف ارضاً
كنت ارجو ان ارى شيئاً على المدى .
- كيف سأعود ؟أريدك معي .
- رحماك ربي ، كم مرة عليّ أن اخبركِ أن هذا مستحيل ، من تفارق روحه جسده
لا يعود مطلقاً.
رأى الدموع تتلئلئ في عيني كانت نبرته حادة قليلاً .
لا أستطيع وصف ملامحه عندما رأني اوشك على البكاء
كان كالأم تحاول اسكات طفلها بأيةِ طريقة .
ابتسامة منه فقط منعت إنسكابها أخذ يمسح بأبهامه بقايا
الدموع من عينيّ حتى إن إبتسامته مكسورة ، تحكي آهاتٍ كثيرة .
رفع رجله ليرفع رأسي ، نهضت لاصبح قبالة وجهه مباشرةً ،
نظرت في عينيه
لم أرَ هذه النظرة من قبل عجزت عن تفسيرها ،
لم أشعر الا بيدٍ دفعت رأسي نحو كتفه ، حتى أنني احسست بأنامله الباردة تحيط بي
أجل كان يعانقني أنها المرة الاولى فعند مجيئي أنا من عانقته ،
لفتت أسماعي صوت تنهدات بكاءه ألهذا كان يضمني ، ﻻ يريد مني أن رؤية دموعه
شعرت برغبة ملحة أن ارى وجهه الباكي ، عرفته بكبريائه
هل يعقل ان يكسره أمامي وقتها أيقنت بمكانتي عنده ، طرقت أسماعي كلماته الممزوجة بألالم :
- لقد أشتقت لك ايضاً ، ﻻ تعلمين كمية الحرقة التي تعتليني اريدك أن تبقي معي للأبد ..
لكن أبدي انتهى مسبقاً .... اوصيتك بالقوة وها انا ذا لا اتبع ما اوصي به
كوني بخير .
اخر ما رأيته منه عيناه مع القليل من الدمع ووجنتين متوردتين، بشرة شاحبة
وكف تلوح لي وداعاً.
هذه اخر ثانية قبل أسيقاضي من النوم ، كان أروع حلم ٍ رأيته وسأراه.
-
بالنسبة لي الربيع الذي يخلو من ، ضحكاته ، ذكرياته معي ،
مهما كان موشاً بالألوان من أزهار ، وأشجار واشياء اخرى ، انا ﻻ اريده .


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة آميوليت ; 06-30-2017 الساعة 06:00 PM
رد مع اقتباس