عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-23-2008, 12:11 AM
 
رد: `~(ظهور المسيح الدجال في باكستان ..

فضيلة الشيخ ..

سلام الله عليكم ورحمة منه وبركاته ..

وأعتذر مجدداً على إزعاجكم ولكنني لحوحة وأتمنى أن أجد إجابة هذا الأمر فقد أوقعني في حيرة، خاصة وقد استمعت لأحد المشائخ الفضلاء الثقات ينفي بشرية الدجال دون أن يوضح ماذا يمكن أن يكون إذن

وهل يمكن أن تشتمل نصوص الشرع على الرمزية إلى هذه الدرجة ..؟!! عذراً ولكنني أبحث عن إجابة مقنعة في رد أو اثبات ما سأنقله لفضيلتكم هنا ...وأرجو أن يكون عاجلاً ..

أرجو تفهمكم حفظكم الله ..



الجواب/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

قد ثبت في صحيح مسلم أن الدجال مربوط في جزيرة في البحر ، وهو مُسلسل مُصفّد بالسلاسل ، ولا يُفك ولا يخرج إلا إذا حان وقته وأذن الله في خروجه .

والدجّال يخرج من جهة المشرق ، وفي صحيح مسلم من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي رضي الله عنه أنه قال : يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة .

وأما خبر الجساسة فقد رواه مسلم من حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها ، قالت رضي الله عنها : فلما انقضت عدتي سمعت نداء المنادي منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم يُنادي :

الصلاة جامعة ، فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته جلس على المنبر وهو يضحك ، فقال : ليلزم كل إنسان مصلاه ، ثم قال : أتدرون لم جمعتكم ؟

قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأن تميماً الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم ، وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال ، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام فلعب بهم الموج شهرا في البحر ، ثم أرفؤا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس ، فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة ، فلقيتهم دابة أهْلَب كثير الشعر لا يدرون ما قُبله من دُبره من كثرة الشعر ، فقالوا : ويلك ما أنت ؟ فقالت : أنا الجساسة . قالوا : وما الجساسة ؟

قالت : أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدَّير ، فإنه إلى خبركم بالأشواق . قال : لما سَمَّتْ لنا رجلا فَرِقْنَا منها أن تكون شيطانة . قال : فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدَّير ، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا ، وأشده وثاقا ، مجموعة يداه إلى عنقه ، ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد . قلنا : ويلك ما أنت ؟ قال : قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم ؟ قالوا : نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم فلعب بنا الموج شهرا ، ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها ، فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهْلَب كثير الشعر لا يدرى ما قبله من دبره من كثرة الشعر ، فقلنا : ويلك ما أنت ؟

فقالت : أنا الجساسة . قلنا : وما الجساسة ؟ قالت : اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير ، فإنه إلى خبركم بالأشواق ، فأقبلنا إليك سراعا ، وفزعنا منها ، ولم نأمن أن تكون شيطانة . فقال : أخبروني عن نخل بيسان ؟ قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : أسألكم عن نخلها هل يُثمر ؟ قلنا له : نعم . قال : أما إنه يوشك أن لا تثمر . قال : أخبروني عن بحيرة الطبرية ؟

قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : هل فيها ماء ؟ قالوا : هي كثيرة الماء . قال : أما إن ماءها يوشك أن يذهب . قال : أخبروني عن عين زُغَر ؟ قالوا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : هل في العين ماء ؟ وهل يَزرع أهلها بماء العين ؟ قلنا له : نعم هي كثيرة الماء ، وأهلها يزرعون من مائها . قال : أخبروني عن نبي الأميين ما فعل ؟ قالوا : قد خرج من مكة ونزل يثرب .

قال : أقاتله العرب ؟ قلنا : نعم . قال : كيف صنع بهم ؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه . قال لهم : قد كان ذلك ؟ قلنا : نعم . قال : أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه ، وإني مخبركم عنى ، إني أنا المسيح ، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة فهما محرمتان عليّ كلتاهما ، كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما استقبلني ملك بيده السيف صَلْتا يصدّني عنها ، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها .

قالت فاطمة بنت قيس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن بمخصرته في المنبر : هذه طيبة ، هذه طيبة ، هذه طيبة . يعني المدينة . ألا هل كنت حدثتكم ذلك ؟ فقال الناس : نعم . فقال : فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ، ألا أنه في بحر الشام ، أو بحر اليمن . لا بل من قبل المشرق ، ما هو من قبل المشرق ، ما هو من قبل المشرق ، ما هو وأومأ بيده إلى المشرق . قالت : فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وهذا الحديث رواه مسلم ، وهو صحيح بلا ريب ..وأنكره بعض المعاصرين بحجة أن العلم اليوم توصّل إلى معرفة كل شبر على الأرض !

وأقول : هذا ليس بصحيح ، ولا يُردّ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأجل خيالات وأوهام، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم وأجلّ في أعين أهل الإسلام أن تُعرض أقواله على عقول وأقوال الكفار ، ثم يُردّ قوله لأجل عقول قاصرة وخيالات فاسدة

وما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم حق وصِدق .

ثم يُقال لهؤلاء : أليست الاكتشافات تتابَع في كل عام ، وتُكتشف مناطق وجُزر جديدة لم يصِل إليها العلم ولا العلماء ؟ ثم إن الدجال آية من آيات الله العِظام ، ولا يمتنع عقلا ولا شرعا أن يُخفيه الله حتى يأذن بخروجه

كما أن القوى التي تُسمى ( عُظمى ) تعجز اليوم عن الإمساك بأشخاص يسيرون على وجه الأرض ! أفلا يعجزون عن إدراك ما غيّبه الله عنهم .

وأخيرا : لا يُمكن أن يتعارض العِلم الحديث مع خبر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم . وإذا تعارضا ذهنيا قدّمنا قول ربنا وقول رسولنا على كل قول

ثم إن مسألة إنكار الأمور الغيبية أو قياسها قياساً عقلياً مُخالف لما عليه سلف هذه الأمة ، لأم الأمور الغيبية لا يُمكن أن يُتعامِل معها بهذه الصورة . لأن من أوّل خبراً واحداً سوف يستمر في التأويل ! ولن يَقِف عند حدّ ..

وتأويل الدجال بالحضارة الغربية مُخالِف للنصوص ، ومخالف للإيمان بالغيب ، وبما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يَفتح باب التأويل على مصراعيه .. كل من لا تَروق له قضية أو لا يُعجبه أمر ، أو لا تَدخل عقله مسألة ! سوف يقوم بتأويلها حسب مزاجه !

وهذا هو صنيع المعتزلة الذين حكّموا عقولهم في نصوص الوحيين ! ولدينا قاعدة عظيمة وضعها إمام اهل السنة – الإمام احمد – حيث يقول : إياك أن تتكلّم في مسالة ليس لك فيها إمام .

ويكفي في إسقاط وردّ هذا القول الذي يقول : إن المسيح الدجال هو الحضارة الغربية – أنه قول لم يَقُل به أحد ممن يُعتبر قوله من أهل العلم . ولا أوّل هذا التأويل أحد من السلف ، بل يُسلِّموا بهذه النصوص ويُؤمِنوا بها كما جاءت .

كما أنه لا يُتصوّر أن يستعيذ النبي صلى الله عليه وسلم دُبُر كل صلاة من فتنة المسيح الدجال ، ويأمر أصحابه أن يستعيذوا بالله منه ، ثم يكون هذا شيئا رمزيا لحضارة غربية أو تعبيرا عن إعوجاج الضمير اليهودي ! لا يُمكن تصوّر هذا أبداً .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!