عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-24-2017, 09:04 PM
 
فِتنة أطلنتا || مازال هنالك امل...

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




رواية فتنة !
واصلي ~





حين تسير قدماك في منحدر دون وعي
حين تجد حياتك تهوى ولا تفكر النهوض بها
حين تكبلك حبال الظلمة وتشدك نحوها دون شعور
تسير مغمض العينين ولا تعلم ان القدر يأخذك الى
مستقبل لم تتصور ان يكون له يوما وجود





وقف على حافة سطح بناء شاهق، فتح ذراعيه مستقبلا الرياح التي اخذت تتلاعب بشعره الاسود ويرفرف بقميصه الابيض الذي ناقض بشرته السمراء، اخذ نفسا اخيرا متهيئا ليميل بنفسه للامام فيسمح لتلك المسافة التي لا تسهان بها ان تكون مسيرة اخر لحظات عمره، لكن نهاه عن ذلك ارتطام صغير على رأسه، فتح عيناه العسليتين باحثا بنظراته المنزعجة حوله حتى ثبتت عند شابا عشرينيا رث الثياب يجلس على سور حافة السطح باريحية، كستنائي الشعر ابيض الوجه عيناه الخضر حملتا من السخرية واللهو ما دفعاه لان ينغاظ منه خاصة عندما رآه يتلاعب بحجر صغير في يده ثم قال:
"اتكفي ضربة واحدة ام تحتاج للثانية..."

نظر اليه زاهر بانزعاج وقال:
"اذهب واهتم بشؤونك..."

نزل سولام من السور بقفزة صغيرة ليتوجه لزاهر بمرح قائلا:
"انت كنت على وشك ان تسقط وانا انقذتك، من الان فصاعدا انت مدين لي بحياتك واصبحت انت شأني..."

نظر اليه زاهر بسخرية ليقول:
"انت لم تنقذ حياتي بل اجلت انتحاري بازعاجك..."

امسكه سولام من قميصه لينزله فجأة عن سور السطح ويسقط بالقرب منه، وضع قدمه على صدره ليقول:
"الست زاهر ال.... لست اذكر اسمك الثاني...
المهم، لما يرغب شخص بثرائك ان ينتحر؟ بينما يمكنك ان تشتري الدنيا بما فيها؟..."

نظر زاهر لسولام للحظات شاردا ثم ابعد نظراته عنه وقد ارتسم البؤس في عيناه، ابعد سولام قدمه عن زاهر ليقف بالقرب منه عاقدا ذراعيه ويقول:
"هل لديك من يرثك؟..."

- قال الاخر ساخرا:
-وهل كنت لاقدم على الانتحار لو كان لدي احد؟...
- يا لك من فاشل... رغم ثراءك لا تستطيع ان تشتري عروسا تنجب لك اولادا
- بل انت الغبي، القلوب لا تشترى، ما قيمة ان يكون لي زوجة تتزوجني لاجل مالي وقلبها معلق بغيري

نظر اليه سولام رافعا حاجبه وقال ساخرا:
- اذا هذا كل ما في الامر؟... إدعت احدهن حبك لاجل مالك بينما خانتك مع غيرك...
قطب زاهر حاجبيه وابعد ناظريه منزعجا حيث فضح سره دون ان ينتبه لكن الاخر لم يهتم كثيرا فقال:
- على كل حال بما ان ليس لديك من يرثك، خسارة ان يذهب ثراؤك للاحد بعد موتك، سجل ممتلكاتك باسمي ثم انتحر
- نظر اليه زاهر بحدة ليقول: ولما افعل؟ انت لست افضل منها، لم تأت الي الا لاجل مالي
- هذا صحيح، لكني لم احاول خداعك... فانت بكل الاحوال ستتخلى عن كل ما لديك، تبرع به لي، صدقا لو استطعت ان اخذ عمرك بما انك ستتخلى عنه لفعلت، لكن للاسف لكل منا حياته لا يمكن ان نمنحها للغير لو مملنا منها
- لست مهتما... لا تستحق ثروتي
- اذا ستدعها تذهب هباءا؟
- لست مهتما...
تفكر سولام"يا له من غبي، على الاقل فليجعلها لاحدى الجمعيات او المياتم..." تناسى الامر ثم قال له:

- حسنا... لدي حل قد يعجبك، انت لا تريد حياتك كما لا تريد التخلي عن املاكك اليس كذلك؟... اذا دعنا نلعب لعبة الموت

نظر اليه زاهر مستغربا ليجد الاخر قد رسم على وجهه ابتسامة شيطانية واكمل: "سنلعب كل الالعاب الخطيرة فانا ايضا ليس لدي ما اخسره، لا ثراء فاحش، لا عائلة تهتم بي، ولا شيء يعلقني بالحياة..."

مد يده للاخر لينظر اليه زاهر متفكرا ثم تمسك بيد سولام لينهض قائلا:
"اذا؟... كيف نلعب تلك اللعبة؟..."

نظر اليه زاهر باهتمام، فمد سولام يده الى حزامه ليخرج منه مسدس، فتحه ليريه البكرة المحشوة برصاصة واحدة من اصل ستة، ادارها عشوائيا واعطاها لزاهر قائلا:
"فلنجعل موتك اكثر متعة..."

نظر زاهر للمسدس في يد سولام بتردد فقال سولام:
"ما بك يا رجل؟ هيا خذها الا تريد الانتحار؟..."

ارتسم البرود على وجه زاهر ليمد يده فيأخذ السلاح فوجهه على رأسه فقال سولام:
"مهلا انتظرني... فلنفعلها سويا..."
اخرج سلاحا اخر ليدير البكرة ووجه كلاهما السلاح على رأسيهما وعد سولام، واحد... اثنان... ثلاثة..."
اطلق سولام بينما زاهر ينظر اليه مشدوها عاجزا عن الضغط على الزناد، فتح سولام عيناه ليرى ان كلاهما مازال حيا فخر ضاحكا بينما رمى زاهر السلاح قائلا:
"تلك ليست طريقة تناسبني للانتحار، تلك الطريقة تجعل اعصابي تهترء وتقتلني تدريجيا..."

نظر اليه سولام بعتاب:
"لماذا؟... انت تريد للموت على كل حال..."

"انا اريد الموت مرة واحدة، لكنك ستجعلني اجرب الطريقة حتى الموت، وبذلك سأموت مع كل تجربة، هل تظن ان من السهل الاقدام على الانتحار، التفكير بالامر انتحارا بحد ذاته..."

نظر اليه سولام مستغربا ثم قال:
" لا بأس ان كنت تخشى الاقدام سأفعلها عنك..."

فتح مسدسه وادار البكرة ليوجهها على رأس الاخر وقبل ان يعترض زاهر اطلق سولام، تصنم زاهر ما ان رآه للحظات وما ان عاد سولام لضحكته الهستيرية العالية حتى هجم عليه زاهر صارخا:
"كف عن ذلك... الامر ليس مسليا ابدا..."

توقف سولام عن الضحك لينظر الى زاهر بجدية ثم ارتسم ابتسامة خبيثة على محياة تلاها بقوله:
"تريد ان تجرب امرا مسليا؟... لكنك سيكون كل شيء على حسابك، لنبدأ بالقفز من الطائرة بمظلة مثقوبة وان نجونا سنجرب..."

- اصمت (قالعا صارخا) لا اريد شيئا من العابك المميتة، افضل الانتحار من هذا البناء فحسب...

- كنت اتوق الى ان نسافر على حسابك الى احدى المحميات ونصارع الاسود والفهود، او ان نصعد على يخت فاخر ونرمي بانفسها بالمحيك الاطلسي لنصطاد اسماك القرش بايدينا

اغمض زاهر عيناه بتعب قائلا بوهن:
"انت مجرد مجنون، رجاء فقط اختفي من حياتي لاتمم انتحاري وانا محافظا على عقلي

نظر اليه الاخر نظرات متعالية متفكرا ثم قال:
"ان من يرغب بالانتحار لا يمكن ان يتصف بالعاقل، لكن على كل حال ان كنت مصرا على القفز من هنا يمكننا ان ننتقل الى مرحلة اخرى من مراحل لعبة الموت، هل جربت البانجي يوما ما؟..."

" هل تسمي البانجي لعبة الموت؟... الملايين يلعبونها ولم اسمع باحدهم مات..."

" سنلعبها بقوانيننا"

سكت زاهر فقال سولام: "لنقل ان طول هذا البناء عشرون متر، لا اظن ان الحبل سيمتد لاكثر من ضعف طوله، سنحضر حبلا طوله 15 متر، نجاتك سيعتمد على وزنك، ان كان وزنك ثقيلا ستحقق مرادك، والا ستنجو ونذهب الى لعبة اخرى..."

"
تنهد زاهر بانزعاج ثم قال:
"لا اريد ذلك، دعني انهي حياتي بطريقة طبيعية وانسى الامر..."

ان كنت تريد ان تنهي حياتك بطريقة طبيعية لما لا تأخذ حبوبا قاتلة وتموت بدلا من هذه الطريقة المتوحشة؟... قل انك تريد ان يصل خبر موتك لتلك المدعوة الخائنة عبر الصحف... اتعلم، لا تفعل شيئا لاجل من تخلى عنك ليستبدلك بمن هو اقل منك شأنا، والان هيا لدينا مهمة لنقوم بها..."

توجه الى حيث كان جالسا اول مرة رآه ليأخذ من الارض حبلا مطاطيا ويناوله اياه قائلا:
" اربط طرفه على خصرك وانا ساربط الطرف الاخر على مقبض باب السطح..."

- هل تمزح معي؟... إن لم امت بوصولي الى الارض سأموت من ضغط الحبل على خصري، هذا ان لم امت بسبب افتلات الحبل، البانجي له طرق معينة لربط الحبل على البشر..."

نظر اليه سولام بلا مبالاة قائلا:
"واين المشكلة في ذلك؟ انت تريد الموت على كل حال؟..."

- وانت ما شأنك بي؟ اتركني اموت بالطريقة التي اريدها

انتهى سولام من ربط الحبل على مقبض الباب فانتقل الى الطرف الاخر قائلا:
"انها الطريقة التي اخترتها انت، القفز عن سطح البناء، الان هيا اربطه على خسرك..."

- لا اريد

- اتفضل القفز بدونه

- على الاقل سأعرف ما هو مصيري

- كلنا نعيش دون ان نعلم مصيرنا وما يخفيه لنا المستقبل، فلا تقول انك تعلم ما مصيرك..."
لف الحبل حول خاصرة زاهر بصعوبة بسبب اعتراض الاخر ومحاولة التفلت، وما ان انتهى من ربط الحبل حتى حمل زاهر ورماه من سطح البناء، قبل ان يسقط امسكه بينما زاهر متشبثا به ينظر للاسفل مرعوبا، قال سولام:
"اذا هل تريد الانتحار ام لا؟..."

نظر زاهر لعيني سولام الجديتين وعلم ان حياته تتوقف على جوابه، نظر للاسفل البعيد ثم ارخى يديه المتشبثتين بسولام معلنا استسلامه للموت، قال سولام
"ان كنت كما قلت لا تريد ان تموت بسبب ضغطة الحبل على خاصرتك يفضل ان تمسك طرف الحبل بيدك لتمنع انشداده عليك"

قال كلامه وافلته ليسقط زاهر وما ان بدأ يشد الحبل حتى بدأ يضغط على خاصرته الى ان اصبح الالم لا يطاق ما اجبره ان يمسك بطرف الحبل، اشتد الحبل لدرجة انه كاد ان يلمس الارض بجبهته فأغمض عيناه بشدة لكنه فجأة سحب للأعلى فأخذ سولام يسحب الحبل بعجل حتى عاد زاهر للسطح مجددا، ادخله سولام ليرتمي زاهر على ظهره ارضا يلهث برعب وما هي دقائق حتى تقلب زاهر على الارض ليتقيئ مفرغا كل ما في معدته، اقترب اليه سولام وناوله منديلا ورقيا، اخذه زاهر ومسح فمه ثم اعتدل جالسا رافعا راسه مغمضا عيناه يسترجع انفاسه وقد شحب لونه حتى اصفرت شفتاه، ربت سولام على كتفه قائلا:
- كانت تجرية فاشلة... هل تحب ان نعيد الكرة ولكن هذه المرة سنطيل الحبل قليلا؟..

اجبر زاهر نفسه على فتح عيناه لينظر الى سولام بغضب ثم قال بوهن:
"لقد كاد جبيني ان يلمس الارض حينها، ان اطلته ولو قليلا فانا ميت لا محال..."

- لكن اليس ذلك ما ترغب به؟ هيا فانت جربت فقط السقوط لكنك الى الان لم تجرب الارتطام...

- لقد غيرت رأيي، لم اعد اريد الانتحار بهذه الطريقة

- اذا لا يهمك ان يصل خبر موتك الى تلك الخائنة

- على كل حال لا اظن انها ستحزن لموتي حتى ولو كانت هي السبب...

- انت محق... ربما كانت لتقول انك كنت مجرد طفل مدلل ضعيف لا يقوى على مجابهة اسخف مشاكل الحياة...

نهض زاهر غاضبا ليهم بلكمه فابتعد الاخر ضاحكا وهو يقول:
"ماذا يا رجل، اليست تلك الحقيقة؟..."

تجاوز لكمة زاهر ثم اردف شامتا:
"ربما الشيء الوحيد الذي ستأسف عليه هو مالك الذي لم تستطع ان تحصل منه على المزيد..."

ازداد غضب زاهر ليتبعه بلكمة اخرى اسقطت سولام ارضا ووثب عليه يلكمه لكمة بعد لكمة حتى ارتخى في الارض فارتخى زاهر بالتالي، بصق الدماء جانبا ثم قال بجدية:
"ماذا لو ان انتحارك سبب انتحار لاحد اخر؟...وانتحاره سيؤدي حتما الى انتحار احد اخر... هل ترغب بان تكون سبب في سلسلة انتحارات؟..."

نظر اليه زاهر ليقول بسخرية:
"الوحيدة التي كنت اظنها تحبني لا اظنها قد تفعل ذلك لاجلي..."

- الوحيدة التي ظننتها تحبك... تعلم ان طبع البشر لا يظهرون ما يبطنون... هذه تظاهرت بحبك لكن ما اخفته كان شيئا اخر، بينما غيرها تظاهر بتجاهلك بينما تكن لك حبا جما..."

- تحبني انا حبا جما!... لا اذكر ان هناك احد بتلك المواصفات..."
قالها بسخرية فأجابه صاحبه:
"بالطبع لن تذكر، لقد سبق ان اتفقنا ان البشر يظهرون ما لا يبطنون، هل تظن ان امرأة تحترم نفسها ستظهر لك عشقها بينما انت تواعد غيرها؟..."

اخفض زاهر راسه متفكرا ثم قال:
" من تكون تلك ومن اين علمت بصدق مشاعرها تجاهي؟..."

" حسنا... لنبدأ القصة من البداية، انا مجرد متسول اجوب الشوارع طالبا القوت، لم ينظر الي احد، الكل ابتعد عني بتعال والذي كلف نفسه ليساعدني فعله بعجرفة، بقيت هكذا ما يقارب العشرون عام، لكنني وصلت لمرحلة اليأس، وحين كنت جالس في احدى الصباحات الباردة اصارع البرد والجوع بدأ الموت يداعب عقلي ويرسم له اشكال باجمل صوره، نهضت وسرقت سلاح احد المارين بالشارع واسرعت بالهرب حتى تأكدت انه لا يتبعني، جلست في احدى الازقة افكر:
"هل اقتل نفسي هنا واموت وحيدا؟ ومن سيعرف بموتي، ومن سيخسر غيري، اذا هل اذهب وانتحر امام الجميع لاظهر لهم مدى كرهي لمجتمعي؟ ربما سيشعرون ببعض تانيب الضمير ويساعدون من تبقى من امثالي، قد يساعد موتي احدهم، اردت النهوض لتنفيذ ما خططت له، حتى وجدت شابة جلست بالقرب مني وضعت امامي وجبة لذيذة، فطورا رائحته نفاذة ولم استطع اسكات بطني التي لم تذق الطعام منذ ايام الا اليسير، سألتها:
"هل هذا لي؟..."

هزت كتفاها مبدية عدم اهتمامها بما سأفعل به، فاخذت الطعام وبدأت اكل بشراهة حتى انهيته، شكرتها عليه لاراها بدأت البكاء، حينها شعرت بالاسى عليها فاعتذرت لها لاني اكلت كل الطعام دون ان اترك لها شيء، ابتسمت من بين دموعها ثم قالت:
"ليس هذا سبب بكائي..."
سكت قليلا اراقبها ثم حمحمت لاجذب انتباهها وسألتها عن سبب بكائها، حكت لي قصتها عن الشاب الذي احبته من ايام الثانوية وانها سافرت بعد سنين للقاءه وحين توصلت اخيرا لعنوانه اشترت ذلك الطعام الشهي لتتناوله معه كما كانا يفعلان وهما شابان، لكن حين ذهبت لمفاجئته وجدته يواعد امراة اخرى، علمت حينها ان الوعود التي وعدها بها ايام الثانوية لم تكن اكثر من تراهات مراهق رمى بها بالماضي ما ان اختفت من حياته، سألتها عن اسمه علني استطيع ان اساعدها لكن حين اخبرتني به علمت انه لا فرصة امامي للقائك، فما كان مني الا ان طلبت من صديقتي الكف عن مواعدتك باي عذر كان، وكان اول عذر وجدته هو انها تحب غيرك فهذه كانت الحقيقة على كل حال، علمت فيما بعد انها كانت تحبني وتركتك لاجلي رغم كل ما كان يصلها منك..."

لكمه زاهر مجددا حين علم ان الذي امامه هو نفسه غريمه الذي تركته حبيبته لاجله، نظر اليه بحقد ونهض مبتعدا عنه ثم قال بحدة:
"لن اترك الحياة بسبب امثالكم واترككم تستمتعون بها سعداء..."

اعتدل سولام جالسا ليقول:
"وهل ابدو لك مستمتع؟ لقد كنت مثلك مقبلا على الانتحار لولا صديقتك من ايام الثانوية، لقد اثبتت لي انه مازال هناك امل، مازال هناك اناس طيبون يسعون لاسعاد الاخرين، لاجلها وفقط لاجلها جئت لامنع انتحارك... لا اريد ان ارى دموعها تلك مجددا..."

نظر اليه زاهر بغيظ ليقول:
"اردتني ان اتزوجها لكي تبرء ذمتك من موتي وتستطيع الزواج من تلك الخائنة مرتاح الضمير..."

- تلك الخائنة لا اكن لها اي مشاعر، على عكس تلك التي لم تستطع ان تنساك يوما ولحقت بك من موطنها الى هنا لتشاركك افطار من الذكريات الجميلة

نهض سولام يمسح الدم النابع من انفه بكمه، نفض ملابسه ثم قال:
"منعت اليوم انتحارك لاجلها، لكن لو اصابها سوء بسببك سيكون موتك على يدي..."

استدار لينصرف فأوقفه زاهر قائلا:
"مهلا... انت تدين لي بتراميسو مع القهوة..."

التفت اليه سولام مبتسما ليقول:
"لا اذكر انني اخبرتك ما الذي اكلته يومها..."

" يكفي انك اخبرتني انه افطار من الذكريات الجميلة مع صديقة الثانوية..."

" لكنك لم تستحق ذلك الافطار على كل حال... فقد استبدلته بافطار مع خائنة..."

- لقد كنت احمقا

- وستبقى كذلك فالحمقى لا يتغيرون، عليك ان تشكر ربك لانه جعلني اعترض طريقك لتفتح عيناك

- وانت عليك ان تشكر ربك لانه وضع صديقتي لتعترض طريقك وتفتح عيناك، لولاها لكان قلب الخائنة مفطور الان

- لكنه كذلك... لقد علمت اني لم اطلب منها التخلي عنك الا لاجل صديقتك وليس لاني اريد الارتباط بها

اخفض زاهر رأسه متفكرا ثم قال:
"اذا... كل منا اخذ جزاءه..."

ابتسم سولام بألم ثم قال:
"لقد رأيت صديقتك سمر في طريقي اليك في الحديقة العامة، اظنها مازالت هناك اذهب اليها..."

قالها وانصرف ليترك السعادة تتغلغل الى قلب الاخر، وعاد هو من حيث اتى ليستأنف حياته كما كانت سابقا وفي داخله نمت عزيمة بها احس انه اصبح قابل لمجابهة ما يواجهه في الحياة...







[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]