عرض مشاركة واحدة
  #105  
قديم 09-11-2017, 05:34 PM
 

رهييب



فِي فَترَةٍ مَا ادرَكتُ الكَثِيرَ مِمَا مَضَى فِي حَيَاتِي، اصبَحتُ التَفِتُ وَرَائِي
وَ ارَى اشيَاءَ لَم اكُن اعلَمُ بِوُجُودِهَا حَقًا، حَمَاقَاتٍ لَا افهَمُ كَيفَ صَدُرَت
مِنِي، اخطَاءٌ كَانَت لَا تُغتَفَر، الأمرُ وَ كَأنّ غِشَاءً مَا كَانَ يُحِيطُ عَينَيّ قَد
إنهِارَ فَجأَة، ثُمَ تُهتُ فِي وَعيِّ التَفَاصِيل الّتِي كَانَت فِي عَقلِي مَخفِيَة، و
يَجِبُ ان اُقِر بَعضُهَا كَانَ قَاسِيًا، جِدًا. فِي البِدَايَة احسَستُ وَ كَأنِّي إرتَطَمتُ
بِجِدَارٍ مَا وَ مِن شِدَةِ الآلَم إستَعَدتُ وَعيِّ لِمَا كَانَ مَخفِيًا فِي بَاطِنِي تَحتَ
سِنِينَ مِنَ الوَهمِ وَ كُلِ تِلكَ الإنتِصَارَاتِ الزَائِفَة، بَدَا الامرُ وَ كَأنّ احَدَهُم كَانَ
يُخبِرُكَ لِوَقتٍ طَوِيل انّ كُلَ شَيء بِخَير فَتَستَيقِظُ فَجأَة وَ انتَ تُجَرُ لِحَبلِ
المَشنَقَة مُذنِبًا بِافعَالٍ حَتمًا تَستَنكِرُهَا ذَاكِرَتُكَ، وَ رُبَمَا جَسَدُكَ بِأكمَلِه.
ثُمَ اخَذتُ فَترَةً لِوَقتٍ مَا اعَدتُ فِيهَا حِسَابَاتٍ كَثِيرَة مَعَ نَفسِي وَ مَعَ مَن
حَولِي، كُلُ مَن خَدَعَنِي وَ مَن إستَغَلَنِي بَينَمَا كُنتُ غَافِلَة بِظَنِي الأرعَن انّ
النّاسَ لَن تُظهِرَ مَحَبَةً زَائِفَة لِشَخصٍ مِثلِي، وَ كَانَ هُنَاكَ ايضًا مَن احَبُونِي
بِكُلِ صِدق بَينَمَا جَرَحتُهُم انَا تَحتَ مُسَمَى مَبَادِئِي وَ عَقَائِدِي المُمتَثِلَة
امَامَ كُلِ الحُرِيَاتِ الّتِي ظَنَنتُ انِي كُنتُ استَحقَقتُهَا مُذ اوّلِ ثَانِيَة لِي فِي
هَذَا العَالَم. اكتَشَفتُ انِّي كُنتُ قَد اخطَأتُ كَثِيرًا فِي حَيَاتِي، حَتَى مَعَ كُلِ
تَحَفُظَاتِي وَ عَقلَانِيَتِي وَ كُلُ مَنطُوق استَخدَمتُه، كَانَ هُنَاكَ دَائِمًا شَيءٌ
خَاطِئ خَارِجَ حِسَابَاتِي وَ خُطَطِي، وَ كُنتُ فِي العَادَة اخَبِئُهُ خَلفَ رِبَاطَةِ
جَأشِي فَ لَا يُلَاحِظُ احَد، فَأفُوزُ بِنِزَالَاتٍ وَ مَعَارِكَ لَا اظُنُ انّ احَدًا كَانَ
يَفهَمُهَا حَتَى مَعَ كُلِ تَهانِيهِم الزَائِفَة وَ السَطحِيَة. احسَستُ انِي طِوَالِ هَذِهِ
السَنِينْ كُنتُ اقِفُ وَحدِي وَ كُلُ مَنْ حَولِي حَتْمًا كَانَ يَقِفُ فِي طُرِقٍ أخرَى
ظَنَنْتُ فِي وَقتٍ مَا انّنِي كُنْتُ جُزْءً وَ لَو صَغِيرًا مِنْهَا, ظَنَنْتُ انِي كُنْتُ اشّكِلُ
دَورًا لَا مَحْدُودْ فِي حَيَاةِ مَنْ اعْرِفُهُمْ, لَكِنَهَا كَانَتْ حَيَاتِي فَقَطْ اللاَمَحْدُودَة.
حَسَنًا بِالنّظِرِ إلَى الأمْرِ مِنْ هُنَا بَعْدَ كُلِ سِنِينِ النُضْجِ اسْتَطِيعُ انْ اقُولْ بِوَجْهٍ
هَادِئْ انّنِي حَتْمًا لَسْتُ نَادِمَة, كُلُ خَطَأ إقْتَرَفتُه كَانَ قَدْ بَنَى ثُغْرَةً اوْ فَجْوَة
اسْتَطَعتُتَ مِن خِلَالِهَا انْ ارَى بِوُضَوحْ مَا كَانَ مُخْتَبِئًا فِي قُلوُبِ البَشَرْ وَ
نِيَاتِهِمْ, وَ هَكَذَا بَنَيْتُ جُزْءَ شَامِخًا مِنّي لَا يَهْتَز, وَ هَكَذَا وَ عَلَى نَحْوٍ وَ لَوْ
كَانَ خَاطِئًا فِي نَظَرِ البَعْض اسْتَطَعتُ انْ اكُونَ مَا انَا عَلَيهِ اليَومْ.

~
رد مع اقتباس