عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 09-22-2017, 08:42 PM
 
[frame="9 80"]البــارت السابع

ـــــــــــــــــــــــــــــ
لــماذا أنـــا..؟. !
......................
اطلق ضحكة رجولية و هو يقول - لك ما شئت...قنبلة قوية فجرها خلف الباب و هو لا يدري بذلك .. ارتجف جسدها فيما جنت تماماً .. و هي تتيقن أن السيد شـارلي قد قتلها تماما هذه المرة .. و هي لن تسمح بذلك أكثر قوت نفسها .. ثم ركلت الباب بقوة عنيفة .. حتى ارتطم بالجدار مصدراً صوت منزعج دوى بالمكتب كالاعصار الهائج .. عينيها الثائرتين كانت تتناقض مع جسدها المرتعش ازداد الحقد فور وقوف السيد شارلي من مكانه ثم لحقه دانيال بهدوء وهو يمرقها بنظرات واثقة و كأنهُ حسم الأمر مع السيد شارلي تأملتهما بحقد ...هب إعصار في المكتب الضخم .. فيما تناقضت الأرواح بداخله هناك من ينادي بالحرية و يثور رافضاً التحكم به كدمية .. وهناك من يتسلى بتعذيب ضحيته و يبتسمبثقة عمياء كأن شيء لم يكن كأن كلمتهُ لا تعاد . .صرخت بعنف هز المكتب الضخم و هي تقول - لستُ دمية يتحكم بها الجميع ... حدقت بالسيد شارلي بحقد و هي تكمل ..أنا لن اسمح لك بأن تجعلني وسيلة لتقوية علاقتك العملية بهقبض كفه بقوة .. يبدو أن ابنته فتاة تستطيع حرق اعصابه بسهولة .. و هو إذا غضب ينسى كل شيء .. اقترب نحوها و هو يقول بنفاد صبر بأمر- حالاً إلى غرفتك .. فتحت فمها للتكلم لكنهُ قطعها بصراخ عنيف جعلها ترتجف رعباً من نظراته الغاضبة و صوته القوي الصارخ - اخــرسي .. اكمل بحزم ممزوج بالغضب .. قلتُ لك إلى غرفتك حالاً .. ليس من الأدب اقتحام المكتب بهذا الشكل رفعت ذقنها لتقول بتحدي مع بعض الشموخ و الكبرياء- و هل ستعلمني أنت الأدب ..؟ أين كنت منذُ تسع عشر عاماً .. ماتت والدتي وأنت بعيداً عني - يكــــــفـــــي .. صراخه الجنوني كان كافياً ليوقفها على حدها .. لم يستطع تحمل كلامها .. جرها بعنف نحو غرفتها صاعداً بها السلالم .. دفعها داخل الغرفة و دخل هو الآخر .. استقامت بألم من دفعته و حدقت به بنظرات ثابته و هي تقول بصراخ هستريري - اخرج .. لا أريد رؤيتك .. أعدني لمنزلي .. أريد منزلي سيد شارلي..أغمض عينيه بقوة ثم فتحمها وهو يمرر كفيه على شعره الاسود محاول تمالك نفسه ... قال بنفاد صبر - لتحترميني سلين .. أنا أبقى والدك .. فتحت عينيها وهي تقول مستهزئة- احترمك ! .. الاحترام يعني لك هو الموافقة على ما يقوله ذاك الغبي .. المدعو دانيال .. جذبها نحوه بقوة فيما احكمت اصابعه يده القاسية على معصمها و هو يضغط عليه بقوة قال بغضب - حسني ألفاظك عند ذكر دانيـال .. أنتِ لا تستحقينهُ بتاتاً .. هو أرقى منك بكثير .. لكنك ستقبلين عرضه شئتِ ام أبيت دفعها لتسقط على سريرها الضخم .. وقفت كالقطة غير مبالية لشيء.. وهي تقول - لن افعل ذلك .. قلتُ لن افعل ..آخر شيء سأفكر به هو الارتباط بدانيال .. مع جملتها الاخيرة فُتِح باب غرفتها ليطل دانيال بهدوء مررت عينيه على جسد سلين ببرود و مثل ما نظر لها ببرود أبعد نظره عنها ببرود .. ثم حدق بالسيد شارلي الذي كان يخاطب سلين قائل محاول أن يكون أشد هدوء ..- سلين ..أنها خطوبة مزيفة .. لن تخصري شيء لو سرتي معنا في كذبة .. كل شيء سيعود لمحله فور خلاص دانيال من الآنسة كرستين .. ضربت بقدمها في الأرض وهي تقول بعناد - و ما ذنبي أنا ..؟. ليحل مشكلته بعيداً عني ..رد بعناد أكبر وبعنف قائل- بل ستساعديه و إلا اقسم ان أفعل المستحيل يا سلين .. تدفقت الدموع من عينيها كالسيلان .. وهي تقول ببكاء .. - أنت لستَ أباً ..ألم تفكر بأنهُ من الممكن أن أكون أحب فتى آخر .. ألم تفكر بأنك ستدمرني بهذا العلاقة الكاذبة .. ؟ قالت بسخرية وهي تمسح دموعهاتتساءل ببساطة ماذا أخســر ..؟ قول لي بحق الله أي فتاة ترضى بشيء كذلك هل نحنُ في فلم درامي ..؟ !تنفس بصعوبة بفعل عصبيته و قد بدأ صوتها يلين قليلاً بدأ يتحول لصوت بـاكي .. شعر بالحيرة بتلك اللحظة إذا تعامل معها بالاحترام و العطف قابلته بالصدو الصراخ لا يفيد معها اللين بتاتاً .. قال بحزم - اسمعيني يا صغيرتي .. هذه الخطوبة ستتم .. اقترب ليمسك بيده الضخمة ذقنها و هو يكمل بحزم أكبر .. و ستمثلين بشكل مبهر .. منذً أول لحظة رأيتكبها أصبحتِ فتاة نبيلة اسمك مرتبط باسمي .. دفعتهُ عنها بعنف سـارت بالغرفة كالنمر المفترس غير منتبهة لمن يقف أمام باب غرفتها قالت بعناد- آخر شيء سافعله هو مساعدة الأشباح .. لتخبره بذلك ..انطبق باب الغرفة مصدراً صوت .. فالتفت نحو باب الغرفة .. أحست بالدم يتوقف عن السيران عندما لمحت جسده الضخم يقف مستنداً على الباب ..و كفيه مندسان في جيوب سرواله الجنيز الامع .. توقفت ثم نظرت لسيد شارلي قائلة بحزم- اطلب منهُ المغادرة قبل أن أفعل أنا ..ختمت كلماتها فتقدم دانيال خطوتين إلى الأمام كأنهُ لا يسمع ما تقول .. نظر لسيد شارلي بنظرات فهمها نظرات حازمة .. وكأن وقت اللعب قد أنتهى ..برقت عينين السيد شارلي شراراً و هو يحدث سلين قائل بحزم- سأتركك مع دانيال لتتفقا ..قبل أن يغادر صرخت بعنف - سأفضحكم جميعاً .. اقسم بأني سأفعل ذلك .. توقف السيد شارلي عن مغادرة الغرفة .. نفد صبر وهو يلعب معها .. تقدم بعنف مما أفزعها .. و جذبها نحو بالقوة ضغطت أصابعه على معصمها ..فيما قال بغضب- سئمت من اللعب معك .. رفعت حاجبيها بتحدي قائلة- ماذا ستفعل ..؟ قطب حاجبيه باستنكار من التحدي المرسوم بملامحها ثم قال بمكر- جامعتك ..! ستعودين إليها ابتسمت بفرح لكنهُ اكمل بالطبع إذا لم تخرج كلمة واحدة من هذا اللسان السليط ..سرعان ما تلاشت ابتسامتها من صوته الماكر ثم قالت بعدم اطمئنان- بالطبع كنتُ سأعود لجامعتي .. شئت أم أبيت !اطلق ضحكة ماكرة خفيفة ثم قال- يا صغيرتي إذا كنتِ تحت رعايتي .. فحلمك بأن تكون كاتبة يجب أن تنسيه ..إلا إذا وافقتي على عرض دانيالسيدي توقف ...في تلك اللحضة تدخل دانيال .. ربما سيرضى بكل شيء إلا أن تحرم من حلمها .. يتذكر حواره مع عمه و والدته عندما أجبر على التخلي عن كلية الموسيقى.. توقف عن التكلم عندما استدار السيد شارلي ليرمقه بنظرات فهمها .. هي اللعبة إذن مع تلك الصغيرة .. هذا ما فهمه من نظرات السيد شارلي .. فهم أن السيدشارلي ليس جاداً بل هي وسيلة لإجبراها على الموافقة .. وهو يدرك أن سلين لن تقاوم أن تحرم من حلمها صرخات باكية قاطعت تفكيره و هي تقول- لن تفعل ذلك .. ارتجفت شفتيها فيما كتمت شهقة بكاء مكملة بارتجاف .. أنت بالتأكيد لن تفعل ذلك ..برقت عينيه بالنصر مدرك أتمام المهمة اكمل بنذالة- كاتبة ! .. أهذا ما تحلمين فيه .. ؟ .. عقد حاجبيه و هو يقول لم اتمنى يوماً أن تكون ابنتي الوحيدة تنتظر مستقبل كاتبة .. سافعل ذلك يا صغيرتي لأني اعشق أن تدخل ابنتي مجال يجعلها تتحكم بكافة شركاتي عند غيابي أشاحت وجهها عنه .. ثم مررت نظراتها لدانيال أنها تذوق نفس الكأس .. السيد شارلي .. رجل قاسي سيفعل ما يريده تخلخل صوته السيد شارليالرجولي الأجش و هو يقول - اتصال واحد فقط لمدير كلية الآداب يكفي لفصلك عن الكلية نهائياً .. ارتخت قبضته عن ذراعها .. وهب كالأعصار مغادراً الغرفة .. فيما بقيت هي تتأمل صورة والدتها على سريرها بعد أن سقطت فوق السرير بفعل عصبية السيد شارلي ..اهم شيء أنها لم تتحطم فهي لم تسقط على الأرض .. أنهارت تبكي فوق السرير .. دافنة رأسها في الوسادة .. بللت دموعهاالوسادة .. فيما شعرت بأنامل تتخلل شعرها الناعم مبعثرة أياه بإهمال .. رفعت رأسها عن الوسادة لتصدم به جالساً على السرير بجوارها يتأملها بهدوءحركت رأسها فابعد أنامله عنها .. ظل يحدق بها صامتاً يتأمل الدموع المتجمعة بعينيها المحمرتين .. تمتمت - لــماذا أنا ..؟حرك حاجبيه على سؤالها الهادئ .. لأول مرة تتحدث معهُ بهدوء ..ابتسم ابتسامة باهتة مما زاد دهشتها .. قال- أنتِ الوحيدة من سيقبل بها عمي ..اول مرة كان يرد على سؤالها دون لف ودروان دون نرفزتها .. نظرت له فتوقعت نظرات حاقدة لكنها لم ترى ذلك اشاحت وجهها عنه و بتلك اللحظة تداركت ساقيها المكشوفتين بفعل تنورتها القصيرة .. لمحت اللحاف على السرير وبسرعة ألتقطته لتغطي جسدها باكمله .. ابتسم باستهزاء لكنها لم تعره اهتماماً وجهتظهرها له و هي تمثل أنها تود النوم لم تكن بمزاج جيد لشجار .. تمتمت بحزم- اخرج ..حرك رأسه ببطء ثم فرك بأصابعه شعره وهو يقول بهدوء - يجب أن تتعودي على مكوثي معك بنفس الغرفة تعدلت لتجلس على السرير قائلة بتذمر- لن تقبل بفتاة تكرهك دانيال اكملت بحزم . . الباب من هنا اشارت لها بيدها نحو الباب فما كان منهُ إلا ان يبتسم باستهزاء وهو يقول- أيتها العنيدة .. اقبل بك ! هي ليست إلا خطبة مزيفة .. أشاحت وجهه عنه بعنف ثم قالت بصوت أجش- ارفض أن اكون شريكتك حتى لو كان تمثيلاً - حسناً يا صغيرتي حسناً ..ابتسمت بداخلها بنصر مستغربة من كلامه الهادئ والمسالم ظنت انها اقنعته لكنها فوجئت عندما اكمل بمكر و هو يقف من على السرير .. اظن أن بعد اليوم لا حاجة لتفكير بمستقبلك ككاتبة .. اكمل بخبث سابلغ السيد شارلي بقرارك .. سـار بخطوات ثابته نحو باب غرفتها .. مستشعر بقنبلته جيداً قبل أن تمتد يده نحو معصم الباب توقف على صوتها المرتجف .. لا تفعل .. ارجــ .... وكاستدار لينظر لها بعينين باردة لوى شفتيه و هو يلمح عينيها المتلألأتين بالدموع .. بقي ثوان ينتظر ما ستقوله .. لكنهُ قرر اخيراً مغاردة الغرفة .. خرج من الباب سائر بالطابق العلوي للفلا .. تقدم بخوات ثابته نحو السلالم لينزل ببطء.. قبل أن تمتد يدين صغيرة لتمسك بذراعه بضعف .. تنهد بوسط السلالم وهو يستدير لينظر لها بملل .. هتف ملاحظاً عجزها عن الكلام - مــاذا الان .سلين.؟ .. رفعت عينيها لتقابل عينيه الرمادية .. كانت كالجليد البارد.. أيعقل أن يكون صاحبها مثلها تماماً .. أم أنهُ يتصنع الجليد ..اطلقت شهقة بكاء و هي تتمسك بذراعهبشكل أقوى .. خاصة عندما لمحت السيد شارلي يحدق بهما من اسفل الدرج .. حركت راسها بالنفي تترجيه أن لا يحطم ما تبقي من حلم لها .. رسم ابتسامة جانبيةعندما لاحظ عينيها المذعورة من السيد شارلي .. امسكت كفيه ذراعيهاا لكن هذه المرة لم تكن بعنف .. تأمل وجهها ثم مال بانتصار ليهمس بأذنها بخفة - بعد ثلاث أيام سأمر إليك حتى اعرفك على أسرتي ... كوني مستعدةصمت مستمعاً لبكائها المكتوم .. همس برقة تبرق استهزاز بأذنها - إلى اللقاء ..خطيبتي الغالية.. !نزلت دمعة حارة على خديها بضعف .. و بلحظات كانت تستمع لصرخات قوية .. صرخات رجولية لم تكن من السيد شارلي أو من دانيال .. دارت الدنيا بها ..شاعرة بصداع مزمن يسيطر على قواه ..فيما استدار دانيال نحو ذاك الازعاج الغريب .. امسكت بذراع دانيال بخفه وهي تعي بأنها غير قادرة على السير ..تنفست بصعوبة .. مع صوت ارتطام باب الفلا القوي .. خطوات جنونية اقتحمت الفلا .. فيما تعالى صوت الحرس يحاولون منع العدو من الدخول .. فتحت عينيها محاولة تمالك نفسها و هي تلهت بقوة .. سلـــــــــــــــــــــــــــــين ...لمعت عينيها فرحاً لكن التعب كان يغطي عليها بشكل واضح ..رسمت ابتسامة باهتة وهيتحدق به وبالحرس الذي لازلون يمنعونه عن الدخول انصرف الحرس فور أن طلب منهم السيد شارلي المغادرة بعينين غاضبتين .. نسيت من يقف معها بغضب شديد .. هتفت بصعوبة طالبة النجاة .. روك... تلاشت ابتسامتها الباهتة فور أن فقدت توازنها لسيطر الظلام عليها و بلحظات كانت على سرير غرفتها .. فتحت عينيها ببطء .. ليتسلسل قليلاً من الضوء لمخيلاتها .. اه اطلقت تأوه ثم نظرت برعب للحقنة المغروسة على يدها الموصلة بأنبوب ليصل المغذي إلى جسدهافتحت عينيها اكثر بتعب شديد .. وبسرعة جنونية امتدت يدها الثانية لتبعد الحقنة المغروسة بيدها .. قبل أن تمتد أنامل رقيقة تمنعها عن ذلك .. لا تفعلي .. ..تجمعت الدموع بعينيها ثم اجهشت فجأة بالبكاء .. ألم .. وحزن .. ضعف .. و تعب .. عبرت عن كل شيء بداخلها و هي تنظر للأمان المطل من عينين روك .. امتدت انامله الرقيقة لتمسح دموعها بخفه و هو يقول - آسف يا صغيرتي .. صمت ثم اكمل بأسف لم أكن بقادر على حمايتك .. ازدادت شهقات بكائها .. فقال مكملاً برقه وهو يحوط بكفيه وجهها - اهدئي قليلاً .. تحتاجين لراحة .. ستضرين صحتك ..صمتت قليلاً محدقة به.. اه كم اشتاقت لنظراته من أين جاء لها هذا الرجل .. ؟ ! . أجاء ليحميها .. أهو من أرض الامنيات .!. أدخل حياتها من أجل حمايتها .. ؟!كان يجلس على الأرض بجانب سريرها .. تحركت كفيه من وجهها برقة لترتفع على شعرها مرر اناملها ليحرك شعرها ببطء .. لم يكن أحد موجود بالغرفة غيره ..هذا ما أمره الطبيب .. لا يجب أن أول ما تراه بعد استعادة وعيها شخص لا تطيقه .. تذكر بلحظات اصراره على البقاء .. تذكر غضب السيد دانيال . . كم عانىخلال تلك الأيام في العثور على مكانها .. أخيراً هي بين يديه لكن أحقاً سيستطيع اخراجها من هذه الفلا .؟.حاولت أن تستقيم من تمددها على السرير فساعدها بلطف و هو يضع الوسادة خلف ظهرها .. هكذا أفضــل .. هتف بعد أن جلست على السرير .. فجلس بجانبها ألقتطت نظراتهما قليلا .. لمح الارتباك بعينيها السوداء اللامعة . . امتدت كفه لتضم كفها الغير مغروسة بالحقنةثوان حتى اصبح يداعب بأنامله أناملها ..هتف بجدية - كيف حالك ..؟تجمدت عينيها مستغربة من سؤالها .. هل يسأل عن حالها .. أهو أعمى ..؟ ! .. كل ما تعرفه الان أنها بحالة افضل لأنها معه .. معه حتى لو لدقائق .. شعرت برغبةبالبكاء .. قبل أن تفعل ذلك همست برتجاف .- روك ..رفع نظره نحوها منتظر ما تقوله فما كان منها إلا أن تهتف من أعماق قلبها - اشتقتُ إليك .. كأن تلك الكلمة دمرت الحواجر بينهما .. شعرت بجسدها ينجذب نحوه بفعله ذراعه التي امتدت لتجذب جسدها إليه .. ضمها بحنان و هو يفرك بيده على ظهرها ... صوت بكائها كان يمزقه تمزيقاً .. لكنهُ يشعر بالكثير من السعادة .. فصغيرته اشتاقت إليه .. ...اشتاقت إليه كما اشتاق لها .. وضعت كفيها على كتفيه براحة ثم ضغطت عليهما بلطف ليبتعد عنها .. أبعدها بلطف عنه ثم رسم ابتسامة هادئة مطمئناً إياها - لا تقلقي .. ستكونيني بخير ..- السيد شارلي واتباعه يقتلونني .. هتفت ثم انهارت مجدداً باكية .. تلاشت حصونها أمام روك .. الذي أخذ يمسح بأنامله دموعها بلطف .. غير ملاحظ لعينين التي تراقبهما .. - ألم تكتفي بكاء بعد ..؟ ضحك بخفه على وجهها الأحمر بفعل البكاء .. ابتسمت ابتسامه باهتة ثم هتفت بنعومة غير مقصودة ..- لا تبتعد عني .. وجودك معي هو أجمل ما امتلك ..اطلق ضحكة رنانة ثم اخرج منديل من جيبه و أخذ يمسح دموعها قائل - ابتسامتك رائعة .. ابتسمي دائماً سلين .. يكفيك بكاء أنهُ حقاً لا يليق بك ..ضحكت بخفه عندما اخذ يداعب بأصبعه أنفها المحمر .. خطوات أقدام بغرفتها .. قاطعت ضحكتها الصغيرة .. حولت نظراتها لتلمح ظل دانيال .. أعادت نظراتها نحو روك الذي ظل صامتاً و كأن الوضع لم يعجبه بتاتاً .. وقفت بتعب من على السرير ثم ابعدت انبوبة المغذي عن كفها .. سارت خارجة من الغرفةكأن تلك اللحظة انتبه روك لما تفعله .. وقف بسرعة سائراً نحوها .. فيما ظل دانيال يحدق بهما باستهزاء .. هتف روك قائل- سلين .. ماذا تفعلين ..؟ أنتِ متعبة ..لم تستدير له قالت بصوت أجش - لا اعتقد ذلك ... خرجت من الغرفة بسرعة .. الاكتئاب اصابها فور أن رأت دانيال تذكرت خطة الخطوبة الكاذبة .. لقد قبلت .. وكيف لها أن تقول لا .. وهي مجبرة على ذلك ..نزلت السلالم متناسية كل شيء .. ما يسمع لها صوت صدى عقلها .. نزلت برشاقة لطابق السفلي .. ثم هرولت خارجة نحو الحديقة قبل ان تستوقفها إحدى الخدمقائلة لها بلطف - صباح الخير يا آنستي .. حمدلله على سلامتك .. صباح ..! ..بسرعة خرجت نحو الحديقة .. و حقاً كان كما قالت الخادمة .. كانت نائمة طوال الليل .. هذا ما يدل فالضوء كان يعم المكان .. بلحظات نظرت لما كانتتلبسه ملابس نوم .. هل بدلت لي إحدى الخدم ملابسي ..؟ .. جلست على العشب الأخضر في إحدى جوانب الحديقة .. استلقت على العشب الأخضر و هي تتمنىالراحة ..تتمنى أن تتذوقها .. أين أنتِ يا أمي ..؟ .. في تلك اللحظات تيقنت كم هي غبية لا بل كم تمتلك حجم من السذاجة .. من المستحيل أن تبقى طويلاً على هذاالحال .. انها تذرف الدموع يومياً دون فائدة .. لا جدوى لمحاربة السيد شارلي بالبكاء .. ربما يفيد الذكاء معهُ قليلاً .. هي مجبرة على تحمل كذبة دانيال .. و كذلكمجبرة على العيش هنا .. أرادت أو أبت .. مصيرها محدد .. البكاء لن يفيدها إلا ذلاً و خسارة .. الطريقة الوحيدة للخلاص من المشكلة وهو أن تلعب مع القطط بالمثل .. حدقت بالملابس التي ترتديها بعدم اقتناع أيعقل أن ترتدي آنسة الفلا ملابس نوم و تتجول فيها بالفلا .. لا ... من هذه اللحظة ستمثل حقاً أنها الفتاة النبيلة ستقتحم حياة دانيال من أجل دراستها ستكون الفتاة الذكية بالنسبة لسيد شارلي .. ادركت أنها الطريقة الوحيدة للخلاص منه .. ربما تكون النتائج عسيرة إلا أنهامرغمة على ذلك .. كل ما ستفعله أنها لن تسمح لدانيال أن يرى ضعفها .. قفزت من على العشب بسرعة عندما اتاها صوت روك .. - سلين .. ابتسمت برقة .. ماحية الدموع بأجمل ابتسامة .. تقدمت نحوه ثم قالت - اسفة .. تأملته جيداً مما زاد استغرابه بالحقيقة كانت تغيض من يقف خلفه كانت تحدق بدانيال بعينين نارية وبلحظات كانت تتقدم لتضم روك بكل قواه .. اخبرته بتلك الحركة أنها خطوبة مزيفة.. ابتعدت عن روك قليلاً وهي تقول -لقد حل الصباح .. فلتذهب لعملك .. قبل أن يفتح فمه للحديث قالت سأكون بخير أرجوك فلا تقلق ابتسم بعدم استيعاب .. ثم ودعها و هو يوصيها بالاتصال إليه .. كانت تدرك أنها ستتاقبل معه كما تشاء بعد اليوم .. إذا كانت ذكية بالتعامل مع السيد شاري ..سبق و أن أخبرتها سيدرا .. أن السيد شارلي سيعطيها كافة حريتها لو احترمته .. هي فقط ستلبي ما يريد و بالمقابل ستأخذ حريتها .. لمحت دانيال الواقفيحدق بها .. مرت لتتجاوزه فاعترض طريقها قابض بيده على ذراعها أعادها لتقابله .. عقدت حاجبيها بتساؤل بنظرات استنكار وجهتها له قال بصوت أجشمما أثار استغرابها ..- عبري عن اشياقك له في مكان آخر .. فأنا لن اصمت على ان تهان كرامتي أمام الخدم استوقفتها قبضة يده فنظرت له بأشد نظرات الغضب ثم حولت نظراتها نحو قبضة يده الفولاذية على ذراعها .. نفضت قبضة يده عن ذراعها بقوة .. حولت نظراتها إلى استنكار و هي ترمقه بنظرات قوية جعلته يبدو يتسلى أكثر بقوتها .. قالت بحسم - خطبة مزيفة .. ليست إلا .. رفعت ذقنها بكبرياء مكملة و إن أموري الخاصة لا تعنيك ..سارت متجاوزة إياه و هي تشك أن قوتها كانت في محلها فور أن ابتعدت عنهُ قليلاً حتى هتف فتوقفت عن السير مستمعه لهُ يقول بسخرية - القوة التي تتصنعينها أمر رائع .. ولمعلوماتك يا ذات اللسان الطويل خطبتنا مزيفة عندما لا يراك أحد من معارفي الكثر ..قبضت على يديها بقوة لتتمالك شيء من أعصابها فالهدوء هو أهم عنصر في خطتها .. قالت باستفزاز فجأة- لست الوحيد من يقيم الشروط .. فأنا عنصر أيضاً بالمعادلة الغير الموزونة .. لذلك علينا اتمام المعادلة جيداً بين الطرفين وإلا ...صمتت متعمدة فقال بسخرية - و إلا مــاذا ..؟ ابتسمت بسخرية و هي تكمل سيرها نحو الفلا قائلة - و إلا لن أكون وسيلة للخلاص من عشيقاتك دانيال .. نعم .. حقا امتلكت القوة والجراءة في آن واحد .. هرولت فور ان دخلت الفلا .. صاعدة نحو السلالم و هي تخشى أن يتبعها ذاك الشبح في الحديقة .. لم تأبهلصوت السيد شارلي .. دخلت غرفتها بسرعة و هي تلهت من الركض .. احكمت اغلاق الباب بعد ان أكدت على نفسها أن لا تفتحه إلا بسلين الذكية .. لقد ملتمن دور الضحية دوما .. تمايلت بسيرها نحو المرآة تأملت نفسها لثوان .. حدقت بالتسريحة جيداً ثم فتحت إحدى ادراجها لتصدم بالعدد الهائل من أدوات التجميلالثمينة .. أنواع الكريمات باسماء ماركات لم تكن تحلم باستعمالها يوماً.. لم تكن تعرف أن السيد شارلي اعد لها ذلك .. ابتسمت بنصر بعد أن علمت أنها لن تحتاج بان تطلب شيء كذلك .. اتجهت نحو خازنة ملابسها لتحدق بشكل أفضل بالملابس الموجودة .. اغلقت باب الخزانة بانتصار بعد أن تأملت جيداً أنواع الفساتين التي لم تكن أيضاً تحلم بإرتدائها ... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــاليوم التالي ..خرج من الجامعة تاركاً إحدى محاضراته بسبب اتصال عمه له .. لقد مل من اتصالات السيد كاسبر المتكررة له .. أنهُ حتى لا يراعي كونه في الكلية .. اعتلى سيارته و قادها بسرعة جنونية نحو الشركة .. أرتدى نظارته السوداء و ترجل من سيارته فور وصوله لشركة .. سار داخلاً الشركة بخطوات ثابته .. واثقة .. أجبرت الجميع على النظر إليه .. كالمغناطيس تحولت الانظار نحو الوريث المستقبلي لجميع املاك هذه الشركات الضخمة .. الجميع عندما يروه يتذكرون والده المتوفي .. الرجل الفولاذي الذي أسس نفسه من الصفر .. الرجل الذي أحبه الجميع بأخلاقه العاليه مع جميع الموظفين ..بجوده وطيبته مالك القلب الحنون .. ربما يختلف عن ابنه تماماً فكافة الفتيات يحلمن بابتسامة لطيفة من عازف البيانو ورجل الأعمال أيضاُ.. توقف عن سكرتيرة عمه التي سمحت لهُ بالدخول وهي تنشر أجمل الابتسامات لكنهُ لم يعيرها اهتماماً او حتى نظرة واحدة .. دخل مكتب عمه الضخمو هو يرفع نظارته السوداء ليسمح لعينيه الرمادية بالظهور .. رفع السيد كاسبر عينيه محدق بفخر بابن أخيه شبك أصابع يده ببعضها و هو يستند على كرسيه براحة أمام المكتب الضخم ثم قال بجدية - تفضـل تلك النظرات كان يفهما جيداً .. علم أنهُ سيدخل في تحقيق لكنهُ هذه المرة لن يأتي بأي عذر .. ابتسم ابتسامة جانبية و هو يسير ليجلس على الكرسي مقابلاًلعمه .. هتف بصوته الاجش- مرحباً سيد كاسبر .. لقد طلبتني ..عقد السيد كاسبر حاجبيه و أخذ ينظر لدانيال بجدية صمت لثوان قبل أن يقول - تعرف جيداً لماذا طلبتك .. اكمل بمكر و هو يفرك بيده دقنه مـاذا عــ ... قاطعهُ دانيال بصرامة نظر لعمه بانتصار ثم قال مقاطعاً إياه - غداً ستتعرف عن زوجتي المستقبلية يا عمي .. لذلك لا تقلق .. صمت محدقاً بابن اخيه الأصغر أيعقل أن ما يقولهُ هذا الشاب صحيحاً تجولت عينيه على وجهه دانيال .. لعلهُ يكشف لعبته لم يظهر الأطمئنان بتاتاًعلى السيد كاسبر الذي شرد بعالمه يبحث من بين ملايين الفتيات عن فتاة تناسب دانيال .. حقاً شعر بالشفقة نحو تلك الفتاة التي ستأسر بسجن دانيالأنهُ كالوحش عند غضبه .. لا يعرف التفاهم .. لم يفكر يوماً بأن ابن اخيه سيختار زوجة له بنفسه لا بل يقول أنهُ يحبها أليس هذا أشبه بالمستحيل ..أيعقل أن يوجد قلباً ينبض داخل أضلاعه أم أنهُ لا يمتلك قلباً .. مرت دقيقة و هو شارد يحدق بدانيال لم يجد سوى الثقة العمياء في وجهه تنحنح ثم قال- واثق يا دانيال .. لتخبرني إذن من هي الضحية اطلق ضحكة خبيثة ثم قال - لا تكن مستعجلاً غداً ستراها بكلتا عينيك .. وقف من الكرسي مكملاً على السابعة مساء .. قبل أن يهب مغادرا المكان دوى صوت عمه في المكتب قائل بحزم- أهي التي كانت معك في البحر ..؟ توقف عن السير متذكراً تلك الليلة كتم تزفيرة قوية قبل أن يقول - و ماذا إذا كانت هي .. ؟ أيهمك ذلك ..؟ أنت لم ترى صورتها بعد ..؟أتاه صوت عمه الحازم مكمل - لا بأس إذا كانت هي .. لكن اتمنى أن لا تنسى الوعد دانيال .. فتاة من طبقة راقيةاطلق تزفيرة ملل و هو يسير خارجاً من المكتب دون أن يرد على عمه .. هب أعصاره مغادر المكان تارك عمه في ورطة حقيقة .. ما ردت فعل السيد جوزيف .. . وابنته كرستين .؟ .. لن يهتم بشيء أهم شيء مستوى مادي راقي
...............
عدلت الكحل للمرة الرابعة أمام المرآة .. دموعها لا تتوقف عن السيلان مهما ما تصنعت الشجاعة تبقى تعرف أنها مجبرة على تلك الخطة .... تنهدت بضيق و هي تسير لتجلس على سريرها بصعوبة .. استمعت لطرقات باب غرفتها فهتفت .. تفضل ... دخلت خادمة تبتسم لها بتهذيب وهي تقول- آنسة سلين .. السيد دانيال بانتضارك بالأسفل ..حركت رأسها بالإيجاب بيأس .. قفزت من على السرير نحو المرآة .. أخذت شهيقاً و زفيراً .. لازلت تقنع نفسها بقوة على الصمود لن تسمح له بأن يذلها بقوته كثيراً .. ابتسمت بمكر تنظر لفستانها الأحمر الواصل لركبتيها .. يغطي كتفيها بقماش الدانتيال .. ألقت لمحة على الاكسسوارات اللامعة .. ثم استقرتعينيها على شعرها الأسود المحرر على كتفيها براحة رتبت خصلات شعرها .. ثم رشت كمية عطر ذو رائحة مثيرة .. ابتسمت وهي تجزم أنها لن تجعلهيستمتع بتعذيبها .. ارتدت الحذاء العال .. ثم ألتقطت حقيبتها الصغيرة .. وضعت معطفها على ذراعها و سارت بثبات راسمة ابتسامة مزيفة .. ثلاث أيام ..مرت وها هو اليوم التي ستقابل به عائلة دانيال .. تعالى صوت كعبها العالي وهي تنزل السلالم برشاقة .. بدأت كالأميرة و هي تطل على السيد شارلي .. مرحبــا .. هتفت بمرح مصطنع .. و هي تدخل صالة الفلا .. لم تلتفت لمن لا يقل عنها جمالاً واقفاً يحدق بها .. نظر لها السيد شارلي مستغرباً .. كانتأميرة تخاطبه بمرح حقاً أراد بتلك اللحظة أن يخبر العالم بأنها ابنته لف نظره لدانـيال .. الذي حرك نظره فوراً محدق بما تسمى خطيبته .. لم تكنتبكي .. كانت كما تركها قبل يومين عنيدة وبعنف ... تبدين جميلة يا ابنتي ...قال لها السيد شارلي مبتسماً .. امتدت يده ليربت على شعرها لكنها أبعدته بغنج و وقفت قائلة - أخشى أن يفسد شعري .. امتحت ابتسامته من عذرها الواضح .. لكنه ابتسم مجدداً ثم مرر نظراته نحو سلين ثم دانيال ..وقف قائل - حسناً .. لدي بعض الأعمال .. انصرف مغادراً الصالة .. ظلت تحدق بظل السيد شارلي بمكانها كتمت تزفيرة ملل .. قبل أن تُباغثها يدين امتدت ببراعة لتحوط خصرها من الخلف .. انتفضت كالنمرة .. فاشتدت يديه حول خصرها ثم تحولت شيء فشيء للمسة هادئة فاجئتها .. زمجرت و هي عاجزة عن فك يديه عنها .. أحست بوجهها يميل نحو عنقها من أنفاسه الحارةالتي أحرقتها .. حركت رأسها بعنف .. عينيها النارية كانت تبرق حقداً له .. لفت رأسها نحوه .. التقت عينيها بعينيه الرمادية .. وابتسامة التسلية على شفتيه جعلته وحشاًوسيماً .. هدأت متأملة وجهه .. انقبض قلبها من جذابيته الرجولية .. حاولت أن لا ترتجف بين يديه .. و هي تشعر بالضعف نحوه .. ضمت شفتيها بارتجاف..بينما هو ظل يتسلى بهدوء .. وبلحظات كانت قد أشاحت نظراتها عنه .. و هي تحاول تحرير نفسها منه هتفت من بين اسنانها .. - لا تلمسني .. ارتفعت انفاسه نحو خدها الرقيق داعب بخده خدها البارد .. مستمتع بارتجافها الواضح .. كتم تأوه من حذاء كعبها العال التي استقرت فوق قدمه بعنف .. تحركت شفتيه نحو أذنها قائل بخبث- لتتعودي على شيء كهذا أمام اسرتي .. بلحظة حررها من بين يديه .. قبل أن يسمح لفريسته بالهروب .. حوط خصرها بيده اليسرى لكن هذه المرة براحة .. و يده اليمنى ارتفعت لتداعب خصلات شعرهاكان حقا يتلذذ بانزعاجها ..هتفت بضيق بدأ بعينيها بخلاف صوتها الذي لم يرتفع بل بدا عليه السخرية بشكل خفيف- و هل يجب علي دخول دورة تدريـبـية مقرفة منك ..؟ !تلذذت الابتسامة الخبيثة على شفتيه و هو ينزل أنامل يده اليمنى ليتحسس بشرتها الناعمة .. لازل لا يصدق أنها تقاومه و بعنف .. تذكر بلحظات أن التيمعه ليست كرستين .. أو اي فتاة آخرى اسيرته نمرة متوحشة .. - بكل سرور .. سنأخذ أجمل الدروس سلين ... دفعها عنه .. فتحررت من بين يديه و هي تلهث مذعورة .. انزلت رأسها للأسفل تحدق بالأرضية اللامعة .. جسدها الرقيق كان يرتعش .. مررت كفيها بذراعيهاببطء وهي تفركهما لعلها تهدأ قليلاً .. لمحت ظله الطويل على الأرضية .. رفعت عينيها المذعورة ببطء فرأته يتقدم نحو الأريكة وينحني ليحمل معطفها .. مد لهاالمعطف بهدوء .. وكأن شيء لم يكن حقاً طبعه كان مثيراً للاستغراب .. . لنذهب .. هتف بصوته الرجولي و هو يقدم معطفها لها مدت يديها لتلتقطه وتلبسه .. لم تغب عينيها لحظة عنه و هي ترتدي معطفها بينما انشغل هو في هاتفه النقال كأنهُ كان يرسل رسالة.. دس هاتفه بجيبه ثم رفع نظره لها .أشار لها بحاجبيه بمعنىلننطلق .. بتلك الأثناء استدار نحو الباب وتجاوز الصالة .. بينما لحقته هي متصنعة القوة .. سارت معه بالحديقة نحو سيارته .. اتجهت يدها لتفتح الباب الخلفي .. لكن يدهكانت اسرع لتمنعها عن ذلك أشار لها بحزم نحو المقعد الأمامي فزمجرت بملل و هي تركب المقعد الأمامي بانزعاج كتمته .. حاولت أن تكون رقيقة و هي تغلق باب السيارةمع انها تمنت أن تكسره .. أخذت تلعب بخصلات شعرها .. فيما تحركت السيارة خارجة من الفلا .. لم يكن يسمع غير انفاسهما في السيارة التي عمها الهدوء .. حاولت الانشغال عن القائد الذي كانت عينيه مركزة نحو الطريق باهتمام بملامح جامدة خالية من المشاعر .. رن في تلك اللحظة هاتفه فاشاحت نظرها بسرعة عنهأصابها الفضول عندما ضغطت أنامله على الزر الأحمر في الهاتف لتنهي المكالمة .. عدت مكالمات جاءت إليه لكنه كان يقطع الاتصال .. تنهدت بملل .. وبفضول أخذت تنظرلسيارة الأنيقة داخلياً وخارجيا ..نظرت لصاحب السيارة كان ممل و مخيف .. فحولت نظراتها عنه لتستقر على مجموعة سيديات ..بفضول أخذت تنظر لهم جميعاً..ربما ستجد شيء يكسر هذا الجو الكئيب و خاصة أن الطريق كما تعتقد طويلة نحو القصر .. امتدت أصابعها لتلتقط السيديات .. وبلحظات كانت تفتح المسجل .. وتشغلإحدى السيديات.. ثوان مرت حتى تخلخل إلى مسامعها صوت موسيقى هادئة جـداً أغمضت عينيها لثوان مستمتعة بتلك المقطوعات المبهرة .. لم تكن إلا ثوان حتى توقفت الموسيقى .. فتحت عينيها متفاجئة من يد دانيال التي امتدت لتوقف السيدي .. عقدت حاجبيها بانزعاج و هي ترى غضبه على لمس سيدياته .. رمقها بنظرات تحذير ..ثم همس بنفاد صبر .. - اكره حقاً التعامل مع أطفال مشاكسين .. احذري بالأول قبل ان تلمسي أغراضي ..فتحت عينيها بذهول تحدق به .. بينما هو أعاد بهدوء نظراته نحو الزجاج الأمامي مركزاً بالطريق .. عدلت من جلستها وهي تقول بثقة ساخرة ..- مقطوعاتك إذن .. توقعت ذلك فهي قبيحة مثلك !اطلق ضحكة سخرية دوت بالسيارة .. مما زادها ارتباكاً .. قال مستهزء ..- أنتِ اول من يقول ذلك .. و ياليتك بصادقة ..!أشاحت وجهها نحو زجاج السيارة ..ليتها تمتلك هذه الثقة العمياء .. حقاً كانت مقطوعاته من أجمل ما سمعته أذنيها .. إذن فهي حقاً كاذبة .. ابتسمت بسخريةعندما تذكرت أنها صرحت لهُ من قبل باعجابها الشديد بمقطوعاته .. وكان الرد حقاً يليق به .. سيطر الضيق على قلبها لكنها حاولت التماسك بقدر الأماكن القوة هي سلاحها الوحيد .. هي الرقيقة دائما هل ستستطيع الصمود بقوتها الهشه أمامه ..؟ ! .. ظلت تتأمل الشوارع بشرود إلا أن صوت هاتفه كان شرارة لتفجير بركانها الثائر .. دوى صوت الهاتف لثوان .. لم يرد عليه.. لم تعد تحتمل اكثر .. لفت نظرها نحو دانيال غير ملاحظة أن السيارة قد دخلت بوابة القصراستمرت تنظر له ولهاتفه لثوان بينما كان هو مستند بذراعه على المقود يحدق بالتغيرات التي تطرأ على وجه سلين .. صرخت بعنف هز السيارة - لن أصيب بالصداع بسبب هاتفك .. إذا كانت إحدى معشوقاتك فرد عليها .!. أخذت تتنفس بسرعة بفعل غضبها المفاجئ .. نظر لها مستخف بحالتها الغريبة .. وببرود كان يرد على هاتفه قائل - نعم .. أمي .. لقد وصلنا ..شعرت بكمية غبائها عندما ابتسم لها ساخراً على تفكيرها الفاشل .. أشاحت نظراتها عنه و هي تبعد بأناملها دمعة كادت ان تتدحرج على خدها .. لاحظت توقف السيارة والمكان الذي هي فيه .. وقبل ان تتنظره يأمرها بالخروج .. فتحت الباب و صفقته بقوة بعد خروجها.. استندت على السيارة .. وأخذت تحدق بالقصـــر العملاق جيداً .. أنها ثاني مرة ستزوره .. لكن هذه المرة بطريقة مختلفة .. ابتسمت بسخرية ومن كان يظن يوماً أنها ستتدخل هذا القصر كخطيبة لابنهم الوحيد ..أحست بجسده يستقر بجانبها .. لفت نظرها له .. فمد كفه لها برسمية .. نظراته الخبيثة فهمت منها أن التمثيلية اشرفت على البداية .. صدمته عندما مدت لها كفها بنعومة لتضعها براحة على كفه الضخمة .. أخفى دهشته بملامحه الجامدة اكتفى بابتسامة جانبية وبحركة سريعة جذبها لتصبح أشد قرب منه .. اشتدت كفه ضغطاًعلى كفها الباردة .. ابتسم باغراء و هو ويسير معها نحو بوابة القصر ..شتمت نفسها من توترها الواضح الذي بدى يسليه كثيراً .. بلحظات كانت تدخل بوابة القصر ..تجولت عينيها بالمكان جيداً .. وهي تخلع معطفها لتعطيه لإحدى الخدم ...لم تمر أكثر من دقيقتين حتى شعرت بالخطوات الثابتة التي تتقدم نحوهما .. أحست الآنبقيمة ما تفعله.. أنها حقيقة وليس حلماً .. رفعت عينيها ببطء لتنظر لرجل ضخم يحدق بها بملامحه كانت جاده وهي تتفحص سلين جيداً .. فيما شعرت بسكون دانيالخلف ظهرها .. بلعت ريقها وهي تشعر بدانيال الذي تقدم خطوتين وما هي إلا دقيقة حتى تقدمت امرأة لتقف بجانب السيد .. تجولت نظراتها نحو المرأة .. عرفت أنهاوالدة داانيال من تلك الليلة لكن هذه المرة بدت بمنظر اوضح رأت ملامحها جيداً لم تغب عنها نظرات الدهشة التي حلت بوالدة دانيال وهي ترمقها بنظرات مصدومة حاولتإخفائها بقدر الأمكان .. بدت امرأة صغيرة من يراها لا يصدق بأنها والدة دانيال كأنها أخته الكبرى كانت امرأة جميلة ذات جسد رشيق يتناسق مع طول جسدها الذي ناسبهاجيداً.. انقطع التأمل والهدوء عندما قال دانيال بثقة بصوته الرجولي الهادئ و هو يشير بيده نحو سلين - هذه سلين .. الفتاة التي أحب ! شعرت وكأنها تلقت صفعة قوية على خدها . . ارتجفت ملاحظة لدهشة التي بدأت على والدته و عمه و هو يحدقون به بدهشة مخفية اكمل كلامه - ابنة السيد شـارلي ..فركت يديها بتوتر و هي تخاطب نفسها بأن تهدأ ماهي إلا تمثيلية لن تفقد صوابها وتتوتر عند كل كلمة يقولها دانيال عنها ...بلحظات كان السيد كاسبر يتقدم نحوهماابتسم برسمية وهو يمد كفه نحو سلين التي مدت كفها الباردة لتلامس كفه .. قال باعجاب وهو يحدق بها ..- مرحبا بك يا ابنتي .. أنا عم دانيال السيد كاسبر .. اشار لزوجته مكمل وهذه زوجتي و والدة دانيال السيدة رابينالم تستغرب من زواج والدة دانيال بعمه لقد اخبرتها بذلك سيدرا عندما زارتها آخر مرة هزت رأسها بأدب وهي تقول - أهلا وسهلا بك سيدي .. تقدمت السيدة رابينا والدة دانيال ترحب بهما بعينين مدهوشة وهي ترمق دانيال بأشد أنواع الأستفهام .. سارا جميعاً نحو غرفة استقبال الضيوف .. كل مكان بالقصركان يشد انتباهها فقد كان في غاية الروعة كادت أن تنسي وجود دانيال عندما جلست على إحدى الارائك الضخمة وهي توزع ابتسامات متصنعة وتكاد تقسم بداخلهاانها ستدخل بتحقيق مع السيد كاسبر و زوجته .. سرعان ما تذكرت الواقع عندما قالت السيدة رابينا بكل حب لدانيال - تفضل بني لتجلس بجانب سلين .. هز رأسه بالأيجاب وسار ليجلس بالقرب منها ..سرى تيار كهربائي بجسدها عندما شعرت به يجلس بجانبها لا يفصل بينهما سنتيمتر واحد .. اخفت توترها عندما قالت السيدة رابينا بفرح- سلين تبدو جميلة يا بني .. لقد احسنت الأختيار دانيال ..نظرت له كالبلهاء منتظرة ما سيقوله مما جعله يبتسم بتسلية .. غضبت من تصرفه فاشاحت وجهها عنه بهدوء حتى لا يلاحظ أحد ذلك.. أخذت تحدق بالسيدةرابينا و هي تصنع ابتسامات مزيفة .. مرت ذراع رجوليه على ظهرها بهدوء فجأة مما اوشك على ان يجعلها تنتفض فزعاً .. لكن الذراع كانت أدرى بما سيكون الرد .. حوط خصرها بقوة لينبأها بالأمر وهو يجذبها اكثر.. رمقته بنظرات رجاء لكنه تجاهلها وهو يحدق بوالدته ..بدى منظرهم حميماً .. قال بلطف - اعرف أمي .. و إلا لما استطاعت أن تمتلك قلبي بسهولة ..كلماته اشعلت النيران بأعين عمه .. تجولت عينيه على دانيال باحث عن حقيقة .. مستحيل أن يتحول ابن اخيه بأيام فجأة إلى عاشق ولهان .. لكنهُ لا يمكن انكار ذلك لطالما كانت حياة ابن اخيه غامضة لا أحد يتجرأ على معرفة خصوصياته .. رغم ذلك لم يتوقع أن يظهر دانيال بحبيبة لا بل ابنة السيد شارلي ..التي كادت شركاته على وشك الأفلاس فقام دانيال بمساعدته و فور أن قوى شوكته حتى رد الجميل بعشرة اضعافه هل ساعده دانيال من اجل حبه لابنته تشتت الأفكار وهو غير مبال بالحوار الخفيف الذي يدور بين زوجته و دانيال وسلين بسرعة تذكر شيء قال مقاطعاً الجميع فجأة - لم يخبرني السيد شارلي يوماَ أنهُ يمتلك ابنه ..صمت عندما لاحظ طريقة مقاطعته للكلام ادرك أنهُ تسرع من وجهه سلين الذي بدأ يتوتر ..سرى التوتر بجسدها ثم حولت نظراتها نحو دانيال الذي لا زاليصمم على قربها منه .. عما الهدوء بالغرفة فجأةً فقطعه دانيال قائل - لقد كانت تعيش برفقة والدتها بدولة أخرى .. لكن والدتها توفت قريباً فعادت لتعيش مع والدها .. أدار رأسه نحو سلين وهو يقول أليس كذلك سلين ..؟ صمتت رافضة كذبة لم تعيش مع السيد شارلي بارادتها لقد اجبرت على كل شيء .. شد نظراته كتنبيه فاستيقظت من شرودها قائلة - نــ...عم .. أقــصد صحيح ... اكملت مخاطبة السيد كاسبر ربما والدي ظن أنك تعرف عني .. لذلك لم يخبرك ..هز رأسه بعدم اطمئنان ثم قال مستفسر - على اعتقادي أن السيد شارلي قد انفصل عن زوجته هل عشتي مع والدتك إذن ..؟تملكها شعور بالبكاء ليته فعل ذلك .. هو قام بهجرانها لم ينفصل عنها بل عذبها عندما سلب حريتها ضغطت على نفسها قائلة بصوت مكبوت- نــعــم .. التقط دانيال انفاسه عندما سارت بالكذبة معه .. وبدئوا بالكلام بمواضيع مختلفة وكلها عن حياة سلين .. كانت تستغرب أن السيدة رابينا لم تتحدث عن ماضي دانيال بتاتاً .. كانت فقط تسأل سلين اسئلة كثيرة .. ردت بصدق عدا بعض الأمور التي تتعلق بأمرها وأمر دانيال .. ما اراحها أن دانيال ابتعد عنها فور أن اوهمالجميع بحبه لها .. وهي استغلت الفرصة لتغير مكانها بالقرب من السيدة رابينا مدعية بأنها تريد التحدث معها عن قرب .. في العشاء كان الجميع متجمعاً على طاولة العشاء التي ادهشت سلين بأنواع الأطعمة المعدة .. و كأن جيشاً من الضيوف زارهم .. ابتسمت باستهزاء بداخلها وهي تدرك أنهم صدقوا تلك الكذبة .. جلس السيد كاسبر على رأس الطاولة وجلست زوجته بأقرب كرسي له .. بدا الوضع متوتراً عندما أراد ان تجلس على الجهة الأخرى بجانب السيد رابينا إلا أنها قاطعتها بتشجيع ممزوج بالفرح - حبيبتي لتجلسي بالقرب من دانيال .. ضحكت ممازحة ثم اكملت أخشى أن لا يتناول شيء بسبب ابتعادك عنه ..مرة أخرى أعادت النظر لدانيال الذي خزها بنظرات لم يلاحظها غيرها . . ببسرعة فهمت معنى نظراته و سارت ممثلة السعادة وهي تجلس على يساره ..تقدمت إحدى الخدم لتصب الطعام الساخن على الأطباق .. وبدئوا بتناول الطعام .. شهيتها كانت مسدودة .. تناول ملعقة من الشربة الساخنة قائلة بمدح- لذيذة .. تدخل السيد كاسبر ليقول- من صنع حبيبتي رابينا .. ابتسمت رابينا فيما لاحظت سلين دانيال الذي تغيرت ملامح وجهه فجأة .. كأنهُ انزعج من شيء .. لم تفهم شيء مما قاله السيد كاسبر كي يزعجه .. تجاهلت الأمر قائلة - حقاً ! تبدين طباخة ماهرة سيدتي ..!استمعت لسيد كاسبر الذي قال مسروراً - بكل تأكيد .. حبيبتي تمتاز بكافة الصفات الرائعة اشتدت غضب دانيال في تلك اللحظة فجأة رأته يضع الملعقة على الطاولة .. كأنهُ كان ينوي الوقوف لكنهُ فجأة غير رأيه و كأنهُ يحاول تمالك اعصابه ..بسرعة لف رأسه لسلين فبلعت ريقها بصعوبة تحدق به .. هدأ فجأة وهو يقول بحب - من فضلك حبيبتي .. اعطيني علبة الملح .. .. نظراته اربكتها فيما رنت كلمة حبيبتي بأذنيها .. لم تعرف كيف تخلخل شعور غريب ليداعب قلبها الرقيق بتلك اللحظات نفضت الأفكار وهي تمد علبة الملح نحوه .. أنها مسرحية فقط .. لا تتوتري .. هذا ما كان يردد بداخلها .. أخذت تأكل الطعام بدون نفس كل دقيقة كانت تسترق قليلاً من النظر نحو دانيال .. و تعيدنظراتها فوراً نحو طبقها ثم تتحدث مع السيد رابينا .. أنتهى العشاء أخيراً وهي مرتاحة قليلاً أن دانيال لم يكن يتعمد مغازلتها أمام أسرته .. هذا ما خشيته لا تريده أن يفعل ذلك حتى لو كان تمثيلاً .. فهو لا يعرف كيف يقلب كيانها بكلماته .. بعد أن انتهوا من تناول العشاء وقفت من على كرسي ثم لحقها دانيال ..انتقلوا لغرفة استقبال الضيوف مجدداً فيما اعتذر السيد كاسبر عن حدوث أمر طارئ صعد لمكتبه قائلاً بأنه سيحل المشكلة وسيعود.. فور أن جلس دانيال بالقرب من سلين حتى رن هاتفه النقال .. أحست بالفضول عندما اخرج هاتفه النقال وظل يحدق بالاسم عاقداً حاجبيه انتابها شعور لمعرفة من المتصل بلحظات كان يعتذر ليغادر الغرفة .. احست بالغضب يتملكها بتلك اللحظة لم تكن تعرف انهُ سيظهر على ملامحها إلا بضحكة السيدة رابينا التي وقفت لتحول مكانها وتجلس بالقرب من سلين قالت بخبث- هل تغارين ..؟نظرت لسيدة رابينا بسرعة .. ما الذي تقوله هي لا تغار لو تعرف ماذا فعل ابنها فيها .. ليس لهُ الحق بأن يقلل من قيمتها أمام عائلته لأنها متأكدة أن ذاكالاتصال كان من فتاة .. هزت رأسها بالنفي فاكملت السيدة رابينا وهي تمد كفها لتضم كف سلين قائلة بلطف- لا تقلقي حبيبتي .. ليس من النوع الخائن .. !رفعت أناملها لتعيد خصلات شعرها إلى الوراء قالت مبتسمة - تبدين واثقة اطلقت ضحكة خفيفة ثم قالت- ما رأيك بجولة صغيرة في الحديقة ..؟هزت رأسها متحمسة للفكرة .. خرجا نحو الحديقة فوراً.. سارت مع السيدة رابينا تتأمل الحديقة جيداً .. يقطع الهدوء صوت حفيف الأشجار بفعلحركة الرياح .. أنارت الحديقة كانت تذكرها بأفلام التاريخ فالقناديل كانت معلقة على بعض الأشجار ناشرة ضوئها البرتقالي الخافت ومع ليلية سوداء بدا القمربدرا بابهى حلته ..استنشقت عليل الهواء وهي تسير بالحديقة بالقرب من السيدة رابينا .. - أنا آســـــفة ....هذا اول ما قالته السيدة رابينا مما جعلها تتوقف لتحدق بها .. داعبت نسمات هواء خصلات شعرها السوداء فيما اكملت السيدة رابينا كلامها بارتباك- تلك الليلة.. اقصد الحادث ..أنا حقاً اسفة لم اقصد الأساءة إليك ابتسمت بلطف وهي تنظر لتواضع المرأة التي تقف معها .. ابتسمت بحنان وسارت تكمل سيرها على جوانب الأشجار قائلة- لا عليك فلننسى الأمر لحقتها بخطوات هادئة وهي تقول - لقد احسن دانيال الأختيار فتاة جميلة و لطيفة ايضاً اطلقت ضحكة وهي تدور حول إحدى الأشجار بمرح تأملت إحدى الأزهار ثم قالت بفرح- ياسمين ..! زهرة الياسمين أليس كذلك ..؟ - بإمكانك قطفها إذا احببتي .. هزت رأسها بالنفي وهي تتأمل الزهرة بإمعان قائلة - هنا موقعها المناسب .. ستكون بخير إذا لم تقطف .. - ما رأيك بكوب من القهوة على جانب المسبح .. ؟كانت فكرة رائعة جعلتها توافق فوراً .. انطلقا نحو المسبح وجلسا على إحدى الطاولات وصلت القهوة الساخنة .. شربت من كوبها وهي تتلذذ من مذاقها قالت السيدة رابينا فجأة - كيف التقيتي مع دانيال ..؟ ابعدت كوب القهوة من فمها و هي تحدق بالسيدة رابينا هذا ما خشيته اكملت السيدة رابينا - اقصد ليلة الحادث كنتما كالأعداء توترت وهي تكمل كيف .. كيف وصل الأمر إلى ارتبطكما اكملت بأسف أعذريني على التدخل لكن هو ابني الوحيد اشتدت توترها وهي تشتم دانيال بداخلها ماذا تقول الآن ..خاصة انها من النوع الفاشل في تأليف المسرحيات بثوان .. تعرفـــنا بمعهد الموسيقى.. دوى الصوت الرجولي القادم نحوهما ثم تعالت صوت صدى اقدامه بالأرض و هو يقترب نحوهما بثبات . . ابتسمت السيدة رابينا ولأول مرة تفرح سلين لقدومه كما فرحت اليوم .. جلس بجانب سلين على الطاولة ثم قال- كانت تأتي يومياً للمعهد مع صديقتها .. لو تعرفي امي كم احببتها .. لف نظراته نحو سلين التي كانت تحدق به بذهول .. اكمل احببتها منذُ أول لقاء ! كانت فتاة رقيقة تمتلك لسان لطيف و أخلاق رائعة .. أعاد نظراته نحو امه مكمل كذلك دخولها بنفس جامعتي ربط بيينا علاقة أقوى .. فرك شعره بيده قائل بأسف اما تلك الليلة المشؤومة .. أتمنى أن لا تذكريها فقد هب خلاف بيننا من قبل لذلك كان الوضع متوتر قليل .. نظر لسلين مجدداً مكمل بتمثيل بارع حبيبتي أتمنى أن لا نسمح لشجار يوما ما أن يسبب مشاكل بيننا ....أشاحت وجهها عنهُ بهدوء بعد أن فهمت سخريته مررت يديها على كتفيها وهي تقول بارتجاف - أشعر بالبرد رمقها بنظرات حادة أنها لا تشاركه بالتمثيل .. كما يكره تمثيل دور العاشق لكنها تجبره على ذلك .. فهي تتوتر سريعاً يعلم كثيراً كيفية تأثيره على النساءحتى لو كانت سلين فهي تمتلك قلبا رقيقاً .. توتر الجو على الطاولة قالت السيدة رابينا مخاطبة دانيال- رائع جداً أنا حقاً سعيدة لكما عزيزي والآن اخبرني دانيال .. هل تشرب كوباً من القهوة ..؟قبل أن يرد قاطعه رنين هاتفه النقال مما جعل سلين تنظر له بسرعة ... حدق بالاسم على شاشة هاتفه ثم قال بانزعاج - يبدو أن الهاتف اليوم يشغلني كثيراً .. أنا أعتذر مجدداً ..بلحظات كان يغادر الطاولة..فيما قالت والدته لسلين بانزعاج من تصرف ولدها كبتـته بداخلها- يبدو أن العمل يشغلهُ اليوم كثيراً .. لاحظت الجمود على وجهه سلين كأن الأمر لم يعجبها ثم اكملت بتوتر شاتمة ابنها بسرها الجو بارد بالحديقة لندخل سأريك أهم مكان لذيك في القصر غمزت بلطف اعتقد أنهُ يهمك كثيراً .. سارا نحو القصر ركبت السلم الكهربائيمع السيدة رابينا .. شعرت بالضيق أنها كالدمية تتنقل من مكان لآخر تمنت أن تغادر القصر الآن .. اشتاقت لمنزلها التي لم تفرح به بعدلم تسكن به غير أيام معدودة فتح باب السلم الكهربائي ثم خرجت تتبع السيدة رابينا .. قادتها السيدة رابينا لتدخل إحدى الأبواب كان شبه مفتوحلحقتها بغرابة .. فور أن دخلت الباب حتى بدأت تتأمل المكان جيداً .. كتمت شهقة قوية وهي تحدق بالمكان جيداً مالذي جاء بها إلى هنا .. يستحيل ان تدخلجناحه مرة اخرى .. سارت بخطوات سريعة نحو السيدة رابينا قبل ان تتحدث قطعتها والدة دانيال تقول-اعتـقد بأن جناح دانيال يعتبر جزء من ممتلكاتك الآن ..وجدت نفسها تقول بارتباك واضح وهي تتقدم نحو السيدة رابينا- سيدتي ارجوك دعينا نغادر المكان ..كأنها كانت تحدث نفسها لأن السيدة رابينا لم تفكر بالخوف الذي يعم سلين بلحظات كانت تمسك بيدها وتقودها نحو غرفة نومه ..لم تعرف كيف دخلت الغرفةتذكرت ليلة الحادث كانت ممدة على هذا السرير الضخم .. بدأت تهدأ وتتناسى كل شيء و هي تحدق بغرفته العجيبة شعور داعب قلبها فسرته بفضول لمعرفةما محتوى هذه الغرفة تلاشى الخوف فجأة وبلحظة أخذت تحدق بالجدران المنقوش عليها مقطوعات موسيقية صغيرة و رسمات زينت الغرفة الذي صمم ديكورها على اللون الاسود ممزوج بالابيض.. بلحظة لم تنتبه لخروج السيدة رابينا حدقت بالطاولة الموضوع فيها بعض الصناديق الصغيرة .. و مجسم أداه البيانو المصغركم تمنت معرفة ما بداخل تلك الصناديق الجذابة .. عينيها كانت حائرة وكأنها في بلاد العجائب وجدت نفسها تسير نحو نافذة غرفته الزجاجية كانت كبيرة جداً وتلمع نظافة اقترب جسدها ليتأمل وشهقة من منظر الخيالي كان الجناح يطل على الحديقة .. بدت الحديقة من الأعلى بابهى حلة .. كانت كبيرة جداً وأشجارها تحفها من كل مكان .. أخذت عينيها المذهولتان تحدق بكل شيء في الأسفل لم ينقصها بتلك اللحظة سوى قلماً و ورقة .. تخيلت كما سيكون المكانجذاباً لو سقطت الامطار .. مررت أناملها في النافدة فيما اسندت وجهها عليها وهي تبتسم كالأطفال .. غير مستشعر بالظل خلفها . . شعرت بانفاس حارة على رقبتها .. فيما امتدت يدين هادئة لتحاوط خصرها بهدوء .. شهقة ذعر اطلقتها وهي تتيقن أنها من جلب لنفسها ذلك ...^ ــ ^[/frame]
__________________

شكرا حبيبتتي الامبراطوورة





رد مع اقتباس