عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 09-23-2017, 03:00 PM
 
[gdwl]إجتاحتني مشآعر غريبة ، وكأنها ..... وكأنها مُختلطة ببعضها البَعض ... !

لَــم أعلم للآن .. هل ما أمُر به .. صدمة ؟ أم غضَبٌ مكبـوت فيّ .. أم عَدم مقدرة على الرد .. هل رُبما لأني المُخطئ ؟

لقد كآنت الصفعــةُ قويةً ومفاجئةً لي لم أتوقعهــا أبداً ، أحسست بالحرآرة على خدي لذلك وضعت يديّ عليه أتحسسه

ما إن وضعت طرف إصبعــي عليه حتى شعــرتُ بوخزة ألم ، فأبعدت يدي بسُرعة مُعقداً حاجباي بإنزعآج ..

لم أنظُــر في وجههآ بل حآولت قدر الإمكان أن أتحاشى النظر إليها ..

أنا .... أنا حقاً أًصبت بالذهــول ، تلك الخرقـــآء ، كيف تجرؤ على ضربــي .... أنا ؟

رفعتُ رأسي بعد فترة شــرود لأراهآ ............ تبكي !!!

حسناً ، وإن يكُــن ... لــِمَ تبكي أصلا ؟ لرُبمــآ شعَرت بالذنب فأرادت الإعتذآر بطُرق النسآء المعهودة ،

( أخـــــي ! ) .. كلآنا أنا و مينـــوري نظرنآ إلى مصـــدر الصوت بتعجُب بالوقت نفسه

نظرت إلى مينــوري نظرةً خاطفة لأرى علامة إستفهامٍ كبيــرة تدور حول رأسهآ ..

والذهول بادٍ على وجههـآ بينما الدموع تجري على خديّهـــآ المُحمــريّن ..

وجّهتُ نظري ثآنيةً إلى الفتاة القصيرة ذات الشعر الذهبي الطويل الذي يصل إلى نصف ظهرهآ الوآقفة أمام البــاب

لأرىَ أنها تنظر بعينيهــا البُنيتين إلى مينــوري بقَلق

تنحنحــتُ لأُبعد الإرتبآك عن صوتي ولألفت إنتباهها ، قلت بثقة ممزوجةٍ ببرود ( آه .. رين ، ماذا تريدين ؟ )

قآلت أُختي الصغيرة رين مُنفعلةً بغضب وهي تمشي بخٌطى واسعة نحوَ مينوري وأمسكت بذرآعيهآ متجاهلةً وجودي تماماً

( مالذي فعــله بك ؟ أجيبــــي )

هَزتهــا بعُنف لكن يبدو أن مينــوري في عآلمٍ آخر الآن ، " إبتسَمتُ بسخرية " عآلم الندم بالطــبع

" توسعــت إبتسآمتي أكثر وقٌلــت لنفسي " هيَ تتحسر الآن لمآ فعَلته قبل قليــل ... ها ها ها !

قــُلت مُبتسماً لأُبيّن الجآنب الايجآبي مني لمينــوري التي نظرت إليّ عندمآ تحَدثت

( لآ بأس مينوري ، سأقبلُ إعتذآركِ إن أردتِ .. فقط لآ تقلقي وإبدأي بتقديمهِ إليّ ، سأقبلهُ بالطبع مادُمتِ نادمةً ! )

رأيتُ وجههــا يحمّر شيئاً فشيئاً .. ونظراتُهــا إليّ حادة حتى خـِلتُها إخترقت الجدآر من خلفــي !

( مابكِ ؟ أصبحتِ الآن وكأنك بُركانٌ ثآئر فجأةً بعدما كُنتِ ملاكاً يبكـي بحسرةٍ وبرآءة .. ثُم .. أنا آمركِ أن تتوقفي عن التحديق إليّ بتلك الطريقةِ ! )

نطقت بتلك الكلمــآت وأنا أنفث الهواء لترتفع خًصلاتٌ من شعري الذهبي الحريري وتسقط على وجهي بغرورٍ مُمتزجٍ بالإنزعآج ويآليتني لم أفعَــل .. ~

فلقـد هآجمتنــي بوحشيّــة وعُنف إلا أنني أسرعتُ بالهَرب حيثُ أنني إقتربتُ أكثر من البـاب الذي كان بجانبي

أمسكتُ بالمقبض بتوتر وأشعر أن قلبــي فعلاً ... قد هوَى على الأرضِ فزعاً !

ما إن أغلقتُ الباب خلفــي حتى أسندتُ ظهري عليــه برآحة وقُلت بهمس ( عجباً ، كيف تكون هذه فتاة ؟ )

( سمعتـــــــــــــــــــــــُـك !!!!! ) وصلنــي ذاك الصوت الحآد القوي المُجَرد من الأنوثة تماماً يصرُخ من خلف البآب

مما جعلنـي أفزع أنا وقلبــي الذي سيُصبح قريباً تعـِباً جداً مادآمت هذه العفريتــة تدب فيه الرُعب ..

أغمضتُ عينــي وإبتسَمت بمرح وأزحت جسدي عن البآب لأقف بإعتدآل ثم أقول هامساً لنفسي ( مُهرجــة حمقآء ! )

على الرُغم مـِن جميع المُعلومآت الدقيقةِ التي حصلتُ عليهــا ، إلا أنها كانت تعكس شخصيتهـا الحقيقية ..

وضعت يدآي في جيّبي بنطآلــي وأصبحت أُدندن بكلمآتِ أغنيتــي المُفضلـة وأنا أسير بالممـَر نحوَ بآب الخروج

ثم حدقت في سآعة معصمي بشرود .. إنها التآسعة و خمسة عشر دقيقة ، يجبٌ عليّ العودة إلى الفصل

وقتٌ إنتهآء الفُسحــة قد إقترب !

( صدقاً .. لقد أصبحت وقحاً بشكــل مُضآعف ، أكثر من السآبق بكثيــر يآ ريو )

أبعدت عيني عن السآعة وأصبحت أنظر بهآ في جميع الاتجآهآت مُتسائلا عن هويّة المُتحدث

إلى أن إرتكزت عيناي على شخصٍ وسيم وطويل واضعاً ثقل وجهه على ظهر كفيّه مُتكئ بهما على عصاة مكنسة خشبية

ذو شعرٍ حريري مُبعثرٍ بإهمال بُنــي اللون صُبغت خصلة أمامية منه بالأحمــر ..

إبتسامةُ جآنبية آرتسمت على شفتيّ وقلت ( كيـــن ! .. إشتقتُ لك يا صآح )

رفع حآجبيه بتعجُب ولوىَ فمه مُكذباً كلآمي بقوله ( حقاً ؟ لآ يبدو ذلك .. متى آخر مرةٍ رأيتني فيهـآ ؟ )

إقتربتُ منهُ لأصآفحه بقوة ثم عانقتُه ضاحكاً ( لآ أذكُــر .. رُبما ، في السنة المآضية ؟ )

أحسستُ أن عمُودي الفقري قد كُســر بسبب قوّة الضربة المُفاجئة التي تلقيتُهــا على ظهري منه

مآ بآلُــه أيحسبني رجلاً مصنوعاً من المطاط ؟

قال لي مُتسائلاً ببرود ( لــِمَ لم تزُرني ؟ ) ..

إبتعدتُ عنه وحرصت أن لا تلتقي عينانا ،

حككت خدي بخجل ... عآدتي الدائمة عندمآ أتوتر ! ( لـ .. لقد إنشغلت )

نظر إلي بتلك النظرآت الإستفزآزية التي لطآلما كرهتُهــا منه فإشتعلت غضباً ( ألا تًصدقنـــي ؟ )

( كلآ .. ) قالهــا وهو يمشي عني مُبتعداً ويركل عربة معدآت التنظيف أمامه ركلاتٍ متتآلية

رجعت للنظر إلى سآعتــي متجاهلاً كيــن الذي أخذ يشرب سيجآرته بعيداً متوجهاً إلى سكن الشباب ..

أحسست بوكزٍ مؤلمٍ متواصلٍ على خاصرتي فصرختُ بإنزعآج دون النظر خلفي ( ريـــــن .. توقفي عن هذآ حالاً )

مشَت تلك المتعجرفة الصغيرة بقربي بهدوء وهيَ تنظر أمامهـا ببرود .. عرفتُها بالطبع لأنها حركتها المُعتادة عندما تكون غاضبةً منيّ

قلت لها وأنا أخرج معها من ممر مبنـى الفتيات للذهاب الى المبنى الرئيسي ( هل قالت تلك المُهرجـة شيئاً ؟ )

( من تقصــد بالمُهرجــة يآ ذو المنقـــار ؟ ) ..

توقفت عن المَشي لأًصبح كتمثآلٍ حجري عآجزٍ عن الكلآم عندما سمعت ذاك الصوت الحاد يحدثني من خلفي ..

إجتآزتني بخُطى سريعةٍ وآثقة تآركة خصلآتِ شعرهــآ السودآء تتطآير أمامي بنعومة ..

أدارت وجههــا لتنظُر إليّ ثم أشاحت ببصرها عني إلى الممَــر المُمتلئ بالطُلآب الذي سيُدخلنـا إلى المبنى الرئيسي

( لآ تنتظر إعتذاراً مني .. ليست أنا من عليهـآ الإعتذار ، وأرجوك ! .. تجآهَــل وجودِي تماماً فأنا لآ أستطيع تحملك )

قالت لي ذلك وأخذت تركض مُبتعدةً عني .. هه ؟

قُلت محاولاً كتمآن غيظي بهمسٍ مسموع ( من تحسبُ نفسهآ حتى تُكــلم المُديــر بتلك الطريقة الوقحة )

أتىَ من خلفي صوت صغيـر يحمل نبرة عميقة سآخرة ( آه بما أنك ذكرت هذآ .. تذكرت ، جَــدي آتٍ في السبت القآدم .. لذلك لتكُن على إستعدآد للتخلي عن منصبك ... يآ مُدير ! )

نظرتُ خلفي بصدمــةٍ كبيرة وإتجهت نحوهآ لأهُز كتفيهــآ بقوة مُنكراً ( ماذا تعنين يا آنتِ ! ، رين ألم يقُل بإنه قادم بعد شهَـــر ؟ )

أبعدت يدي عنهــآ وكأنني شيءٌ قذر وحركت خصلآت شعرهآ الذهبية إلى الخلف بغرور تاركةً إيآي في صدمة

تلك الشَبح ... إلى متىَ ستظل تكرهُــني وتتجآهلني هكذآ ، ؟

حسناً وإن يكُن .. لقد إعتدتُ على برودة أعصآبها على كُل حآل ،

همممَ !

بـِمآ أن أوآن رجعتي كطآلب قد بآتت قريبة " إبتسمتُ بشَـر " فيجب عليّ توديعُ منصبي كمُدير بطريقةٍ مُلآئمة !

نظرت حولي وأنا أقف بوسط الممَــرُ الذي كان مفتوحاً ويُطل على الحديقــة التي تُحيط بالمَدرسة بكُــل جهة ..

نظرت إلى الأزهآر المُلونة بشرود وأنا أحآول التفكير بعمل شيءٍ حمآسي في المدرسة قبل رجوع جدي

( ريـــو ) ..

صـــرخت بإعلى مآلدي من صوت مفزوعاً من اليَد التي وُضعت على كتفي فجأةً لتجعل قلبي يرتجف

لآ أعلم لــِمَ جآءت صورة وجهُ مينــوري المُرعب أمآمي ، لرُبمـا أصبحَت رمزاً رسمياً للرُعب بالنسبةِ إليّ

إلتفتْ خلفي وآبتسمت إبتسامةً كبيــرة بعدمآ رأيتُـه ( كيــن ، ماذا تُــريد )

نظر كيــن إليّ ببــرود بعينيه الرمآديتيـن التي أحاطهما السواد من الأسفل وقآل ( ألم تتأخر كثيراً على حصتك ؟ ستُطرد )

طبطبت على يــده التي كانت على كتفي وطمأنته بقولي ( لآ تقلق .. تذكرتُ أن الاستآذ يوشيرو لم يحضُر اليوم ، هي حصته الآن ولآ أُريــد تضييعهــآ بالنومِ على الطاولة )

ضحِــك كين بخفـة وقآل ( كما تشآء .. " ثم قآل وكأنه تذكر شيئاً ما " .. ريو ، بالمُناسبة ألن تختــار مُهرجة هذه السنة أيضاً ؟ )

بقيت صامتاً لفترة وكأننــي لم أستوعب مآ قآله ، ثُــم إنفجرت ضاحكاً عندمآ تذكرت وجه مينــوري بالأمس صباحاً عندما تقابلنا لأول مرة و لاحظت نظرآتــي الخبيثة بعدمآ آصطدمت بــيّ

كانت تعآبيرُهــآ غريبة وبنفس الوقــت أضحكتني كثيراً !

نظرتُ إلى وجه كين المُتعجب من ضحكــي المُفاجئ ثم مالبث أن ابتســم ومشى ليُصبح مقابلاً لي

( من هي التي أضحكتـــك لهذه الدرجة ؟ )

نظرتُ إليه بتمعن ، يرتدي بدلــة عامل النظآفة الرمادية وقبعة سودآء مقلوبـة مآئلة نوعاً ما ..

أجبتُه بمَـرح بعدما غمزت له بعيني اليمنىَ ( سأُخبرك عند إنتهاء الدوآم .. حديثُ طويل جداً يجب أن أجريه معك الليلة )

أغلق عينيــه وإبتسم إبتسامة سآخرة مُلتويــة ثم أشعل سيجآرته ووضعهآ بفمه فقآل ( سأنتظرك في مكآننا المُعتآد ) ونفث الدُخان من فمــه بهدوء .

مشَينــا سويةً نتحدث عن بعض الأمور العآدية جداً ..

إلى أن رن جرسُ إنتهاء الحصة فتَوجب عليّ تركــُه والرجوع للعذاب النفسيّ

حـصة الكيميــــآء ، آه ومآ أدراكم ماحصة الكيميــاء .. مُتأكد آنه سيكون مُسلسل مُرعب بإخراج وأحداث ممتآزه في كل حلقة !

لـِمَ أنا مُتأكد هكذآ ؟ الأستــاذة يوكــي قد حفظنا أطباعهــا أنا ومن معي منذُ السنة السآبقة .. ولسوء حظنآ هيَ مُصآبة بدآء العظمة ~

فتحتُ باب الفصل بقـوة لأرى تلك الاستاذة الطويلة ترتدي نظآرآتٍ طبيّـة مُسرحة شعرهآ بشكل منظم .. أكثر من اللازم !

( آوه استآذه يوكـــي ، لقد آشتقتُ إليكِ فعلاً ) .. قلتُ هذا مُحاولاً جعلهـا ترحم بحآلي قليلاً بما آنني متآخر خمس ثوانٍ عن حصتهآ

إقتربت مني وهيَ تُرفع نظآرتها جيداً الى مستوىَ عينيهــآ ( ريو ! ، ما رأيُــك أن تبقى بالخآرج إلى الحصة القآدمة ؟ )

صرخت ( ماذا ؟ " ضحكت بتوتر " بالطبــع تمزحين )

نظرت إليّ بنظرة حآدة مُخيفــة فهمت مغزآهآ بسُرعة .. و وجّهت نظري إلى مينــوري

كآنت تنظــر إليّ بإبتسامة شفقة ، ثم هزت رأسهآ بسُخــرية وحركت شفتيهـا تقول بدون صوت " مسكيـــن "
آه إنهآ تتلف أعصآبي ،

على كُــلٍ .. لن أطيل الحَديث !

كل مآفعلتُــه هو الخروج من الفصل بسلآم ... ولم أحضُر بقية الحصص بل ذهبتُ إلى مكتب جدي للنـــوم





عدة سآعآتٍ مرت لم أشعُر بهــا .. حككت عيني اليُمنى بعشوآئية وقوة ثُـم غطيت فمي أثناء تثآؤبي

نظرتُ حولــي بدهشة ، المكــان مظلمٌ جداً إلا جزء من الغُرفة بسبب الضوء الأبيض الآتي من الخآرج

ثم حولت ببصري إلى سآعة معصمـي الزرقآء ( السآعةُ الثآمنة والنصف ! )

ياللصدمــة .. هل غلبني النُعــاس إلى هذه الدرجة ؟

نهضت من على الأريكــة السودآء الجلدية الدآفئة ودخلت الحمآم لأغسل وجهــي الوسيم

خرجت وأنا أمسح قطرآت المآء بالمنشَفــة البيضآء الموجودة به ثُم رميتهــا على الطآولةِ بإهمآل

أخذت أفكــر بكلآم مينــوري الغبيّ .... أتجآهلُهــا ؟ هي بالطبع لن تستطيع تجآهلي أصلاً

هآ هآ هآ يآللفتيآت .. يقُلــن مآلآ يستطعن فعلــه ، آبتسمت بغرور وأنا أخرج مقفلاً الباب ورآئي وقلت

( ومن تستطيع تمالك نفسهآ عند رؤية وسآمتي ؟ ) .. ضحـِكت بشيطآنية بصوتٍ عآلٍ وأنا أمشي مُتجهاً إلى غرفتي

أثنآء طريقي .. كان السكون يُغلف الجوّ من حولــي وصوت حفيف الأشجآر والغربآن هو كُـل مآيُسمع

كُنت أمشي بالممــر نفسه الذي يُطل على الحديقــة .. ولكنني أسلك إتجاهاً يؤدي إلى مبنى الشبآب

رفعتُ خصلة من شعري بإصبعيّ الإبهام والسبآبة ونظرت إليهــآ بضجــر

أحسست بأحدٍ مآ خلفي .. فنظرت ورآئي لأرى " كيــن " ينظر حوله وكأنه لآ يرآني

( لآبد آنك تشعــُر بالفضول ! ) قلت ذلك بمرح .. أجابني ببرود ( حول مآذآ ؟ ) .. إبتسَمت ( تعآل لأُخبرك عنهآ )

ترآجعتُ خطوتين للورآء لأصبـِح بقُــربه وأحَطت ظهره بذرآعي اليُمنى أثناء سيرنــآ ..

وظللت قُرآبة السآعتين أتحدثُ معــه عن مآحدث من قَبل بيني وبين مينــوري !

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

( الأثنيـــن ! يوم الحظ السيــئ ) .. قُلت ذلك بعدمآ غطيت عيني مُتفادياً ضوء الشمس المُتسلل من النافذة ليسقط على عيني مبآشرةً

ولففت الغطآء حولي كالشرنقــة

أكره هذآ اليوم كثيراً ، دائماً ما تأتيني المشآكل فيـــه

أتمنى ..... أتمنىَ أن يمُر بســـلآم !

" طاخ طاااخ طاااخ "

كآن ذآك طرقُ الباب المزعج ، وكأن زلزآلاً يحدثُ بــِه ... لآبد آنه صديقي مآكوتو كالعآدة ، طريقة طرقه العنيفة معروفة

صرختُ بأقوى صوتــي واضعاً الوسآدة كحآجز على أذني ليمنع صوت الطرق من إزعآجي

( ماكوتـــو .. فقط إذهب للجحيــــم ودعني أنَم !!!!! )

دِخل شخصُ طويــل متوسط الوسآمة ذو شعرٍ أسود قصيــر وعينآن سودآوتآن مبتسماً إبتسامةً عريضة

( صبـــاحُ الخير ريو ... هيّــآ إنها السآعة السآدسة ، سنتأخر )

من المُفترض أن أصحو في السآعة السآبعة تماماً .. لكنني لم أُصدم لأنه أيقظني مُبكراً ، هذه ليسَت أوّل مرة

أزحت الوسآدة عن رأسي ورَميتهُـــا عليه لكنه تفاداها بسهولة .. وأزلت الغطآء عن جسدي النصف عآري لأذهب للحمآم

دخلت الحمآم وبقيت عدة دقآئق لأغسل وجهــي .. ما إن خرجتُ حتى رأيته يجلس على سريري ويُتآبع التلفآز

نظر إليّ مُبتسماً كعآدته ( اوه .. انتهيت ؟ ) .. صرخَت بوجهه معترضاً وأنا أطفئ شاشة التلفاز

( ايها الأحمق .. كم مرةً يجب عليّ إخبآرُك أن تجعل الصوت مُنخفضاً .. الضجيج سيصل الى الطلآب وستحدث مشكلة ، أنت تعلم آنه غير مسموحٍ به ! )

إبتسم إبتسآمةً أكبر ثم وقف وحمل حقيبته على كتفه وقآل ( آسف ... سأنتظرك بالخآرج ! )

( حسناً ) .. آكتفيتُ بقول ذلك وأنا أغلق البآب خلفــه ..

إرتديت ملابسي على عجـَـل وتركتُ شعري المبلل حتى يجــف لوحده

نظرتُ إلى نفسي بالمرآه ( آه .. كيف يمكن أن أكون بهذآ الجمآل ؟ لآ أستغرب لـِمَ يقعن الفتيآت في حُبي ها ها ها )

أخذتُ حقيبتــي وآنطلقت مع مآكوتو إلى الفصل بصُحبــة بعض الطُــلآب ..

فتحتُ باب الفصلِ بقوةٍ كما هيَ عآدتي .. نظرت إلى مكآن جلوسي لأرى مينــوري موجودةً تضع رأسها على الطآولة

صرخت بفــرح ( مينــــوووري ... هل كُنتِ تنتظريننــــي ؟؟ لقد جئت ! )

إعترضت طريقــي إحدىَ الفتيآت بقولهآ ( ريو ... ) .. لكننيَ لم أُعرهآ أدنى إهتمآم حتى لم أهتم من تكـون

بل توجّهت نحوَ مينــوري بسرعة وجلست على مقعدي .. وكآن ماكوتو يتبعنــي لأنه كآن يجلس أمامي مبآشرةً

نظرت إليّ مينــوري بنظرآت بــرود عجيبــة وعينآهآ منتفختآن ..

قُلت بذعر وأنا أتفحص وجههآ بنظرآتي ( هل بكيتــي عليّ لهذه الدرجــة ؟ )

كُــل مآسمعته منهآ هو " هآه " التي قآلتهآ بتعجب وسخرية .. ثم مالبثت أن قالت بغضب ( تجآهلنــي ! )

أدارت وجههآ نآحية النآفذة وآضعة ثقل رأسهآ على كفة يدهــآ ..

ضحكت بخفــة ولم أقُــل شيئاً .. أعلم أنها لن تستطيع تجآهلي كثيراً ،

.........................

مرت الحصص الثلآث الأولى ومينــوري تتجآهلني بكُــل الطُــرق

كفــىَ .. لا أستطيعُ تحمُــل ذلك !!!

هيَ مُهــرجتي ويجب أن تَضحكنــي لا أن تستفزنــي وتغضبني هكذآ ..

قررت ..... نعم قررت ! ، سأعتذِر إليهـــآ ... سأعتذر إلى فتآة لأول مرةٍ في حيآتــي

" أمسكت رأسي وأنا أضغط عليه بقوةٍ بأطرآف أصآبعي " يا إلهي كم هذآ مُهينٌ ومخزٍ

إلتفتتُ إليهــا .. إنهآ تنظُر إلى سآعة معصمهآ الحمرآء ثُم نظرت إليّ لكنهآ لم تلبث أن أشاحت ببصرهآ عني

إقتربتُ منهآ كثيراً وقُلت لهآ بهمس في أذنهــآ ( بعد عشرة دقآئق .. في الفُسحة في السآحة الخلفيــة .. تعآلي )

وضعت خدهآ على كفة يدهــآ ومرةً أخرى ....... تجآهلتني !

سأجنْ .. لآ أحب أن يتجآهلني أحدٌ هكذآ

مضت الدقآئق العشر طويلةً جداً ... حصة استآذ الريآضيآت " مآشيرو "مملةُ إلى حد الجنــون

رَن الجرس ....... آه يآللسعآدتي لقد رنْ ! حمداً لله ، ظننتُ أنه لن يرُن أبداً

( ريـــو ... لنذهب معاً ) .. نظرت إلى ماكوتو الذي قال جملته واقفاً واضعاً يديه في جيبي بنطآله

اومأت بالإيجآب ومشيت خطوتين معه إلا أنني ترآجعت وإستدرت نحوَ مينوري بنصف جسمي

( لآ تنســي .. بعد آن تنتهــي من طعامكِ تعآلي )

لم ترُد ... كمآ توقعتْ ~

ذهبتُ عنهــآ والنيرآن تشتعلُ بجوفــي ، أظن أنني سأقتُلهـــآ

لم أعتَد على هذآ النوع من الفتيآت ، جميعهُن يلبين رغبآتي ويفعلن ما آمرهُن به !

" نظرت إليهآ نظرةً خآطفة منزعجـة " إلا تلك الخرقآء !

.........................

كُنت أقف مع مجموعةٍ كبيرة من الشُبـــان نتحَدثُ عن مبآرآتنا القآدمة مع إحدى المدآرس

( ذو المنقـــآر ) .. إستدَرتُ ورآئي مُتعجباً ، وابتسمت بمرح عندمآ رأيت مينــوري تقِف مُديرة وجههآ عنيّ

( لقد أتيتي .. كُنت أعرف ذلك ! ) .. قالت بغرور وأصآبعها تتخلل بين خصلآت شعرهآ السودآء ( مُجرد فضول لمعرفة مآذآ تريد )

قُلت لهآ بلهجةٍ آمره ( أنظري إليّ ) ...

( يآ صآح ، تلك هي مُهرجتـــك الجديدة هاه ؟ " إلتفت ذاك الفتى إلى مينـوري " حدثنآ ريو عنكِ ! )

نظرت إلى ذآك الشآب بتعجُب ثُم نظرت إليّ بنظرةٍ حآدة لكنهآ قصدته بحديثهآ ( ماذا قال ؟ )

أسكتتُه بصرآخي حتى لآ يفضحنــي وأقع بمُشكلةٍ جديدة ( ميسآكي ألن تتوقف ؟ )

أغلق ميسآكي فمهُ مُحرجاً .. كآد أن يُسبب لي مصيبة أنا في غـِنى عنهآ

نظرت إلى مينــوري ... وآقفةً أمامي بغضب مطوقةً ذرآعيهآ عند صدرهآ ( أخبرني ماذا تريد هيّــآ ، أريد الذهآب )

قُلت بضجــر وأنا أنظر بعيداً عنهآ ( أنا آسف لمآ فعلتُـــه .. سآمحيني ! )

سمـِعتُ صرخآت الجميع من خلفــي وتجمع حَشد من الطلآب والطآلبآت حولــي يتهآمسون فيمآ بينهُم

" هل هذا إعترآف ؟ " .. " آه ريو يعتذر إلى فتاة " .. " كيف فعلت ذلك " .. " مُستحيــــل !"

( كلآ ... ) ،

مآذآ كلآ ... ؟ مآذآ تقول هذه !

( لن أقبل إعتذآرك ، سأذهبُ الآن ) نظرت في عينيهــآ ذآت النظرآت البآردة .. ثم آختفت عن نآظريّ بهدوء !

مآهذآ الجوآبُ البـــآرد والجآف ؟ ثم مآهذآ الشعــور الذي أُحس به ؟

سمعت صرخآتٍ أقوى من ذي قبل أحرجتنـــي فعلاً ..

وقد صُبغ وجهي باللون الأحمر غضباً وإحراجاً ( كفـــــــى ، فالتذهبوا جميعاً إلى الجحيم )

تركتهُم جميعاً خلفــي وأنا أمشي بخطواتٍ سريعةٍ لأخرُج من هُنــا .. أشعر أني أختنق

قُلت بهمسٍ لنفســي ( أُقسم أنني سأجعلكِ تتحطمــين كُــلياً يا مينـــوري ! ، هذآ وعد )

بعدمآ أجبته بجوآبٍ بآرد جعلهُ بركاناً ثائراً ، بدايةً لقد كُنت أمشي ببـرودٍ تآم أمامه حتى أُبين أنني فتآة قويّة الشخصيّة

إلا أنني أخذتُ أركض بأقصى سُــرعتي عندمآ دخلتُ إلى المدرســة

إن هَربت مُبــاشرةً بعد ردي سيعتَقد أنني فعلاً حمقآء ولآ أعني ما أقولــه

على كلٍ .. أُحس نوعاً ما بالرآحة ، يستحــِقُ ذلك !

لقد أصبحَت الكوآبيس ترآودني منذُ تلك الليلــة .. أستيقظُ كل سآعتين بسببهــآ

ثم مآذآ ؟ يأتي بكُــل إستخفآف ليقول لي " آسف .. سآمحيني " ، هه !

وأيضاً .. أمام الجميع .. هل يتفآخر بذلك أم ليتأكد من إيجآبية رديّ ؟

لن اسآمحه لرُبمآ هذآ مآ يجعله يكُف عن مضآيقتي

" تنهدت بعمق " إنه أغرب كآئن بشري رأيتُــه في حيآتي حقاً ..

هدأت خطوآتي بعدمــآ كآنت سريعةً جداً للهرب منه دون أن أسمع ردّه ، نظرت حوليّ .. سحقاً أين أنا ؟

تُهـــت ؟ .. الممر هذآ وآسعٌ جداً .. وتوجد عدة أبوآب فيــه

[ آتعلمون ؟ أحدُ أكثر الأشيآء التي أكرهها فيّ عندمآ أغضب ، دائما ما تقودني قدمآي حيثُ لآ أعلم ! .. ]

( هيـــه .. أنتِ ! مالذي تفعلينـــهُ هنا ؟ )

إلتفتت خلفي لأرى شاباً وسيماً يرتدي زيّ عآمل النظآفة وبيده مكنسة خشبية ينفث دُخان سيجآرته من فمه وينظر إليّ بحدة

أجبتُــه بتردد ( آه أنا ؟ .. أنا أظن أننــي تُهت لذآ أنـ ... )

كآن يقف أمامي مبآشرة .. قآطع آخر كلمآتي بإقترآبه منيّ ..

أخذ يمشي بإتجآهي بخطوآتٍ ثآبته وعينآه لم تكف عن التحديق بيّ بتفحص

أصبحتُ أبتعد عدة خطوآت كلمآ إقترب خطوة إلى أن إلتصقتُ بجدآر الممَــر الوآسع

الذي تتخلله خيوط أشعة الشمس من النوآفذ الطويلة الممتدة من سقفه إلى أرضيته ..

أسند كفة يده اليُسرى على الجدآر بالقُرب من وجهــي .. إنه يُقرب جسده إليّ في كُل لحظة

أصبحت أتنفس بصعوبــة وبشكلٍ سريع جداً .. سُحقاً وكأنه ينقصني وجود هذآ المُنحرف !

رفعت رأسي ليُصبح جبيني قريباً جداً من ذقنـه ... أشعر أن وجهي قد أصبح مُشتعلاً والجو حآر ~

ظلننآ لحظآت على تلك الحآلة والتوتر يجعل أطرآفي ترتجف

لكن ... ما فاجأني أنه سقط على كتفي الايمن بكآمل ثقله .. و مالبثت ان دفعتهُ بعيداً عنيّ وهممت بالهَرب

إلتفتت خلفي أثناء جرييّ لأرآه ممداً على الأرض دون حرآك !

توقفت وآخذت أمشي بحركةٍ عكسيــة .. أي أنني ترآجعت إلى الورآء عدة خطوآت لأصل إليه

توقفتُ أمامه مبآشرةً وقلت بتردد ( أنت ..... هل تسمعني ؟ )

لآ رد .. ،

لفت نظري أن وجهه بدىَ محمراً ويتنفس بصعوبــة وسرعة ..

أحنيت ظهري قليلاً و لمست جبينه لأتأكد من شكوكــي

قُلت بهدوء ( مصآب بحمىَ ! ) .. عدلت وقفتي من جديد ونظرت إليه ببرود مطوقة ذرآعيّ عند صدري ..

شيئاً فشيئاً أحسست أن دمي يغلــي وضربت الأرض بقدمي اليُمنى بغضب

( وكأن هذآ ما ينقصنــــي .. فلتذهب للجحيـــم ! ) ..

آبتعدت عنه دون أن اعلم إلى أين قد تقودني قدمآي هذه المرة أيضاً .. تآركةً إياه مُلقى على الأرض

ومآ شأني أنا ؟ ..

" تررررن "

نظرتُ للسقف عند سمآعي للجرس الذي يُعلن إنتهآء الفُسحة وبدآية حصةٍ جديدة

وقفت للحظآت أفكر فيهــآ كم أنا حقاً خرقآء !

( كيف لي أن أمشي للأمام ، بينمــآ كُنت آتية من الخَلف ؟ )

نظرتُ ورآئي وتنهدتُ بعُمق ثم قلت بهمسٍ لنفسي " سُحقــاً لهذا الحظ التعيس .. "

رفعتُ خصلاتٍ من شعري الأسود المُتنآثرة على وجهي للورآء ثم قُمت بالعبث به كُلــه بعنف وغضب

مَشيت عآئدة من حيثُ أتيـــت وأنا أرجو أن أستطيع معرفة طريق العودة .. هذه المدرسةً أشبه بالمتآهة

أحنيت ظهري وعقدت أصآبع يديّ خلف ظهري وطأطأت رأسي لأرآقب خطوآتي بهدوء ..

مررتُ بجآنب عآمل النظآفة من جديد ونظرت إلى المعدآت من حولـه

كآن يطوق ذراعه حول مكنسة خشبيــة مآئلةً على الجدآر مطأطأً رأسه

عدلت وقفتــي ثم وضعت كلتا يدآي على خآصرتي أمامه وقلت بعدمآ رفعت يدي اليُمنى لأضرب بهآ جبيني بخفة

( إنني فعلاً رحيمة ، لآ أستطيع تحمل مثل هذه المنآظر )

أنزلتُ جسمي لمستوآه و أمسكتُ بذراعهِ اليُمنى بقــوة ثم حآولت أكثر من مرة أن أحمله على ظهري ..

لكنهُ ثقيلٌ جداً بالنسبة إلى فتاة نحيلةٍ مثلي !

حآولت عدة مراتٍ أخرى إلى أن نجحت ... أصبح ثقلهُ كله على ظهــري وقدمآه الطويلتآن تزحفآن على الأرض

كآن وجهه قريباً جداً من وجهــي .. ونفسُــه المليء برآئحة السجآئر يصطدم برقبتــي ممآ جعل وجهي يحمُر بالكآمل

( هيــه .. هل أنتِ سُلحفآة ؟ )

صُدمتِ عندمآ سمعتِــه يهمس بهذه الكلمات بأذني ..

( ماذا قُلت ؟ ) .. سألته ذلك وأنا أنظر له بطرف عينــي بتعجُب

( أسرعــي قليلاً فأنتِ كالسُلحفآة .. أنا أريدُ أن أحلق ! )

لآبد آنه يهذي بسبب الحرآرة ..

نظرتُ إلى سآعة معصمــي الحمرآء بتوتر .. مالذي سيُقال عني ؟

أتأخر عن نصف الحصص وأتغيّب من أول إسبوعٍ لي .. " هززت رأسي نفياً " سسحقاً لآ يُعقل هذآ !!!!

حآولت الركض إلا أن كُل ما أستطيع فعله هو المشيّ بخطوآتٍ أسرع بقليل من المعتآد

هذآ يجعلنــي مُنزعجةً جداً ..

وقفت قليلاً ورفعتُ رأسي للسقف .. أغلقتُ عيني بتعب ثم وجهتُ نظري للأمام

فرحتُ جداً عندمآ رأيتُ أخيراً ظل شخصٍ مآ يقترب ..

صرخت بسعآدة وثقــة ( سأتخلصُ منـــه ! )

( مآذآ تعنين ، وإن كُنت مصاباً بالحُـمى فمآزلت أستطيع إستيعاب ماحولي ) ..

إتسعت عينآي دهشةً عندمــا أحسست أن حملاً ثقيلاً قد أُزيح عن ظهري ، فنظرت للخلف لأرآه يقف مُلتصقاً بي

رفعتُ رأسي المُلتصق بصدره لأستطيع رؤيته .. إنهُ ينظــر إلى عينيّ مُبــاشرةً ، و يبتسم !

سألتُه ببراءة ( هل كُنت تستطيع الوقوف منذ البدآية ؟ )

( حسناً ، كان بإمكآني ذلك .. ) ..

ظللت أوجَّه له نظرآت حآدة بينمــا إبتسامةٌ مآكرة تعلو وجهه ..

إبتعدتُ عنه وقلت بلهجةٍ آمره ( فســر لي سبب تصرُفك هذآ أيها ... آيهآ المُنحـــرف )

تبعتُه ببصري وهو يتجّه لأحد الأبوآب في الممَر بهدوء

( ولــِمَ أشرحُ لكِ ؟ لستُ بحاجةٍ إلى ذلك )

فتح البآب على مصرعيــه ثم أغلقه خلفه بقوة

لمحتُ الشخص الذي لآحظتُ ظله يمُر أمامي .. رفعتُ رأسي لأرى ريُــو يتجآوزني مُغلقاً عينيه ويعبث بشعره بعشوآئية

يبدو عليه الإنزعآج .. ، إقتربتُ منه وأمسكت بطرف قميصه ثم هممت بسؤاله ببرآءة ( ريو ، هـ .... )

ذُهلت .... !

نظرتُــه تلك التي نظر إليّ بهآ جعلتني أصمُت ، غير طبيعيـــة ... لم أستطـِع حتى فهمها جيداً

لا أعلم ، هل كانت نظرةُ حقدٍ أم غضب أم بـــرود أم ماذا ، فعلاً صعبٌ عليّ شرحُهـــآ

أحسستُ أنها تحمـِل معاني كثيـــرة .. ، تركتُ قميصه بهدوء وجعلتُه يكمـــل طريقه ..

" آآآآآه " .. صرخت بهدوء عندمآ تذكرتُ مآحدث ، كيف أحَدثُه وأنا من طلبت منه أن يتجآهلني

" ضربتُ رأسي بقبضة يدي بخفــة ثلآث مرآتٍ متتآلية " غبيـــة غبيـــة غبيـــة ..


قسمت شعري إلى قسمين وسحَبتهمآ كلآهمــا في آن معاً بقوة من شدة غضبي وصرخت

( سُحقـــــــــــــــــــــاً )

خرج عآمل النظآفة ذآك من جديد وعلامات الغضب مرسومة على وجهه الأبيض المُحمر من الحُمى

( أنتِ ... لقد أزعجتني جداً ، أمسكي هذهِ وإرحَلـــي ) .. نظرتُ إلى حيث يقصُد إذ بي أراه يمُد لي ورقة بيضآء

سألتُه بفضول ( ماهذه ؟ ) .. ( فقط خُذيهـــآ ولآ تعودي إلى هنا ، " إبتسَم بإستفزاز " أرجوكِ )

أخذتُ الورقة منه وأغلقتُ عيني بقوةٍ عندمآ أغلق البآب ليًحدث صدىً قويّ في الأرجاء

( سُحقــاً أي أنوآع عُمــال النظآفة هذا ؟ " فتحتُ الورقـة المطوية بهدوء " إنهآ خريطــة .. أو هيَ شبيهةُ بالخريطة )

سحقاً ... لآحظتُ أنني أصبحتُ أردد هذه الكلمة كثيراً هُنــا ، لآ أتعجب ذلك فما أرآه بهذه المدرسة غير طبيعي

عندمـــآ أٌفكر بذلك كثيراً .. أحس وكأنني أليس في بلآد العجآئب

على كُل حآل شكراً له ، أنقذني من أن أطلب المُسآعدة من ذاك المُتعجرف ريو " نظرت يمينــي للبحث عنه فلم أجده .. "

إبتسمتُ بمَرح بينما كُنت أنظر للورقة ثم قلت لنفســي ( مع أنه مُنحــرف ، رُبمــا يمتلك صفاتاً حسنة )
...............................

أخذتُ أتبــع الخطوآت التي تقودني إلى الفصـــول كما هُو مرسوم هُنــا

إلا أن ماوصلتُ إليــهِ كآن

مَلعبُ كرةِ ســـلة ؟ ...... مُزحة ؟ لقد إتبعتُ كل ماهو مُوضح بالورقةِ جيداً ..

( آه ، ظننت أنه شخصٌ جيّــد لوهلة .. أخطأت الظن للأسف ! )

تنهَدت بعُمق ونظرت ألى المكــان .. نظيفٌ جداً ولمعآن الأرضية يُبهر نوعاً ما ،

جذبنــي صوت همهمــة قريبة فأصبحتُ أبحث عن مصدرهآ بعينــي إلى أن وقع نظري على فتآتين

تجلســان على مقآعد المُشــاهدين الزرقآء .. أقتربت منهمآ بإبتسآمة مُتــوترة

لكنهــآ زآلت وحَل محلهُــآ علامات دهشةٍ وفضول ( آكـــــــي ، مالذي تفعلينــهُ هُنـــا )

بآدلتنــي آكي ومن معهــا نفس نظرآت الفضول التي حَلت على وجهــي ثم قالت ( ماذا عنكِ ؟ )

صمتنــا قليلاً فنظرت إلى الورقة بيدي ثٌم عآدت بنظرهآ إليّ

( لم نُرد أن نحضُـر حصة الكيميآء .. آه تلك الأستآذة تُجعلني أشعُــر وكأنما المسآمير قد تعلقت بحلقي ..
ليس بمجرد كونهآ مصآبة بدآء العظمة ، بل أنها سريعةً الغضب ! )

عندمــا ذكَرت دآء العظمــة .. أول مآخطر ببآلي كآن ريو ، آووه إنه مُصآبٌ به على مآيبدو ..

حدقتُ بـآكي لفترة بينمآ هي تتحدثُ مع زميلتهــآ ،

هيَ ذآت شعرٍ بُني طويل يصل إلى خآصرتهآ .. تربطه على جآنبهآ الأيسر لتتنآثر خُصلآته الطويلة على كتفهــآ

وجههــا أبيض ذو ملآمح حآدة جميلــة وعينآن سودآوتــان مُفعمتــان بالنشآط !

( بالمُنـــاسبة ، مآفعلتهِ لريو كان جارحاً ) ..

آستيقظتُ من شرودي عندمــا علمتُ أنها وجهّت حديثهــآ إليّ ، إلتقت عينآنآ فكانت تنظُـر إلي بعتآب وكأنني مُخطئة

أكملت حديثهــآ مُقاطعةً لي قبل بدأي بالحديث ( هُــو لم يفعل شيئــاً يستحقُ كل هذآ )

مآذآ ... كوآبيسي ومُضــآيقتي واللحآق بي ، أليس الأمرُ مزعجـــاً ؟ رُبمآ هيَ لم تُجرب نوع هذه المُعآنآة بعَد

قُلــت ببــرود ( رُبمــا لم تُجربي شعور كونك ضحيةٍ لشخصٍ مآ يُريد جعلكِ أضحوكة ، غير ذلك ! رُبمآ لم تجربي
شعُور المُلآحق بكُــل مكآن .. فقط تُثرثرين دون معرفة حقيقة ما أُحس به )

إستغربتُ ضحكآتهــآ القويّة بينمــآ إبتسمت زميلتُهــا بتوتُر ، قُلت بغضب ( مالأمر ؟ ما المُضحك في قولي ؟ )

قآلت آكي بعدمــآ أوقفت ضحكآتهآ بجديّة ( لم أُجرب ؟ وما أدراكِ أنتِ ! )

ماذا تعنــي بهذآ ؟

( آكي .. هيكـــآرو ، لنذهب فالحصة أوشكت على الإنتهــآء )

إلتفتت خلفــي عندمــا عرِفت صآحب الصوت .. بآلطبع إنهُ ريو ،

إستدرتُ بكآمل جسدي نحوَه .. كان واقفاً أمام البآب الذي دَخلتُ منه ينظُر إلى آكي بإبتسامةٍ مُشرقة

وقفت كُل من آكي وهيكــآرو وأصبحتآ بجآنبي ..

مشينآ إلى حيثُ يقف ريــو وهَم هو بالإنطلآق قبلنآ ، إلا أن صوتاً عميقاً رجولياً غاضباً أوقفنا جميعاً

( توقفـــوا !.. أنتُم جميعاً ، ... مُعآقبــــون )

نظرنآ إلى ذاك الرجُل الطويل ذو النظــارات الواقف أمام إحدى الأبواب المؤدية إلى الحديقة الخآرجية على مايبدو

وقآل بعد فترة صمت ( جميعُكم مُحتجزون هذا اليوم لتغيبكُم عن الحصص .. أي إعترآض سيؤدي إلى مضآعفة العقوبة )

قُلت بغبــآء ( لكن آستآذ .. أنـ )

قآطعنــي بحدة ( وأيضاً ستُنظفــون الفصول كُلهــا بمآ فيهآ مكاتبُ المعلميـن بعد نهآية الدوآم )

عآودت الحديث لأخرج من هذه الورطة بقولــي ( أستآذ إسمعني أنـ .. )

لكنه عآد من جديد يُقـــاطعني فيقول ( مينـوري وريو ، أسبوع كآمل من هذه الأعمآل .. هذه ليست أول مرةٍ لكُمــا كما سمعت .. لذلك فهي ...... مُضآعفةُ ! )

نظرنآ إلى ذاك الرجُل الطويل ذو النظــارات الواقف أمام إحدى الأبواب المؤدية إلى الحديقة الخآرجية على مايبدو

وقآل بعد فترة صمت ( جميعُكم مُحتجزون هذا اليوم لتغيبكُم عن الحصص .. أي إعترآض سيؤدي إلى مضآعفة العقوبة )

قُلت بغبــآء ( لكن آستآذ .. أنـ )

قآطعنــي بحدة ( وأيضاً ستُنظفــون الفصول كُلهــا بمآ فيهآ مكاتبُ المعلميـن بعد نهآية الدوآم )

عآودت الحديث لأخرج من هذه الورطة بقولــي ( أستآذ إسمعني أنـ .. )

لكنه عآد من جديد يُقـــاطعني فيقول ( مينـوري وريو ، أسبوع كآمل من هذه الأعمآل .. هذه ليست أول مرةٍ لكُمــا كما سمعت .. لذلك فهي ...... مُضآعفةُ ! )

رمقنــي الجميع بنظرآت لوم وغضب جعلت القشعريرة تسري بجسدي

مآذآ ؟ كُنت أريد الدفآع عن نفســي لكني لم أعلم آن هذا الأبله ظآلم لهذا الحَــد !

" إبتسمت إبتسآمة ماكرة " على كُــلٍ .. أحمُد الله أنني لستُ الوحيدة من ستقوم بكُــل هذا

أمرنآ الإستآذ ذو النظآرآت بحركة من رأسـه تعني أن نتبعــه

مشى إلى البآب الذي دخلتُ منه سآبقاً وتبعنآه في هــدوء تآم

همست آكي بغضب موجهةً كلآمهآ إليّ

( آه أنتِ ! .. ماذا أقول ؟ بصرآحة أُريد قتُلكِ .. هذه المرةُ الأولى التي أُكتشف بها .. لقد جلبتي ليَ الحظ السيء )

نظرتُ إليهآ بإندهآشٍ إمتزَج بإنكآر ( مالذي تتفوهين به ؟ .. أنا لم أفعل شيئاً .. )

إلتفت إلينآ ذاك الاستآذ ونظر نظرةً خآطفة غآضبة ثُم قآل ( سكوت رجآءً ! )

حَل الصمت بيننــآ وأنا أنظر إلى ملامحهم التي تحآول كتم غيظهـآ ..

كآنت تتقدمنــي آكي وصديقتهآ .. أما ريو فكآن خلفــي

بعد المشي عدة خطوآت ، وصلنــآ إلى بآب غُرفة مظهره عآدي كبآقي الأبوآب الموجودة

لكـن عُلق عليه لوحة صغيرة تُميزه مكتوب عليهــا " غرفة الحجز " ..

أهذا مصيري ؟ أنا لم أدخل غرفةً كهذه بحيآتي كُلهــآ .. كُنت طآلبةً مثآليةً دوماً معروفةً بتفوقهآ لم ترتكب أي خطأ ..

فتحَ ذاك الإستآذ البــآب على مصرعيــه وأمرنا بالدخول

كآنت غرفةً صغيــره مطلية بالرمآدي الفآتح .. يوجَدُ بهآ نآفذة صغيــرة مفتوحةُ بالأعلى

أحسست أنني أحدُ المجرمين الفآرين من العدآلة ، فعلاً الغُرفة كانت أشبه بالسجن !

دخلنــا جميعاً وجلسنا على الكرآسي الطويلة الملتصقــة بالجدآر

جلست كل من آكي وصديقتهــآ ومعهُم ريو بكُرسي وآحد .. يقآبل الذي جلستُ عليهِ أنا

( لآ تُحدِثوا ضجــة ) قالهآ الاستآذ ثُم أغلق البآب بقوة وتبعه صوت إقفاله

طأطأتُ رأسي لأرآقب حركة قدمي وهي تلعبُ بحصى صغيـرة على الأرض

ثم رفعته لأرى عينآن يلمعُ فيهمآ الحقد وتتطآير منهما الشرآرآت تحدق فيّ !

قُلت متوترةً بشدة ( ووو مهلاً .. صدقاً لم يكُن ذلك بسببي )

قآلت آكي موجهةً إصبع الإتهآم إلي ( أنتِ ... لو أنكِ فقط لم تتحدثي لمآ تضآعفت عقوبتنــآ )

تلك البلهآء ! سأتجآهل كلآمها فقط .. لآ أريد أن أنفجر غضباً بوجههــآ فيظهر جآنبي السيء

( لآ بأس ... مينــوري لم تقصد ذلك ) .. إلتفتت إلى مصدر الصوت

فصُدمت .. ووو ! ريــو هَل هُو الآخر أصيبٌ بحمــىَ ... ؟

إبتسَم إلي بهــدوء بعدمآ لآحظ أنني مُندهشة جداً ، وهذآ ما أدهشني أكثر

حتى آكي لم تعلق بشيء بل ظلت تنظُر إليه بتعجُب ..

بعد برهة رأيتُه يقف ينظر إلى النآفذة متجهاً إليهآ ..

لآحظتُ الآن أنه طويــل جداً حيثُ يمكنه الوصول إلى النآفذه بمُجرد القفز

أخذ يعبثُ بيده الطويلــة على حآفتها وكأنه يبحثُ عن شيء

تسآءلت آكي ( عَما تبحث ؟ )

لكِنهُ لم يجبهــا بل ظل يعبثُ بيده بعشوآئية إلى أن صرخ ( وجـــدته !! )

وقفت آكي إلى جآنبه تنظُــر إلى ماينظر إليه بيده وقآلت بطفولية ( ماذا ماذا هاه ؟ أخبرنــي ؟ )

نظر إليهــا مُبتسماً ( مِفتآحٌ إحتيآطي )

هآه .. ؟ نظرتُ إليهمــا بفضول أنا وصديقة آكـي لنعلم إن كان صادقاً أم لا

قآل مُبتسماً وهو يتجه إلى البــاب ( كُنت واثقاً أنني سأحتجزُ هنا يوماً ما ، لذلك أخذت إحتيآطآتي )

قالت آكي وهي تقفز بفــرح ( آه أنت عبقــري ، سنخرج ... رآئع ! )

فتح البآب بسهولة وخـرج بسُرعة ثُم أغلقهُ قليلاً بحيثُ يمكننا رؤية نصف جسمه فقط وقآل مُبتسماً

( آكي عزيزتي ، إبقي هُنــا أنتِ وصديقتُك ... لا أريد من مينوري أن تشعُر بالمَلل وحدهـآ )

ثُم أغلق البآب وأقفلهُ ثانيةً وسط ذهولنــا جميعاً

وقفت صارخةً بإنزعآج ( ذآك الحقيــــر ... سُحقاً له لقد رحَل ! )

سمِعتُ صوت قُفل البآب يتحَركُ من جــديد بعد دقآئق قصيرة مرت يُغلفها السكون .. ثُم يُفتح على مصرعيـــه

( هَل صدقتن بإنني سأترككُن وأرحَــل بتلك الطريقة الحقيــرة ؟ )

إتسعت عينآي دهشةً وإحمرت وجنتآي خجلاً .. إذاً كان يمزحُ فقط

على كُلٍ لا أستبعد ذلك .. هو يستطيع فعلهــا إن شآء ! ..

خرجت آكي وصديقتها مُسرعتين خلفـه تتلفتان حولهما في خوف ..

أما أنا فكنت شآردة الذهن و واقفة مكآني خشية أن يأتي ذو النظآرآت ويضآعف عقآبي ثآنيةً إن هربت

قآطعت شرودي يدٌ وُضعت على كتفي .. رفعتُ رأسي لأرىَ ريو ينظر إلي مُبتسماً

[ لأصدُقكم القول .. أنا فعلاً أحس أنه قَد جُن .. إبتسآمتهُ البريئة مُخيفة إلى حدٍ ما !

غير ذلك فلقد بدى غاضباً جداً عندما إلتقينا وكنت مع عآمل النظآفة .. ، عجيب ! ]

( لنذهب مينــوري .. لن يحدُث شيء صدقينــي )

أشحت بوجهي عنه وأبعدتُ يدهُ عنــي بإنزعآج واضح على وجهي ثم قلت بعنآد ( لآ ، أنا لن أتحَرك من هُنـــا )

لم أشعُر بنفسي إلا وقبضته البآردة أحكمت إمساك يدي وأنا أُجر خلفــه مُتجهين جميعاً إلى فصُولنــا

حسناً بصرآحة ! لم أُحآول المقآومــة بل سـِرت خلفه برضآي ... أنا أفضل العقآب على البقآء وحيــدة هُنـاك

لكن لحظــة ، هل أتخيّل أم أنني أستطيعُ سمآع دقآت قلبي كقرع الطبــول ؟

.. سريعــة .. قويـة .. وكأنها تُنبئ على إبتداء عرضٍ ما ، لآ أعلم لـِمَ لكن عندمآ أحكم ريو قبضتهُ على يدي شعرتُ بذلك

عندمآ وصلنا .. كعآدة ريــو فَتح بآب الفصل بقوة ومَرح ونحن نقف خلفه ماعدا صديقة آكي التي كانت بفصلٍ مُختلف

صرخ ( نأسف على التأخيــر آستآذ )

دخلنــا مُسرعين مُتجهين إلى مقآعدنآ .. أنا لم ألحظ هذا الأستآذ من قبل ؟

هممم !

حدقت فيه كعآدتــي .. أُريد أن أحزر شخصيتــه ،

على مآيبدو .. من ملامح وجهه الجآدة إنه حآد الطبآع وعصبي بشكلٍ كبيــر ..

وطريقة تسريحــه لشعره المُرتب .. توحي بإنهُ يُقدس الطلآب ذوي الدرجآت العآلية !

" هذآ مآقُلتــه بنفسي لحظتهــآ "

( لا بأس بذلك ، لكنكُم تأخرتُــم كثيراً .. هل حدث شيءٌ سيء ؟ )

أجاب ريو سؤال الاستآذ بمرح وهو يسحب الكُرسي بجآنبي للجلوس ( إطلاقاً .. لا تقلق ! )

( حسناً ، هذا جيّــد ) قالها بلُطفٍ شديد وإبتسامةٍ طيبة إرتسمت على محيّآه

[ كعآدتــي .. أخطأتُ في حزر شخصيته .. يبدو طيباً جداً ! ، لآ يهُم .. كُنت أعلم بإن هذآ هو مصير إستنتآجآتي ]

جلسنآ نستمــع إلى شرح الآستآذ " تآدآشي " للُغــة الإنجليزية بتركيز

نظرتُ إلى ريـو بطرف عينــي ، كان يُركز بشكلٍ كبيــر وإلى الآن هذا الأمر يُدهشني !

أدرت وجهي قليلاً لأستطيع رؤيته بشكلٍ أوضح ... لأكون صآدقة ملامحـُه الجديّة تُعجبنــي كثيراً

عندمآ أرآه هكذآ أشعــُر بإن شخصيتُه مختلفةً تماماً ..

مُعقداً حآجبيه .. ونظرآته حآدة وجآدة تنظُر للسبورة بتدقيق ..

أُحس بإنه فتىَ رآئع ، لكن كُل هذه للأسف .. أوهآم أو تخيُلاتٍ سخيفة

( هل أنا وسيم لتلك الدرجــة ؟ ) قالهآ بعدمآ إبتسم بثقة ونظر إليّ بطرف عينه ليرىَ أني فآغرة فآهي كالبلهآء

دفعتُـه بطرف إصبعي السبآبة بتلقآئية وقلت بخجل ممتزج بغضب ( آصمت ) ..

ضحك بخفــة وعآد للنظر إلى الآستآذ

أمسكتُ قميصـي الأبيض وشددت قبضتي على مكآن قلبــي ..

إنه يدُق بقوة وسُرعة من جديــــد ... لماذآ ؟ أصبَح الأمرُ مزعجــاً جداً

مرت الحصص الأُخرى بهدوء ومللٍ لدرجةٍ لآ تُصدق ، حتى أصبحتُ أٌقاوم النعآس الذي بدأ يُسيطر عليّ

لكن .. حمداً لله ! فهآ هي الحصة الأخيــرة ، آستآذ الأحيـــاء لم يحضُر اليوم لحظنــآ ..

لفت سمعــي صوتُ ضجة الكرسي الذي أزاحه ريـو عنه بدفعــه ..

لأرآه يقف مُتجهاً إلى طآولة المُعلمين المُتواجدة أمام السبورة وكأنه يستعــد لقول شيءٍ مآ

صرخ ليلفت إنتبآه الطُلآب اللذين كآنوا يتحدثون مع بعضهــم في أمورٍ عدة ( هيييييييي .. آنتُــــم .. إستمعوا ! )

قآل مآكوتو الذي يجلس أمآمي بالجهة اليُمنى وهو يتربع على طآولته وأصآبع يده اليُسرى تتخلل شعرهُ الأسود النآعم

( قُل مالديك يآ ريو .. نحنُ نعلم بالنهاية أنهُ ليس بالشيء المُهم كالعآدة )

( فلتقُل شيئاً جيداً أو أغلق فمك العريض يآ هذآ ! ) قآلها ريو وهو ينظر إلى صديقهِ بسُخرية ..

ثُم عآود الصُراخ إلى أن إلتفت الجميعُ مُحدقين إليه .. بعضُهم بضجر والآخر بإستغرآب وترقُب

قآل بعد فترة صمتٍ قصيرة :

( لقَد قررت ، بما أنهُ قد إقترب موعد عودتي كطآلب عآديّ ، يجُب عليّ فعل شيءٍ حمآسي كتوديع لمنصب المُدير ! )

قال أحدُ الطُلآب مُقاطعاً ( آه لآ تقُل لي .... مقلب ؟ أم حفلة ؟ ) ..

أجاب ريو مُستنكراً ( كلآ ، بل رِحلة إلى مدينة الملآهي ثُم التخييم عند الشآطئ لليلة واحدة )

قال نفسُ الطالب بعدمآ صفر بشفتيـه دليلاً على الإعجاب الشديد ( حقاً ؟ رآئع ! ، سيكون ذلك حقاً رائعاً .. )

شيئاً فشيئاً سآور الطآلب الشك فعآد يقول من جديد بنظرة متفحصة ( هل أنتَ جاد ؟ )

تقدم ريــو ناحية الطآلب الذي يجلس بالأمام ووضع يديه في جيبي بنطآله ثم إبتسم بثقة ( كُــل الجـِد )

عآد يقول ريــو موجهاً حديثهٌ ونظرهُ للجميع ( لكُــل شخصٍ الحرية في الموآفقةِ أو العكس ،
سيُسلم كُل طآلبٍ منكُم ورقة ليكتُب ردّه عصرَ هذا اليوم ! وأرجو تسليمهــا غداً وإلا سنعتبر رد أي شخصٍ لم يُسلمها هو الرفض ! )

بدأ الصخب والصراخ يُحدث ضجةً وإزعاجاً يُغلف الجو بعد أن كان في هدوء وسكــون

وعآد ريــوُ إلى مقعــده بجآنبي بعدمـا رأىَ الآستاذ تآدآشي يدخُل ليكـُون المُشرف علينا بهذه الحصـة

إبتسم لي ثُم قآل بلُطف بآلغ بعدمـآ جلس ( أتمنـى مجيئكِ .. سيكون الأمرُ ممتعاً )

تجآهلتٌــه .. ظللتُ أفكر أثنآء ثرثرته عن الرحلة مع ماكوتو عن سبب تصرفآته المُفاجئة ..

لستُ حمقآء حتى لآ ألحظ تصرفآته .. لآبُد أنهُ يريــد مني مُسآمحتــه لكيّ يعود من جديد لإزعآجي ، أو .. لآ أدري !

لا يُمكنني التفكيــر بسبب مُقنع ، على كُــلٍ .. هذا الأمرُ لا يُهمنــي

رَن جرسُ إنتهــآء الحصة مُبشراً الطُــلآب عن نهآية الدوام والشقآء فتجمعوا مُندفعين أمام البآب للخروج

همِمتُ بجمع أشيآئي بتعب شديد وتكاسُل ،

رفعتُ عيني لتتجه بؤبؤتها إلى البآب .. لأرى رجُـلاً طويلاً يرتدي النظآرآت الدائرية الكبيرة التي إنعكس الضوء عليها

تفاجأت ... وتذكرتُ العقآب الذي فُرض علينــآ ، ولا أنسى أيضاً أننا هربنا من الحجز ..

إتجه ناحيتنــا أنا وريو الوآقفين أمام مقعدينآ .. وآكي التي أقبلت تقُف بجانبنآ

وقف أمامنا مُبــاشرةً وقآل ( كيف لكُم أن تهربوا من العقآب هاه ؟ أظننتُم أنني سأترككُم تفلتون من هذا ! "
ضحك بثقة وسُخرية " هه لستُ طيبــاً إلى هذه الدرجة )

( سأتحمَل المسؤوليـــة ، فأنا من أخرجهــم من الحجز )

بدىَ الصوتُ مألوفاً لديّ .. وجّهنآ جميعنا أنظآرنا إلى البـــآب

لنرى صآحب الصوت وآقفاً مُمسكاً بيده اليسرى قُبعته والاخرى تُمسك مكنسةً خشبيـة طويلة

ويمضغ العلكة بفمه بشكلٍ مُستفز وصوتٍ عالٍ

( لـِمَ أخرجتهُم يآ هذا ؟ من أذِن لك ؟ ثُــم من أين لك بالمفتآح )



( سأتحمَل المسؤوليـــة ، فأنا من أخرجهــم من الحجز )

بدىَ الصوتُ مألوفاً لديّ .. وجّهنآ جميعنا أنظآرنا إلى البـــآب

لنرى صآحب الصوت وآقفاً مُمسكاً بيده اليسرى قُبعته والاخرى تُمسك مكنسةً خشبيـة طويلة

ويمضغ العلكة بفمه بشكلٍ مُستفز وصوتٍ عالٍ

( لـِمَ أخرجتهُم يآ هذا ؟ من أذِن لك ؟ ثُــم من أين لك بالمفتآح )

قالها الآستاذ ذو النظآرآتِ بتساؤلٍ وغضب موجهاً حديثه إلى ذلك الشاب

أجابهُ " عامل النظآفة المُنحرف " الذي أسند جآنبه الايسر على الجدار ببرود

( لدي مفاتيحُ إحتياطية لكُل غرفة هنآك .. غير ذلك ، إحتجتُ إلى بعض الطُلاب لحمل صنآديق لا يُمكنني حملها وحدي )

ثًم نفث الهوآء من فمهِ ليُدآعب الخًصلآت المُتنآثرة على وجهه بعشوآئية فقآل ( فأنا مُصاب بحمـى .... سيدي ! )

نظر إلينآ ذو النظآرآت مُحاولاً كتم غيظه وقآل بقهرٍ وآضح ( حسنــاً .. لآ بأس سأعفو عنكم هذه المَرة )

تنهدَ كُل منا بإرتيآح وتَركنآ حقآئبنــا على كرآسينــآ .. وأخذنآ نمشي خلف عآمل النظآفـة إتباعاً لأوامر الاستآذ

أثنآء طريقنآ بالممَــر الذي تتواجَد به الفصُول .. قابلنــا صديقة آكي تخرجُ من فصلهــا مُسرعة تستعد للذهآب

قآلت لها آكي بسُخرية ( إلى أين يآحلوتــي ؟ هل ستهرُبيــن وتخونين صديقة طفولتــك بهذه السهولة ! )

إلتفتت إليها هيكآرو بتفآجؤ وأجآبتها بإستغرآب وعلامآت الاستفهآم تدور حول رأسهــا ( ماذا ؟ )

ضحكت آكي بخفة وأردفت ( العقـــآب ! )

قآلت هيكــآرو مُستنكرة بعدمآ ضَربت جبينهــا بخفة ( آوه لآ .. مستحيل )

لآحظتُ أن عامل النظآفة يمشــي دون النظر إلى الخلف أو حَتى يتوقف قليلاً للإنتظآر

وكآن ريو يتبعُــه أيضاً دون التلفت للورآء .. بينمآ أنا وقفتُ بالقُرب من الفتآتيــن اللتآن أخذتهما الأحآديث في عالمٍ آخر !

فجأةً ودون سآبق إنذآر شعرتُ بذرآع تُطوق ذرآعي بحرصٍ وقوة .. وصوت عآلٍ من خلفي تحَدث بنبرةٍ جادة مُنادياً ريو

( أنت ! ، لن أجعَلك تؤذيهــا أو تلمس شعرة واحدة منهــا .. " وبحدة " سأقتُلك إن آذيتهــا ، أنا أُرآقبك )

أدار ريو نصف وجهه نحوي بإستغرآب ثُم إلتفْ ليصبحَ مواجهاً لي تماماً ..

مشَى إلي مُبتســماً بثقة ثُم ثنىَ ذرآعه وآضعاً إياها على كتفــي ويُقآبل مَن بجآنبي فزآدت إبتسآمتهُ وأصبحت أكبر

وأكبر .. وأكبر ... وأكبر ، إلى أن أصبحَت كـإبتسآمة مكــر مُريبــة !

فجأةً ودون سآبق إنذآر شعرتُ بذرآع تُطوق ذرآعي بحرصٍ وقوة .. وصوت عآلٍ من خلفي تحَدث بنبرةٍ جادة مُنادياً ريو

( أنت ! ، لن أجعَلك تؤذيهــا أو تلمس شعرة واحدة منهــا .. " وبحدة " سأقتُلك إن آذيتهــا ، أنا أُرآقبك )

أدار ريو نصف وجهه نحوي بإستغرآب ثُم إلتفْ ليصبحَ مواجهاً لي تماماً ..

مشَى إلي مُبتســماً بثقة ثُم ثنىَ ذرآعه وآضعاً إياها على كتفــي ويُقآبل مَن بجآنبي فزآدت إبتسآمتهُ وأصبحت أكبر

وأكبر .. وأكبر ... وأكبر ، إلى أن أصبحَت كـإبتسآمة مكــر مُريبــة !

كُنت حينهــا مُتجمدةً مكآنيَ مُرتعبــة من " الفتـــاة " القصيرةِ التي كآنت تُطوق ذرآعها بذرآعي

تلك الفتآةُ الشقرآء ذات الشعــر الطويل المُنسدل على ظهرها ببسآطة والعينين البُنيتيّــن الوآسعتين

كالعآة تظهــَر بوقتٍ عجيب غير مُتوقع أبداً

ظل ريو مُبتسماً بريبة إلى أن ضحـِك بقوةٍ حتىَ خـِلت قهقهآتُـه قد تُحدث زلزالاً قوياً بالمدرسة ..

قآل بعدما وضع يدهُ على رأس تلك الشبَــح وحركها بعشوآئية عابثاً بخُصلات شعرها مُحاولاً تلطيف الجو .. كما أعتقـِد

( أيتها الصغيرةُ الشقيّـــة ! .. يُعجبنــي دُخولكِ المُفــاجئ دائماً بالأوقآتِ المُملة ليجعلها مُثيرة )

أبعدت تلك الشبــح " رين " يد أخيهـــآ ريو وملامحهآ الطفولية تغيرت للإنزعآج بعدما كانت جديةً تماماً

شعرتُ بضغطهآ على ذرآعي بقوة أكثر من ذي قبل وإصبحت تقترب مني شيئاً فشيئاً وكأنها تحتمــي بي

نظرتُ إليها بتعجبٍ ممتزجٍ بقليل من الإستغرآب ورفعتُ حاجبآي دليلاً على ذلك وقلت ( مآبكِ .. ألن تترُكينــي )

نظرت إلــي بعينين بريئتين متعجبتين وتركــت ذرآعي بعد فترةٍ قصيرةٍ تلاقت بها عينآنـــا

أصبحت بؤبؤتا عينيهآ تتحركآن بسُرعة تنظُر إلى جميع الوجوه المُتعجبة امامها من الموقف الغريب

ثم إستدآرت لتًعطينــا ظهرهآ ووقفت قليلاً بعدما خَطت خطوتيــن فقآلت عآئدة للمشي مُبتعدةً

( ريــو ، لن أسمح لكَ بقتلها مرتيّــن .. ! )

إلتفتٌ إلى ريــو الذي بدا مُـتفاجأً جداً من منظر عينيه التي توسَعت إثر صدمة على مايبدو ..

سَرت قشعريــرةُ غريبة جعَلت جسدي يرتعش لوهلــة من قولها ... قتل ؟ مرتين !

مآ بآلُ تلك الشـَــبح ؟

لمـِحتُ عامل النظآفة ينظُــر إليّ بوجهه الأبيض مُحمرةٌ وجنتآه والبرود يطغي على ملامحه الوسيمة ثُم إستدآر ليُعطينــي ظهره

عُدت للنظــر إلى ريو لأُفآجأ بأن وجهه قَــريب جدًا من وجهــي ..

أنفآسُه إختلَطت بإنفآسي ... وعينيــه البُنيتين الحآدتين تلآقت مع عيني ، أنفه المُستقيم قآرب على أن يُلآمس أنفي

لكنني إبتعدتُ مُحمرة الوجه بسُــرعة عندمآ أحسستُ بيدِ آكي تُمسك كتفــي الآخر قائلةً ببرود غريب

( لا تُضيعــا الوقت ، لنذهَب ! )

سـِرنآ خلفهــا قريبين جداً من بعضنآ .. أخذتُ أبتعدُ عنه شيئاً فشيئا مُسرعةً لأصل إلى حيثُ يمشي عآمل النظآفة

كان واضعاً مكنستــهُ الخشبية الطويلــة على كتفــه الأيمن وصوت فرقعآت العلكـة المُستفز يصل إلى مسآمعي

سُحقــًا كم هُو وقح !

نظرتُ إلى سىآعةُ معلقة على جدآر المَمــر المليء بالفصول .. قلت هآمسة لنفسي ( إنها السآعةُ الوآحدة والنصف ظُهــرًا )

بدون إحساسٍ مني ، وقفتُ نآظرةً إلى المكآن الذي وصلنآ إليـه

نفسُ الممَــر الذي تُهت فيه تلك المَــرة

أخذنا نمشي فيه خلف عآمل النظآفة إلى أن توقفنــا لرؤيته قد توقف أمام إحدى الأبوآب

فتحهُ بهــدوء ليُخرج لنا عُدة التنظيف ، ممسحــة .. مكنسـة ، منشفـــات ومنظفآت !

ألا يكفي مآسبق لي من عملٍ شآق في بيتي لوجــود " جدي " مُحب القذآرة ، ثُم آتي لمدرسة أشبه بالقصر أنظفهآ !

وآحســرتي على شبآبي الذي سيضيــع ،

أخذتُ مكنســة بينمآ أخذ ريــو ممسحــة ذات عصاة خشبية طويلـة وسطل مآء

وأما آكي وهيكآرو فقد أخذتا منشفــات ومنظفآتٍ للزُجآج

مآزآد فوق غيظي غيظ هو سمآع ضحكآت ذاك المُنحرف قائلاً بمَـرح

( يا إلهي ، لطآلما تمنيتُ هذه اللحظة ، رآحةُ طويلة ومُرآقبة أطفآل هذه المدرسـة يُنظفون عوضًا عني ، تحقق حُلمي ! )

أعقب ريو على كلآمــه ضاحكاً بإستنكآر ( كين أيها الأحمق ، إخرس وإلا ركلتُك )

نظرتُ بإستغرآب إلى عآمل النظآفة ... إذًا إسمُــه كين ؟ إسمٌ جميل لآ أظنُه يليق بمُنحرف مُخــادع مثله

[ لم أنسى خريطتــه السخيفة تلك ! هيَ من قآدتني إلى هذآ العقآب ]

قآل كين مُتجهًا لطريق العودة ونحن نتبعهُ في سكون ( آه ، هآهو المُدير ريو ينظف مدرسته ، أوليس منظرًا

رآئعًا ؟ أن يُسآهم مُديرنا العزيز في تنظيــف المدرسة ! ) ثُم ضحك ساخرًا بقوة فاغرًا فاهه بأكملـه حتى خـِلتُه كهفًا بإحد الجبآل .

رجِعنــا إلى ممَر الفصول وإفترقنآ هُنآك بعد إقترآح ريو في جعلنــا نتفرق

أصرّ أن يُنظف معي بعض الفصوُل والآخرى بيد آكي وهيكــآرو ، أما كين فقَد قرر المجيء معنآ ، على مآيبدو فهُـوَ يعرف ذو المنقـــآر

لكنّــه إستأذننا قليلاً لينشغــل بأحد الأمور كما يقول ..

بدأنا بتنظيف الفصول لسآعتين وكان آخرها فصلي وها نحن مُقبلين على الساعة الثآلثة ، آه يا إلهـــي الرحمـــة !!

أورآق مُتنآثره ، قصآصآت ورقٍ ملونة ، أغطيـة قوآرير الميآه .. أو حتى قوآريرُ الميآه نفسهآ بالأدرآج ، وغيرهآ وغيرهآ

أخذتُ أنظف أنا بدآيةً لأُزيــل مآيُعيقــني ثُم أكنُس ، ثم يأتي بعدي ريُــو ليمسح الأرض بالمآء

رأيتُــه يتجهُ إلى مقعده ويسحب كُرسيّــه ليجلس عليه

صرختُ بغضب ( ماذا ماذا ! أستجلــس دُون تقديم المُســاعدة ؟ )

لم يأبه لصُــرآخي بل أخذ ينظُر إلى النآفذة واضعاً ذقنه على كفة يده

كُنت قد أحنيتُ ظهري وقمت بثني رُكبتي قليلاً لأستطيع إلتقآط ما بالأرض

وقفتُ بإستقآمةً قائلةً بسُخرية ( وقد ظننتُــك قد تغيّرت لتُصبــح رجُـلاً شهمًـا ، إذا كُنت على خطأ ! )

- صمت -

إنهُ يتجآهلنُــي تمامًــا .. أيُعقل أنه عآد لأظهآر حقيقتــه ، المُنـــافق !!!

نظرتُ إليه إذ بي أراه واضعًا ذقنـهُ على الطآولة ينظر إليّ بنظرة ... حنونة

إحمرت وجنتــآي وأشحت ببصري عنه ، سحقـًــا لـِمَ وجهي كالنآرِ المُشتعلة ؟

لـِمَ دقآتُ قلبــي في تسآرُع وكأنُــه وضع بجآنـِب أذني ... هذا الأمر مؤلـم ومزعج !

أخذتُ أحاول تجآهل الأمر لكننـي لم أستطـِع ، أشعُر بهِ يُحدق بي .. ودقآت قلبي بكُل لحظة في إزديآد

أغمضتُ عينــي إنزعاجاً ثُم فتحتها عندما احسستُ بحركةٍ حولــي ..

ريو كانَ يُنظف الأرض معــي .. كنتُ على وشك إبتدآء مشاجرةٍ معه لكنني فضلّتُ الصمت

بعد عدة دقآئق قصيــرة ، رأيتُ كين قادماً ليفتح البآب بهدوء وهو يُصفــر بشفتيـه الصغيرتين

تسآءل ريو محدثًـا اياه ( هل انتهيت ؟ أوزعت الأورآق كُلهــا ! )

توجّه كين إلى إحدى الطآولات الأمامية في الفصل وأمسك بكرسيّ جلس عليه حيثُ أن ظهر الكرسي أمام بطنه

( نعم لقد فعَــلت ، والآن نظف بسُرعة ، أريد أن تُصبح الأرضية لامعةً كما أفعل )

تمتم ريو بكلماتٍ غير مفهومة بغضب وعآد للتنظيف معـي ..

حينَ إنتهيت من إنتشآل الأوسآخ الكبيرة بالأرض .. هَممت بالتنظيف بالمكنسـة

إنتهيتُ أيضًــا بسُرعةٍ كبيرة ، بالطبعِ فأنا مُعتــادة على هذه الأعمآل أيضًـا كوني فتاة !

أخذ ريُــو يمسَح الأرض بعشوآئية وملآمحُـه المنزعجة تدُل على أنهُ في ورطة

[ لآ ... ليس كما في ذهنـِكُم ! ، لن أقوم بتقديم المُســاعدة فيكفينــي مافعلتُـه ]

أمسكتُ المكنسة بيدي اليُمنى وآنتشلتُ حآجيآتي من كُتب وأقلام وأيضًا الحقيبة من على طاولتي مستعدة للذهآب

صآح صوت ريــو منزعجاً ( لآ مينـــوري ، لا تترُكينـــي ! )

مينـــوري ...... لآ تترُكينـــي ......

هذه الكلمة أدت إلى إنفجآر بُركآن عجيبٍ بدآخلي .. جعلتنــي أقفز فزعًــا .. مِـمَ ؟ حقيقةً لا أعلم ؟

هل أتخيّل ؟ أم انهُ نطق إسمي للمرة الأولى بعد أول يوم ؟ أنا لا أذكُر فعلاً .. ولكن ، لتوي شعَرتُ بشعورٍ غريب !

نظرتُ إليــه لأراه عابسًــا يمُط شفتهُ السفلىَ مُعقدًا حآجبيه ، بدا لي منظرهُ طفوليًــا بريئًـا جدًا !

لذلك شعرتُ بتوترٍ نوعًــا ما .. فتركتُ أشيآئي ووضعتُهــا من جديد على طآولتي

( حسنًــا ، لن أذهب أيها الطفل ) قلت هذه العبارة القصيرة واضعةً ذقني على كفة يدي اليمنى وأنظُر إلى ماخارج النافذة مُدعيةً الإنزعــآج

سمعتُه يضحك بخفــة ويعآود مسح الأرضيــة ..

نظرتُ إلى كين الذي نآم على الطآولة ، ثُم إلى سآعة معصمي الحمرآء التي تُشير إلى الثآلثة و خمسٌ وخمسون دقيقة

خمسُ دقآئق أُخرى وتُصبح السآعة الرآبعة تمامًا

غيرت وضعيتــي لأضع كلتا يدآي على خدايّ بينما أنظُر إلى ريـو ، قُلت بتململ

( ذُو المنقآر ، هلّا أسرعت أرجـــوك .. سأذهُب وأتركك إن لم تنتهي خلال دقآئق ! )



لم يعترض أو يقُــل شيئـًا .. بل ظل يُسرع في مسح الأرضية هُنــا وهناك مُحاولاً الإنتهآء بإقصى سُرعة

وقفتُ من جديد وبيدي حآجيآتي .. واليدُ الاخرى تُمسك بالمكنســة عندمآ رأيتُ ريو شآرف على الإنتهآء

ذهبتُ إلى حيثُ يجلسُ كين ومددتُ يدي الممسكة بالمكنسة وقلت بهدوء ( تفضَـــل )

لم يرفَع رأسه أو يتحرك حتى .. ظل ساكنًــا كما هوَ !

هَززتُه برفق مُتسآئلة ( هيه ، سـ .. سـيد كين ، ايُهــا المُنحــرف )

( سُلحفــاة ، فقط حلقــي بعيدًا .... )

[ آه لآ تقولوا لي عآد للهذيـــان ؟ أرجوكم دعوهُم يرثوا بحآلــي فلقَد تعبت .. ريو ، ثُم هذا ! الرحمـة الرحمــــة !! ]

إقترَب ريــو مني وإبتعدتُ عنه عدة سانتيمترات في خجَــلٍ وتوتر ..

قال بهدوء وهو يلمَسُ جبين كين ( حآر ، وأيضًــا مُتعرق .. )

صمت قليلاً ثُم عاد يقول في غضب جَم ( الأبلــه مُصــابٌ بحُمى .. لآبُد أنه يعلم بذلك )

حَل السكون بيننــا وكُل مايسمع هو صوت مُكيف الهوآء بالفصــل ..

قآل بهدوء موجهًـا حديثهٌ لي ( يُمكنكِ الذهآب لآ بأس .. سأعتنــي به )

أومأتُ بالإيجآب ورَحلتُ في سبيلي لأترُكه وحده مع كين .. وددتُ لو أسآعدهُ لكنني خجِــلت !


|| ||


دون شعورٍ مني بمسافة الطريق ها أنا ذا واقفة أمام باب غرفتي

تنهدت بضيق أفكر بحالة كين الآن ممسكة بمقبض الباب لأُقبل على فتحه ... آه ذلك المسكين ،

لآحظتُ ورقةً بيضآء ملقآة على الأرض بإهمآل .. إلتقطتُهــا بسُرعة وأغلقتُ البآب خلفي موجهةً نظري إلى الورقة بإهتمام

أخذتُ أقرأ المكتوب عليهــا متحآشيةً المقدمآت المُملة ، عَرفت عندما قرأت بضعة اسطر قصيرة انها للرحلة

وضعتُ الورقة على طآولة الدرآسة الموجودة بالغُــرفة بعدمآ ألقيتُ بحذآئي كما هي عآدتي على الجدآر ليسقُط أرضًا

وأسرعتُ بالمشي إلى البآب لأقفله عدة مرآت كيّ لآ أًصدم بمجيئهن لي ! نعم أنا أعني الفتيآت

أصبحت القشعريرة تسري بجسدي كُلمآ تذكرت تلك الليلــة المُرعبــة

[ سُحقــًا لهُـــن ]

نظرتُ إلى معصمي تحديدًا إلى سآعتي ... إنهآ الرآبعــة و خمسة عشر دقيقة

هممم .. أشعُر بالحنين ... مُشتـــآقةُ لجدي كثيرًا !

إتجهتُ لخزآنة ملآبسي كيّ أُبدل ملابس المدرسة بأُخرى خفيفــة ..

أخرجتُ بنطالاً رماديًـا قصيراً يصـِل إلى أسفل رُكبتي بقليل ، وقميصًــا واسع قليلاً بلونٍ وردي فآتح

جلست على طرف سريري بهدوء وفتحتُ درج المنضدة الوآقعة بجآنب سريري مُلاصقة له

أخرجتُ منه هاتفًـا محمـول ذو غلافٍ أبيض عادي ثم ضغطتُ الأرقام لكيّ تُشكل رقم منزلٍ حفظتُه منذُ صغـري ،

إنتَظرتُ مُترقبة سمآع صوت جــدي يرفع سمآعة الهآتف إلا أنهُ لم يُجب ..

ظللتُ أتصل عدة مرآتٍ إلى أن أتى ذلك الصوت الخشـِن مُتسائلاً بإنزعآج ( من ؟ )

صرختُ بفرح ( جـــدي ! )

جآءني صوتُه الذي تبدِل بنغمةٍ حنونــة جداً ( مينــوري ! عزيزتــي إشتقتُ إليكِ .. كيف هي مدرستُكِ الجديدة )

آه لو تعلم كيف هيَ ... فظيعـــة يآجدي فظيعــــة

أجبتُه بتوتــر ( آه مدرستي ، رآئعـــة ! ... إنها .. إنها جميلةُ جدًا )

قال لي بعدمآ تنهد بإطمئنان ( حمداً لله .. لقد قلقتُ بشأن ذلك ، لكنني أعلمُ بإنكِ قوية .. أليس كذلك ؟ )

ثم أعقب ضاحكًا ( نعم نعم .. فأنا من ربيتُك ورعيتُك بيدي هآتين ها ها ها ! )

ضحكــتُ بخفة و غيرت وضعيتــي ، أخذتُ وسادة و وضعتها خلف ظهري مستندة على الجدآر الذي إلتصَق به السرير

قُلت بفرح ( بالتأكيـــد ، " صرخت بعد أن تذكرتُ شيئًـا " جدي لقد تذكرت ... هُنــالك رحلةٌ قريبًــا ، أظُنهــا بالغَد .. لا أعلم ، هل أذهبُ أم لا ؟ )

قآل لي بإستغرآب وتعجُب ( حقًــا ؟ آوه .. يُمكنكِ الذهآبُ ولِـمَ لآ ؟ )

قُلت واضعة إصبعي السبآبة عند طرف ذقني بتفكير ( هممم ، لا أعلم .. رُبما أشعر بقليلٍ من الخوف )

تنهَد بعمق ... يعلمُ أنني جبآنةُ من هذه النآحية ، الخروج دُونه أو دون شخصٍ أثق به .. حتى وإن كنت مع مجموعة !

قال لي بحنآن بآلغ ( إذهبي .. إقضي وقتًــا ممتعًـا فأنا لا أظن أن هذه الفُرصة ستعوض )

نظرتُ إلى النافذة التي تُظهر لون السمآء .. لقد مآل إلى البُرتقآلي ، لآبُد أن الشمس قد شآرفت على الغروب

قُلت له بهدوء ( حسنًــا ... سَأفكر بالأمر )

ظللتُ قرآبة السآعة أتحَدثُ معه .. أي حتىَ غآبت الشمس ، ثم إستأذنتــُه لِحل وآجبآتي و أنام بعدهـا ..

وضعتُ هآتفــي فوق منضدتـي ثُم وقفتُ لأخذ حقيبتي الملقآة على الأرض بقُرب البآب

إتجهتُ إليهآ وأخذتهآ ثم فتحتهــآ بهدوء ، أخرجتُ الكُتب ورميتها على طآولة الدرآسة متوسطة الطول

سحَبتُ الكرسيّ المتحرك الأسود متوسط الحجم بسُرعة وجلستُ عليــه ..

أخذتُ قلَمي الورديّ وضغطتُ بسرعة على قآعدته لأُخرج الرصآص منه

وها أنا ذآ ابدأ !

سآعـــة ..... سآعتيـــــن .... ثلآث سآعآتٍ تليهــآ الرآبعة !

إنتهيتُ تقريبــًـا من كُل شيء ، أشعُر بالنعآس الشديد

تذكَرتُ فجأةً ورقة الرحلــة .. أخذتُها من جديد لأقرأها ، لأصل للجُزء الحآسم ..

( الموآفقه ) .. ( الرفض )

كان أمآمي أربعة أقوآس تُغلق بعضهآ .. لأضع إشآرة على إحداها موافقة على الرحلة أم رآفضة ،

أخذتُ قلم الحـبر الأزرق لأضع ردي بإشآرة صغيــرة ..

توَترت ، أأوآفق ... أم أرفُض ؟!!

وضعتُ رأس القلم على ذلك الفرآغ .. أغمضتُ عيني بقوة وأشرتُ حيثُ أريـــد

طويتُ الورقة بسُرعة ووضعتهــآ بحقيبتــي البُنية الكبيرة نوعًـا ما ..

ثُم نهضتُ من على الكُرسي لأقفز على سريــري بكآمل ثقلي بتعبٍ وإرهآق شديدين ..

أصبحت عينــي المفتوحة تُغلق شيئاً فشيئاً .. لأسبح في عآلم الأحلآم بعيدًا عن كُل مايُزعجنـــي .. بعيدًا عن ريو !

فتحتُ عيني على إتساعها فجأةً .. ريو ؟ " عقدتُ حآجباي وقلت متمتمة بغضب " ( اللعنة على ذلك المخلوق البغيض )

أغلقتُ عيني من جديد بإنزعآج مُحاولةً النوم .. ما إن ذكرتُ إسمهُ حتى أصبح طيفُـه مُرتكزًا ثابتًـا في خيآلي

قُلت مزمجــرةً بدون أن أفتح عينــي ( سحقـــــًا )

بقيتُ هكذا قرآبة الساعة والنصف .. أُفكر فقط وأتخيل ، لآ شيء غير ذلك !

إلى أن إستطعتُ النوم عند الساعة الحآدية عشرة و ثلآثة وخمسون دقيقــة ....


|| ||


كانت الرؤية غير وآضحة .. بالأحرىَ ضبآبية .. أغمضتُ عيني وعآودت فتحهآ مرآت عدةِ لتتضح ليَ الرؤية

أخذت بؤبؤة عيني تدور لأرىَ الأشياء من حولــي بغُرفتي المُرتبـة التي تتخللها خيوط أشعة الشمس الدافئة

وضعتُ ظهر يدي اليُمنى على عينــي لتُغطيها ..

ثُم نظرت إلى السآعة المُعلقة على إحدىَ الجدرآن .. لآ بأس لم أتأخر ، إنها فقط السآدسة !

حككتُ عينيّ بيديّ ثُم نهضت بتكآسُــل لأتوجه للحمآم لأستحم و أغسل وجهــي وأسناني

إتجهتُ لخزآنة ملآبسي من أجل زيّ المدرسة المُعلق داخلهآ فأخذتُه معي للحمآم

دقآئق طويلةٌ نوعًــا ما مرت وأنا بدآخل الحمآم ثُم خرجت مرتديةً زيّ المدرسة والمنشفة تلُـف عنقي

مَسحتُ بها وجهــي المُبتل بقطرآتِ المآء الدآفئة .. ثُم أخذت خطواتي تتجه إلى مرآة مُعلقة على الجدآر

هَمست لنفسي بمَرح قاصدةً شعري ( همم كيفَ أصففه اليــوم ؟ .. " رفعتُـه بيدي " أأجعله مرفوعاً ؟ " تركتُـه لينسدل على كتفي " أم هكذآ فقط ! )

تنَهدتُ بحيرة وأنا أنظر لصورتي المنعكسة على المرآة ..

ثُم أخذت ربطتين للشعــر بلونٍ أزرق سمآوي لطيف .. وقسمت شعري لنصفينْ

ربطتُ القسم الأول وجعلتُه ينسدل بالجُهة اليُمنى .. وكذلك اليُسرى ،

رفعتٌ خصلآت غرتي للورآء ثم وضعتُ مشبكًـا صغيرًا بلونٍ أزرق ليُثــبتها

إبتسمتُ لنفسي برضى وقلتُ ( جميــلةُ جدًا ! )

أمسكتُ يَد حقيبتــي الموضوعة على الطآولة المتوسطــة وحملتها على كتفــي ثُم إنطلقتُ بنشآطٍ إلى فصلي .


|| ||


كُنت أتلفت يُمنة ويسرة أنظرُ إلى الطلآب حولــي بممَر الفصول الوآسع

رأيت آكي صُدفة تهُب لتدخُل الفصل ، إبتسمت إبتسآمةً صغيرة وأخذت أركض إليهآ

صرخت لألفت إنتباهها ( آكــــــي .. ! )

نظرت إلي بإستغرآب ثُم إبتسَمــت بهدوء .. ما إن فتحت فمهآ لتُحدثني حتى أوقفها صوتٌ مألوف جدًا أتى من خلفي

( صبآحُ الخيـــر مُهـرجــ .. " صحح بتوتر" أأ مينـــوري ! )

إلتفتُ خلفــي بسُرعة فزعةً من هذا الصوت المُفاجئ ، لكني مالبثت أن صُحت بغضب بوجهه

( ماذا ياذو المنقآر ! .. أعُدت لسخآفتك من جَــديد ؟ )

قرّب وجهه من وجهــي كثيرًا .. لكن حمداً لله أنه رأف بحآلي وترك مسآفة بيننآ

إلا أن عينآه الضيقتآن تنظُر إلى عينآي مُبآشرةً مما جعل دقآت قلبـي في تسارُع

قآل بإبتسآمة جذآبة ( تبدين جميلـــةً جدًا .. )

إحمرت وجنتآي خجلاً حاولت بمآ في وسعي إخفآء سبب حُمرتها بتصنُعي للغضب قآئلة بتكبُــر

( وما الجديد في هذا ؟ دائمـًـا أبدو بمنظر جذآب وجميــل ! )

نظر إليّ بطرف عينــه وكأنه ينكُــر صحة كلآمي .. لم آبه بذلك بل أكملتُ طريقي لأدخُل الفصل

سـرت بهدوء إلى طآولتــي بآخر الفصل قُرب النآفذة وجلست عليهآ

نظرتُ إلى ريو الذي وضع حقيبتــه على كُرسيّــه .. كان ينظُر إليّ هوَ الآخر

قُلت بتعجب وتساؤل ( ماذا ؟ )

قآل بهدوء ( أعطينــي ورقة الرحلة الآن ! )

هززتُ رأسي بإيجآب وفتحتُ حقيبتــي التي كانت على فخذيّ ثم أخرجتُ الورقة المطوية المُربعة

( خّذ ) .. قلت ذلك بعدمآ مددتُ الورقة إليه موضوعة بين إصبعي الاوسط والسبآبة

أخذهَـا ثم قآم بفتحهــا ليعرف ردِي .. أشحتُ ببصري عنهُ أنظُر لما ورآء النآفذة ببرود

عآودت النظر إليه بعد بُرهة لأرآه مُبتسمــًا بهدوء ...[/gdwl]
__________________
قدمي تسللت بين دجي الليالي
سائلتاً القمر متي سيتحقق حلمي
وهل سوف يحصل ما في بالي
بلون القمر توهجت عيناي
فأصبحت ملكتاً في اليوم التالي

[hide]احبك ياتاشي_كن
[/hide]

لي عودةdevil1]