عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-10-2017, 09:41 PM
 
[img3] http://mrkzgulfup.com/do.php?img=41915[/img3][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://mrkzgulfup.com/do.php?img=41917');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




[img3] http://mrkzgulfup.com/do.php?img=41920[/img3]








استقام صاحب العيون السوداء و الواسعه متكئاً على السور يحتضن الأفق بعينيه ،

و قد أسفرَ ثغرهُ عن ابتسامةٍ تحتضنُ ذكرياتٍ جاحظه !! تعانقت عيناه والشمس طويلاً ليوقضهُ صوتٌ يافع سائلاً :

" لما تُحدق بلشمس يا جدي ؟ ستحرق عيناك !! "

جَلَسَتْ و هي تنتظرُ الأجابة عبثًا ، بقيت تُحدقُ بكوب الشاي البارد مطولاً الى أن باحت بفضولها الشديد :

" ألن تُخبَرني عن السبب "

رفع يدهُ نَحوَ الأفق ليقول بأستخفاف : " لن تُصدقي !! لذا لاتشغلي نفسكي سدى!! "

أغاظها ذلك بشده : " لماذا يا جدي ؟ "

" بعض الأمور يُفضل أن تبقى سرًا !! "

أيُحاولُ التملص مِن استفسارها الأسبق ؟



*****



أتيتُ الى هُنا في زهور عمري على حصاني قاصدًا مغامرة العمر كأي شاب في مثل سني شققّتُ الغابات

الكثيفة عبر الجبال الوعرة و أنتهى بي المطافُ في بلدة قوت سُكانها على زراعة ارضها فقط ، جلتُ

شوارعها مُستكشفاً في سري تسائُلاتٍ كثيرة ، دخلتُ حانةً صغيرة للتزود بالطعام بعد سفرِ دام لليالٍ . كانت

نظراتُ البوذيين تخترقُني كالسهام ! صدت مسامعي عند أحدَهُم يقول : " أجل أنهُ غريب ! "



غادر الزبائن الواحد تلو الآخر عبوسين و حاملين نظراتٌ ذات مغزى !

بقيتُ أنا والساقي وحدنا أو هذا ماظننتهُ ! التفتُ اثرَ وقع الكأس !! كان يجلسُ في زاويةٍ مُظلمة مِن الحانة

ينظرُ نحوي بعيناه المرعبتان ! كانت بشرته الفاحمة تُخفي ملامحهُ بين الدُجى حيثُ يجلسُ لم يَبرز لي سوى بؤبؤيه !



قال بلكنتةٍ جاحظة : " أيُها الغريب أأنت هُنا لغاية ؟؟ "

نهضتُ مقترباً منه : " أنت تعرف غايتي صحيح "

نهض العجوز من مكانه ، ركز جسمه على العصا التي تساندهُ على رفعِ ثقل السنين :

" سَتَموتْ !! "

سكن الرعب في أوصاري أنا أشاهدهُ يسيرُ نحو الخارج و وقع العصا يدوي في قرارة نفسي ! سأموت !

قالها بتلك البساطة ؟؟ أيُحاول ثنيي عن هدفي من القدومِ لهذه البلدةِ البعيده ؟ أنا ....

" أنا لستُ خائفًا !! " قلتُ ذلك بكُل ثقة ! حتى أنا استغربتُ مِن نفسي !



" أتبعني !! " قال ذلك وهو يخرجُ فلحقتُ به تاركاً نصف طعامي مع بضعة سنتاتٍ ثمنه .



كان يسيرُ ببطء و كأنه يسيرُ على قلبي ! إلى أن وصل لمكانٍ افترضتُ أنهُ بيتهُ الهش ! ربطتُ حصاني و

تبعتهُ لداخل البيت وأنا أتحرقُ شوقاً لما سيكشفهُ لي !



جلس على كُرسيهُ الهزاز و وقفت مقابلًا له : " هل ستُخبرني بما أريد معرفتهُ "



" شباب اليوم لايعرفون الصبر ! "
قال ذلك مستهزئاً بي فتغاضيت اكرامًا لهدفي ...





" أخبرني !! أتبحثُ عن الساحر كلاديسون سينس ، أم التركيبة الكميائية التي تحول المعادن للذهب "

إلى هذه الدرجة هدفي ورقة مكشوفة ؟؟!! هذا يُفسرُ تصرفات السُكان نحوي و وصفي بالغريب !!



" لنقول الأصح بينهُما !! " قلتُ ذلك مستهزئاً ، فأجابني بنبرة تملؤها السخرية :

" تقصد ألذي يمنحُك الثروة "

شددتُ حاجبي بِتَركيز ، هذ العجوز ليس عجوزاً حذق !! أكمل بجدية :



" الأمر ليس مزحة هدفك خطير ! على الاغلب لن تعود إلى هُنا حياً ! اذا عدت فلن يكون بلا ثمن تدفعهُ !! هل أنت مُستعد لتُضحي ؟؟ "

أومئتُ رأسي موافقًا فتنهد العجوز بلا حيلة !

" اسمع يا ... !! ماهو أسمك أيها الأبيض ؟؟ "

" سيدريك جوهانسون سيدي !! "



" أسمع يا سيدريك ! هنالك طرفان لهذه الحقيقة يُقال أن الساحر كلاديسون سينس لعنَ جبل آنتونا بلعنة

الموت لمن سعى خلف الذهب ! كُلُ من ذهب لم يعُد حيً ومن عادوا فقدوا نِصفَ سلامَتهُم مِنهُم مَن فَقَدوا

أطرافهُم مِنهُم من عادوا شبه مُشوهين ، لكن الحقيقة الأكيدة أنهُم يعودون بالذهب الخالص ! "



كان ذلك ماسمعتهُ أيضاً !! ولم أصدقه لذلك أتيتُ بُغاية كشف هذا اللغز ! أعترف أني كذبتُ على العجوز

بقولي أني ساعي خلفَ الثروة في حينَ كُنتُ أسعى خلف المغامرة وحسب !!



تخللّت الأبتسامة المُرتبكة ثغري ! لاحظ العجوز فأكمل :

" ومن جهة أخرى ، يُقالُ أن هنالك مختبرًا للعلماء في أعلى الجبل ، اكتشفوا تركيبة بين العناصر تحول أي

معدن إلى ذهب ! ولحماية السر لايسمحون لأحد بالعودة عدى المحظوظين ! "

ارتبكت من كلامه ثم سألت : " لأكشف الأصح من النظريتين يجب أن أذهب لنفس لمكان صحيح ؟ أقصد جبل آنتوانا !! "

أومئ العجوز مؤيداً ثُم أسلف :

" على ارتفاع 155 متر و الجبل عمودي جفلة واحده ستنتهي بالوقوعِ من الجبل كما تقعُ من الهاوية !! نصيحةٌ عُد من حيثُ جئت أيها الشاب !! "


ابتسمتُ منتصرًا ثم غادرتُ و أنا أشكرَه .





مُنذ ثلاثة أيام أنا أمشي نحو الجبَلِ و حُصاني اتعبته جدًا هذه الصحراء القاتلة !! حرارةُ الشمس كالجحيم

تصلُ 70 درجة !! تبخرت مياهُ جسمي كما نفذ ماء الشُرب !! أحياناً افكرُ بالعودة لكنني لا أريد العودة خاليَ

اليدين ! جفت أطرافُ شفاهي بتُ أعجز عن تنفس هذا الهواء الساخن !



وبعد شقِ الأنفس وصلتُ للجبل المَنشوذ و معي حصاني ! جلستُ في ظل الجبل أفكر بما يجب فعله فأتخذتُ

قراري بلتسلق ليلًا حين يبردُ جو !

ومع هبوط جُنح الليل كُنتُ قد بدأت التسلق ولم أتوانى أو أسترح ! مسافة طويلة أمامي لأتسلقها قبل

شروق الشمس وإلا سأشوى مع ارتفاع حرارة جدارِ الجبل ! انتصف الليلُ و قد قطعتُ نصف الجبل كان ذلك

انجازاً عظيماً لي مع بزوغ الفجر سأكون في أعلى الجبل حيثُ الكهفُ المنشود !




أشعرُ بأطرافي تصلبت من التسلق المتواصل و سرعة صعودي تبطئ تدريجيًا وبقي أمامي مسافة لا بأس

بها ولكن الشمس ستشرق خلال نصف ساعة !! الوقت !! الوقتُ يخنقُني و يثير رُعبي من القادم ! لم يسبق

أن تمنيتُ أن يمرَ الوقت ببطئ كما الآن ! دقائق معدودات سببت لي الفوضى !!



أشعر أني أهملتُ نفسي ! هل ارتكبتُ خطأ بِحَقِ نفسي بالقدوم لأقصى نقطة من الأرض للمغامرة ؟ هل

يستحقُ ذلكَ أن أكون هنا لما لم أفكر بذلك قبل المجيء بزغت الشمسُ ونشرت خيوطها الذهبية على هذه

البقعة الهائمة من الأرض لم يُكتب لخُطتي النجاح !! مسافة مذكوره باقية و الصخورُ تزداد سخُونةُ مع كُل

ثانية لازلت أتسلق الجبل عموديًا ! ما جاء لمصلحتي ولم أشوئ تحت أشعة الشمس أني أتجهُ للأعلى من

الجانب الغربي حيثُ حدة الشمس أرحم ! خلال ثلاث ساعات الأولى من النهار كُنتُ قد بلغتُ غايتي .



الوقوف على هذا الأرتفاع الشاهق مُرعبٌ للغاية !! كأنَ الأرضَ تجذبُني لأيقاع نَفسي مِن الأعلى ! و أنا

أبحثُ وجدتُ ضالتي !! كما وُصفَ لي ، كهفٌ ينزلُ لقعر الجبل !! المسافة التي صعدتها سأنزلُها !! لكن كيف

سأخرجُ اذا نزلت أيُعقلُ أن للجبل كهف آخر في الأسفل ؟! غبي لما لم أبحث !



بدأتُ بالتقدم في الجبل ببطئ الى أن إحتدَت زاوية النزول فأنزلقتُ للأسفل سالخًا ظهري !

استيقظتُ بعد فترةٍ و أنا مُرهق تمامًا لم أعُد أشعرُ بأطرافي مِنَ الوَهَن و شفاهي إحتَرَقَت ازرَ تنفس هذا

الهواء الساخن ! بدأتُ بالهلوسة شيءٍ فشيء أنا عاجز عن الحركة فأتخذتُ مَكاني مُستريحًا ...



فورَ استيقاظي بقيتُ جالسًا في مُوقعي والعطشُ أذبلَ شفاهي ، فجأةً ظَهَرَت أمراءةٌ حسناء بثوب أبيض و

طويل مَدّت يَدَيها فخرج الماء مِنهُما ! إستغربتُ مِن الأمرِ كثيرًا حين لاحظتُ أن الماء على وشكِ النفاذ شربتُ

ما بقيَ مِنه ! نظرتُ للأرضِ فكانت جافة ، وحينَ رَفعتُ نظري لها فأذا بها بدأت بالأختفاء كما ظَهَرَت ! ظننّتُ

أنها قد إختفت تمامًا فظهرت مُجددّاً عند المُنعَطفُ في الزاويه فبدأتُ بالركضِ خلفها لساعتان ولم أرتب

لأمرها ! وحين وصلتُ لها نظرت بعينيها البيضاوتان نحوي و هي تُشيرُ بيدها نَحوَ بابٍ خَشَبي !! أجل بابٍ

خشبي وكان له مقبضٌ ذَهَبي فتَلاشَت في اللاشيء كأنها نسمةٍ صباحية !!



اقتربتُ من الباب حيثُ أشارت لي ! أدرتُ القفل فَفُتِحَ الباب حَينها !! في وَسَطَ هذهِ الزاويةِ مِنَ الكهف الذي

أضيفَت لهُ لَمسَةٍ بَشَرية ، إستَقَرَ كأسٌ كريستالي في يد تِمثالُ أمراءةٍ حسناء وقَد كانَ مائلاً بَعضَ الشيء ، كان

التمثال يحملُ هيئة نفس الأمراءةِ الَتي أوصلتني لهذا المكان !!



أخذتُ أشاهدُ القاعة بتفاصيلِها كنوزُ في كُل مكان ! لكن هذا التمثال حامل الكأس ينتصفُ القاعة ! كأنهُ مركزُ

الأهتمام ! أقتربتُ منهُ ببُطئ و أنا مأسورٍ بجماله كأسُ كريستالي ذا زوايا غريبة الشكل وكأنهُ متاهة من الزوايا !



فجأة و قبل ان ألمس الكأس أتاني صوتٌ رجولي أثار ضجةٍ بصوتهُ الحاد

" لا تلمسه !! "

أيُعقلُ أنهُ المدعو بسينس الذي حدثني عنه ذلك البوذي ! لما يُنهيني مِن لمس الكأس !

" من انت ؟؟ "

" لديك لكُلِ هذه الكنوز لتحضى بها ! فلما تقتربُ من الكأس ؟ "

" أهذا يعنيك ؟! "

كشف لشاب عن تجاعيد وجههُ قائلاً بحده :

" اذا أخرجتهُ معك سيتلاشى يغدو بلا قيمةٍ ! أتركه ! خذ ما تشاء لكن لا تقرب ذلك الكأس ! "

قلتُ مستفزًا وأنا أشهرُ مسدسي نحوه :

" أهو بتلك القيمة لن أدع الكأس لكَ إلا إذا شاركتني بسرهُ يا كلاديسون سينس !! "

طاف الشاب وعينيه تشعُ شرًا ، وتقشر جلدهُ المزيف ليظهر على حقيقةُ البشعة قائلًا بحنق :

" لمعلوماتك !! أنهُ سينس كلاديسون وليس العكس ! "

حينها أدركتُ سر ما قالهُ العجوز ! " الذين عادوا ، عادوا و معهم الذهب ! "

ذلك ليس بسبب فخٌ مُميت أو أي شيء فقد كان بسبب المَشقّة التي واجهوها للعودة ! وهذا ما سيحصلُ لي

أن عُدتُ الآن ! أنا الآن في حالة مزرية مثيرة للشفقة وللعودة يجب علي قطع مسافة التي جئت منها مع

خطر هجوم ذئاب أو ضباع ! و من يدري ربما لم ينجو حصاني الذي ربطتهُ أسفل الجبل !!



بأختصار موقعي الآن خطيرٌ جدًا ! الأخطر هو هذه الساحرة التي لا تنوي بي خيرًا !!

حاولَت مُهاجمتي فأنزلتُ سلاحي وأعدتهُ مكانهُ قائلًا :

" أسمعي يا سيدة ! أنا سأعودُ مِن حيثُ أتيت ! لكن ليس قبل التأكد من أني سأصلُ حيً لأقرب بلدةٍ مع بعض الماء !! "


أبتَسَمَتْ مُنتصره و هيَّ تقول :

" خيارٌ حكيم ! و أنا سأمنحُك هذه الفرصة ! "



وخلال فترةٍ قصيره كُنتُ واقفًا أمام مدخلِ المخرج ! فنزلتُ الكهف ببطئ مع انحداد الزاوية تدريجيًا ! خلال

خمس دقائق كُنتُ قد خرجتُ من الكهفِ سالمًا و معي مايكفيني و حصاني من الماء مع كيسٌ مملوء بلكنوز و

أجمل كنزٍ في قاعةِ جبل آنتوانا السرية !



فأنطلقتُ على حصاني مُبتعدًا خلفي أنهيارُ جبل آنتوانا ، مقبرة المغامرين !

.

.

.

!

أدركتُ لاحقُا أن الكأس كان ملعونًا ويمدُ الساحرة بالبقاء طوال القرون الماضية ! وذلك حين كشفت شكلها

الحقيقي ! بدت لي كَمَن يحمي بقاءهُ من الفناء !



مع بزوغ فجر اليوم الثاني كنتُ قد وصلتُ للبلدة سالمًا وسؤلتُ كثيرًا و أجبتُ الكثير ! سُعد الرجال في

الحانة هم يسمعون كيف خدعتُ الساحرة ! ورحبوا بي بينهم فسكنتُ البلدة عدت موطني للآن !



الى اليوم أحتفظ بالكأس ككنزٍ نفيس ! ما كُنتُ لأنجو لولا طيف تلك السيدة محبوسة الجبل ! لكن هذه

الحقيقة الوحيدةُ التي أخفيتها عن السائلين حينها ! فلن يُصدق أحدٌ مغامرةٍ تخللها أطياف !



" تمت "



[img3] http://mrkzgulfup.com/do.php?img=41921[/img3]



أنشطرت أقنعة الحقيقة !!

بارزةٍ مقبوره !




BrB ~

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][img3] http://mrkzgulfup.com/do.php?img=41916[/img3]

التعديل الأخير تم بواسطة FREEAL ; 10-11-2017 الساعة 08:36 AM
رد مع اقتباس