عرض مشاركة واحدة
  #32  
قديم 10-25-2017, 07:55 PM
 




طلعت من الصف وانا رايحة عالملعب للحق شوف شوية حرية قبل ما يرجع يرن الجرس، نزلت ولقيت شلتنا مجتمعة بس نوال بعيدة عنهم، رحت لعندها وقعدت حدها، هي ساكتة وانا ساكتة، كل وحدة منا الها شي اخدلها عقلها، بعد التفكير، شو هو الشي الغلط الي شافو ايمن من نوال حتى تركها؟ مش معقول تكون خانتو، اصلا هي بتحبو كتير وما بتعملها، اطلعت فيها وهي عم تقرا بكتاب، العمى شو مملة هالبنت، كل اوقات فراغها بتقضيهم بالقراءة، ما بعرف كيف بقدر اتفق معها وهلائد نحن متناقضين، تشجعت وسألتها:
"نوال..."

لما ما ردت علي ولا اطلعت فيني حسيت الشغلة اصعب بس اصريت بدي اعرف شو الي صار بالضبط...

- ليش انت ايمن متخانقين؟

برمت لعندي كاانها رح تقتلني بنظراتها رجعت قالت:
- شو خصك؟

- ما انا رفيقتك... ونحن منخبر اخبار بعدنا لبعض

- بدك تعرفي لحتى تستغلي الفرصة وتروحي تحصلي عليه بما اننا تركنا...

استغرالله، مبارح كنت مفكرة اني حصلت على صدمات كفاية، طلعت صدمات مبارح ما بتعتبر شي ادام صدمات اليوم، انا كنت متأكدة ان نوال بتعرف اني بحب ايمن بس ما تصورت ابدا تحكيني بهالطريقة بس لانها متخانقة معو، بعدان ليش فكرتني عم حاول اعرف لاتقرب منه، انا بصفتي رفيقتها عم حاول خليها تحكيلي لخفف عنها الحمل، برمت لعندها وقررت خبرها عشان دافع عن نفسي:
"مش بحاجة تخبريني شي لاحصل عليه، اصلا هو طلب يرتبط فيني وبلا مساعدتك، بس انا باسم الصداقة عم حاول..."

- شو طلب!...

برودها السابق كلو محتو بردة فعلها هاي، شكلها كانت صدمة كبيرة عليها، حتى اكبر مما بتوقع، صديقتي المؤاثرة الي كل عمرها تعاملني منيح وتتعطيني الافضل فجأة قلبت، معقول قمر الليل ما كان عم يكذب لما قال انها تغيرت وطلعت شي غير ما كان مفكرها، ليش فجأة صارت انانية، قلتلها:
"قلي انكم تخاصمتو وكان الحق عليك انت..."

قلتها وانا عم اطلع فيها لشوف ردت فعلها، لمعو عيونها ومسحت دموعها قبل ما ينزلو وقالت:"اي!... الحق علي اكيد..."

رجعت حطت عيونها بكتابها وصارت تتصفحو وواضح وضوح الشمس انها مش كاينة عم تقرا ا حتى مش كاينة شايفة شي من الكتاب، قالتلي بعد شوي:
"مبروك ارتباطكم، ان شاء الله بتتهنو..."

قالتها منشفة وج وهي بعدها بتقلب بالصفحات، رجعت قالت:
"هاي خبرتيني شو بعدك عم تعملي هون، روحي لعندو احلى ما يزعل ويتركك..."

حزنت من شوفتها هيك، واضح انها كانت كتير حزينة، وهي صديقتي الاقرب، كنت كتير حابة ارتبط بقمر الليل بس اذا رح يخليها هالشي تزعل هيك احسنلي اتركو، ما بدي شوفها هيك...

"انا وايمن مش مرتبطين، هو طلب منا نرتبط بس انا ما وافقت..."

اطلعت في متتفاجئة:
"رفضتيه!..."

سكتت شاردة رجعت:
"لا... "

كانها انبخعت وقالت:
"اه...حبيتي تثقلي حالك عليه وطلبتي يعطيك مهلة لتفكري..."

"كمان لا..."

اطلعت فيني مستغربة:
"شو لكن؟ خلصو الاحتمالات..."

قلبت عيوني منزعجة وانا قول:
"كالعادة الاحتمال الاسوأ، اجا استاذ الفيزيك واتدخل وقاطعلنا احاديثنا ليحكي معي بشي... اخ كنت لازم اقتلو..."

اطلعت فيني نظرة مريبة:
"يحكيكي بشو؟... طلب ايدك؟..."

- اعوذ بالله... ما لقيتي غيرو...

ساعتها تأففت نوال وقررت تفتحلي قلبها:
"كنت متأملة يحبك وتحبيه ترتبطو لتنسي ايمن... شفت انو كنتو ديما مع بعض، وبتعرفو بعضكم من زمان، وبتتخانقو ديما متل ما بيتخانقو الاحبة قبل ما يكتشفو انهم بيحبز بعض، قلت هاي فرصتك لتنسي ايمن ومعاش تعمليلنا قلق...

هاي نوال عايشة على المسلسلات الرومنسية ومفكرة الحياة الكبيعية مثلهم، قال خناقات الي بيحبو بعضهم قبل ما يعترفو... على كل حال:
-اعملكم قلق؟... ما بعرف ليش علاقتي مع هيداك المزعج لازم تعملكم قلق...

- مش ععلاقتك مع هيداك المزعج الي بتعملنا قلق، انما تعلقك المهوس بايمن، مطرح ما بيروح بيعلقو عيونك فيه وبضل حس حالي صديقة خاينة لان عم اضهر مع الشاب الي انت بتحبيه

- بس انت مرتبطة فيه، ليش بدك تكوني خاينة، المفروض تعتبريني انا الخاينة

- للاسف ما بيختار الواحد الشخص الي بيحبو، وانت مش بيدك اخترتي هالشي متلي انا، والا كنت نسيتو من زمان... المهم، رح ترتبطي بايمن؟...

اطلعت فيها شاردة مش عارفة شو رد عليها، والحمدلله رن الجرس وصار لازم نطلع عالصف، توقيت التقطيعات اليوم دقيق جدا، بكل مرة لازم اهرب عم تزبط معي، قمنا لنطلع عالصف وانا عم فكر بسؤالها، انا عنجد بحبو بس كرمالها مش قادرة، بالاخص بعد الي حكتني اياه... قربت مني ونحن طالعين عالدرج وقالتلي:

"اذا بتلاقي انو هو بيحبك عنجد وقادرين تتفقو سوا انا رح انبسطلكم... بس بتمنى ما تخلص حالتك متل حالتي..."

فكرت شوي بكلامها وسألتها:
- ليش تخانقتو؟

عضت شفافها وقالت:
"بسببك..."

اذا ايمن كمان ما كان عم يكذب، معقول تطلع عنجد شريرة متل ما قال، كملت حكي:

"كنت ديما بحسك بتحبيه وكنت عصب لما شوفو عم يطلع فيكي ويتضحكلك، مشكلتو حلو وهو بيحب يرضي غرورو، ولما يشوف بنت معجبة فيه ما بيتجاهل الشغلة ليزيد من شعبيتو، وانت صديقتي وانا ما كنت اقبل بهالشي، وكنت خايفة تتعلقي فيه اكتر وبالاخر... يعني بتعرفي انا واياه مرتبطين، بس الي صار بهالكم يوم ما كان متوقع... فكرت انو منحب بعضنا كتير... بس كل شي راح فجأة... بتمنى يضاين كل شي معك اكتر وتتزوجو وتعيشو حياة سعيدة..."

ابتسمت بأسى واطلعنا على الدرج ساكتين لحد ما وصلنا عالصف، قبل ما نفوت، قمر الليل مسك نوال وسحبها لبرا الصف وقلي:
"اذا ما عندك مانع في اشيا علقانة بينا خلينا نصفي حساباتنا عالاخر"

اطلعت انا مصدومة فيهم، بينما هي سحبت ايدها منه معصبة وقالت:
"معاش في كلام بيننا، انا بطريقي وانت بطريقك..."

قلي:
"روحي بدي احكي معها ضروري..."

حملت حالي ورحت وقعدت مكاني، واخذو وقتهم بالحكي لحد ما اجت المعلمة وفاتو تلاتتهم عالصف معصبين، قعدت حدي وبلشت المعلمة تشرح وانا اطلع بنوال والفضول قاتلني لاعرف عن شو كان عم يحكيها قمر الليل، بس مش شكلها ناوية تحكي، سكتنا بالصف بس كان حالنا افضل من حالنا الصبح، واول ما خلصت الحصة نط قمر الليل لعندي بابتسمتو الجذابة ونظراتو الي بتذوب القلوب وقلي:

"معاش جاوبتيني الصبح، شو قررتي..."

برمت لعند نوال لشوف انها عم تطلع فيه مقهورة، وهو لما شافها هيك حسيتو انبسط، احترت شو بدي اعمل، قلي:
"عندك وقت من هون ليجي الدكتاتور، اما بتخبريني اما بعتبر انك ما بدك اياني بس مستحية ترفضيني..."

فنجرت عيوني مصدومة من كلامه الا بتنط نوال معصبة، اذا كنت عم تساوي هالشي لغار وارجعلك فما تحلم بهالشي، اريج صديقتي وانا رح انبسطلها...

اطلع فيها بلئمنة وقلها:
"اي صدقتك..."

- فيك تسألها، كنا عم نحكي بهالشي من شوي...

اطلع فيني مستغرب وقال:
"خبرتيها بهالشي!... والله طلع فيكي شوية وفا اكتر مما كنت متوقع، كنت متوقع تهملي مشاعر صديقتك وتقبلي فيني بسرعة"

طلعت فيه معصبة رجع قلي:
"متل ما شايفة، كنت مفكرك شريرة بس لو تعرفت عليك عن قرب رح اكتشف العكس... المهم، شو قرارك؟..."

انا ونوال اطلعنا ببعضنا متوترين، صح قاتلة حالي عليه ومش مصدقة انو حلمي تحقق بعد ما حبني قمر الليل بس مش حابة اقبل فيه كرمالها، وهي اكيد بتعرفو كمان قاتلة حالها عليه حتى لو عم تحاول تظهرلي العكس، والمشكلة انو كل شي بيعتمد على كلمة مني، هي قالت انو مش رح تزعل مني لو ارتبطت فيه كرمال هيك احسنلي ما ضيع الفرصة،

اطلعت فيه وارجعت اطلعت فيها، غمضت عيوني وحطيت ايدي بجياب المريول واستغربت شي غريب، طلعتو لشوف شو هو فلقيت سنسال الاستاذ بعدو بجيبتي، تطلعو فيه نوال وايمن مستغربين بينما انا تذكرت كلام الاستاذ: "مستحيل ايمن يحبك "

قررت هالمرة اوثق بوقح البرية طالما اكدلي ان النتايج رح تكون مدمرة لو قبلت باقتراحو، بس لو كان غلطان بأكدلو انو نهايتو رح تكون على ايدي

هزتني نوال وهي عم تسألني عن هاي الي بايدي، طلعت فيها وابتسمت ابتسامة باهتة وقلتلها:

"بعتذر لاني كذبت عليك كل هالوقت واعملتلك قلق، انا صح كنت احسدك، بس مش كرمال ايمن بيحبك انت انما لان الشخص الي بتحبيه بيحبك، كنت ديما اطلع فيكن واحسدكم بينما الشخص الي بحبو بيحب شخص تاني ومش قادر ينساه...

اطلعت في نوال مستغربة:
"مين هالشخص؟..."

قبل ما جاوبها بيفوت وقح البرية، وانا فزعت يشوف السنسال فرجعتو عالسريع عجيبتي ولوني صار يرقص بين أصفر واحمر، قرب لعندي وعطاني دفتر الذكريات وقلي:
"اظن كان بيننا سوء تفاهم، وعد رح حاول شيل هالفكرة الخاطئة من راسك... "

حمل حالو وطلع وانا عم اطلع بدفتر الذكريات، طلع الكل فيني وانا مستغربة

قال ايمن: "هيك لكن، شكنا كان بمكانو، بس نوال كانت مصرة انو الاشاعة مش صحيحة..."

نوال مصدومة:
"هيدا هو اريج؟ هو نفسو استاذ جواد الي بتحبيه وبيحب غيرك؟..."

اطلعت فيها بحزن:
"ما كنت حابة حدا يعرف لان حبنا ميؤوس... فضلت انساه والتقي بغيرو يحبني وحبو..."

عبطتني نوال وهي عم تحاول تواسيني، او بالاحرى، بظن انها كانت عم تعبطني تعبيرا عن سعادتها لاني ما بحب ايمن، او يمكن ضربت عصفورين بحجر واحد، وقبل ما تكتمل التراجيديا اجا الدكتاتور ورجع الكل لمحلو وقعدنا متل الشاطرين ساكتين عم ننتبه للدرس لحد ما خلصت الحصة ورجعلتنا حياة المراهقين، مرؤا بقية الحصص، نزلنا من الصفوف لنروح ورعدت الدنيا وكبست الشتا علينا، عرضو علي نوال وايمن يوصلوني بشمسيتهن بس وين بدنا نساع تلاتة تحت شمسية وحدة، رفضت باحترام بالحجة الي بقولها عادة "معليش، انا بحب امشي تحت الشتا"

عبطتني نوال بحزن وقالتلي:
"لو الاستاذ جواد كان هون كان وصلك كالعادة، بس الخاين سبقك..."

طلعت فيها مستغربة:
"وانت شو الي عرفك انو سبقني"

عبطتها غبية من وراها وقالت:
"ولو!... انا هون وبتسألي..."

جلنار بنت بشلتنا مهمتها بالمدرسة التجسس، قاعدة بكل الحصص حد الشباك وبتضل تتجسس عالرايح والجاي، بتعرف توقيت حصص كل اساتذة الثانوية الاساسية والاحطياطية

اطلعت انا بجلنار وقلتلها:
"شكرا عالمعلومة، ما رح اضطر انطر عالفاضي..."

فرط الكل ضحك وقالتلي نوال:
"يا محتالة، كرمال هيك كل مرة بتتركي شمسيتك بالبيت، عشان يوصلك هو..."

فنجرت عيوني من الصدمة، هالعالم كيف بتحلل الامور هيك!...

ايمن:
"شفتي نوال، البنت قاتلة حالها على استاذ لفيزيك وانت مفكرتيها متيمة فيني، منيح انو كذبت عليها اني بحبها حتى قبلت تعترف والا كنت ضليتك اخذة فكرة غلط عنها عن عطول...

قرصتو بخدو وقالتلو:
"انت ديما ذكي بس فعلا كانو كتير صعبين هول اليومين..."
انا معاش سمعت كلامها بعد كلامو، اعترافو بمشاعرو كان مجرد كذب، اطلعت فيه معصبة:

"قصدك انك كذبت علي بس لتأكد لنوال اني ما بحبك؟..."

" للصراحة... مش بالضبط، انا بنفسي كنت بشك انك بتحبيني... "

"ولو طلعت بحبك عنجد وقبلت ارتبط فيك شو كنت عملت..."

وطى راسو بحرج وقال بصوت بالكاد مسموع:
"كنت رح انتقم منك لانك صديقة شريرة وما بتراعي مشاعر صديقتك الانتيم، كنت ضليت معك فترة لخلي نوال تغار ولما ترجعلي بنسى امرك كأن ما حبينا بعضنا ابدا..."

نوال فنجرت عيونها وفتحت تمها متل المهابيل رجعت فقعتو بقس عكتفو بينما هو حك كتفو مطرح البقس وهو عم يطلع فيها وعم يقلها:
"شو بك، انا قلت لو طلعت بتحبني بس هي اصلا ما بتحبني يعني كل شي محلول..."

نوال: "يعني هيك بتجازي الي بيحبك وانت ما بتبادلو المشاعر؟..."

ايمن: "نوال!... بعدنا متصالحين، ما تخلينا نتخانق مرة تانية..."

عصبت منو وطلعت من المدرسة وهو لحقها بالشمسية، عادت جلنار. قالتلي: "باي" وراحت مع رفيقتها كانت ناطريتها بعيد، بقيت انا والشتا وحدنا، فرحتي باني جمعت نوال مع ايمن ورجعنا انا واياها اصدقاء ما اكتملت حتى سمعت كلام ايمن، كان وقح البرية عندو حق لما قال انو ابدا ما مبين عليه بيحبني، لا والاضرب بيكرهني كمان لان معتبرني كنت السبب بالمشكلة الي بينو وبين نوال، كلامو ضايقني كتير، حاولت ابكي لارتاح شوي بس حتى دموعي معاش ينزلو، يمكن من الصدمة بس ما عم يعرفو ينزلو، للاسف وقح البرية الغبي ما بيكون الا لما ما احتاجو، لما كتت بخاجة للشتا تخفي دنوعي مدلي شمسية، ولما دموعي ما عرفو ينزلو ترك شمسيتو بعيدة عني، اظن ما عندي حدا اشكيله اليوم، رفقاتي بالصف كلهم مكذبة عليهم، اليوم ما في حدا حدي ابدا، مشيت لبرا المدرسة وانا متناسية الشتا، رغم اني بعشق المشي تحت الشتا اليوم حسيت الشغلة مزعجة، تلجت اطرافي، وشوي بحس بعمودي الفقري رجفة سخنة سخنة وشوي بحس برجفة صقعة صقعة، وفجأة حسيت اجري معاش حامليني وصرت بدي اقعد باي مطرح بيطلع بوجي، بس مش رح اقعد ادام العالم بالشارع، شفت ادامي برية وانحرفت تجاهها، وصلت حد اول شجرة وسندت عليها وفجاة لقيت صارت الدنيا سودا حولي ورحت مغمية تحت الشجرة...



__________________
شكرا دودي عهدية العيد ميلاد الحلوة




هديتي لاني انشط روائية