عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 11-05-2017, 11:22 PM
 
عنوان الفصل:وداعاً سيوؤل

حين طرد كانامي كل من هيكاري و هيناتا من غرفته و بينما كان مازالاً يتسألان عن تلك الرسالة صادف إن يلتقيا بصديقة هيكاري يوي في الطريق و هم يسيرون في خارج مهجع السكن

نظرت إلى هيكاري شبه متفاجئه من تصادفهما"هيكاري !"

سدد هيكاري نظراتها إليها ببرود متظاهرة بأتقان بأن أمرها لم يعد يهمها و سألتها بنره فضه بعض الشيء"ماذا هناك؟اذا كنتِ تردين الاعتذار فأنا لن أقبل بذلك"

كانت صديقتها تشعر بذنب عميق يأنب ضميرها بقسوة كلما رأتها لأن ذلك يؤدي إلى تذكرها يوم أقترافها لغلطتها التي لاتغتفر , سألت بوجه تعتليه تعابير الندم"أذن مالذي يجب علي فعلة لأجعلكُ تصفحين عني؟"

"أما زلتِ تملكين بعض الأمل بعد ما شوهتِ سمعتي؟! أغربي عني !"

"أنا أعرف أنني مخطئة و لا أنكر ذلك لكنني أشعر بالندم أيضا"

"ذلك الألم الذي يراودني لا يمكن لكلمات الأسف أن تشفية , أتعلمين كم أعاني الأن بسببكِ؟بصراحة لم أعد أستطيع أن أثق بكِ"

أنزلت رأسها إلى الأسفل بوجه عابس"أنا حقاً أسفة"

شعرت هيكاري في هذه اللحظه بأسى إلى ما إلت إليه حالهما و أحست بالعجز حيال القيام بفعل شيء حيال علاقتهن المدمره
أسفت لها في نفسها كثيراً لكونها لا تقوى على مسامحتها بسهوله, ما فعلته لم يكن بالشيء الهين بالنسبة لها فقد جعلتها منبوذة و عرضه للتنمر لكن يجب عليها أن تكون متماسكة! و قوية في مثل هذا الموقف !

"لنذهب يا أخي"

"حسناً"

تركت هيكاري صديقتها خلفها ببرود متصنع لها و كأنها تتجاهل أعتذارها
توجهت برفقة أخيها هيناتا إلى حديقه المدرسة شاردة الذهن بتعمق في التفكيرها بالموقف الذي حدث منذ برهه بينها و بين صديقتها لدرجة أن صوت هيناتا الذي يناديها بأسمها لم يصل لمسامع أذنها إلا بعد تسللت يده لتلامس كتفها

"أسفة لقد كنت شاردة"

"هل تفكرين بما حدث منذ قليل؟لقد حان وقت ذهابكِ للعمل"

قالت بأبتسامة متقنة التصنع إليه و هي تحمل كتلة ثقيلة من الحزن المرير فوق كاهلها"أوة ! حقاً؟! أذن يجب علي الذهاب"

"أنتبهي لنفسكِ"

"لا تقلق علي , سأعود مبكراً اليوم لذلك سيكون لدينا فرصة للعب جوله أخرى"

قال لها بأبتسامة مرحة"سأكون بأنتظاركِ"

"لا تنسى أن تعتني بميكو أيضا"

"بالتأكيد"

أخرج هي جين هاتفه من جيب بنطاله ليضغط على زر فتح الشاشة و يتفقد هاتفة , أصبح يستطيع التحكم فيه كما يرغب مما جعلة يتفاجئ بوضوع يعتلي تعابيره و أتسعت عيناه بخفه غير مستوعب لعودته بالقدره على التحكم به , دخل صفحتة على الويبو و رأى بيانات معلوماتة و صورتة الشخصية قد عادا إلى ما كانو عليه , و المنشورات المسيئة قد حذفت بالكامل
كتب منشورة أعتذارة بصدق و أخلاص لعله يريح نفسه من كراهيه الناس له و يخفف عليه شعور الأسف أتجاههم

"أعذروني على تلك المنشورات المسيئه و الجارحه , أعلم بأنني فضيع للغاية لأنني لم أشارككم سري الكبير من قبل و لم أكن صريحاً معكم منذ البدايه , أسف حقاً لتخييب ظنكم و ثقتكم بي لكن صفحتي كانت قد أخترقت من قبل هكراً ما و الأن قد عادت كما هي لأخبركم بمدى اسفي لما سببت لكم من جروح عميقة في قلوبكم"

وصل إلى الشركة ليتوجه نحو غرفه سكنه و دخل إليها , خلع معطفه و رماة بأهمال فوق السرير ليجلس فوقه حالاً , أخذ يدخن سيجارتة بكل أرياحية ثم أتصل على والدته لتجيبة بعد مضي ثوان قليله

هي جين"مرحباً أمي لقد أتصلت عليكِ لأخبركِ بأمر ما"

والدته بنبرة قلق"أين ذهبت تلك الليلة دون الأستماع إلي؟!"

عاوده شعور الأستياء الذي راوده في الأمس منذ أخر حديث جرئ بينهما ليقول بنبره يتخلخلها بعضاً من شعور الندم"أسف , كنت غاضباً حينها لأنني شعرت بأنكِ قد تخليتِ عن دعمي"

أجابته مبررة كلامها ذلك اليوم بتفاهم و أهتمام له "ليس الأمر هكذا , أنا أدعمك دائما لكن والدك لا يستمع إلي و هذا ما يجعلني بأسه"
"على أيه حال لقد توقفت عن نشاطاتي حالياً و قررت الذهاب للدراسة في الخارج"
أتسعت عيناة والدته على أشد وسعهما بتفاجئ و غير أستيعاب مما سمعتة يخرج من فاهة"مالذي قلتة؟!"

هي جين"كما سمعتِ"

"لما حدث كل ذلك فجاءة؟!"

"لقد تشاجرت اليوم أيضا و جعلت المدير يغضب علي , كما أن سمعتي الأن قد أنحدرت ولا أعلم أذا كان معجبيني سيكون راضيين عن أعتذاري لذلك سأختفي عن الأنظار لأكمال دراستي في اليابان"

"متى سوف تغادر؟"

"الساعة 8:00 صباحاَ"

"حسناً , سوف أكون حريصة على المجيئ من أجل توديعك"

"سأكون في أنتظارك , إلى اللقاء"

"إلى اللقاء"

أغلق الخط , أستلقى ليمدد كلتا ذراعيه و يستعيد شيئاً من ذكرياته في اليابان تحديداً في أوساكا

حين كان عائلته تسكن في منزل أبيض بسيط و متواضع للغاية في ذلك الحي الصغير الهادئ و حبات الثلج الباردة تحتضن الأرض لتملئ المدينه باللون الأبيض بالكامل و من جميع أنحاء الجهات

كانت والدته تتأكد جيداً من أنة يرتدي ملابس دافه أثناء وقوفه أمام باب المنزل الأسود قبل خروجه للمدرسه و أنة يحمل معة مظلته الزرقاء لتقيه من حبات الثلج المتساقطة في الخارج
تساعده في أرتداء وشاحة الأحمر الذي يلتف حول رقبته بعنايه للتأكد من أنة لن يصاب بالبرد
تأخذ مظلته لتفتحها له ثم تعيدها إليه ليخرج بها في طريقة المغطئ بالثلوج البيضاء

كان فتاً مسالماً و هادئاً للغاية وقتها بعكس على ما يبدو عليه الأن , ملامح عيناة العسلية حادة كما هي لم تتغير , أبيض البشرة كالثلج , شعره شديد السواد كظلمة الليل الحالكة

وصل إلى مدرسته بعد نص ساعه من السير وحده , المكان في الخارج و الداخل مفعم بالحياة و أصوات ضجيج حديث الطلاب إلى بعضهم , و حركات أقدامهم

دخل إلى ذلك المبنى الضخم في حين أن بعض الطلاب ما زالو يأتون للدخول
توجه إلى صفة للدخول ليفتح الباب و دخل إليه بهدوء و هو يجزم بأن هنالك شيئاً سيء سيحدث كعادة كل يوم

غرفه الصف صغيرة نوافذها الزجاجية واسعه تطل على الساحة الخارجية للمدرسه , المقاعد رتبت إلى ثلاث صفوف منظمة و مرتبه للغاية , ساعة دائرية معلقة على الجدار تحتها سبورة بيضاء كبيرة

سدد نظراته الحادة بحذر يخالطه القلق إلى أولئك الطالبان الذين يقفون أمام مقاعد الصفوف اليمنى بجانب النافذة الواسعه يتحدثون في بينهم أحاديث الفتيان بهدوء , هو يشك حتماً الأن بأنهم يخططون لشيء ما يجهل حقيقه ما قد يكون فهو يعلم جيداً كم هم شياطين مجنده على الأرض وجهت أتجاهه

حين سماعهم لصوت صرير فتح الباب , سلطو أعينهم نحوة بأبتسامة ماكرة و خبيثه ينعكس خلفها رغبه ملحه في التنمر عليه بسبب نظرات الحادة التي تبدو عليه , و كأنه مستعد للخوض شجار معهم , والتي لا تعكس شيئاً من حقيقة شخصيتة في هذا الوقت

نظر إليه ذلك الطالب الذي يبدو عليه بأن يتشارك معه نفس عمر السابعه بنظرات أستخفاف ليسأله مستهزاءً به و مستصغراً له"مرحباً أيها القزم , هل كان اللعب برفقتنا ممتعاً في الأمس؟"

نظر الطالب الأخر إليه بنفس النظرات و سأله بأبتسامة شيطانية ماكرة"هل تريد أن نكمل ذلك اليوم أيضاً؟على أية حال أنت تستمع بذلك إليس كذلك؟"

كانت كلماتهم تبث خوف يزعزع بما بداخله لدرجه أن الرعشة قد سرت في أنحاء جسدة مما زادة حذراً أكثر عن السابق
عقد حاجبيه بغضب متصنع محاولاً أزاحة شعور خوفة في لحظة أرتباك و التصرف كشخص قوي"لا , أبداً!"

سمع صوت فتاة ذو نبره مستقره تقف خلفة, ملامحها الهادئه لا تتوافق مع شخصياته بأي صله و شعرها أحمر قصير يصل إلى أسفل كتفيها , و عيناها الكحيله بنيه اللون
"أبتعد أنت تعيق طريقي"

أبتعد عنها بتوتر تملكة للحظة و قال بنبرة شبه خائف"أسف !"

مضت لتجلس على مقعدها الذي يقع في وسط صفوف المقاعد الوسطى بهدوء لتضع حقيبتها

الحمراء فوق الطاوله و تجلس على مقعدها
أقترب أولئك الطالبان نحو هي جين ليرخو كلتا ذراعيهما الصغيرة فوق كتفة الصغير و هما مازالا مصران بكل ما يملكان من خباثة و مكر على التنمر عليه بسبب تلك النظرات الحاده التي تجذبهم لأذيته , وأفتعال المشاكل مع فتاً ضعيف مثله

أبتسم ذلك الطالب بمكر لهي جين ليقرب وجه إليه في حين هو قد أبعد وجهه عنه بتضايق منه"تعال معنا أيها القزم , نحن بحاجه للتحدث قليلاً"

نظر الطالب الأخر لهي جين بأبتسامة ماكرة"فلنستمتع باللعب معاً"

هي جين بنبرة خوف متزعزعه"لا أريد !"

اصديقهما الطالب الأخر مستهزءً ببرود وهو ينظر إلي هي جين بأبتسامته الماكره"لا تكن خائفاً هكذا ! , سوف نلهو معك قليلاً فقط !"

كان بقيه من طلاب الصف الواقفين لا يجرئون على التدخل بسبب أنهم لا يمتلكون الشجاعة الكافية على التورط معه أو عدم القدره على مواجهتهم و ينظرون إلى ما يجري بينهم و بينه بخوف يكتسح تفكيرهم من ما قد يفتعلون من أفعال شنيعة لهي جين المسكين الذب أصبح فرجه للجميع

سئمت تلك الفتاة من ضعف موقف هي جين و عدم مقدرتة على الدفاع عن نفسة سريعاُ في حين مشاهدتها له باستياء فنهضت من مقعدها إليهما بخطوات عجلة
تدخلت فيما يجري بينه و بين أولئك الطلاب بكل جرائة و شجاعة دون أبدء أي ذرة خوف منهما , هي تجزم بثقة تامه بمقدراتها على مواجهتم و الأنتصار عليهم مما يجعلها لا تهاب شيئاً أمامهم

سألت بنبرة حازمة"لقد قال أنة لا يرغب بالعب معكما ! إلا تستطعين تفهم ذلك بكل بساطة؟!"

سدد إليها الطالب نظراته بغضب و سألها بأستخفاف مستهزينناً بها و مستصغراً لها كأنها لا شيء أمامه"و ما دخلكِ أنت؟!"

تبسمت بموجة ثقة هائلة تحيط بها في حين قد سددت نظراتها إليه بتحدي و هي على أهبة الأستعداد لمواجهته"لما لا تأخذنني بدل عنه؟سأكون أكثر متعة بالنسبة لكما بدلاُ من هذا الفتى الممل"

الطالب الأخر و هو ينظر إليها بأنزعج من تدخلها"أعذرينا و لكننا لسنا مهتمين باللعب مع الفتيات لذلك لا تتدخلي"

هي جين بنبرة خوف يخالطها القلق"لا تفعلي ! هولاء الأثنان فضيعاًن جداً !!"

"لكنني أفضع منهما , هم بحاجة لتجربتي فقط"

أستفزتهم كلماتها ليبعدو ذراعهما الصغيرة بغضب عن كتف هي جين و مضو إليها برغبة عميقة في التنمر عليها , وتلقينها درساً لا تنساه طال ما حييت

سدد الطالب نظراتة إليها بتحد"حسناً , ما رأيك بأنك نجربكِ هنا؟"

"أنا لا أمانع في أي زمان و مكان"

سدد ذلك الطالب ضربة موجعة نحو بطنها لكنها أستاطعت مراوغته بسهولة وبراعة لتمسك بمعصم يده ثم لوت ذراعة لخلف ظهرة مما جعلة يتضرع الألم بمرارة لاذعه

صرخ بأعلى صوتة بحده متألماً"توقفِ ! هذا مؤلم !!"

"عدني بأنك لن تأذي هذا الفتى الضعيف مجدداً !"

حمل ذلك الطالب الأخر أقرب كرسي طاولة على جانبه بسرعة ليرفعها نحو الأعلى , مضي إليهما و كاد أن يرمية عليها لولا أنها أفلتت ذلك الفتى و أستدارت بجسدها بسرعه لترفع قدمها بحركه خاطفه , دفعته الطالب الأخر بقوة من بطنة, سقط على الأرض متألماً , و الكرسي بجانبه قد سقط مرتطماً على الأرض ليرتفع صوته سقوطه من يديه
صراخ بعض الفتيات في الصف بصوت عال الحده خائفات بسبب هذا لحضورهم هذا الشجار الحاد واقفات من أمام مقاعدهن و البعض الأخرى أبتلع خوفه بصمت ليكتفي بالمشاهده مفجوعات كذلك هو الوضع الفتيان أيضا

صرخ بغضب بالغ الحدة"مالذي تفعلينة أيتها الحمقاء؟!!"

أردفت بنبرة حادة الغضب"عداني بأنكما لن تقوما بأذيتة !"

الطالب وهو مايزال يعتصر إلماً من لوي الفتاة المستمر لذراعة":حسناً !! حسناً !! أعدكِ ! أفلتيني !"

أفلتت معصم يده و تركته ليبتعد عنها بسرعة بخوف يخالطة الغضب من قوتها و نظرت إلى الطالب الأخر الذي ما زال مكانة على الأرض بنظرات غضب مخيفة تكتسح وجهها"أنت أيضا عدني بأنك لن تؤذية !"

أستقام ذلك الطالب بغضب يجرة للنهوض بسرعة بالغة و ركض نحوها محاولاً ستديد لكمة قوية إلى وجهها لكنها تفادتة بكل سهولة و رفعت قدمها بكل رشاقة لتدفعة من معدتة و سقط جالساً على الأرض مرة أخرى و يديه قد ثبتت نحو الخلف

قالت بنبرة حازمة و عينيها تفيض بغضب جامح"عدني !"

سألها بغضب معانداً"و من أنتِ لأعدكِ بشيء ما؟!"

"أنا الفتاة التي ستتولى تأديبكما أن تسببتم بأذية الضعفاء !"

رد عليها بغضب ساخط"تباً لكِ !! , لا تتفاخري بنفسكِ لأنك قوية فقط !"

سألتة بنبرة أستهزائية"ولما لا؟!هل لديك مشكلة مع ذلك؟!"

"تباَ لكِ !! , أغربي عن وجهي !!"

كان هي جين يحدق إليها متصلباً مكانة و غارق بتعمقة بعينان مدهوشتان و مذهولتان تماماً من مقدرتها على مواجهتم بكل شجاعة دون أبدء أي خوف منهما و بمدى مقدرتها الفذه في في القتال
تركت ذلك الفتى الذي لم تجد أدنى رجاء من محاولتها في أن جعله يعدها , مضت إليه و قالت له بأبتسامة لطيفه أرتسمت بين محياها بعثت أطمئنان غريباً في نفسه"لنذهب"

بالعودة إلى هيكاري بعد أن أنتهت من عملها في المقهى قررت الذهاب إلى محل قرطاسيات قريب من الشارع الذي تسير فية لتشتري دفتر لها و تدون يومياتها فيه كما يفعل كانامي
توجهت إلى قسم الدفاتر و رأت العديد منها بمختلف الألوان و الأحجام
ألتقتطت ذلك الدفتر الوردي ذو الحجم الكبير من بين الدفاتر الأخرى لتذهب لمكان المحاسبة و تدفع ثمنة ثم خرجت لتعود إلى سكن المدرسة

في مثل هذا الوقت بالنسبة لكانامي كان يواجة صراعاً قاسياً مع إلمه وحده في غرفته المظلمة بينما يتقلب يمينا و يساراً مستلقياً على سريرة , و العرق بتصبب من جبينة بغزارة , يلتقط أنفاسه بصعوبة في حين نبضات قلبة تنبض بشكل غير منتظم , ذلك الألم يكاد يفتك بصدرة و يجهز على حياتة كالسم ينتشر في أرجاء قلبة , يريد شخصاً ما بجانبه في مثل هذا الوقت الصعب لكنة لا يريد أيضا أن يقلق أحد بشأنة , يتضرع و يتأوة مراراً و تكراراً بمرارة ليستمرر بالتقلب , يود لو سيتطيع أيقاف هذا الألم المقيت الذي يدهس قلبه لكنة يضيق به و يعذبة بمراره أكثر فأكثر , يستنجد بيأس في داخله بصوت مكبوت رغم علمه بأنة لن يأتي أحد لتفحصه

"أرجوكم ! شخص ما يأتي ليبقى بجانبي ! لا يهم من يكون ! أرجوكم ! أنا لا أستطيع تحمل ذلك أكثر !!"

رفع رأسه من على الوسادة لينهض بصعوبة و الأرهاق يكاد ينال من جسدة الضعيف , مد يديه لتلتصق بالجدار و أخذ يسير بخطوات بطيئه رويداً فرويداً بعد قاصداً الوصول إلى الباب حتى وصل و كاد أنه أن ينال منه التعب ساقطاً لو لا أنة أمسك بالمقبض ليفتح الباب بيد خائرة , و خرج بخطوات مترنحة متجهاً إلى حديقة المدرسه
أرخى رأسه على مرفقه فوق أحدى المقاعد العامة و هو جالس أرضاً هناك ليلتقط أنفاسة المتقطعة بصعوبة , أخرج هاتفة من جيب بنطاله و أتصل على ايانو
في هذة الأثناء كانت قد أنتهت من أستحمامها للتو في الحمام المتصل بغرفه سكنها الصغيرة لتخرج مرتدية ملابس بنفسجية دافئه و مريحه في حين تجفيفها لشعرها الأحمر المبلل بمنشفة بيضاء صغيرة
نظرت لشريكتها في السكن المدعوه ميكب و التي كانت تجلس مستلقية لتصفح مجلات عارضي الأزياء على سريرها الذي يشابة سرير ايانو , غطائة أبيض و لحافة أيضا كذلك بنفس اللون
ايانو"ميكي, لقد أنتهيت تستطيعن الذهاب للأستحمام الأن"
"حسناً , لكن إلن تجيبي على هاتفكِ؟لقد أخذ وقتاً منذ رنينة"

مضت ايانو لتلتقطة من فوق وسادة سريرها ثم تسألت في تعجب"من الذي يتصل بي في مثل هذه الساعة؟!

نظرت إلى الشاشة لتجد أن كانامي هو المتصل فهمت خارجة من الغرفه و أغلقت الباب لتجيبه بأسلوب فض و بكل برود

"لما تتصل علي؟ أنت تعلم بأنة لا شأن لي بك بعد الأن"

أجابها بين صوت أنفاسة المنهكة:

"إيانو "صمت للحظة يلتقط أنفاسة بصعوبة ثم أكمل"ربما ذلك المرض بدء يعود مجدداً"

"ماذا؟! و هل أنا طبيبك لتتصل علي؟! ربما أخطأت العنوان !"

"هل سأستطيع العيش لفترة أطول معه؟!"

صرخت بأعلى صوتها بنبرة قلق يخالطة الغضب:

"مالذي تقولة؟! أذا كان قد عاد فقط أذهب إلى المشفى ! لما تتصل علي فجاءة بعد أن أنفصلنا؟! أنا لا علاقة لي بما يحدث معك بعد الأن !"

"هل ستكونين راضية لو مت هنا الأن؟"

"لما يجب علي أن أكون أنا من يأتي؟! أتصل بشخص أخر!"

"أنتِ الوحيدة التي تعلم بشأن مرضي , أنا لا أريد أن أقلق لأخرين بشأني لكنني خائر القوة و لا حيله لدي للوقوف أو الذهاب إلى أي مكان , ربما الموت أرحم من تحمل هذا المرض"

"حسناً , لا تمت ! , تمالك نفسك !"

"هل ستأتين؟أم ستجعلينني أموت ببطئ فحسب؟"

"أين أنت؟!"

"في حديقة المدرسة"

"حسناً ! , أنتظر لحظة !"

ركضت بأقصى سرعتها إلى مكانة بقلق يشغل بالها بالتفكير بحالته المؤسفه و هي تتسأل متذمرة بغضب:

"لما هو بارع في جري نحوة هكذا؟!و لما علي أن أقلق عليه كأن أمره يهمني؟!"

وصلت بعد مضي عشر دقائق إلى الحديقة لتراة من بعيد هناك و هو مايزال مرخياً رأسة , و مرفقة فوق المقعد بينما بقية جسدة ملقى على الأرض
أقتربت نحوة في حين هو أخذ يرفع بصرة إليها بوجه شاحب و مصفر بينما ما زال يلتقط أنفاسه بصعوبة

مضت بخطوات بطيئة حتى أصبحت أمامه و سألته بغضب يخالطة القلق:

"لما لا تذهب لزيارة المشفى؟!! هل تريد الموت؟!!"

أجابها بنبرة مرهقه"لقد قلت لكِ من قبل , لا حيلة لدي للوقوف"

أخرجت هاتفها من جيب بنطالها بسرعة لتفتحة و تضغط زر فتح الشاشة

"حسناً ! , سأتصل بهم أنتظر قليلاً !"

"لا تفعلي , أن فعلتِ ذلك و أتت سيارة المشفى سيكشف أمري"

سألتة بنبرة غضب يخالطها القلق"أذن مالذي يجب علي أن أفعل لأجلك؟!"

نهض بصعوبة من على الأرض ليخطو إليها مترنحاً في حين هي تخطو إلى الوراء و هددته بأرتباك , و خوف يخالطة التوتر

"لا تقترب ! , أذا أقتربت أكثر قد أركلك ! هل فهمت؟!"

خارت قدرتة على التحمل و أغمضت كلتا عيناة ليسقط على الأرض مغشياً عليه لكنها سرعان ما أقبلت إليه بخوف لتمسك به بكلتا ذراعيها , كان ثقيلاً عليها مما جعلها تنخفض لتضعة على الأرض و رفعت رأسه بيدها
فتح عيناة ببطئ ليحدق إليها بتعب يلغب جسدة الضعيف"شكراً لقدومكِ , أنا ممتن جداً"

إيانو بقلق شديد يخالطة الأنفعال"أخبرني بماذا تشعر؟!!"

"أشعر بأن نفسي يضيق و صدري يؤلمني"

"حسناً لقد فهمت ! , فلتذهب لغرفتك لأخذ قسط من الراحة !"

أمسكت بمعصم يدة لترفع ذراعة حول عنقها و تساعدة ببطئ على النهوض , أخذت تسير بتهمل على هذة الحال حتى أوصلتة إلى غرفته و دخلت إليها في هذة اللحظة بدء تنفسة يعود طبيعياً و أستقرت نبضات قلبة بهدوء لكنة مازال خائر القوة, فتحت ضوء الغرفه لتدخل برفقتة ثم مضت لتساعدة في الأستلقاء على السرير و بعد أن أنتهت قالت له بأهتمام خشية أن يكون مرضة قد

عاد مجدداً"خذ قسطاً كبيراً من الراحة و لا تقم بفعل أي مجهود أتفقنا؟!"

"حسناً حسناً , على أية حال لما تتصرفين كطبيبة الأن؟!"

أجابتة بشيء من الغضب بنبرة تحذيرية"هذة خدمة أنسانية , لا تجرئ على التفكير بشيء أخر"

أرتسمت أبتسامة ساخرة بين شفتيه رغم التعب الذي يهلكة"حقا؟! أرى ذلك"
أرتفع صوتها علية بغضب حاد"مالذي تريد أكثر من ذلك؟!!"
كانامي"لا شيء , أغلقي الأنوار و غادري"

"حسناً , لك ذلك"

أغلقت الأنوار و بينما هي تهم للخروج أخبرها كانامي بكل برود و ببساطة"بالمناسبة يجب عليكِ كتابة عذر لمجيئكِ لغرفتي"

ألتفت إلية و أرتفع صوتها بأنفعال بالغ يخالطة الصدمة"مــــــــــــاذا؟!!"

"كما تعلمين قانون هذة المدرسة لا يسمح للفتيات بزيارة غرف سكن الفتيان و كذلك الأمر بالنسبة للفتيات لكنكِ أقبلتِ إلي بكل شجاعة و دون أدنى تفكير بما يخص القوانين"
"لكنني سمعت بأن هنالك فتاة تسكن مع أخاها في نفس غرف السكن هنا"

"ذلك لأنني ترجيت والدي ليبقيا معاً , تلك الفتاة تمر بظروف صعبة لا يسعكِ تخمينها"
"حسناً ! , لقد فهمت سوف أفكر بعذر مقنع !"

خرجت ليفكر قليلاً بحالها , كيف تشعر بعد أن تركتة؟أحقاً لا بأس بذلك؟ إليست نادمة على قرارها المؤلم هذا؟أم أنها وجدت من ينسيها أياة ببساطة؟
أخذ يفكر بكل ذلك حتى غفت عيناة دون وعي منه بتعب

في غرفة سكن هيكاري التي تتشاركها مع أخاها هيناتا ، كانت تجلس على مقعد أسود أمام مكتب أبيض صغير لتسترجع ذكريات ما حدث معها اليوم و تدونها بقلم خشبي في مذكراتها حتى وصلت بتذكرها إلى صديقتها فتوقفت ليعبس وجهها بحزن يضيق بقلبها الرقيق و تشق تلك الدموع الحارقة طريقها نحو عينيها
أرخت رأسها فوق المكتب و غطت وجهها بكلتا ذراعيها لتفرغ الألم الذي يعتصر قلبها , و فقدت رغبتها سريعاً في أكمال تدوينها لمذكرتها

تسلل صوت بكائها إلى مسامع أذني هيناتا الذي كان على وشك النوم و هو يستلقي على سريرة متلحفاً باللحاف الأبيض صوت أثنين بكائها فنهض ليتوجه نحوها بقلق ، و يتفقدها ليرى حالها
"مالخطب؟"

رفعت رأسها للنظر إليه و مسحت دموعها بأناملها لتنظر متلفته إلى هيناتا بأبتسامة متقنة التصنع و هي تصارع ألمها بحرص شديد للإ تظهر ضعفها أمامه
"أسفة ، هل أيقضتك؟"

"لا تقلقي أنا لم أنم أصلاً ، على أيه حال يا هيكاري إذا كان هنالك ما يؤلم قلبكِ فتحدثي ، أهو بسبب صديقتكِ تلك؟"

"لا شيء ، لا تهتم لي و عد لفراشك , سأخلد للنوم عندما أنتهي"

"لقد سمعت صوت بكائكِ منذ وهله لذلك لا يمكنكِ أخفاء شيء عني"

عاودت هيكاري ذرف دموعها الحارقة بضعف مستسلمة لثقل عبئ جبال الحزن التي تكاد تنهك كاهلها و لم تعد قادرة على أخفاء موجة الحزن العميقة التي تضيق بها بكائبة
"أنا عاجزة عن أكمال كتابة مذاكرتي لليوم !، لا أقوى على أكمالها !"

ألتقط هيناتها مذاكرتها من المكتب ليلقى نظرة على ما قد كتبتة "الأن فهمتكِ , أنتِ لا تستطيعين أكمال تدوينها لأن الجزء الذي بعد ذلك يودي إلى لقاء صديقتكِ إليس كذلك؟"
صاحت هيكاري تلوم نفسها بقسوة الندم المقيتة:

"أنا فضيعة جداً ! لقد كنت عمياء عندما وثقت بها و أخبرتها بكل شيء !!"

مسح هيناتا يده على رأسها برقة ليقول لها بنبرة حنونه"هون عليكِ "

" لقد تدمرت ثقتي بها !! ، نحن لم نعد صديقتان بعد الأن !!"

أحتضن رأسها إليه ليواسي حزنها بدفئ و جعلها تفرغ كل ما تملك من إلم يضيق بأفاق كاهلها عليه
"ستجدين من هي أفضل منها قريباً ، فقد أنتظري لذلك اليوم"

"لا أريد شخصاً أخر ! , أريد أن أبقى بعيدة عن الجميع !"

"أسمعيني جيداً يا هيكاري , ليس الجميع بذلك السوء و أنا لا أخبركِ بأن تسامحي صديقتكِ لكنها ليست كشخص قد تتوقف صداقاتكِ عنده حتى لو قررتِ خسارتها بنفسكِ ستجدين أفضل منها يوماً ما"

"لكننا كنا أصدقاء منذ وقت طويل جداً , كيف سأستمر بتجاهلها هكذا لوقت أطول؟"

"لديكِ أنا بجانبكِ , تستطيعين الوثوق بي و الأعتماد علي"

لم تنطق هيكاري بشيء أخر و أستمرت بأفراغ دموعها بتنحب مرير لتنهض من على المقعد مسرعه لأحضان أخيها الأمنه
بادلها الأحتضان بأسى يؤسفة إلى ما إلت إليه حالها و مسح على ظهرها بلطف , حتى هدئت و جفت دموعها

[في صباح اليوم التالي]

في منزل عائلة شين وو الصغير و البسيط تحديداً في غرفتة المطلية بلون السماء , و الأثاث الأبيض
كان يدور في غرفته يميناً و يساراً , يفكر شارداً بحيرة بالتفكير فيما قال له هي جين في الأمس أثناء شجارة معه

"لقد قررت الذهاب لمكان بعيد عن هنا لذا لن تراني مجدداً, دعني أرحل و نحن على علاقة جيدة"

أخذ يحك شعرة من الخلف بطريقه فوضويه أثناء دوارنه ثم أطلق تنهيدة صغيرة ليتوقف عن التفكير سائماً
لم يكن كبريائة العنيد يسمح لة بالأتصال عليه أو مواجهته بعد الذي حدث في الأمس رغم فضول أتجاة معنى كلماتة تلك
قلق من زيادة الوضع سوءً فقد لا يراه حقاً مرة أخرى , أصبح الفضول يمتلكة بشدة لسؤالة مما جعله يضغط على نفسة للإ يتصل عليه
أتت أخته التوائم التي تشابهه في مظهره بعض الشيء لطرق الباب مقاطعة تفكيرة و فتحته واقفة أمام العتبة"شين وو , لقد أصبح الأفطار جاهزاً"

نظر إليها في هدوء ليجلس فوق سريرة المغطئ بغطاء أبيض و لحاف أزرق"أدخلي"
دخلت لتغلق الباب خلفها و مضت نحوة سأله كأنها تعلم أن هنالك شيء ما قد حدث مسبقاً معه "مالخطب؟"

"أنا بحاجة إلى التحدث إليكِ للحظة"

مضت للجلوس بجانبه ليبدء التحدث إليها وهو يتسأل كيف و من أين يجب علية أن يبدء , دخل في الموضوع مباشرة دون أية مقدمات رغم ترددة في فتح الموضوع لها في هذة اللحظة

"أتعلمين؟لقد قال لي صديقي كلمات غريبة في الأمس "

"ماهي؟"

"شيء مثل أنة لن يراني مرة أخرى"

يون هي بنبرة شك"هل قمت بفعل أمر طائش كالعادة؟"

شين وو بتردد بسيط في مصارحتها"حسناً لقد تشاجرنا و فقد وعيه بعدها ثم أخذتة إلى المشفى , و لا أعلم ما قد حل به بعدها , أشعر بأنه لا يحق لي رؤيته مرة أخرى بعد كل ما جرى بيننا"

يون هي بكل بساطه و كأن الأمر بتلك السهوله بالنسبة للشين وو"أذهب لرؤيته , يجب عليك الأعتذار على الأقل عما فعلته له إليس كذلك؟"

شين وو بأنزعاج قد بدا يضايقة من التفكير المتواصل"لا أريد !"

"لا تكن جباناً بعد كل الذي قمت بفعله"

شين وو بنبرة تذمر مكابراً"لما يجب علي أن أكون أنا الجبان؟! لقد فصلت من المدرسة بسببة هو الجبان لأنة هرب متخلياً عني !"

"توقف عند إلقاء اللوم عليه , أنت لن تراة مجدداًً إليس كذلك؟ لا بد بأنه نادم على ذلك بشدة أذهب و واجه قبل فوات الأوان"

شين وو"لا يهم !"

نصحته لأجل إلا يشعر بالندم لاحقاً على قرار عدم التحدث إليه"هل تعلم؟بعاندك هذا قد تندم لاحقاً"

أستلقى شين وو على سريرة و قد سئم من ضغط التفكير على نفسه , أخذ يلكم وسادته بقبضة يديه لعلة يخفف من ضغط الشعور الذي يراودة
"لما لا أستطيع أزاحتة من بالي على أية حال؟أ!! أنة مزعج حقاً !!"

"لا يوجد لديك خيار أخرى ، أتصل به"

رفع رأسة بضجر مستسلماً لرغبتة في الأتصال عليه"حسناً ! , لقد فهمت ! غادري !"

نهضت قائلة "حسناً , سوف أنتظرك على مائدة الأفطار"

[في مثل هذا الوقت]

كان هي جين جالساً على أحدى المقاعد العامة في داخل مبنى المطار الواسع المزدحم بالناس
يستمع إلى أغنية هادئه عبر سماعتة البيضاء من هاتفة و يرتدي نظارة سوداء
سمع صوت رنين هاتفة داخل جيبه فأخرجة ليرى من هو المتصل و كان شين وو فأجابه باستغراب"مالخطب؟لما أتصلت علي فجاءة هكذا؟لقد ظننت بأنك لن ترغب برؤيه وجهي مره أخرى"

سأله شين وو مباشرة دون أيه مقدمات"أخبرني , مالذي تعنيه بكلامك في الأمس عندما قلت بأنك لن تراني مرة أخرى؟"

"سأسافر لليابان من أجل الدراسه , أنها سنة واحدة فقط"كمل مازحاً معة بمزاج جيد للغاية"لذا أن كنت قلق بشأن عدم رؤيتي فذلك لن يدوم طويلاً , فقط لا تقم بالبكاء كالأطفال , حسناً؟!"

شين وو بنبرة غضب مكابراً"لست قلقلاً أبداً أيها الأحمق !"

كذب هي جين مازحاً ليرى ردة فعله لو أن وقت مغادرتة فعلاً قد حان الأن و لم يحضى بفرصه من أجل توديعة"أوة !, أنة وقت الرحيل ! , سأغلق الخط الأن !"

شين وو بنبرة قلق يخالطها قليل من الغضب"أنتظر! لحظة ! إلا يجب علي أن أتي من أجل توديعك؟!"

أرتسمت أبتسامة واسعة بين شفاه هي جين للرؤيه ردة فعل شين القلق و أخبرة بكل برود مستمتعاً برؤيه ردة فعله"أتسأل بخصوص ذلك؟إليس هذا القرار عائد إليك؟ على أيه حالاً كانت مزحة صغيرة لأرى ردة فعلك عندما قد لا يسعفك الوقت لتوديعي"

شين وو و قد بلغ غضبه أقصى حدود ذروته"تباً لك ! أني قادم لركل مؤخرتك !!"

"حقا؟!سأكون بنتظارك"

"أنا لا أمزح !"

أغلق هي جين الخط و بعد مرور ساعة كاملة من الأنتظار , أتى والديه إليه من أجل توديعة , كان قد رائهما يبحثان عنة بين أزداحام الناس فأستقام ليقبل إليهم بخطوات شبه عجله من أجل توديعهم قبل مغادرته

نظر إلى والدته بأبتسامة لطيفه أرتسمت على محياة ليودعها قبل مغادرتة"أمي , أبي هل أتيتما من أجل توديعي؟"

والدته بشبة أبتسامة"أجل"

"أنا لم أتخلى عن حلمي بعد , أنها سنة واحدة فقط حتى أعود مجدداً"

طغى العبوس على ملامح والدته بحزن و هي تنظر إلى أبتسامتة الأخير إليها رغم أعتيادها على بعدة عنها
هذة المشاعر الأموميه كانت غريبة بالنسبة لها , تفكر الأن لو أنه أفضل لو كانت ردة فعلها عاديه لأجله لكن ربما هي أيضا أسفة لسمعتة التي قد دمرت و تلاشت أدراج الرياح
أخذ الألم يعتصرها بأسى و يخنقها بصمت , لم تعرف بماذا ترد عليه و ما هي الكلمات المناسبة لقول وداعاً بصيغة صحيحة

همت لأحتضانة بدفئ و هي تذرف دموعها الحارقة لتفرغ حزنها الذي يثقل كاهلها لمغادرته"أعتني بنفسك جيداً , لا تتدخل بمشاكل الأخرين و أبتعد عن أصدقاء السوء , أحصل على أصدقاء جيدين و أهتم بدراستك جيداً هل فهمت؟"

أتسعت عيناة بخفه و بشيؤ من التفاجئ لأحتضان والدته إليه ليهتز كيانه , تشتت نفسة ليتبعثر ذهنه لبرهه بينما هو يسمع صوتها الباكي القريب من مسامع أذنيه
سألها بصدمة عميقة و كأن لسانة قد أصبح ثقيلاً على النطق"أمي..هل تبكين؟!"
لم تجب على سؤالة فقد كانت محرجة جداً من بكائها أمامة في هذا المكان الذي يعج بالناس
تسللت يديه ببطئ إلى خلف ظهرها لبيدالها الأحتضان بتوتر شديد يخالطة القلق , حار في كيفية التصرف بالطريقة المناسبة لتهدئتها"حسناً ! , سأنفذ ما تريدين لذلك لا تقلقي ! , توقفِ عن البكاء !"

أرتفع صوت والدته الباكي عليه بغضب ساخط"أيها الغبي !! لما لجئت لأن تكون رئيس عصابة؟!! هاه؟!!"

عبس وجه بحزن لجعلها تقلق عليه حد البكاء أمامه بمرارة و أخذ ضميرة يأنبه بعمق ليزم شفتية بأسى
دموع والدته الخانقه كانت شيئاً ثمنياً و غالياً جداً على قلبة كالكنز الذي لا يريد فتحة أبداً حتى لنفسة , صوتها الغاضب و بكائها يعاتبانة بقسوة و يتردد في أذنة , لم يرضى أبداً بالحزن لها مما جعله يمقت نفسة حتى الموت في هذة اللحظة !

"أسف ! , أنا حقاً أسف !!"

"ماذا يفيد أسفك بعد ما حدث؟!"

أفلت هي جين والدته عنه ببطئ لينظر إليها بعينان يكتسحهما حزن عميق"هل علي أن أركع أم أسجد؟
مسحت والدته دموعها بذراعها بسرعة لتقول له و هي ما تزال غاضبة منه بطريقة فضة"ليس عليك فعل ذلك !! "أخرجت من حقيبتها البنية الكبيرة دفتر مذكرات أصفر صغير و مدت يدها لتعطيه لهي جين"خذ هذا دفتر مذكرات أخاك سيونغ بين لقد كان أخر ممتلكاتة التي أستطعنا الحفاظ عليها بعد ما عرضت جميعها للبيع"

أخذ الدفتر منها بهدوء لينظر إلى غلافه لبرهه ثم رفع بصرة إليها بأبتسامة هادئة"حسناً , سوف أعتني به جيداً"

تقدم والده إليه و سأله بشك يخالطة التعجب من قرارة , ما كان يتوقع منة أبداً تغيير رايه فجاءة هكذا

"من الغريب أن توافق على السفر فجاءة , لا تقم بفعل أشياء لا معنى لها و ركز على دراستك جيداً"

أخفض هي جين نظرة إلى الأسفل و قال متصنعاً الأدب أتجاه والدة ببرائه متقنة للغاية"حسناً , لقد فهمت"

بعد الأنتهاء من توديعه بعشر دقائق أعلن المطار عن حلول موعد رحلته توجهه
كان شين وو في هذة اللحظة قد أتى مسبقاً و أختبئ خلف أحدى الأعمدة القريبة من موقعة ليختلس النظر إلى هي جين من مسافة بعيدة بتردد يعيقه للتقدم نحوة
يخفي وجه عبر تلك القلسنوة الكحلية المتكونة كجزء من سترته الطويلة و التي تغطي بعض الشيء من ملامحة

أنه أمامة لكن كبريائة الغبي يخبرة إلا يظهر نفسه له لكن يجب عليه أن يجر نفسة لتوديعه ! هو لا يعلم متى يسكتب لقائهما مرة أخرى ! عض شفاهة بقليل من الغضب و هو يضغط على قبضه يده مشدداً

رمى كبريائة بعيداً في اللحظة يراه فيها يقبل بعيداً عنه أكثر فأكثر بعداً ليهم راكضاً إليه بقلق من إلا يراه مرة أخرى
بات قريباً منه ليرفع يده بسرعة و أمسك بكتفة من الخلف"أنتظر!"

أستدار هي جين بوجهه للنظر إليه بشيء من التفاجئ و سأله بأبتسامة خفيفة يخالطها شيء من الحزن "أذن فقد أتيت؟"

أزاح شين وو نظرة عنه لثانية بتردد ثم أعادة إليه بعينان متسعتان قليلاً بقلق"أجل , هل ستغادرالأن؟"

"أجل , لقد أعلن موعد الرحله الأن لذالك يجب أن أغادر الأن"

هم شين وو لأحتضانة بقوة وأسف شديد نابع من أعماق ضميرة الذي يأنبه بشدة في هذة اللحظة"هي جين ! أنا أسف !"

هي جين و هو يشعر بأنه على وشك الأختناق من شدة قوة أحتضان شين وو له"مالذي تفعله؟!هذا مؤلم !!"

"أسف على ما جرىء بيننا في الأمس !"

"حسناً !, خفف من معانقتك سوف أختنق !, لقد سامحتك !"

خفف شين وو أحتضانه و أكمل بندم "أشعر بالأسف ! , لقد كنت أفكر بك طول الوقت ! , لم أستطع أزاحتك من بالي لذلك أتيت لرؤيتك قبل أن ترحل ! , هل تعلم ذلك؟! مزعجاً حقاً ! و لكن يجب علي أن أعتذر !"

"هكذا الأمر أذن"بادله الأحتضان برفق و أكمل مربتاً على ظهرة بلطف"لقد سامحتك , توقف

عن الشعور بالذنب , هل فهمت؟"

ذرف شين وو دموعه بألم نهش قلبة بضعف حزناً على فراق هي جين"هل عليك الرحيل حقاً؟"

هي جين بنبرة مواسية"لا تبكي ! أنها سنة واحدة فقط !"

"ذلك لا يواسيني أبداً !"

"سأعود قريباً , فقط أنتظرني , أتفقنا؟"

"لا تنسى بأن ترسلني"

"حسناً , أعدك ! توقف عن البكاء"

ترك شين وو هي جين و أخذ يغطي وجهه بقلسنوته بينما لا زال الألم يعتصر قلبة بقسوة الفراق"لا تنظر إلي فقط أذهب"

أرتسمت أبتسامة خفيفة بين شفاهه هي جين"حسناً سأذهب , إلى اللقاء"

جر هي جين حقيبتة خلفة ماضياً ليترك شين وو وحدة ويتوجة نحو الطائرة

[في داخل الطائرة]

جلس هي جين على مقعدة بالقرب من النافذة الصغيرة يترقب لحظة أنطلاق الطائرة في حين قرائته لدفتر تدوينات سيونغ بين بتركيز و أهتمام
كان مكتوب في بدايتها بخط يده:

"أنها بداية حياة جديدة , قررت أن أدون ما يحدث معي أبتدء من هذة اللحظة حتى الجئ إلى هذه التدوينات حين تتوسع شهرتي حول العالم و أصبح شخصاً مشهوراً و ألحظ كيف سأتغير"

[المذكرة الأولى]

"في العطلة الصيفية عندما كنت قد ذاهباً لحفلة ميلاد صديقي في منزله , صادف أن ألتقي بشخص أمام متجر صغير للملابس و أعطاني بطاقة دعوة لحضور تجربة أداء في شركة فنية معروفة عالمياً, أخبرته بأنني لا أمتلك تلك المواهب التي تأهلني للخضوع لهذه التجربة لكنة أخبرني بأنه لا بأس بالمحاولة و أستمريت بالرفض , كان مصراً و يلح على قدومي كأنه عثر كنز ذهبي , عندما سألته لما أختارني أنا بالذات؟أجاب لأنني أمتلك مظهراً حسناً لكن ذلك لم يكن سبباً مقعناً بالنسبة لي , وافقت لأجل أسكاته فحسب بسبب أصرارة المزعج , شكرني و قد كان يبدو سعيداً جداً على موافقتي ثم أعطاني موعداً لقدومي للشركة

عندما ذهبت لحفلة عيد ميلاد صديقي و هنئتة بمناسبه ذلك أخبرته بما حدث معي بخصوص ذلك الرجل , كان يبدو متفاجئاً و مذهول عند سماعة أنني حصلت على بطاقة حضور تجربة أداء , أخبرني بأنها فرصة رائعة لكن كيف سأقبل بالتجربه و أنا لا أمتلك الموهبة؟قررت ترك التفكير بالموضوع لوقت أخر للأستمتاع بالوقت برفقة أصدقائي الذين حضرو حتى وقت متأخر و عندما عدت للمنزل لم أستطع النوم بسبب قلقي بالتفكير نحو تجرب الأداء , فجاءة دون أن أعي أصبحت أخذ أمره بجديه فقررت البحث عن فيديوهات تعليمية للرقص وتدريبات على الغناء لتطبيقها حتى أنهكت و نمت على الأرض دون أن أشعر بذلك"

أنتهى هي جين من قراءة الصفحه الأولى من المذكرة ليغلقها , بدء أمر أخيه يثير أهتمامه نوعا مما جعلة يخرج هاتفة من جيبه ليبحث عن أسمه في محرك البحث لكن الموظفة الشابه التي كانت تتفقد الركاب واحداً تلوى الأخر قد أخبرته بأن يغلق هاتفة أستعداداً لأقلاع الطائرة مما جعله يغلقه بضجر

أنتهى الفصل.

1-مين البنت الي في ذكريات هي جين؟

2-كانامي أيش مرضة؟

3- أيش رايكم بشخصية إيانو؟ و هل طلعت مثل ما كنتم متوقعين؟

أنتهت الأسأله.

دمتم بود.
رد مع اقتباس