عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 11-13-2017, 03:14 AM
 


[img3] http://up.arabseyes.com/uploads2013/25_02_16145640853601861.gif[/img3]

فريال

-

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الخيمة من نسيج العناكب

عندما قرأت عنوان خاطرتك ابتسمت

ربما لأني أدركت معناه

أم لأني أحب النظرة الفلسفية للأشياء

ولاأحب أي شيء سطحي

اذا كانت الخيمة من نسيج العنكبوت

وهي السكن والملجأ

فلا بد من أن تكون وهنة

ومع أقل هبة ريح

ستتمزق وتصبح لا شيء

ونصك النثري

تطرق لهذا الموضوع

بطريقة فلسفية وتساؤلية



لأجل ماذا نخاطر بالمخاطر ؟.. وإلى متى نبدي السمات تواضعاً ثم نحصد ثمار الحنظل !.. الأسماع قد اكتفت من تراشق الألسن .. والثوابت هي الثوابت لا تغادر الأعراف .. الشمس هي الشمس .. والقمر هو القمر .. ولو اجتمع أولي القوة في تبديل موجبات الأقدار لعجزوا عن ذلك ..


نعم لا شك أن الثوابت هي الثوابت ولا نستطيع تغيير الشمس ولا القمر

ولكن إن عشنا على نظريتك

ولم نحاول زعما منا أن لا شيء سيتغير

لم نكن لنتطور

ونصل لما نحن عليه الأن

لربما كنا نسكن الخيم الأن

أو ربما كنا نسكن الكهوف

لا بد من المجازفة لتغيير الأشياء

لابد من المحاولة

أديسون قام بالمحاولة مئة مرة

ولم يستسلم ليصنع المصباح الكهربائي


والتاريخ لا يعرف ترميم عثرات الماضي .. ولكنه يكتفي فقط بالإشارة للحيثيات التي جرت ذات يوم .. فلماذا التمثيل والتظاهر بغير الحقائق ؟.. ومن الخطل تلك الشكاوي عن المعطيات التي يفرضها الواقع .. مجرد تحايل كألوان الحرباء التي تخدع الأبصار .. والمحصلة أن كل من يخاطر بالخواطر والمخاطر يمتطي فرس المزاعم .. مزاعم زيد لا تبدل الأحوال .. ومزاعم عمرو لا تفيد غير الجدال .. وتلك العناكب تنسج خيوط الأوهام وتظن أنها تبني أعظم القصور فوق وجه الأرض .



لماذا سيرمم التاريخ عثرات الماضي

الماضي هو كجرذ المختبر

نتعلم منه لكي لا نكرر الأخطاء نفسها

الماضي يشير لأمجادنا كذلك خيباتنا

لا أعلم لماذا تكره المحاولة والمخاطر

وتشبهها بخيوط العنكبوت

وبألوان الحرباء

وفرس المزاعم

هل الفعل الصائب عندك

هو الجلوس والإنتظار دون فعل أي شيء

لأنه لا نستطيع تغيير الثوابت

وهل رأيت أحدا يفكر في تغيير الثوابت

لا أعلم



فنعت القاتل أصبح نعتاً يشرف القاتل ولا يعيبه .. كما أن تعت السارق أصبح نعتاً يشرف السارق ولا يعيب .. ونعت الفاشل أصبح يشرف الفاشل ولا يعيب .. أما نعوت الشرف والأمانة والكفاءة فقد أصبحت نعوت الضعف والعجز في المقدرات .. فالإنسان في هذا العصر شريف وأمين لأنه عاجز وضعيف .. وأنه مخلص وطائع لأنه أحمق وبليد !.. فهو ذلك الكائن العاجز الذي لا يواكب المجريات والأحداث بالقدر الذي يفيد ويستفيد .. والماهر في عرف هذا الزمن هو من يرتاد أسواق الفساد .. وهو ذلك المتسلق لجدار النفاق .


أواليس هذا عصر العجب والمتناقضات

أصبحت كل الأشياء تسير على عكسها

لم يعد للناجح من نجاح

والفاشل فقط من يجني الثمار

الماهر هو من يتماشى مع موضة

هذه الأيام

كون خائنا... حقيرا

فاجرا... متخاذلا

وستصبح كالأيقونة يتبعك الكل

ويتفاخرونك بمجاراتك



نص نثري رائع

تعمه التساؤلات

ونظرة فلسفية سوداوية أحيانا

غير ذلك فهو ثحفة نثرية

من التناغم والتجانس



كن بخير
__________________


شكرا لكِ يُونا . على الطقم الأكثر من رائع

التعديل الأخير تم بواسطة FREEAL ; 11-13-2017 الساعة 07:31 PM
رد مع اقتباس