عرض مشاركة واحدة
  #37  
قديم 11-19-2017, 08:55 AM
 




فتحت عيوني وانا عم اطلع حولي مستغربة، لقيت حالي بمكان غريب، اول مرة بشوف حالي فيه، بس قدرت اتأكد انو عيادة، مستوصف او مستشفى، شي من هالنوع، من ريحة الالكول القوية قدرت اتأكد من هالشي، بغض النظر اني لقيت بإيدي معلق مصل (مغذي) جيت بدي قوم حسيت حالي عم دوخ فرجعت لمكاني وقعدت اتفرج عالحيطان لكان اجا حدا او لكنت حسيت حالي مرتاحة اكتر، شوي وبيفوت وقح البرية لعندي: "اخيرا فقتي؟... صرلي ساعة بدي ارجع عالبيت ومش قادر اتركك وحدك ولا بعرف رقم بيتكم ولا شي حتى يجي حدا ياخدك..."

اطلعت فيه مستغربة وسألت:
"شو عم تساوي انت هون؟ بالاحرى ليش انا هون؟..."

- عم تسأليني انا؟
اسألي حالك شو كاينة عم تساوي بالبرية والدنيا عم تشتي؟ غير هيك، امتى اخر مرة اكلتي اليوم؟..."

رمشت بعيوني عدة مرات، مش ذاكرة للصراحة اني رحت على البرية، ومش ذاكرة من الاساس شو صار اليوم او شو تاريخ اليوم، حاسة حالي مضيعة وعقلي مش قارد يركز بشي، غمضت عيوني وانا عم حاول اتجاهل كلامو لان مش قادرة ركز معو على كل حال، قرب لعندي وحط ايدو عجبيني وقال:
"نزلت حرارتك شوي... قادرة توقفي؟..."

هزيت راسي يمين شمال، قلي: "عطيني تلفون بيتكم حتى يجي حدا ياخدك..."

فكرت شوي وعطيتو الرقم وانا عم حاول اتذكرو واتصل مباشرة، وبعد انتظار شوي رد عليه حدا، حكا معهم رجع قطع الخط وتطلع فيني معصب:
"اريج!... هيدا مش رقم بيتك..."

اطلعت فيه مستغربة وقلتلو:
"مبلى هيدا هو..."

- لا مش هو... جاوبني واحد مدري مين هو وقلي مش سامع باسمك بحياتو

تأففت بازعاج وقلت:
"كتير منيح، خلينا هون لكن..."

- خلينا هون!... عندي وقت كتير لضيعو معك!...
حاولي تتذكري الرقم منيح لاقدر اتصل

- يا عمي قلتلك هو نفسو الرقم، هيدا ابن عمي المزعج ديما بيحب يثقل دم عالتلفون، ومن حظي الحلو اني ما رجعت عالبيت بعد لاني مش حابة التقي فيه، ان شاء الله يكون راح لكنت رجعت عالبيت...

اطلع فيني نظرة قاتلة وقلي:
- انتو كلكم بالعيلة فيكم نفس الخشة؟...

لو عندي شوية طاقة اضافية كنت قمت وضربتو بس للاسف بالكاد قادرة احكي، بعد فترة اجت الممرضة وشافتلي المصل كان صاير بأخرو، شالتو وقالتلي انو صار فينا نروح، قمت انا وشكلي تحسنت شوي، قلي:

- خليكي قاعدة لكان اجا حدا من اهلك لياخدك، اتصلت فيهم وهالمرة رد علي ولد صغير طيوب عيط لامك بدل صاحب الدم الثقيل هيداك ضيعلي دولارات عالفاضي

تضحكت عليه رجعت قلتلو:
- هيدا الصبي الي عم تقول عنو مهضوم هو نفسو الي ضيع كتابي الفيزيك وعطيتني قصاص بسببو ونفسو الي نزعلك الشمسية

تطلع فيني بالمقلوب وقلي:
"حتى المهضوم عندكم بالعيلة دمو تقيل"

عبست بوجو معصبة رجعت بعد تفكير شوي سألتو:
"بعد ما خبرتني، ليش انا هون؟... "

- قلتلك، لقيتك نايمة بالبرية، مدري شو كاين خاطر ببالك، وشكلك مش اكلة شي من الصبح، السكري عندك منخفض عالاخر، منيح ما متي، بعدان عندك التهاب بالرئة، لانك غبية وكل مرة بتطلعي بلا شمسية، خليني شوفك بعد شي مرة ماشية بلا شمسية لاقتلك، لو اني ما لقيتك هونيك مين كان رح ينتبهلك؟ كنتي ضليتك هونيك لبكرا ومتي من البرد

سكتت شوي ورجعت قلتلو:
"وانت شو خطر ببالك تروح عالبرية بيوم شتت فيه؟ "

رد علي بمسخرة:
- ولا شي، كنت حابب وسخ بوطي وما لقيت طريقة افضل من الروحة عالبرية

اطلعت فيه معصبة فقلي بانزعاج:
"طلعت من البيت لدخن وكالعادة رحت عالبرية ولقيتك هونيك وروحتي علي السيجارة الي كانت بعدها جديدة..."

اطلعت فيه نظرة هبلة وقلتلو:
"وليش ما بتدخن بالبيت؟ "

رفع ايداه باستسلام وقلي:
"هيك حبت اختي تحط القواعد ببيتها، التدخين هونيك ممنوع..."

- ليش انت عايش ببيت اختك؟

- ايه، في اي اعتراض؟

- لا اكيد، بس مستغربة، ليش مش ببيت اهلك؟

- لان المدرسة اقرب لبيت اختي

- اها اوك...
وخطيبتك السابقة عايشة حد بيت اختك

اطلع فيني نظرة لئيمة رجع قلي:
"بتمنى منك ما تجيبي سيرتها، كأنك ما عرفتي بوجودها... "

رجع يطلع بشعري وقال بمسخرة:
"مش ناوية ترجعي للون شعرك الاصلي؟ او حبيتي انتقم منها فيكي لبقيتي عاللون..."

اجا عبالي اضربو، بس اكتفيت باني ابعد وجي معصبة وهو ضل ساكت لحد ما فات ابن عمي من باب العيادة وسلم علي وقعد يطمن، تطلع فيه الوقح نظرة تفحص من فوق لتحت وشرد فيه شوي رجع فل قبل ما لحق عرفو عليه، على كل حال شو بدو بهالمعرفة، انا ومش عارفة كيف اهرب منو، المهم بعد ما اطمن علي توجه لعند الحساب وقالتلو السكريتيرة ان الحساب مدفوع، برم لعندي وقلي:
"مين هو هالشهم الي كاين معك؟..."

- قصدك هالمزعج؟... امشي خلينا نرجع عالبيت، قرفت من وجودي هون...

نزلنا من هونيك لنطلع بالسيارة، قبل ما اطلع شفت الوقح ساند عحيط البناية وقاعد يدخن، هالزلمة عندو ادمان تدخين

شافني ابن عمي عم اطلع فيه سألني:
"هيدا هو الشهم؟..."

- قصدك المزعج؟... اي هيدا هو...

حمل حالو وراح لعندو وسلم عليه، وفجأة بلاقيهم عم يهيصو وعبطو بعضهم وانا انصدمت، شو عم يصير معهم هول التنين؟ قربت لعندهم وفهمت منهم انهم بيعرفو بعضهم من زمان قبل ما يسافر جواد، لما قربت لعندو عبطني ابن عمي وقلي:
"بتعرف مين هاي؟ هاي بنت عمي الي كنت ضلي احكيلك عنها انها بتشبه حسناء..."

فجاة تركني وهو عم يحكي معو مصدوم:
"يا زلمي!... سمعت انكن تركتو بعض ليش؟...

هون انا واياه سكتنا وما عرفت كيف بدي اتصرف من تقل دم ابن عمي، لبطو باجرو وعيطت عليه:
"انت مش سايف الدنيا عواصف انا كلني ماي؟.... قوم رجعني عالبيت قبل ما تسوء حالتي اكتر..."

- ابن عمي:
ما حدا جبرك تطلعي بلا شمسية

- انت ما خصك امشي معي

سحبتو عالسيارة والقيت على الوقح نظرة اخيرة سريعة لشوفو منزل راسو شارد معصب، طلعت عالسيارة وطلبت منو يدور المكييف مباشرة لاني كنت صرت متلجة، عمل متل ما قلتلو بينما انا عم اتفرج على هيئة الوقح عم تختفي ورا زجاج السيارة الي صار كلو ضباب بفعل اختلاف الحرارة، برملنا ضهرو ومشي بينما دور ابن عمي السيارة ومشي وراه، قلو:
"بدك توصيلة؟..."

تطلع فيه رجع اطلع فيني وقلو
" انسى البيت مش بعيد"

- اطلع، لو فشخة بوصلك

طلع الوقح بدون جدال، شكلو بيعرف ابن عمي منيح وبيعرف عنادو لما يركب شي براسو لازم يصير، وصلناه وكان اغلب الحديث لابن عمي، يسأل والتاني يرد وانا بس اتسمع، لحد ما وصلناه، اطلع فيني ابن عمي وقلي:
"منين بتعرفيه؟..."

- استاذ الفيزيك

- مش اكتر من استاذ؟

- وانت شو شايف؟

- والله ما بعرف، على كل حال تذكري منيح انك محجوزة لخيي

- شو محجوزة هاي يعني؟ شو كاينة تذكرة سفر لانحجز بلا موافقة

- خيي حجزك من زمان وابي وابوك موافقين، ما في الا موافقتك ناقصة، مش ضروري تعملي مشاكل عائلية

- هاي حياتي وهيدا مستقبلي

- اصطفلي، انا بس حبيت ذكرك احلى ما تروحي تحبي من هون وهونيك بالاخر تتزوجي غصب عنك

- ما حدا رح يقدر يجبرني على شي ما بدي اياه

سكتنا بالطريق ووصلنا عالببيت وركضت امي لعندي فزعاني:
"شو صرلك اريج؟... ليش كنتي بالمستشفى؟..."

الصراحة فضلت ما خبرها لان رح تبلش بمحاضرة الشمسية ومحاضرة الاكل قبل الطلعة من البيت، وانا الي فيني كافيني، قلتلها:
"ماما بدي اطلع غيير تيابي قبل ما موت من البرد..."

هزت برأسها وقالتلي:
"يلا بسرعة، بدي اسمع كل شي لما تخلصي..."

- اوك ماما

هال اوك كانت بس لتتركني بحالي، هلاء بغيير تيابي وبضل بالاوضا عالتلفون وشوي وبتنسى...

عملت متل ما خططت وقعدت على التخت اتحدث مع نوال ليمرق الوقت لكان راح ابن عمي متل ما بعمل عادة لما يكون هون، بس للاسف هالمرة كانت مختلفة، فاتت امي عالغرفة مصدومة وعم تحكي بعجل وتأنيب:

"أريج!... شو ها الي سمعتو من لؤي؟!...
كنت مع أستاذ الفيزيك مرة تانية!؟...
عاساس مجرد استاذ؟ انت بتعرفي لو بييك عرف بيشيلك من المدرسة وبيحبسك بالبيت..."

فتحت تمي مصدومة من كلامها، هيدا ابن عمي هالمرة زودها، اطلعت فيه مصدومة، وهو معصب ساند كتفو عحفة الباب ويطلع فيني بشماتة، قلبت نظرتي لمعصبة رجعت اطلعت بامي وانا عم طمنها انو هيدا عنجد مجرد استاذ مش اكتر، واصرت علي انو مش هيك بتكون العلاقة بين الأساتذة والتلاميذ، لان بكل الأوقات عم نكون مع بعضنا، وكمل لؤي هجومو لما قال:

"خليني اعرف انكم عم تطلعو سوا مرة تانية لخبر عمي وخليك معاش تدعسي برا البيت بحياتك، بيكفي متحملينك غصب عننا..."

رجعت فتحت تمي مصدومة من كلامو، كأني كتير مبسوطة بارتباطي فيهم، قمت عن التخت وانا عم بهدلو وطلعتو لبرا وسكرت الباب، سمعني شوي كلام بيسم البدن وطلع من بيتنا

سندت عالباب وغطيت وجي بيديي وقعدت ابكي، اجت امي لعندي، مسحت عراسي وقعدت تواسيني وتحاول تقنعني ان هالشي لمصلحتي، وانا ساكتة مش حابة جادلها لان عارفة ما رح تقنع ولا رح تسمع مني، وكل الي طلع بيدي اني ابكي لفضفض الي بقلبي، على الاكل هيك باخذ شوي من عطفها بمواساتها الي...


قالتلي:
قومي نامي هلاء والصباح رباح، وحاولي تبعدي عن هالاستاذ لان شكلو لؤي حاطت حطاتو ومش رح يمرقلك اياها عخير لو شافك معو مرة تانية...

مدري شو بعمل لاقنعهم انو علاقتي مع هالاستاذ عنجد مجرد علاقة تلميذ واستاذ، لا والاكتر بكرهو كمان، بس مدري ليش الكل مفكر العكس...

هلاء خليني روح نام ومتل ما قالت امي الصباح رباح...


[/QUOT]
__________________
شكرا دودي عهدية العيد ميلاد الحلوة




هديتي لاني انشط روائية