عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 11-19-2017, 09:30 PM
 


كانت ذاهبة في طريقها للمخرج وضبطتها إحدى موظفات الشركة لتعرقلها
بحملٍ ورقيّ ثقيل يخصها فاضطرت أن تعود من حيث جاءت و بين يديّها
كومة من الكتب التي تحتاج للترجمة في أسرع وقت ، فكرت أن تضعها
على مكتبها وترحل بسرعة قبل أن يعبث بأنفها ذاك العطر الباريسي المميز
الذي يفعل الاعاجيب بداخلها ، و قد فعل وانتهى ـ فعلمت أنه أتٍ ، توترت
أعصابها وهتفت في سرها : من أي اتجاهٍ هو قادم ؟ ، تلفّتت يمنة ويسرة كأنها
لصٍ قبض عليه في وضعٍ حرج وكادت أن تقلد طريقة الكلب عندما يتتبع الأثر
عن طريق حاسة شمه ، ليس لتبحث عن سيد الاضطراب الحالي بل لتفرّ منه
دون أن تقبض ! ، إلا أنه استقر عند باب مدخل ما يقابلها بينما فشلت هي في
رؤيته تماماً لأنها أخطأت تحديد مكانه بينما هتف باسمها مُزمجراً كأسد
جائع :" جوانا ! " و انتفض تالياً جسدها لنبرته التي أعلمتها بوضح باستيائه ،
ترقبته بنظراتٍ مُتوجسة تنتظر حركته التالية فقال:" إلى مكتبي .. "
وقبع ينتظرها حتى لا يدع لها مجالا لتهرب ، شتمت نفسها وسارت أمامه
مُرغمة حتى وصلت لغايته وما إن أغلق الباب حتى قال :" طلبت منكِ أن
تتعاوني معي لا أن تفري بعيداً عن الشركة ! " صرخت به غاضبة :" نتعاون ؟! "
ثم أفلتت قهقة ساخرة مُتهكمة منها وواصلت :" سيد لوغان لا أحسبك جاداً في قرارك
ولكن في حال كُنت ، اقترح عليك أن تبحث عن غيري ! " رد عليها
بهدوء وبثقة مُفرطة :" ولكنكِ تناسبين الدور "
" عُذراً لا أجيد التمثيل ، ابحث عن ثانية " واستدارت نحو الباب
فقال مُحذراً :" لا تدعيني أتخذ موقفاً ! "
" إن كنت تُلمح لطردي ، فلتفعل إذن ! " وخرجت .


رد مع اقتباس