عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 12-19-2017, 02:50 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

[/ALIGN]
[ALIGN=center]
الرجل الجديد وخليج الخنازير وأزمة الصواريخ :

[justify][/justify][justify][/justify][justify][/justify][justify][/justify][justify][/justify][justify][/justify][justify][/justify][justify][/justify][justify][/justify][justify]
حصل غيفارا بعدها على وظيفة إضافية وهي منصب رئيس البنك الوطني والتي وضعت تشي في ذروة قوته إضافة ً إلى كونه وزير الصناعة وجعلته القيصر "الافتراضي" للاقتصاد الكوبي. كان أول أهدافة هو أن يرى تنويع في اقتصاد كوبا فضلاً عن القضاء على الحوافز المادية لصالح الدوافع الأخلاقية, كان ينظر إلى الرأسمالية بوصفها مسابقة "بين الذئاب" حيث "لا يسع المرء إلا بالفوز على حساب الآخرين" وبالتالي المطلوب أن نرى إنشاء "الرجل والمرأة الجديدين". شدد غيفارا باستمرار على أن الاقتصاد الاشتراكي في حد ذاته لا "يستحق كل هذا الجهد والتضحية ومخاطر الحرب والدمار" إذا انتهى بتشجيع "الجشع والطموح الفردي على حساب الروح الجماعية. وهكذا أصبح الهدف الرئيسي لغيفارا هو إصلاح "الوعي الفردي" والقيم على تقديم أفضل العمال والمواطنين. في رأيه كان على "الرجل الجديد" لكوبا أن يكون قادراً على التغلب على الأنانية وحب الذات الذين كان يكرههم بشكل شديد لأنهم سمه من سمات الأفراد في المجتمعات الرأسمالية. قال غيفارا ما يلي في وصف هذا الأسلوب الجديد من التنمية:

هناك فرق عظيم ما بين تنمية المشاريع الحرة وبين التنمية الثورية في إحداهما تتركز الثروة في أيدي محظوظين قليلين أصدقاء الحكومة، وأفضل تجار السيارات والدراجات النارية وفي الآخر تتركز الثروة في تراث الشعب.

من معتقدات غيفارا أن هناك جزء لا يتجزأ من مواصلة تعزيز الشعور "بالوحدة الوطنية بين الفرد والجماعة" وهو العمل التطوعي. لعرض هذا قام غيفارا بالقيادة وتقديم المثل، وهذا عن طريق العمل "إلى ما لا نهاية في وظيفته في الوزارة في مجال البناء وحتى قطع قصب السكر" في أيام عطلته. كان معروفاً بالعمل 36 ساعة متواصله داعياً لاجتماعات بعد منتصف الليل وتناول الطعام بشكل عارض. وكان هذا السلوك يليق بغيفارا في طريقته الجديدة للتحفيز المعنوى حيث أن كل عامل كان المطلوب منه الآن تلبية حصة وإنتاج عدد معين من السلع ومع ذلك تم إلغاء الزيادات في الأجور وذلك بتقديم بديل وهو نظام يسمح للعمال عند تجاوز حصتهم الحصول على شهادة ثناء في حين أن العمال الذين فشلوا في الوفاء بحصصهم يتم تخفيض أجورهم. دافع غيفارا عن فلسفته الشخصية والدافع ورائها قائلا :

هذا لا يعني كم يستطيع أحدهم أن يأكل ولا يعني كم مرة يذهب إلى الشاطئ في السنة أو كم قطعة من الحلي يستطيع أحدهم أن يشتري من خارج البلاد بمصروفه الحالي ما يهم فعلاً هو أن يشعر الفرد أكثر اكتمالاً مع ثراء داخلي أكبر ومسؤولية أكبر.

بغض النظر عن مزايا أو عيوب المبادئ الاقتصادية لغيفارا وبرامجه الذي انتهى قريباً بالفشل. برنامج غيفارا " للحوافز المعنوية" للعمال تسبب بانخفاض سريع في الإنتاجية وارتفاع سريع في التغيب عن العمل. في 17 نيسان 1961 دربت الولايات المتحدة 1.400 من المنفيين الكوبيين لغزو الجزيرة في حادثة غزو خليج الخنازير, لم يلعب غيفارا بنفسه دوراً أساسياً في القتال لأن قبل يوم من الغزو قامت سفينة حربية تنقل قوات مشاة البحرية مزورة بالغزو قبالة الساحل الغربي لبينار دل ريو، وتم توجيه القوات بقيادة غيفارا إلى تلك المنطقة. ومع ذلك يعطي المؤرخون غيفارا الفضل حيث كان مديراً تنفيذياً للقوات المسلحة الكوبيه في ذلك الوقت ومن حقة حصة من هذا النصر. شرح الكاتب تاد شولك الفوز الكوبي الذي يسند بعض الفضل لغيفارا قائلا : إن الثوريين فازوا لأن تشي غيفارا بصفته رئيساً للإدارة القوات المسلحة الثورية والمسؤول عن برنامج تدريب الميليشيات قاموا بإعداد جيد جداً ل200.000 من الرجال والنساء للحرب. كما أصيب غيفارا خلال هذا الانتشار من مرور رصاصة بخده من مسدسه عندما سقط من الحافظة وانطلقت الطلقة بطريق الخطأ.



في أغسطس 1961 على هامش المؤتمر الاقتصادي لمنظمة الدول الأمريكية في بونتا دل استي في أوروغواي، أرسل تشي غيفارا مذكرة "امتنان" للرئيس الاميركي جون كينيدي عن طريق ريتشارد غودوين - وهو سكيرتير شاب في البيت الأبيض - نصها كما يلي : شكراً لما حدث في (خليج الخنازير) قبيل هذا الغزو كان الثوار غير واثقين من انفسهم والآن هم أقوى من أي وقت مضى. قام وزير الخزانة دوغلاس ديلون بعرض رداً من الولايات المتحدة للتحالف من أجل التقدم التصديق عليه من قبل الجلسة وهاجم غيفارا بعدوانية مطالبة الولايات المتحدة بكونها ديمقراطية مشيراً إلى أن مثل هذا النظام لا يتوافق مع ما يحدث من الطغمة المالية والتمييز ضد السود والاعتداء من قبل جماعة كو كلوكس كلان. استمر غيفارا متحدثاً ضد الاضطهاد أنه في رأيه قاد علماء مثل اوبنهايمر لعزلهم من وظائفهم، انهى غيفارا تصريحاته بتلميح ساخراً من أن الولايات المتحدة ليست مهتمة باقامة إصلاحات حقيقية الخبراء الأمريكيين لا يتحدثون أبدا عن الإصلاح الزراعي ويفضلون مواضيع آمنة مثل تحسين امدادات المياه, باختصار يبدو أنها تستعد لثورة المراحيض.

كان غيفارا مهندس عملياً للعلاقات الكوبية السوفيتية، ثم لعب دوراً رئيسياً في جلب الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية إلى كوبا من الاتحاد السوفيتي والتي أدت إلى أزمة الصواريخ الكوبية في أكتوبر 1962 وجعلت العالم على شفى الحرب النووية. خلال مقابلة مع الصحيفة الشيوعية البريطانية العمال اليومية بعد أسابيع قليلة من الأزمة كان غيفارا لا يزال غاضب بسبب الخيانة المتصورة من السوفييت وذكر انه إذا كانت الصواريخ تحت السيطرة الكوبية لكانوا قد أطلقوها على الفور. المراسل البريطاني سام راسل الذي تحدث إلى غيفارا في ذلك الوقت أشار إلى مشاعر مختلطة واصفاً اياه بأنه شخصية دافئة وأنه رجل استخبارات كبير لكن الصواريخ بالنسبة له هي كالمفرقعات, أزمة الصواريخ اقنعت غيفارا بأن اثنين من القوى العظمى في العالم - الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي - تستخدم كوبا بمثابة رهان في استراتيجياتها العالمية. بعد ذلك أصبح يندد بالسوفيات تقريباً مع كل شجب للأمريكيين.


نضالاته :

كره تشي اتكال الثورة الكوبية على الاتحاد السوفيتي، واستمر في ابتكار وسائل أخرى للحصول على التمويل وتوزيعه. ولأنه الوحيد الذي درس فعلا أعمال كارل ماركس بين قادة حرب العصابات المنتصرين في كوبا، فإنه كان يحتقر التحريفيين ومافيا الحزب الذين صعدوا على أكتاف الآخرين في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية، وفي كوبا أيضا.

كشف (آي إف ستون) كيف انهمك تشي جيفارا في نقاش علني، أثناء مؤتمر في مدينة بونتي ديل استي بأوروجواي مبكراً في 1961 (وهو المولود في الأرجنتين حيث درس الطب هناك) مع بعض شباب اليسار الجديد من نيويورك. أثناء تلك المناقشة، مر بهم اثنان من جهاز الحزب الشيوعي الأرجنتيني. لم يستطع جيفارا أن يمنع نفسه من الصياح بصوت عال، "هيي، لماذا أنتم هنا، أمن أجل أن تبدأوا الثورة المضادة؟"

مثّل تشي الكثيرين في الحركة الناشئة إرادتهم على الحركات الثورية للسكان الأصليين.

وبالفعل فإن الثورة في كوبا، على عكس المفاهيم المعاصرة للكثيرين في الولايات المتحدة اليوم، كانت مستقلة، وفي بعض الأحيان معارضة للحزب الشيوعي الكوبي. ولقد أخذ بناء مثل هذه العلاقة -التي لم يكن من السهل صنعها- عدة سنوات فقط بعد الثورة ونجحت في أخذ سلطة الدولة وتأسيسها، دافعة إلى الاندماج بين القوى الثورية والحزب -الاندماج الذي لم يضع نهاية لمشاكل جيفارا والثورة الكوبية نفسها.




إحدى تلك المشاكل هي اعتماد كوبا المتزايد على الاتحاد السوفيتي (في بعض الأوجه يماثل الاعتماد المتزايد لبعض المنظمات الراديكالية على منح المؤسسات في صورة أموال ولوازم لولبية أخرى). قررت الحكومة أثناء احتياجها اليائس للنقد من أجل شراء لوازم شعبها الضرورية -وبعد نقاش مرير- قررت أن تضيع فرصة تنويع الزراعة في كوبا من أجل التوسع في محصولها النقدي الرئيسي، قصب السكر، الذي يتم تبادله أمام البترول السوفيتي، لتستهلك جزء من هذا البترول وتعيد بيع الباقي في السوق العالمي. وبالتدريج فقدت كوبا، بالرغم من تحذيرات تشي (والآخرين)، القدرة على إطعام شعبها نفسه -وهي المشكلة التي بلغت أبعادا مدمرة بانهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.

وهي نفس الأزمات التي أحدقت بالاتحاد السوفيتي والدول التي كان معترفا بها كدول اشتراكية عندما سعوا وراء النموذج الصناعي للتنمية وحاولوا أن يدفعوا ثمنه بالإنتاج والتنافس في السوق العالمي. كان رد فعل تشي: لا تنتج من أجل السوق العالمي. ارفض تحليلات التكلفة/المنفعة (cost/benefit) كمعيار لما ينبغي إنتاجه. آمن تشي بأن المجتمع الجديد حقيقة، وعليه أن يجعل طموحه هو ما يحلم به شعبه من أجل المستقبل، وأن يعمل على تنفيذه فورا في كل أوان ومكان. وحتى تبلغ ذلك، على الثورات الشيوعية أن ترفض معيار "الكفاءة" وعليها أن ترعى المحاولات المجتمعية المحلية حتى تخلق مجتمعا أكثر إنسانية بدلاً من ذلك.



الدبلوماسية الدولية :

سافر تشي غيفارا في كانون الأول 1964 لمدينة نيويورك على رأس الوفد الكوبي لإلقاء كلمة في الأمم المتحدة, وخلال كلمته الحماسية انتقد غيفارا عدم قدرة الأمم المتحدة لمواجهة السياسة "الوحشية ونظام الفصل العنصري" في جنوب أفريقيا وأعلن "ألا يمكن للأمم المتحدة أن تفعل شيئا لوقف هذا الأمر؟" ثم شجب جيفارا سياسة الولايات المتحدة تجاه السكان السود قائلا :

أولئك الذين يقتلون أطفالهم ويميّزون بينهم كل يوم بسبب لون بشرتهم, الذين سمحوا لقتلة السود بالبقاء أحراراً, وقاموا بحمايتهم, وإضافةً إلى ذلك عاقبوا السود لأنهم طالبوا بحقوقهم المشروعة بالعيش كرجال أحرار, من هم أولئك الذين جعلوا من أنفسهم حراساً للحرية؟

واختتم جيفارا خطابه ساخطا من خلال قراءة الفقرة الثانية لإعلان هافانا معلناً أمريكا اللاتينية عائلة من 200 مليون أخ يعانون من نفس البؤس." أعلن جيفارا أن هذه الملحمة من شأنها أن تكون مكتوبة من قبل "جماهير الهنود الجياع والفلاحون المنتزعين من الأرضي والعمال المستغلون والجماهير التقدميين". الصراع لجيفارا كان صراعا على الكتلة والأفكار والتي سوف يحملها "الذين يتم معاملتهم بسوء واستهزاء من قبل الامبريالية" التي كانت تعتبرهم في السابق "قطيع من الضعفاء وخانعيين". مع هذا القطيع أكد جيفارا الآن أن احتكار الرأسمالية اليانكية مخيف وسيتسبب "بحفر قبورهم." أضاف جيفارا أنه سيكون في خلال هذه الساعة من "الدفاع" أن تبدأ جموع "المجهول" في كتابة تاريخها الخاص "بدمها" واستعادة هذه الحقوق التي كان يُسخر منها لمدة 500 سنة. أضاف جيفارا في ملاحظاته إلى الأمم المتحدة إلى الجمعية العامة على افتراض أن هذه "الموجة من الغضب" سوف "تجتاح الأراضي في أمريكا اللاتينية" وجماهير العمال الذين "يدورون عجلة التاريخ" للمرة الأولى سيقومون "بالصحوة المفتقدة منذ فترة طويلة من وحش النوم الذي كانوا قد تعرضوا له

في وقت آخر علم غيفارا أنه تعرض لمحاولتين إغتيال فاشلتين لاغتياله من قبل المنفيين الكوبيين أثناء توقفه في مجمع الأمم المتحدة. المحاولة الأولى من مولي غونزاليس الذي حاول اختراق الحواجز لدى وصوله ومعه سكين صيد طولها سبعة بوصة، والثانية خلال خطابه من قبل غييرمو نوفو الذي كان يحمل جهاز توقيت حيث كانت هناك بازوكا سيتم إطلاقها من قارب في نهر الشرق على مقر الأمم المتحدة. بعد ذلك علق غيفارا على كلا الحادثين على أنه: من الأفضل أن أقتل على يد امرأة بسكين من أن أقتل من رجل يحمل بندقية في حين اضاف قائلاً مصاحباً موجة من دخان السيجار من فمه: ان الانفجار كان سيجعل الأمر أكثر نكهة.

بينما كان تشي غيفارا في مدينة نيويورك ظهر على شبكة سي بي اس في برنامج صنداى للأخبار برنامج واجه الأمة، والتقى مع مجموعة من الناس، منهم السناتور الاميركي يوجين مكارثي شركاء لمالكوم إكس, مالكولم إكس الذي ابدى اعجابه بجيفارا معلنا أنه أحد الرجال الأكثر ثورية في هذا البلد الآن بينما كان يقرأ بياناً له أمام حشد في قاعة أودوبون.

غادر غيفارا لباريس في 17 ديسمبر في جولة لمدة ثلاثة أشهر واشتملت على شعب جمهورية الصين الشعبية، والجمهورية العربية المتحدة (مصر)، الجزائر، غانا، غينيا، مالي، داهومي، والكونغو برازافيل وتنزانيا، مع توقف في ايرلندا ووبراغ. بينما كان غيفارا في ايرلندا قام بالاحتفال بتراث بلده الايرلندي في مناسبة عيد القديس باتريك في مدينة ليميريك. كتب إلى والده عن هذه الزيارة قائلا بخفة دم: أنا في ايرلندا الخضراء الخاصة بأسلافك عندما اكتشف التلفزيون [المحطة] جاءوا ليسألونى عن نسبى لعائلة لينش ولكن في حال كانوا لصوصا أو شيء من هذا القبيل، لم أقل لهم أشياء كثيرة.

خلال هذه الرحلة كتب رسالة إلى كارلوس كيخانو محرر في جريدة أسبوعية في أوروغواي، التي تم تسميتها آنفاً بعنوان الاشتراكية والإنسان في كوبا. ورد في مقال لجيفارا تلخيص لأفكاره عن خلق نوع جديد من الوعي وحالة جديدة للعمالة والعمل والأدوار الفردية. جيفارا أنهى مقاله معلنا أن "الثوري الحقيقي يسترشد بالشعور العظيم للحب" وطلب من جميع الثوريين "كافحوا كل يوم حتى يتحول هذا الحب تجاه البشر الذين يعيشون إلى أعمال يحتذى بها"، وبذلك نصبح "قوة محركة".

ألقى غيفارا ما أصبح خطابة الأخير في الجزائر يوم 24 فبراير 1965 الذي كان آخر ظهور علني له على المسرح الدولي في ندوة اقتصادية عن التضامن الأفرو - آسيوي. قام غيفارا بالتركيز على الواجب الأخلاقي للبلدان الاشتراكية واتهمهم بالتواطؤ الضمني مع الدول الغربية المستغله. انتقل إلى الخطوط العريضة لعدد من التدابير التي قال فيها أن دول الكتلة الشيوعية يجب أن تنفذها من أجل هزيمة الامبريالية. وقد انتقد الاتحاد السوفياتي (الداعم المالي الرئيسي لكوبا) بطريقة عامة، وعاد إلى كوبا في 14 مارس إلى حفل استقبال رسمي من قبل فيدل وراؤول كاسترو، أوزفالدو دورتيكوس وكارلوس رافائيل رودريغيز في مطار هافانا.

في عام 1965 بعد ذلك بأسبوعين قل ظهور غيفارا في الحياة العامة ومن ثم اختفى تماماً. كان مكان وجوده لغزاً كبيراً في كوبا حيث كان ينظر إليه عادة باعتباره الرجل الثاني في السلطة بعد كاسترو نفسه. اختفائه نسب بأشكال مختلفة إلى فشل خطة التصنيع حين كان وزير الصناعة، وإلى الضغوط التي كانت تمارس على كاسترو من قبل المسؤولين السوفيتيين الرافضين لسياسة غيفارا الموالية للصين الشيوعيية حول الانقسام بين الصين والاتحاد السوفيتي. كانت هناك خلافات خطيرة بين غيفارا وكاسترو في كوبا فيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية والخطة المجتمعية. بداء كاسترو يأخذ حذره من تزايد شعبية غيفارا واعتبره تهديدا محتملا.

وتزامنت وجهات نظر غيفارا مع النظريات التي اوردتها القيادة الشيوعية الصينية والتي سببت مشكلة متنامية بالنسبة لكوبا بالنسبة لاقتصاد البلاد الذي أصبح أكثر وأكثر اعتماداً على الاتحاد السوفياتي. كان غيفارا منذ الأيام الأولى للثورة الكوبية في نظر الكثيرين من المدافعين عن استراتيجية الماوي في أمريكا اللاتينية والمنشئ لخطة التصنيع السريع لكوبا التي كان يتم كثيراَ مقارنتها مع الصين بعبارة "القفزة الكبرى إلى الامام". كاسترو أصيب بالضجر من غيفارا، ويرجع ذلك إلى أن غيفارا كان يعارض الشروط السوفياتية والتوصيات التي رأى كاسترو أنها ضرورية. في حين وصفها غيفارا بأنها فاسدة شبة احتكارية. وبالرغم من ذلك كان كل من كاسترو وإرنيستو غيفارا يدعمان علنا فكرة تشكيل جبهة موحدة.

في أعقاب أزمة الصواريخ الكوبية وما رأه غيفارا على أنه خيانة من قبل الجهه السوفياتية حين قام نيكيتا خروتشوف بسحب الصواريخ من الأراضي الكوبية، أصبح غيفارا أكثر تشككاً في الاتحاد السوفياتي كما ظهر في خطابه الأخير في الجزائر انه جاء ليشاهد حال نصف الكرة الأرضية الشمالي، الذي تقوده الولايات المتحدة في الغرب والاتحاد السوفياتي في الشرق، والمستغل لنصف الكرة الأرضية الجنوبية. كان يؤيد بشدة فيتنام الشمالية الشيوعية في حرب فيتنام، وحث شعوب البلدان النامية الأخرى لحمل السلاح، وخلق "الكثير من الفيتناميين".




بعد تعرض كاسترو لضغوط دولية بشأن مصير غيفارا صرح في 16 يونيو 1965 أن الشعب سيتم تعريفة عندما يعلن غيفارا بنفسه عن رغبته في السماح لهم بمعرفة أخبار عنه. ومع ذلك انتشرت الشائعات داخل وخارج كوبا. وفي 3 أكتوبر كشف كاسترو عن رسالة غير مؤرخة منسوبة إلي غيفارا مرسله من عده أشهر: أشار فيها غيفارا من جديد إلى تضامنه الدائم مع الثورة الكوبية ولكنه أعلن عن نيته لمغادرة كوبا من أجل القتال من أجل القضايا الثورية في الخارج. إضافة إلى ذلك استقال غيفارا من جميع مناصبه في الحكومة والحزب وتخلى عن الجنسية الكوبية الفخرية. وظلت تحركات جيفارا محاطة بالسرية للسنتين المقبلتين.

[/justify]
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

يتبــــــــع



[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________


شكرا لكِ يُونا . على الطقم الأكثر من رائع
رد مع اقتباس