عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 12-19-2017, 03:01 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center][/ALIGN][ALIGN=center]

[justify][justify] [/justify][justify]

اختفاؤه

نشرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية شائعات تدعي فيها اختفاء إرنستو غيفارا في ظروف غامضة، ومقتله على يد زميله في النضال القائد الكوبي فيدل كاسترو، مما اضطر الزعيم الكوبي للكشف عن الغموض الذي اكتنف اختفائه من الجزيرة للشعب الكوبي فأدلى بخطابه الشهير الذي ورد في بعض أجزائه ما يلي:

لدي هنا رسالة كتبت بخط اليد، من الرفيق إرنستو غيفارا يقول فيها: أشعر أني أتممت ما لدي من واجبات تربطني بالثورة الكوبية على أرضها، لهذا أستودعك، وأستودع الرفاق، وأستودع شعبك الذي أصبح شعبي. أتقدم رسميا باستقالتي من قيادة الحزب، ومن منصبي كوزير، ومن رتبة القائد، ومن جنسيتي الكوبية، لم يعد يربطني شيء قانوني بكوبا.

في أكتوبر 1965 أرسل غيفارا رسالة إلى كاسترو تخلى فيها نهائيا عن مسؤولياته في قيادة الحزب، وعن منصبه كوزير، وعن رتبته كقائد، وعن وضعه ككوبي، إلا أنه أعلن عن أن هناك روابط طبيعة أخرى لا يمكن القضاء عليها بالأوراق الرسمية، كما عبر عن حبه العميق لكاسترو ولكوبا، وحنينه لأيام النضال المشترك.

أكدت هذه الرسالة إصراره على عدم العودة إلى كوبا بصفة رسمية، بل كثائر يبحث عن ملاذ آمن بين الحين والآخر. ثم أوقف مساعيه الثورية في الكونغو وأخذ الثائر فيه يبحث عن قضية عالمية أخرى. وقد قال في ذلك:

إن الثورة تتجمد وإن الثوار ينتابهم الصقيع حين يجلسون فوق الكراسي، وأنا لا أستطيع أن أعيش ودماء الثورة مجمدة داخلي.

الكونغو :

قرر غيفارا المغامرة إلى أفريقيا في عام 1965 ليقدم علمه وخبرته بوصفه خبير في حرب العصابات إلى الصراع الجاري في الكونغو. وفقا للرئيس الجزائرى أحمد بن بلة، كان غيفارا يعتقد أن أفريقيا هي الحلقة الضعيفة للإمبريالية، وبالتالي قد تنطوي على إمكانات هائلة للثورة. الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي كانت تجمعه علاقات أخوية مع تشي التي يعود تاريخها إلى عام 1959 خلال زيارة إلى مصر، كان يرى خطط غيفارا للقتال في الكونغو بأنها "غير حكيمة" وحذر من انه سيصبح مثل "طرزان" هناك وهى تجربة محكوم عليها بالفشل.على الرغم من التحذير قاد غيفارا عملية الدعم الكوبي للحركة الماركسية سيمبا التي انبثقت بعد استمرار أزمة الكونغو. وصل غيفارا ورجله الثاني في القيادة فيكتور دريكى و 12 أخرون من الحملة الكوبية إلى الكونغو في 24 أبريل 1965 ليكونوا وحدة قوامها نحو 100 من المنحدرين من أصل كوبي انضمت اليهم بعد ذلك بقليل. كما تعاون لفترة مع زعيم المتمردين لوران ديزيريه كابيلا الذي سبق له ان ساعد مؤيدي باتريس لومومبا الذي تم اغتياله من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الذي قاد حركة تمرد من قبل وكتب عليها الفشل. لقد كان غيفارا معجباً بالراحل لومومبا وأعلن ان "قتله يجب أن يكون درسا لنا جميعا." ولكن سرعان ما خاب أمله في انضباط قوات كابيلا وقال عنه "لا شيء يدفعني إلى الاعتقاد بانه هو رجل الساعة".

عمل مرتزقة جنوب أفريقيا بقيادة مايك هور بالتنسيق مع المنفيين الكوبيين ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية وكذلك جيش الكونغو الوطني لاحباط غيفارا. كانوا قادرين على رصد رسائله، وحتى استباق هجماته وقطع خطوط الامداد. على الرغم من أن غيفارا سعى إلى اخفاء وجوده في الكونغو إلا أن حكومة الولايات المتحدة كانت على علم بماكنه والأنشطة التي يقوم بها: وكالة الأمن القومي كانت تعترض جميع الاتصالات الواردة والصادرة عبر معدات على متن السفينة "يو اس ان اس الجندي خوسيه واو فالديز"، وكانت تجوب عائمة لهذا الغرض للاستماع بشكل مستمر في المحيط الهندي قبالة دار السلام.

كان هدف غيفارا هو تصدير الثورة عن طريق إيعاز القوى المحلية المعادية لموبوتو المقاتلين سيمبا عن الفكر الماركسي واستراتيجيات نظرية فوكو عن حرب العصابات. في يوميات الكونغو التي كتبها يذكر عدم الكفاءة والتعنت والصراع الداخلي بين القوات الكونغولية المحلية من ضمن الأسباب الرئيسية لفشل الثورة. ثم غادر غيفارا الكونغو من نفس العام بسبب مرضة بالزحار وكان أيضا يعاني من الربو الحاد وسبعة أشهر من خيبة الأمل والإحباط وذلك بصحبة الناجيين الكوبيين (ستة أعضاء من فرقتة كانوا قد ماتوا). كان غيفارا يفكر في إرسال الجرحى إلى كوبا، والقتال في الكونغو وحده حتى الممات، على سبيل تقديم المثل الأعلى للثوار والثورة، ولكن بعد أن حثه رفاقه وضغطوا عليه من قبل اثنين من المبعوثين التي بعث بهم كاسترو وافق في آخر لحظة على مضض أن يتراجع عن خطته. في الحديث عن الكونغو، خلص غيفارا إلى ان "العنصر البشري فشل. لا توجد إرادة للقتال، والقادة فاسدون، بإختصار لم يكن هناك شيء يمكننى القيام به.بعد أسابيع قليلة، عند كتابة مقدمة لمذكراته عن مشروع الكونغو، بدأ كتابته : "هذا هو تاريخ الفشل."

كان غيفارا مترددا بشأن العودة إلى كوبا، وذلك لأن كاسترو نشر رسالته للجمهور والتي كانت "رسالة وداع" والتي كان يجب نشرها فقط في حالة وفاته حيث قال انه قطع كل العلاقات من أجل تكريس نفسه للثورة في جميع أنحاء العالم نتيجةً لهذه الرسالة، أمضى غيفارا الأشهر الستة المقبلة في الخفاء في دار السلام وبراغ. خلال هذا الوقت أعد مذكراته عن تجربة الكونغو، وكتب مسودات لكتابين آخرين واحد عن الفلسفة والآخر عن الاقتصاد. ثم زار عدة بلدان في أوروبا الغربية لاختبار أوراق هويتة المزيفة، التي زورها في الاستخبارات الكوبية لسفره إلى اميركا الجنوبية لاحقاً. عندما كان غيفارا يستعد للذهاب إلى بوليفيا كتب رسالة إلى أطفاله الخمسة لتقرأ عند وفاته، والتي انتهت بوصيه:

وفوق كل شئ كونوا قادرين دوماً على الإحساس بالظلم الذي يتعرض له أي إنسان مهما كان حجم هذا الظلم وأياً كان مكان هذا الإنسان هذا هو أجمل ما يتصف به الثوري وداعاً إلى الأبد يا أطفالي وإن كنت لا زلت آمل أن أراكم مرة أخرى لكم جميعاً قبلة كبيرة كبيرة وحضن كبير كبير من بابا.


بوليفيا

مكان غيفارا ظل مخفيا عن العامة. ممثلو حركة استقلال موزامبيق وجبهة التحرير الموزمبيقية، ذكرت أنها التقت بغيفارا في أواخر عام 1966 أو أوائل 1967 في دار السلام فيما يتعلق بعرضه للمساعدة في مشروعاتهم الثورية والتي قوبلت بالرفض في نهاية المطاف. أعلن اللواء خوان الميدا القائم بأعمال وزير القوات المسلحة في الخطاب الذي ألقاه في عام 1967 لعيد العمال أمام حشد في هافانا أن غيفارا كان "في خدمة الثورة في مكان ما في أميركا اللاتينية". التقارير المستمرة عن أنه كان يقود الثوار في بوليفيا تبين في نهاية المطاف أنها كانت صحيحة.

بناء على طلب كاسترو تم شراء قطعة ارض من الغابات الجافة الجبلية في منطقة نائية بنانكاهوازو من قبل الشيوعيين الأصلييون في بوليفيا لتشي غيفارا حتى يستخدمها كمنطقة تدريب ومعسكر لقاعدة الثوار.

التدريب في هذا المخيم في وادي نانكاهوازو أثبت أنه أكثر خطورة من القتال بالنسبى إلى غيفارا والكوبيين الذين يرافقونه. تم انجاز القليل في سبيل بناء جيش حرب العصابات. المتحدثة السابقة للستازي هايدي تامارا بونكة بايدر، كان قد تم تعيينها وكيله رئيسية في لاباز، وأفيد أيضا أنها كانت تعمل لحساب الكي جي بي وقالت مصادر غربية عدة انها خدمت بدون قصد المصالح السوفياتية حيث دلت السلطات البوليفية على درب غيفارا.

قوة غيفارا التي بلغ عددها نحو 50 شخص التي كانت تعمل تحت اسم جيش التحرير الوطني (جيش التحرير الوطني لبوليفيا) كانت مجهزه تجهيزاً جيداً وحققت عدداً من النجاحات المبكرة ضد بوليفيا في هذه المنطقة الوعرة من كاميري الجبلية. ولكن في سبتمبر / أيلول تمكن الجيش من القضاء على اثنين من جماعات حرب العصابات في معركة عنيفة وتردد أنها قتلت واحدا من القادة.

خطة غيفارا لتأجيج ثورة في بوليفيا فشلت وعلى ما يبدو كان ذلك للأسباب التاليه :

كان يتوقع أن يتعامل فقط مع الجيش البوليفي، الذي كان سيئ التدريب والتجهيز. بدلاً من ذلك لم يكن غيفارا على علم بان الحكومة الأمريكية قد ارسلت فريقاً من وكالة المخابرات المركزية من قوات الكوماندوس الخاصة قسم النشاطات وناشطين آخرين إلى بوليفيا للمساعدة في جهود مكافحة التمرد. الجيش البوليفي تم تدريبه ونصحه، من قبل القوات الخاصة الأمريكية بما في ذلك كتيبة نظمت مؤخراً تحتوى على نخبة من رينجرز الذين تدربوا في حرب الادغال وأقامت معسكرا في لاسبيرانزا وهي مستوطنة صغيرة قريبة من مكان غيفارا وفرقته.

غيفارا كان يتوقع المساعدة والتعاون من المنشقين المحليين وهو ما لم يحدث، كما أنه لم يحصل على الدعم من الحزب الشيوعي في بوليفيا، تحت قيادة ماريو مونخي، والذي كان متوجها نحو موسكو بدلاً من هافانا. كتب غيفارا في مذكراته الخاصة التي تم الحصول عليها بعد وفاته انه كان منزعج بسبب الشكاوى حول الحزب الشيوعي في بوليفيا، التي وصفها بأنها "انعدام في الثقة، وخائنه وغبيه."

كان يتوقع أن يبقى على اتصال لاسلكي مع هافانا. ومع ذلك، فإن أجهزة الاتصال الاثنين من الموجات القصيرة التي وفرتها له كوبا كانت معيبة، وهكذا أصبح المقاتلين غير قادرين على التواصل مع كوب ولم يتم إسقاط أى امدادات لهم مما جعلهم معزولين ومحاصرين.

بالإضافة إلى ذلك، اختيار غيفارا المعروف للمواجهة بدلاً من التوصل لحل وسط كان قد سبق وأن ظهر على السطح خلال حملة حرب العصابات في كوبا، وساهم هذا في عدم قدرته على تطوير علاقات عمل ناجحة مع القادة المحليين في بوليفيا، تماماَ مثل الذي حدث في الكونغو. هذا الأمر كان موجوداً في كوبا، ولكن تدخل فيدل كاسترو ساعد في توجيهه في الوقت المناسب.

النتيجة النهائية هي أن غيفارا كان غير قادر على اجتذاب أي من سكان المنطقة المحليين للانضمام إلى الميليشيا التابعة له خلال 11 شهرا التي حاول خلالها تجنيد المجندين. قرب نهاية المشروع اشتكى غيفارا في مذكراته أن "الفلاحين لا يقدمون لنا أي مساعدة ويتحولون إلى مخبرين."



اعتقال وإعدام

تحول فيليكس رودريغيز، وهو منفي كوبي إلى مخبر لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في قسم النشاطات الخاصة, وساعد القوات البوليفية أثناء مطاردتها لغيفارا في بوليفيا. في يوم 7 أكتوبر أبلغ مخبراً القوات البوليفية الخاص بموقع غيفارا وفرقته في معسكر بواد جورو, قامت القوات بمحاصرة المنطقة، وجرح غيفارا وأسر حين كان يحاول قيادة الفرقة مع "سيمون كوبا سارابيا". ذكر "جون لي اندرسون" كاتب سيرة تشي في تقاريره عن رواية الرقيب البوليفي برناردينو اوانكا: أن غيفارا أصيب مرتين وعندما أصبحت بندقيته عديمة الفائدة هتف "لا تطلقوا النار! أنا تشي غيفارا، وأساوى حياً أكثر من ميتاً.

تم تقييد غيفارا واقتيد إلى مبنى مدرسة متهالك بني من الطين في قرية قريبة من قرية لا هيغويرا مساء يوم 7 أكتوبر, بعد يوم ونصف رفض غيفارا أن يتم استجوابه من قبل ضباط بوليفيين، وتكلم بهدوء إلى الجنود البوليفيين فقط, واحد من هؤلاء الجنود البوليفيين كان قائد طائرة هليكوبتر يسمى "نينو خايمي دي غوزمان" ووصف حالة تشي أنها " مروعة " ووفقا لغوزمان أطلق الرصاص على غيفارا في ربلة الساق اليمنى وشعره كان متعقد بالتراب وكانت ملابسه ممزقة وقدميه كانتا مغطاتين بأغماد الجلود الخشنه, وعلى الرغم من مظهره المنهك يروي غوزمان أن " تشي رفع رأسه عالياً ونظر للجميع مباشرة ولم يسأل عن شيء إلا الدخان ". يقول دي غوزمان إنه "أشفق" عليه وأعطاه حقيبة صغيرة من التبغ ثم ابتسم غيفارا وشكره. في ليلة 8 أكتوبر قام غيفارا على الرغم من كونه مقييد من يديه بركل الضابط البوليفي اسبينوزا على الحائط، بعد أن حاول الضابط انتزاع غليون غيفارا من فمه كتذكار. في مثال آخر للتحدي، بصق جيفارا في وجه الاميرال البوليفي اوجاتاشى قبل إعدامه بوقت قصير.

في صباح الغد في 9 تشرين الأول طلب غيفارا مقابلة (مدرسة) من القرية، وهي جوليا كورتيز التي تبلغ من العمر 22 عاماً, كورتيز ذكرت في وقت لاحق أنها وجدت غيفارا " رجل مظهره مقبول ولديه نظرة بسيطة ولمحة من السخرية " وخلال المحادثة وجدت نفسها غير قادرة على النظر في عينيه مباشرة لأن النظرة كانت لا تطاق، خارقة وهادئة. خلال المحادثة القصيرة شكا غيفارا لكورتيز عن الحالة السيئة للمدرسة مشيراً إلى أنها مضادة لتربية وهو من غير المتوقع أن طلاب الكامبيسينو يتعلمون هنا في حين ان " المسؤولين الحكوميين يحصلون على سيارات مرسيدس "... قائلاً ان هذا هو ما نحاربه.

وفي صباح ذلك اليوم يوم 9 أكتوبر أمر الرئيس البوليفي رينيه باريينتوس بقتل غيفارا, كان الجلاد يدعى ماريو تيران رقيب نصف مخمور في الجيش البوليفي الذي كان قد طلب إطلاق النار على تشي استناداً إلى حقيقة أن ثلاثة من أصدقائه يدعون "ماريو" من الفرقة (ب)، قد قتلوا في وقت سابق من قبل عصابة غيفارا المسلحة خلال الاشتباكات. لجعل الأعيرة النارية متسقة مع القصة التي كانت الحكومة تخطط بنشرها للجمهور امر فيليكس رودريغيز بإطلاق النار بعشوائية حتى يبدو أن غيفارا قد قتل في خلال اشتباك مع الجيش البوليفي.


قبل لحظات من إعدم غيفارا سأل عما إذا كان يفكر في حياته والخلود. أجاب : "لا أنا أفكر في خلود الثورة." ثم قال تشي غيفارا للجلاد " أنا أعلم أنك جئت لقتلي اطلق النار يا جبان انك لن تقتل سوى رجل. " تردد تيران، ثم أطلق النار من بندقيته النصف آلية، لتصيب غيفارا في الذراعين والساقين, ثم سقط غيفارا على الأرض وعلى ما يبدو قضم رباط معصميه ليتجنب الصراخ, ثم أطلقت عدة أعيرة أخرى، مما أدى إلى إصابه قاتلة في الصدر الساعة 1:10 هذا كله وفقاً لرودريغيز. اصيب غيفارا بتسعة أعيرة نارية في مجموعهم, شمل هذا على خمس مرات في الساقين، مرة واحدة في كتفه الأيمن والذراع الأيمن، ومرة واحدة في صدره، وطلقه واحدة في الحلق.

يتبـــــــــع

[/justify]
[/justify]
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________


شكرا لكِ يُونا . على الطقم الأكثر من رائع

التعديل الأخير تم بواسطة باندورا/ραиɒσяα ; 12-19-2017 الساعة 03:18 AM
رد مع اقتباس