عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-24-2017, 04:07 PM
 
Post ذهبية : راحتي بعد الفقدان... هي معك

[img3] https://c.top4top.net/p_721z0t350.png[/img3][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://d.top4top.net/p_7210tc151.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]






[COLOR="Mintcream"]



[/COLOR]
سرت في درب الحياة ألاحق ما أريد،
ولكني لم أصل إلى حيث سعيتُ أو تخيلتْ،
وانتهى كل شيء حلمت به.






أوقفتُ خطواتي واستدرت للخلف أُمعن النظر لَربما انحرفت عن طريقي،
أبصرتُ نيراناً هوجاء مشتعلة تسابق دخانها كي ترتفع في السماء، نيران كالتي في صدري منذ اليوم الذي انحرفتْ فيه سيارة أبي من تهورِ الابن المدلل للثري
ناصر عمّار،

حيث هوت السيارة من على الجرف آخذتا معها حياة أبي..أمي.. نشاط أختي..وبصر زوجتي ..فقدان طفلي، ومعهم مات قلبي.
لم يكن ما أريد جميلا ولا لذيذ إنه هوس في تسبب الألم والمعاناة لمن جعلني أتجرع سُـمَّ الـيُتمِ وأبتلع بغصَّةٍ مرارة ريقي،
أذكر جيدا سعادتي..آمالي.. وأحلامي التي بنيتها أنا وفتاتي،
أذكر جيدا سعادة عائلتي في يوم زفافي، ولكنها لا تقارن بالسعادة التي شعرنا بها عند علمنا أنه سيكون هناك فردٌ أحتضنه..أَقبله.. وألاعبه، وقد تجادلنا بوئامٍ على اسم بطلنا البكرِ فلذة كبدي..قطعة روحي.. و فرحة عيني.
نظرتُ مرة أخيرة للقصر المشتعل واختفيتُ ماشياً خلف اشجارِ التين الكثيفة وصفاراتُ الاسعاف والشرطة قد ملأت الاجواء صخباَ.


****************

دخلتُ لشقتي رقم 10 ، الطابق رقم 03 ، العمارة الأولى ، الشارع رقم 51 تسلسلٌ متشابكٌ في الأرقام كتسلسل لياليَّ وأيامي، كل ليلة أرقد وحيد والألم في قلبي لا يتركه بل عنيد،
أنام والبرد ينخر ويُـبدد الدفئ من أحاسيسي، لا أرتعد ولا أتجمد.. بل أترك انتقامي يتغذا بذكرياتي.
جلست على سريري وتفقدت حضني وكيف تخيلـتكَ فيه يوما يا طفلي..وكيف تخيلتك يوما أنيس شيبتي،
وكيف كانت أمكَ تخاطبك في بطنها وتقول يا حبيبي..
أوقفت تدفق ذكرياتي ولحظاتي الجميلة، تكورتُ في فراشي وما من فراقٍ لآهاتي، لأغفو وأغادر العالم وقد استغفرتُ وذكرت ربي.


****************


لم أعلم أني في يوم ما سأصبح حاقداً منتقماً، ولكن اللوم يقع على من حطم فرحتي وحلاوة دنياي.
صوت المذيعِ من تلفازي الذي لا أدري متى آخر مرة أغلقته جذب انتباه كل حواسي


: .... عصر أمس قصر آل ناصر عمَّار احترق بالكامل وقد نجو بمعجزة اذ كانوا في حفل خارج القصر...


: أعماركم مازالت طويلة..


أغلقتُ التلفاز و لي رغبة قوية في رميه على النافذة ولكن صورتها التي تركتُها فوقه، أوقفتْ كل غضبي بل عوضتني عنه هدوءً
لم أستطع مقاومة رؤيتها أكثر، لم أصبر على بعدها والإشتياق لها كل يوم يزيد
ويكبر، وهي التي طلبت رؤيتي وكأنه بامكاني تحمل قربها بدون انفجاري بكاء وليس من شِيم الرجال النواح كالنساء.



****************

سرت في الممرات وأنا أستنشق رائحة المعقمات وأعاتب قدميّ لأنها استجابتا لي وساقتاني الى حيث تركتها منذ أيامٍ عديدة، فتحتُ باب غرفتها فكانت زوجتي كما عرفتها دوما متجلببةً برداء الصلاة فوق سجادتها تدعو ولكن لا مصحف أمامها كما آلفتُ رؤيته، اخترق صوتها صميم ضميري وهي تدعو الله بدموع منسكبة


: اللهم يا ربي أجب دعائي وانت أرحم الراحمين اللهم إنك قلت أدعوني أستجب لكم..ها أنا أدعوك يا مجيب.. اللهم رد عليّ بصري بالخير يا رب يا رحمان.. يا الله لا تحرمني من رؤية حروف كتابك الكريم... اللهم رد عليّ نظري حتى أتلو القرآن ويرتاح قلبي به..

اللهم يا كريم رُدّ إليّ زوجي و لا تحرمني يا رحيم من عبادتك معه...



جلستُ على السرير أنتظر انتهائها، وكأنها عرفتني فقد ختمت دعائها بالصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، واستقامت مندفعة نحوي ولم أخرج من صدمتي إلا عندما شدت الحُضْنَ عليْ لأحتضنها بقوة أكبر وقد أنهكني التعب،
و بدأت عتابها المحبب


: كيف تهجرني وما يعزِّيني هو قربكَ.. صحيح عيناي لا تراكَ ولكن جراح قلبي كانت لتشفى لأنكَ بجواري، أُسند رأسي على كتفك وتفعل المثل لنرتاح سويا.



: أنا آسف... كنت متعبا ولم أعلم أن راحتي هنا معكِ.



: يا روح قلبي نحن معا في هذا.. وما المآسي إلا ابتلاء فكن صبورا يا قصي يرحمنا الله... والذي خلقني أنني أحببتك فيه.



ابتسمت ببشرى، وراحة ملأت قلبي واستكانة لها روحي



: أحبكِ الذي أحببتني فيه.







وما يأتينا من الله شيء هو حكمة منه.. و هو خير لنا،



فلنرضا بما قسّم الله لنا وسنرى رضاً عظيم على أنفسنا.




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



كيفكم أحبتي في الله؟؟



ان شاء الله تكون في صحة رائعة، وأيام طيبة جميلة


اولا بشكر ياجيما سان حب3 على تصميمها المتقن المذهلحب7



أحببت هذه القصة كثيرا، وأحببت أن تشاركوني وكتبتها بمشاعر أتمنى ان تصل...


وبتمنى انكم استمتعوا معيهع5





أحببت هذه القصة كثيرا،

وأحببت أن تشاركوني وكتبتها بمشاعر أتمنى ان تصل...

وبتمنى انكم استمتعوا معيهع5


و في أمان الله وحفظه


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][img3] https://e.top4top.net/p_721g70wi2.png[/img3]

.

__________________
مهما زاد عنائي
لا يمكن أن أنساك
حتى إن تنساني
باقية لي ذكراك
لأن الروح داخلي
لا زالتْ تهواك


نبع الأنوار ايناس نسمات عطر

التعديل الأخير تم بواسطة lazary ; 12-24-2017 الساعة 04:31 PM
رد مع اقتباس