عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-31-2017, 04:20 PM
 
[img3]https://gulfupload.com/do.php?img=33279[/img3][align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('https://gulfupload.com/do.php?img=33280');"][cell="filter:;"] [align=center]






كَـان وَاقفًا في إِحدى الأزِقَّة مسْنِدًا رِجلَـه إلَى الجِدَار

وَاضِعًـا سبابَته وإبهَـامه عَلى ذَقنهِ مفكِّرًا ..

كَان يَرتَدِي لِبَاسًا عَاديًّا ،، الذي كَان عبَارة عنْ بِنطَـالٍ أزرقٍ داكِن

وقَميصٍ أبيضٍ عَليهِ خطُوط عرضِيَّةٌ باللَّونِ الأحمَرِ

التِي تَدلُّ على أنَّه شَخْصٌ عَادِيٌّ ، حرَّكَت نسمَات الهوَاءِ العَليلَةِ خَصَلات شَعرهِ النِّيليَّة

حينَها بَرقَت عيْنَاه الرَّماديَّتان ، مَرَّ علَيه فتًا كَانَ يرْكُضُ ،، لِيُصْبحَ فِي ذَلكَ الزّقَاق الضَّيّقِ ..

اخْتَبئَ وَراء كَومَةٍ منَ النِّفَاياتِ المَوجودَةِ هُنَاك ، نَظرَ إِلَيْـه صَاحب الشّعر الأزرق لِوَهلَةٍ

فطلَب منْه ذَلكَـ الفَتى أن يَلْتزِمَ الصَّمتَ بِوضْعِ سبَّابتِه علَى شَفَتيْهِ ..

استَدار "مِيكاري " غيْـر مهْتمٍّ خَارجًا من ذلِك الزّقَاق ..

كَانت سَتكُون نهايَتُه لَو لَم يبتعِد بِضْعَ سنْتيمِتراتٍ ، فهَاهي الرَّصاصة تَعبرُ في الهوَاءِ بمُحَاذَاته ..

لتَصطَدِمَ بمَخزن البَريدِ ،، وَجّه نظَرَه لمصْدَرِهَا ، فإذَا بِهِ يَرَى أربعَة رجَـالٍ ضِخَـام الجُثّـةِ ..

يَرتَدُونَ لِباسًا رَسْميًّا وَنظَّاراتٍ سوْداءٍ شَمسيَّةٍ ، يَحمِلُ أحدُهم مُسدَّسًا فِضيَّا ،،

لَم يشْغَل بالَهُ كَثِيرًا ، فربَّمَا يكُونون أحَد العُملاءِ الذينَ ينتَمونَ إلى أَكبَرِ شركَةٍ في اليَابان ..

وهُم الآن يَلحَقُون بأحدِ السَّارقين ، هَذا ماكانَ يَظّنّه " مِيكَاري "

تَابَعَ طرِيقَه بهُدوءٍ واجتَازَهم دُون أنْ يَلْتَفتَ لهم ، اسَوقفه صوتٌ خَشنٌ ..

لَرُبَّما أَصبَحَ هكَذا بسَبب السَّجَائر : [ إِلَى أيْنَ أنتَ ذَاهبٌ ؟ ]

وَقَفَ " ميكَاري " موَجِّهًا لهُم ظَهرَه وابْتسمَ بسُخريةٍ : [ ومَا شَأْنُـكـ ؟ ]

غضبَ صاحِبُ الصَّوتِ الخَشِنِ : [ لَا تُجِبْ علَى سُؤالي بسُؤالٍ آخر ]

رَدَّ علَيْه : [ مَن أنتَ لِأُجيبَ عَليْكـ ؟ ،، لَستَ سوَى حشَرَةٍ في نظَرِي ! ]

اِزْدَادَ غَضَبُـه وَ كَان سَيُطلقُ عَليْه النَّـار لَوْلاَ " ميكَارِي " الذِي قَاطَعَه بِقَولِه : [ لَقدْ أَخَـذتَ كَـثِيرًا

منْ وَقْتِـي ، إِلَى اللِّقَـاء أَتَمَنَّى أَن لا نَلتَقِـي لَاحِقًا ]

فَهِم " جُون " أَنّ " مِيكَارِي " يرِيدُ إِنْهَـاء الأَمرِ بِسُرْعَةٍ ، فَوجّه فَوْهةَ مُسَدسِه لَـه ،

سَمَع " مِيكَاري " صَوْت إطْلاقِ النّـارِ فَأغْمضَ عينَيْه ..

رُبمَـا الأَجَل بَعِيد عَنهُ بِثوَانٍ فَقَط ،، مَرَّت دَقِيقَة كَامِلة ، فَتحَ عَيْنيْه مُسْتَغربًا ، ألَم يَكنْ هُو الضَّحيَّة ؟

إِذَن .. لِمَـاذَا لَم يشْعُرْ بالأَلَم ؟ بَـل لِمَاذَا لَم يَمُت ؟ اِستَدَار لِيَتَأكد مِن الْوضْـع ،،

فَلَم يَلْقَى سِوَى تلْكَـ الجُثَّة الضَّخمَةِ مُلقيةً عَلى الأَرْض وَسطَ بِركَة الدِّمَـاء

اصْطدَمَ " مِيكاري " مِـن المَنْظر ، كيْـف حَدثَ هَذَا ؟ لقَد حَدَثَ كُلّ شَيءٍ بِسُرعةٍ ..

اِزْدَادت صَدْمَتُهُ عِنْدَمَا عَلِم أن الْقَاتِلَ هُوَ ذَلِكَ الفَتَى الذي اخْتَبَئَ ورَاء النِّفَاياتِ ..

كَان يبْكِي !! نَعَم .. لَقَد كَـانتْ دُمُوعُه تَرسُم نهرَيْنِ علَى وَجنَتيْه الصَّغِرتيْنِ ..

ويَداه اللّتَان تحْملَا المسَدّس تَرتجِفَان ،، جَال بعَيْنيْه في ذَلكَ الشَّارِع ..

وكَأن الزَّمنَ توَقَّف .. !! الجَمِيعُ سَاكنٌ عَلَى آخرِ وَضعِيَّةٍ لَهُ ..

فَهَذا الخَضّار كَانَ يَضعُ الجَزَرَ في الكِيسِ ، تَرَك عمَلَهُ وأخذ يَنْظُرُ للجُثَّةِ

وتِلْكَـ الفَتَاة كَانتْ تَلْعَبُ بالحَبْل ، تَرَكَت لُعبَتَها ورَاحَت تنْظُر للْجُثَّة .. مابَالُ هَؤُلاَء ؟

هَلْ مَوْتُ هَذَا الشَّخْصِ قَدْ أجْبَرَهُم عَلَى التَّجمُّدِ ؟؟

أَمْ أنَّهُم صُدِمُوا لهَذَا المنْظَرِ ؟ ~> هكَذَا كَان يُفَكِّرُ " مِيكَاري " ..

لَمْ تَدُم لَحَظاتٌ حَتَّى بدَأَ الجَميعُ يَصرُخ فرَحًا !!

" ميكَاري " في نَفسِهِ : { هَلْ جُنَّ جُنُونُهم هؤلَاء ؟ مَاهذَا التَّغَيّر الجِذْريّ الذي حدَثَ فجْأة ؟!! }

قَطَعَه ذلِكَـ الجَيْش الذي حَملَ الفتَى عَاليًا { هَلْ هَذِه الحادِثَة كَانُوا يتَمنَّونَهَا ؟؟ لا خِيَار آخر . .

فهَذا يفَسّر فرَحهم المُفرِطِ !! } بعد لَحَظَاتٍ مِن هَذَا المِهْرَجانِ وَصلَتْ سيَّارة الشُّرطَة والإسْعَافِ ..

حُمِلَتِ الجُثّة للمُستَشفَى بعْد عِدَّة عَملِيَّاتٍ مَعروفَةٍ ، أما الثلَاثة الرجالِ البَاقينَ ..

قَد اتَّجَهَت بِهِم الشُّرطَة للسِّجنِ !!

{ أَلم الذِي يُفتَرض أنْ يَذْهَبَ للسِّجْنْ هو الفَتـى القَاتل ؟! }

[ أووه ،، وَأخِيرًا انتَهيْنَا منهُم ، سَنَعيشُ بأَمانٍ بعْد اليَوم ! ]

وَجّه نظَرهُ للفَتَاةِ الصَّغيرَة ، كَانت تتحَدَّثُ بِسَعَادةٍ فارِطَةٍ ، رُبَّما كانُوا أسوءَ الأشخَاص هنا !

قالَ آخَرٌ بانزِعَاج : [ لقَد كَانُوا يَأخذونَ جمِيع الأَموال التِي كانتْ تُعطيهِ لي أُمِّي ، إنَّهُم مُتَوَحشُونَ ]

أضَافَت تِلْكَ الفتَاة التِي لَم تَكُن منْزعجَةً أَبدًا : [ حَسنًـا ، لَقَد انتَهى كُل شيْء ، وسَأصْبِحُ ثَريّةً جِدًّا ..

إن لَم يَسْرق مَالِي أحَد ، وسَأشْتَري كَثِيرًا من الحَلْوَى ]

غَيَّرَ " مِكَاري " رَأْيَه ، فَهَؤُلَاء لَيْسُوا بِعُمَلاء .. إنَّما هُم رِجَالُ عِصَابات [ لا يُهِـمّ ]

قَالهَا بعَدَم اهتِمَام ، ثم وَضَع يدَيهِ بِجَيْبيْه واتَّجَه لوِجهَتِه التي منَ المُفتَرَض أنّه بِهَا الآن ..







[/align] [/cell][/tabletext][/align] [img3]https://gulfupload.com/do.php?img=33281[/img3]
__________________

مشكُورَة الأخت R O Z I T A على العيدية
رد مع اقتباس